رواية مالك
المحتويات
أن تعيش معها أجمل أيامهما كيف يمكن للقدر الذي جمعنا مرة أخرى أن يفرق بيننا بهذا الشكل الشنيع والممېت
لا تذهب أرجوك
لا تتركني الآن
مازال لدينا الكثير لنعيشه ياحبيب القلب وخليل الفؤاد ..
تمسك بأنفاسك قليلا أنا في طريقي إليك
أرجوك أن تعاند لتبقى!!
أن تصمد لأجلنا لا لأجلي ..!!
صف السائق سيارته أمام المشفى فاندفعت إيثار لتهبط عنها بسرعة رهيبة ركضت للداخل وهي تتلفت حولها لتسأل أيا ممن يقابلها ..
آآ ... في واحد عمل حاډثة وو...
ردت عليها الممرضة مقاطعة إياها وهي تهز رأسها بحزن
الأستاذ اللي عمل حاډثة بيجهزوه فوق للعمليات .. ربنا يستر !!!!
كانت كلماتها كالمادة شديدة الاشتعال التي سقطت فوق كتلة من النيران لتزيد من توهجها واستعارة ألسنتها فركضت نحو الدرج لتصعده راكضة بينما لحقت بها روان وهي تركض بخطاها السريعة ..
مدت إيثار يدها لتوقف أحدهم وجاهدت لتلتقط أنفاسها وهي تذرف العبرات بغزارة من فرط الدموع والقلق والذعر والخۏف وكل تلك المشاعر المكمونة داخلها ثم هتفت بصړاخ قوي هز الأرجاء
دكتور مالك فين فين مالك!!
رد عليها الطبيب وهو يقبض على شفتيه بقوة
_ تركته وركضت إلى حيث أشار ...
تجمدت عند عتبة بابها ..
أصابتها الصدمة ..
توقف القلب عن النبض للحظات عندما وقعت عيناها عليه راقدا على الفراش يحيطه من كل جوانبه بقعا من الډماء..
غير شاعر بما يدور من حوله ...
وركضت نحوه ..
مينفعش تسيبني فوق وكلمني .. مستحيل ربنا يرجعك ليا عشان ياخدك مني بالشكل ده !
اختنقت نبرتها أكثر وهي تتابع
مالك متسيبنيش خليك معايا.. أنا ھموت لو جرالك حاجة .. آآآآه رايح فين وسايبني !
هزته پعنف من كتفيه وهي تصرخ فيه پبكاء حارق
قوم رد عليا وأتخانق معاياااا
فتح مالك جفنيه بصعوبة جاهد للالتفات برأسه ولكن لم يستطع..
آآ إ يثار
!
حبست أنفاسها بړعب وانتظرت منه أن يكمل
أنا .. آآ. ه.. آآ.. هاموت !
صړخت فيه بفزع متوسلة إياه
اسكت ارجوك هتقوم وترجعلي بس امسك في الدنيا .. عاند عشان خاطري لأخر مرة !
نظر لها بثقل ورد عليها بصعوبة واضحة
ب.... ح... حبك ھموت وآآ ...أنا بح.. بك .. !!!
خليك عشاني انا بأحبك .. بأموت في كل حاجة منك ماتسبنيش ! طب .. طب عشان خاطر بنتك .. دي ريفان محتجاك وانا كمان أنا مقدرش اعيش من غيرك .. ارجوك خليك عشاني !!!!
بدأ جفنيه في الإنغلاق رويدا رويدا وكأن روحه تختطف .
شعرت إيثار بشيء مريب في الأمر ..
آآ... انت.....!
ابتعد عنها وهو مازال ممسكا بها ثم نطق بتسلية وهو يمسح على وجهها برفق وحنو بالغ
انا الحمد لله سليم .. وانتي اعترفتي بحبك وډخلتي القفص ومش هتخرجي منه إلا على چثتي يامراتي وأم ولادي وشريكتي وحبيبتي ورفيقة دربي !
احتضن وجهها بين راحتي يده ونظر لها بعشق وشغف واضح .. ثم تابع بنبرته المشتاقة إليها
انتي الحياة بالنسبالي ومن غيرك يا حياتي أنا ممكن أموت.... .............................. !!!
...............................................................
الفصل الثاني والثلاثون الأخير الجزء الأول
تحول خۏفها الشديد عليه إلى ڠضب مبرر بعد أن كشف أمامها خدعته الممېتة التي جعلتها تعترف بحبها اللا محدود له ظنا منها أنها تفقده للأبد ..
نظر لها مالك بأعينه التي تعشق أدق تفاصيلها وتلذذ برؤية تحولها من الخۏف للعبوس للتلهف .. تلك المشاعر التي دائما تشكل جزءا هاما من شخصيتها الرقيقة ..
حاضر .. انتي بس أؤمريني وأنا هانفذ على طول يا مولاتي !
ها يا مالوك أنفع أكون ممثلة !
ارتبكت إيثار حينما رأت روان بالغرفة فشعر مالك بحرجها وأرخى قبضتيه عنها وتراجعت هي سريعا للخلف لتعتدل في وقفتها ..
تحركت روان صوبهما وهي مسبلة عينيها للأسفل بخجل واضح ..
نظرت إيثار لها ووضعت يدها على منتصف خصرها وعاتبتها بحدة
وانتي كمان كنتي شريكة معاه وعارفة باللي ناوي يعمله !!!
دنت منها روان وحاوطت كتفيها بذراعها ثم أسندت رأسها على كتفها وردت بتنهيدة حارة
معلش بقى يا ريري ... الحب پهدلة وانتي عرفاني ضعيفة قصاد الحب
ردت عليها إيثار بإمتعاض ظاهر في نبرتها
ماشي يا روان ليكي يوم وأكيد طبعا السواق وراوية كانوا معاكوا في الفيلم ده
رد عليها مالك بتساؤل متباهيا بنفسه
أنفع أكون مخرج سينمائي صح
هتفت فيه إيثار بغيظ
انت مخرج بايخ ودمك تقيل !
ضحكت روان على عصبيتها بينما نظرت هي إلى كليهما بعتاب واضح لكنها لن تنكر شعورها بالإرتياح الكبير لكون حبيب فؤادها بخير .. .
.....................................
على مدار اﻷيام التالية حاصر مالك إيثار بحبه اللا محدود وأمطرها بعشرات الباقات من الورود المختلفة مع مزيد من خواطره التي أذابت باقي الجليد في قلبها ..
كانت تستعد كل يوم وهي ذاهبة إلى عملها إلى مفاجئة غير متوقعة منه ..
وهو لم يخيب ظنها .. فشغل عن عمد كل تفكيرها .. وأصبح مسيطرا عليها بدرجة كبيرة ومستحوذا على أغلب وقتها .. فيومها يبدأ معه في
شركته وينتهي في الفيلا مع ابنته الصغيرة ..
كما نجحت هي ببراعة في التوفيق بين عمليها واستطاعت أن تثبت أقدامها في الشركة ...
ورغم وعدها لأخيها بألا ترتكب أي حماقات بدون علمه إلا أن قلبها أجبرها على عدم اﻹنصياع لعهدها معه .. واختلقت اﻷعذار لتلقاه مصادفة عبر الشرفة في منزل عمتها ..
ها هي تكرر أفعال أخيها السابقة مع إيثار لم تكن تتصور أنها ستفعل مثله ولكن الحب جنون و يمكن أن يجبرك على فعل الحماقات ..
كانت
يوما بعد يوم تزور عمتها بحجة مرضها وأنها بحاجة إلى الرعاية ثم تتوجه إلى غرفة أخيها لتلج إلى الشرفة
وتلتقي به ..
رفعت عيناها للأعلى لتنظر إلى عينيه المتيمة بها .. فتبتسم بسعادة وتطمئن عليه وتشد من أزره وتشجعه على الصمود أمام عناد أخيها ...
وهو يستمد من دعمها الطاقة الإيجابية التي تعينه على المقاومة وتدفعه إلى عدم اليأس والسعي لفعل المزيد من اجلها هي ...
همس لها بتنهيدة والهة
وحشتيني
ردت عليه روان بنعومة هامسة
وانت كمان !
تابع قائلا بصوت خفيض متمنيا
ربنا يهدي أخوكي ويرضى عني
ردت عليه بتضرع
يا رب .. معلش يا حبيبي هو بس دماغه ناشفة شويتين لكن آآ....
قاطعها قائلا بتحمس
انتي بتقولي ايه !!
إنتابها القلق من تبدل حاله وتحول نظراته للجدية الشديدة حتى بات يخترقها بعينيه المحدقتين بها بثبات عجيب فازدردت ريقها وهمست بتوجس
أنا بأقولك إن مالك آآ....
قاطعها مجددا وهو يهز رأسه نافيا
ﻷ مش دي اللي بعدها !
توردت وجنتيها بحمرة هائلة .. وارتبكت أكثر من تلميحه الغير معلن .. وعضت على شفتها السفلى بخجل بائن للعيان ...
تنهد متأثرها من حيائها و أردف قائلا بصوت آجش
نفسي أسمعك بتقوليهالي تاني !
أسبلت عينيها وهمست بتلعثم
أنا داخلة قبل ما حد يشوفنا
رد عليها بتلهف وهو يستعطفها
لأ ماتمشيش استني بس
رفعت رأسها للأعلى لتنظر إليه مرة أخيرة قبل أن تهمس له بصوت رقيق التقطته أذنيه ببراعة
سلام يا ... يا حبيبي !
وما إن قالتها حتى ركضت بخطوات متعجلة لتختفي من أمام أنظاره العاشقة لها ...
تشكل على ثغر عمرو إبتسامة فرحة وهو يرى بنفسه انعكاس الحب عليها ..
تنهد بعمق أكثر وأغلق النافذة وهو يتعهد لنفسه ألا يستسلم ليأسه .. بل سيقاتل من أجلها حتى يظفر بها ...
شجعت إيثار أخيها على محاربة أي عوائق تحول دون ارتباطه الرسمي بمن أحبها ..
ولم يتردد عمرو في تكرار المحاولة ومقابلة مالك مجددا حتى لو تعامل معه بفظاظة وجفاء فروان تستحق المقاتلة من أجلها ..
لقد كانت أخته نعم السند له ودعمته كثيرا في أصعب أوقاته ..
تمنى لو كان مثلها يملك قلبا حنونا متسامحا منذ البداية وقادرا على الصفح والغفران .
ود لو عاد به الزمن للوراء ليعدل عن قراره المتعنت بحرمانها من حبيبها ويجني عليها بزوج لا يعرف إلا غرائزه الحيوانية فقط ..
هو ندم وتاب .. وأخلص في سعيه الجاد نحو علاقة جادة شرعية ..
شعرت إيثار بالفخر من تصرفات عمرو الأخيرة وطموحه التي لا تنتهي .. فقد تبدل للأفضل .. وصمد أمام تحديات مالك المتشددة .. حتى حانت لحظة المواجهة من جديد ..
..
وبالفعل في ميعاده المحدد كان يلج إلى المطعم وعيناه الحادتين تبحثان عنه ..
رأه من على بعد فنهض عن مقعده وتأهب لمصافحته ..
وتلك المرة مد مالك له يده ليصافحه في بادرة ودية مطمئنة ..
اخبارك ايه
رد عليه مالك بإيجاز دون أن تتبدل ملامحه الجامدة
تمام
تنحنح عمرو بخشونة قبل أن يتابع حديثه بجدية
قبل ما تقول أي حاجة أنا عاوز اعتذرلك عن أي أذية اتسببت فيها ليك زمان !
انتبه له مالك وحدق فيه بثبات .. بينما تابع عمرو بنبرة زرينة
أنا محقوقلك يا مالك وآآ..
أطرق رأسه خجلا وصمت للحظة ثم تابع بنبرة شبه نادمة
وكنت عاوز أقولك إني زمان لما فكرت في مصلحة أختي كان من وجهة نظري أنا ومفكرتش في اللي هي عاوزاه ونفسها فيه !
انتصب مالك بكتفيه وبدى على تعابير وجهه الإهتمام ..
أخذ عمرو نفسا عميقا ليسيطر على حاله قبل أن يختنق صوته أكثر وتابع بتوتر
أنا .. أنا قبل ما أجني عليها جنيت عليك إنت وظلمتك .. !
أغمض عينيه أسفا وتابع بخزي وهو يتذكر أفعاله النكراء مع شقيقته
ويمكن ظلمي ليها كان أصعب منك بمراحل هي فضلت
متمسكة بيك لأخر وقت وأنا أجبرتها على واحد مكانتش عاوزاه وهددتها إني هأذيك وهي .. وهي خاڤت عليك وضحت بنفسها عشان بس تحميك مني !
هي قاست وتحملت وضحت وهو اعتقد أنها خائڼة ..
أخرجه عمرو من شروده قائلا بندم
أنا لو الزمن يرجع بيا لورا كنت هاعوض إيثار عن كل لحظة اتغابيت عليها فيها وحرمتها من حبها !
استشعر مالك صدق نواياه وتوبته الحقيقية عن أخطاء الماضي .
هو أصبح متأكدا أنه قادر على إسعاد أخته بحق و لا يلعب بها ...
نعم لقد غيره العشق للأفضل .. ورأى أمامه عمرو جديد ذو شخصية مختلفة متفاهمة محبة تعترف بأخطائها وتحاسب نفسها على أفعال الماضي ..
ظل مصغيا إليه دون أي مقاطعة حتى سأله الأخير بترقب
مالك ! إنت موافق أخطب أختك
رد عليه مالك بتساؤل غامض
وايه اللي جد عشان أوافق المرادي
أخذ شهيقا عميقا وزفره على مهل ثم أجابه بجدية دون أن تطرف عيناه
لأني بأحب روان بجد ..!
مال بجسده للأمام وتابع بنبرة أكثر صدقا
وصدقني أنا هاسعدها وهاعمل أي حاجة عشان تكون ليا !
ظهر شبح إبتسامة خفيفة على ثغر مالك ورد عليه بنبرة هادئة
سيبني أفكر في اللي قولت عليه وبعد كده هارد عليك
نظرت إيثار لأخيها بود وردت عليه بسعادة
إن شاء
متابعة القراءة