رواية مالك

موقع أيام نيوز

الثابتة وحاولت سحب يدها من بين أصابعه لكنه لم يتركها فهتفت بنبرة حادة لكنها مرتعدة 
سيب .. سيب ايدي !
تلوت بها محاولة تحريرها لكنها رفض تركها .. وابتسم بغرور واثق وهو يرسل لها رسالة ضمنية أنه متحكم بها قادر عليها ..
حدقت هي فيه بتخوف وإنهار قدر كبير من ڠضبها بسبب تأثيره الطاغي عليها وتابعت بقلق ظهر في نبرتها 
بأقولك سيب ايدي !
أرخى أصابعه عنها وابتسم بتباهي وهو يقول لها 
إنتي شايفة إن أنا عملت كده عشان أنتقم منك 
ردت عليه بحدة 
ايوه !
أرجع مالك ظهره للخلف ونظر لها مطولا قبل أن يردف قائلا بغموض 
طب وليه مش عشان أنتقم من اللي عمله أخوكي فيا زمان وأخليه يجرب شوية من اللي شوفته على ايده !
رفعت حاجبيها للأعلى وانقبض قلبها بتخوف وهتفت بنزق وهي تنهض من مكانها 
يعني إنت .. ناوي آآ..
بدت الكلمات تخرج من شفتيها بصعوبة وهي تتخيل تكرار الماضي بما فيه من قسۏة ومعاناة مع أخيها وروان ..
شحب لون وجهها وزاغت أنظارها وهي تستعيد شريط ما حدث ..
رأي مالك في نظراتها وتعابيرها المصډومة ما جعله يتراجع سريعا عن زعمه بالإنتقام من أخيها ..
نهض عن مقعده ودار حول مكتبه ليقف قبالتها ثم أردف قائلا بإبتسامة هادئة 
مع إن أخوكي يستاهل يدوق الغلب اللي أنا شوفته بس آآ..
توقف عن إتمام جملته حينما رأى العبرات تترقرق في عيني إيثار ..
قفز قلبه في قدميه هلعا ومد يديه ليمسك بكفيها وهو يقول بتوجس 
إيثار مټخافيش ! أنا مش زيه والله أنا بس كنت عاوزه يتربى ويعرف إن الظلم وحش صدقيني أنا عمري ما كنت قاسې أنا يمكن كنت بأدعي ده بس والله أنا مش كده أنا بأحبك ! سمعاني بأحبك !
وكأنها كانت في عالم أخر غير منصتة لما يقوله ولا إعترافه المتكرر بحبها ..
هزها بقوة لتنتبه لها وتابع قائلا بنبرة متيمة وهي معلق أنظاره بعينيها 
أنا بأحبك يا إيثار بأحبك !
أفاقت من شرودها المؤقت على صوت كلماته ونظرت مباشرة في عينيه ..
تلك الأعين التي طالما تأخذها في عالم أخر .. 
عالم تمنت أن تعشه وأن تظل عالقة به للأبد ..
ابتسم لها وجذبها من كفيه إليه وهمس لها بحرارة ألهبت وجنتيها وأعادت الدموية في وجهها 
لو كنت أعرف إن خناقتي مع عمرو هاتجيبك لحد عندي كنت عملت ده من زمان
انتفضت إيثار بتوتر كبير من تأثير كلماته الخطېر عليها .. 
وأدركت أنها محاصرة منه ..فحاولت التملص من يديه المحكمتين حول معصميها وهتفت بإرتباك ملحوظ استلذه بشدة 
آآ.. ابعد عني س.. سيبني أمشي من هنا
هز رأسه نافيا بثقة ورد عليها بنبرة أكيدة 
لأ يا إيثار مش هاسيبك إنتي ليا .. وهتتجوزيني !
.
ابتسم بغرور وهو يرد عليها 
مش مصدقك كل حتة فيكي بتقول العكس إنتي بتحبيني بس بتكابري إنتي عاوزاني زي ما أنا عاوزك !
صاح مالك بحدة وهو في مكانه 
مش عاوز أقابل حد الوقتي
أتاه صوت السكرتيرة من الخارج 
حاضر يا فندم أنا كنت بذكر حضرتك بس بالإجتماع آآآ...
قاطعها قائلا بعصبية 
الغي كل حاجة النهاردة !
اللي تؤمر بيه 
قالتها السكرتيرة ممتثلة لأمره المفاجيء ..
توترت إيثار وشعرت بحرج رهيب من مالك وأسرعت بالركض نحو الباب لتفر من أمامه لكنها 
احنا لسه مخلصناش كلامنا !
تلوت بجسدها بشراسة محاولة الإفلات منه وهي تقول بعصبية قليلة 
سيبني أمشي اوعى !
أرخى أحد ذراعيه عن خصرها لكنه لم يفلت قبضته عن ذراعها وتابع بنبرة جادة 
إيثار اهدي واسمعيني !
ظلت تجذب ذراعها پعنف محاولة تخليصه من قبضته وهي تقول بعناد 
ابعد عني أنا مش عاوزة أسمع منك حاجة !
كان رفضها للبقاء هو أسلم السبل للنجاة بنفسها قبل أن تنكشف كليا أمامه ويدرك أنها باتت بلا أي مقاومة لتأثير حبه ..
لكنه بالفعل يعرفها أكثر من نفسها .. وأيقن أنها مستسلمة له تماما .. لكن ينقصها الشجاعة للإعتراف بهذا إن لم تكن كرامتها تمنعها من الإقدام على تلك الخطوة ..
نظر لها بثبات وتابع بهدوء جاد 
لو عاوزاني أوافق على خطوبة أخوكي من روان يبقى تسمعيني كويس ........................................... !!!
..........................................
الفصل الحادي والثلاثون الجزء الأول 
جاهدت لتفلت ذراعها من قبضته ولكنها عجزت أبت أن ترفع عينيها لمستوى نظره حتى لا يسقط عنها قناع قوتها المزيف .. سئمت محاولاتها الفاشلة أمام إصراره القوي على عدم إفلاتها من قبضته فتركت المقاومة واستكانت نوعا ما وأطرقت رأسها لتحدق أسفل قدميها بناظريها ..
مد هو أصابعه لطرف ذقنها وأمسك به ورفع رأسها نحوه لتنظر إليه .. 
حدق بها مطولا وأشبع عيناه برؤية بريق العشق في عينيها اللامعتين ..وهتف بنبرة هامسة لمستها على الفور 
الأيام بتعدي متضيعيش مننا لحظات ممكن نقضيها مع بعض !
شعرت أنه على وشك الفوز مجددا أمام ضعفها فما كان منها إلا التمسك بلجام القوة لكي تحتمي ورائه من تأثيره عليها .. 
فرفعت بصرها ونظرت له بشيء من الحدة وهي تهتف بثبات
أنت قولت هتوافق على جواز عمرو وروان! ياترى هتوافق ليه! 
سحب يده للخلف و رمقها بنظرات ذات مغزى .. تأمل فيها انفعالات ملامحها ثم تراجع بخطواته للوراء ليفسح لها المجال و أشار بيده لكي تمرق من جواره وهو يردد بجدية 
اقعدي عشان نكمل كلامنا ياإيثار !
ردت عليه بجمود وهي تشيح بوجهها للجانب الأخر 
انا كده كويسة !
تابعها مالك ببصره حتى جلست فدنا منها ليجلس قبالتها..
كان يطالع توترها في وجوده بتسلي عابث ولكنه جاهد لمنع البسمة التي تكاد ترتسم على محياه من الظهور أمامها ..
أخذ نفسا عميقا و نطق متصنعا الثبات 
انا هوافق بس في شرطين انتي أولهم !
تجمدت تعابير وجهها وحدقت فيه بنظرات خاوية من الحياة واستشفت من حديثه أنه ربما يقايضها عن طريق أخيها .. 
بالطبع ولما لا فسيكون هو الرابح .. 
أوهمت نفسها أنه سيضع شرط زيجته منها أمام موافقته على زواج أخيها من شقيقته..
قاطعها مالك وقد تنغض جبينه سريعا لتفكيرها هذا في حقه 
إيثار !! أكيد مش هفكر كده !
صمتت بحرج شديد لاتهامها المتهور قبل إتاحة الفرصة ليستكمل حديثه ..
تنفس بعمق و تابع بحذر 
هتيجي هنا معايا انا محتاجك جمبي الفترة الجاية !
تساءلت إيثار بإستغراب وقد ضاقت عينيها بتفكير محاولة تخمين مقصده 
هنا فين!
أجابها مالك بثقة وهو يشير بكلتا يديه في الهواء معبرا عن الصرح الذي أسسه لنفسه 
في الشركة اللي انتي شيفاها دلوقتي 
نظرت له بإستهزاء ورددت متعجبة 
وانا هعمل إيه هنا! 
ابتسم بعذوبته المعهودة و حك صدغه وهو مازال محدقا بها .. ثم تابع بلهجة مٹيرة 
متنسيش أنك خريجة حاسبات ومعلومات ده غير انك درستي إدارة أعمال قبل ما تحولي من كلية تجارة !
زفرت بخفوت بعد أن فهمت المغزى الماكر من وراء رغبته في إلحاقها بالعمل لديه فهو يريدها
أن تكون گظل له إينما كان .. 
قبضت على شفتيها وهي تنطق برفض 
بس أنا مش حابة أشتغل بالشهادة بتاعتي ومكملة في شغلي اللي اخترته بإرادتي وآآ...
اقترب مالك بجسده منها لتتقلص المسافات وهمس لها بصوت رخيم 
ومين قالك هتسيبي شغلك مع ريفان 
وبهدوء مثير للأعصاب نهض عن مقعده وتحرك صوبها ثم انحنى على مقعدها مستندا على ذراعيه ليحاصرها بقربه المربك فتراجعت برأسها للخلف 
وازدرت ريقها بإضطراب شديد ..
اشتعلت وجنتيها خجلا .. وارتبكت أنفاسها .. وحاولت البحث عن كلمات ترد بها عليه فابتسم بهدوء ليقاطعها 
انتي هتكوني هنا وهناك يعني super women ياإيثار !
زادت ابتسامته اتساعا وغمز لها .. فحدقت فيه بذهول ورمشت بعينيها لعدة مرات بتوتر بائن عليها ..
أضاف مالك قائلا وهو يهز رأسه بخفة مؤكدا حديثه 
أيوه بصراحة من ساعة ما طردت النصاب اللي كان شغال عندي وأنا بأدور على الشخص الكفء اللي يمسك شغلي خلال الفترة الصعبة اللي داخلين عليها وبصراحة مافيش غيرك أقدر أثق فيه !
ثم مد إصبعه لېلمس طرف أنفها مداعبا إياها فدفعت كفه برفق وهي تقول بتشتت 
طب.. أبعد أنا مش بأحب كده !
أراد مالك أن يعبث معها أكثر فقد أثاره وحمسه بشدة رؤيته لإرتباكها فنطق بنبرة متسلية 
ولو مبعدتش!
دنا أكثر منها لېهدد صمودها أمامه فأسرعت بتغطية وجهها بكفيها بحياء جلي منه وهتفت بصوت شبه مكتوم 
مش هوافق على عرضك! 
رفع حاجبه في إعجاب بها و اعتدل في وقفته ثم دس يديه في جيبي بنطاله وطالعها بعشق وهو يردف بجدية 
يبقى متفقين
انتظرت حتى تراجع للخلف فنهضت عن المقعد وكادت تركض من أمامه لتفر منه .. بل لتفر من نفسها الضعيفة التي ترفع رايات الاستسلام أمامه ولكنه استوقفها بعبارته التي أثارت خۏفها 
معرفتيش الشرط التاني!
استدارت ناحيته وعبست ملامحها من جديد لشعورها بالضيق من تملكه لزمام الأمور
والسيطرة عليها بصورة انتهازية وهتفت بنبرة شبه محتدة 
و ايه كمان!!
تغيرت ملامح مالك في لمح البصر من تعابير العاشق إلى الباغض والكاره ثم أجابها بتجهم وقد قست نظراته 
أخوكي ميعرفش اني موافق يعني هيفضل على ناره !!
شعرت ايثار بغصة في حلقها وهي تشفق على حال شقيقها وهتفت معترضة على أسلوبه القاسې في التعامل معه ب
س حرام كدة و..آآ..
قاطعها مالك بقسۏة واضحة كنتيجة طبيعية لإنعكاس الماضي على حالهما 
لو نسيتي وغفرتي انا لسه منسيتش ومش هنسى ولو عارضتيني ياإيثار أو حاولتي تبلغيه إني ممكن أوافق انا.....آآ
نظرت له بوجه خالي من التعبيرات لكن نظراتها كانت كافية لكي يشعر بما تعانيه .. فتوقف عن الحديث للحظة فهو لا يرغب في إتباع أسلوب الټهديد أو الوعيد معها فهي حبيبته التي لم يعشق سواها ولم يكن هذا الأسلوب متبعا مع علاقته العاشقة معها ومشاعره إتجاهها ..
عقدت ساعديها معا وحدقت فيه بنظرات مغلولة وانتظرت منه متابعة باقي تهديده
تنهد مالك بعمق وطرد زفيره وهو يقول 
من فضلك متعمليش كده !
رمقته بنظرات أخيرة حادة ثم أرخت ساعديها واستدارت فتحرك مسرعا قبالتها ومد ذراعه ليكون حائلا في طريقها ثم همس بثقة 
هستناكي بكرة الصبح هنا هتيجي تلاقي مكتبك جاهز !
ردت عليه إيثار وهي تحرك عينيها يمينا ويسارا هربا من مجابهته 
هفكر في عرضك
رد عليها مالك وقد تلوى ثغره ببسمة 
هتيجي
ان شاء الله
تجاوزت ذراعه سريعا وخطت بعجالة نحو باب الحجرة لتتركها ولكنها سمعت صوته يأتي من خلفها محملا بالهيام 
مبسوط عشان شوفتك النهاردة
ابتسمت وهي توليه ظهرها وأكملت سيرها للخارج ..
لتترك حجرة المكتب ..
شعور بالسعادة يغمر قلبها وكأن القدر يحدثها بأن أوقات الفرح قد حانت ولكن عليها فتح ذراعيها لتحتضن هذه السعادة بين ذراعيها كي لا تفر منها .. 
هي تذوقت من العڈاب قدرا ليس بالهين ورأت منه الألوان التي جعلتها تيأس من كل شيء.. 
ولكنها عقدت العزم ألا تجعل أيامها الحزينة المكدسة بالذكريات المؤلمة جدارا بينها وبين السعادة التي تنتظرها بل ستمضي تاركة خلفها كل ذلك لتعيش أياما أخرى وردية. 
...................................................................
تناول عمرو لقيمات صغيرة موهما نفسه بأنه سيكون بخير ولكنه لم يستطع فعل ذلك ..
نهض عن طاولة الطعام دون أن ينبس كلمة واحدة وفضل المكوث في حجرته والإختلاء
تم نسخ الرابط