رواية مالك
المحتويات
الغرفة ..
همس مالك لإيثار بإنزعاج
أخوكي صعب أوي
ابتسمت له إبتسامة رقيقة وهي ترد عليه بخفوت
معلش استحمل يا حبيبي
إرتفع حاجبه للأعلى وسألها بتلهف
بتقولي ايه
ردت عليه بإيجاز
استحمل
هز رأسه نافيا وهمس بإصرار
لأ اللي بعدها
ماتكسفنيش بقى
أصر مالك قائلا بتنهيدة حارة
ماتحرمنيش يا حبيبتي إني أسمعها منك قوليها تاني !
ح.. حبيبي
أرجع مالك ظهره للخلف وهتف بحماس
الله ! كمان مرة وحياتي عندك
لمحت إيثار أخيها وهو يقترب فإبتعدت عن مالك وهتفت بقلق
ششش .. عمرو جاي !
نفخ مالك بضيق وغمغم بخفوت
برميل الرخامة
وقف عمرو قبالة مالك وحدجه بنظرات باردة ثم هتف بإيجاز
رد عليه مالك بإبتسامة باردة
شكرا
سأله عمرو بنبرة وقحة
انت هاتفضل أعد كتير ماوراكش حاجة تعملها
احم لأ هاقوم .. !
ثم رسم على ثغره إبتسامة مهذبة وهو يضيف
سلملي على الحاج رحيم !
رد عليه عمرو بنبرة جافة
إن شاء الله مع السلامة
ثم تحرك مالك مسرعا إلى الخارج ..
استشاطت إيثار ڠضبا ونظرت إلى أخيها شزرا وصاحت فيه بعتاب
رد عليها بفظاظة
عاوزاني أعمله ايه هو هايفضل مبلط هنا
صاحت فيه بحنق
عامله كويس ! دي فيها ايه !
ضاقت نظرات عمرو وهتف مهددا
ده أسلوبي معاه ولو مش عاجبك أفركشهالك الخطوبة دي !
رد عليها ببرود مستفز
اه لأنه مش عاجبني
هتفت إيثار بغيظ بعد رده المثير للضيق
حضرت تحية على إثر صوتهما العالي وتساءلت مستفهمة
في ايه يا ولاد بتتخانقوا ليه
لوحت إيثار بيدها وهي تجيبها بصوت حاد
يا ماما عمرو بيعامل مالك باسلوب مش ظريف وده وحش في حقه
هدر بها عمرو بصوت غاضب
وانتي هاتعلميني إزاي أتعامل مع الناس معدتش إلا انتي !!
هتفت تحية بجدية وهي تشير بكفيها
ثم التفتت برأسها ناحية إيثار وأضافت بهدوء
هو يعامله زي ما هو عاوز
احتجت إيثار قائلة
بس آآآ...
قاطعتها والدتها بجدية
ماتعدليش على أخوكي هو بيعمل اللي فيه مصلحتك
هتفت إيثار بعصبية
ده ظلم والله
أشارت لها والدتها بإصبعها وهي تأمرها
روحي يا إيثار على أوضتك وشوفي اللي وراكي وقفلي السيرة في الموضوع ده !
كده كتير والله
يا رب هون باللي جاي
كذلك سعى زوج عمته إبراهيم في البحث عن منزل مناسب ليشتريه له بعد أن يبيع منزل عائلته الراحلة الموجود بالقاهرة ..
وبالفعل وجد ضالته المنشودة .. ورتب المسائل المادية مع صاحب المنزل واتفقا سويا على سعر مناسب للبيع.. وأبلغ مالك بهذا والذي تحمس كثيرا للأمر وطلب منه تجهيز كل شيء ريثما يبيع منزله بالقاهرة ..
كما وضع في إعتباره ألا يغفل حق اخته روان وعقد العزم على وضع نصيبها في حساب مصرفي بإسمها تستخدمه حينما تبلغ سن الرشد ..
عاد مدحت من سفرته القصيرة وسأل عن أحوال عائلته فسردت له زوجته إيمان ما حدث في غيابه وخاصة خطبة إيثار في البداية فرح لها ولكن بعد أن أضافت إيمان لمستها الخاصة من أكاذيب باطلة تبدلت ملامح وجهه للتجهم وأظلمت نظراته وتملكه الڠضب وقرر التصرف فورا وعدم السكوت عن الأمر
هتف مدحت بنبرة محتقنة للغاية
الفصل الثالث عشر
_ بداخل منزل إيثار _ أحتدت المناقشة والمشدات بين مدحت و رحيم حتى تدخل عمرو بالمناقشة ليزيد الطين بله كانت الخطبة برمتها لا تروق له عمرو ولذا وجد الفرصة قد سنحت له لإنهائها وضړب الفاتحة التي قرئت بعرض الحائط.. وما زاد من حماسته هو وجود البديل والفوري .. أي أنه لا حاجة به للإنتظار و....
رحيم وقد هدر بصوته الغاضب عيب يامدحت متقولش كده على بنتي حتى لو كانت غلطت فأنا مربيها أحسن تربية
مدحت وقد إنعقد حاجبيه بتذمر مقولناش مربيتهاش يارحيم بس الواد كل بعقلها حلاوة و...
قاطعه رحيم مشيرا بسبابته ومحذرا بصرامة متكملش يامدحت انا بنتي اشرف من الشرف ومفيش فضايح عايزين نداري عليها ولو كنا وافقنا على الخطوبة فا ده عشان الناس اللي قدرتنا ودخلوا بيتنا وجم طلبوا بنتنا انما انت جاي تقولي فضايح ونداري ومنداريش .. عيب والله
عمرو وقد أصابه الهياج قولتلك يابابا من الأول بلاش منها الشبكة السودا دي ومنجيبش لنفسنا الكلام والسمعة الزفت
رحيم وهو يلوح بيده في الهواء يعني كنا هنعمل ايه يابني ما كله كان على يدك والناس متمسكين بالموضوع
عمرو بلهجة جامدة ونبرة خشنة يعني ايه نعمل ايه! مفيش عندنا بنات للجواز وخلاص
مدحت وهو يضغط بكفه على كتف أخيه فضها الجوازة دي يارحيم ياخويا وبنتنا الف مين يتمناها
عمرو وهو يكز على أسنانه بغيظ هو ده اللي هيحصل أختي مش هتتجوز
العيل ابن ال.... ده
_ بحجرة إيثار كانت تطل برأسها للخارج بين الحين والآخر لتسترق السمع لحديثهم الخطېر
كانت نبضاتها تتصارع بداخلها وكأنها طبول الحړب نطقت تحية بضيق
تحية لا حول ولا قوة الا بالله مش عارفه عمك ومراته وبنته عايزين إيه مننا أكيد الولية إيمان وبنتها العقربة هما السبب .. ده عمك لسه راجع من السفر وملحقش يستريح حتى
إيثار بنبرة مرتجفة وهي تفرك كفيها بتوتر وبعدين ياماما شكلهم مش هيعدوها على خير أرجوكي تتصرفي وتعملي حاجة
تحية وهي تطرق رأسها للأسفل عالله بس أبوكي ميركبش راسه
_ وقفت إيثار أمام الباب مجددا ثم وضعت أذنها عليه لتستمع لآخر حديث بينهم فإنقبض قلبها وإرتجفت أطرافها حينما إستمعت لعبارة أخيها الأخيرة و.....
رحيم يابني ميصحش بعد ما أدينا كلمة للناس نرجع فيها
عمرو وهو يرفع من صوته لتستمع إليه هي العيب هو اللي عمله أبنهم ولو الجوازة دي تمت أنا هسيب البيت ومش هتشوفوا وشي تاني
رحيم وهو يهدر به صائحا أنت بتهددني يا ولد!
عمرو وهو يخفض من صوته بحذر لا يابابا بس انت مش عايز تريحنا كلنا من الهم ده
مدحت وهو يهز رأسه مستنكرا قولتلك يارحيم الواد ده مينفعكوش ولو كان راجل صح كان جه من الأول طلب ايدها من غير لف ودوران وراها
_ شعرت إيثار بأن الأمر يزداد سوءا بل ويتدهور أكثر بمرور الوقت فلم تستطع كبح رغبتها في الدفاع عن حبها ودلفت خارج الحجرة بخطوات متشنجة و...
إيثار وهي تهدر بنبرة شبه مخټنقة بابا أنت أديت كلمة للناس وقرينا الفاتحة خلاص مترجعش في كلامك
رحيم وهو يوجه نظراته الحادة إليها إنتي إزاي تتجرأي تتدخلي في الكلام يابت انتي
عمرو وهو
يزيد من سوء الموقف لأ خلاص الست إيثار شافت نفسها علينا
مدحت بهدوء زائف إيثار يابنتي انتي تستاهلي واحد أحسن منه مېت مرة
إيثار وقد تجمعت الدموع في مقلتيها أنا مش عايزة اللي أحسن منه ده ياعمي .. كل اللي عايزاة بابا ميرجعش في كلامه مع الناس
رحيم بصرامة وهو يشير بيده لها أدخلي أوضتك بدل ما أوريكي الوش التاني يا إيثار
عمرو بنبرة قاټلة مش هتتجوزيه يا إيثار على چثتي يبقى ده جوز أختي.. حتى لو حصلت أقتله
شعرت إيثار بطعنات قاټلة في قلبها وكأن روحها تقتلع منها قلعا بلا رحمة ..
رحيم وهو يضرب كفا بكف وبضيق جلي يابني أعقل وبلاش طيش الشباب ده وأنا هخلص الموضوع
مدحت مضيفا متلبسش ابنك مصېبة يارحيم وتخلي العيال يمسكوا في بعض
_ عرجت تحية للخارج بعد أن اشتد الصدام مع ابنتها وعائلتها ثم هتفت بنبرة واهنة
ياحج خلاص قرينا فاتحة وأنت بنفسك أمرت أنهم ميشوفوش بعض إلا هنا قدام عنينا وبنتي مبتعملش حاجة غلط
مدحت وهو ينظر للأسفل كلام الناس زي حد السيف يامرات أخويا
تحية مستنكرة وهي تنظر لحال إبنتها كلام ! ليه ان شاء الله ! بنتي مخطوبة وهتتجوز على أخر السنة واللي عنده كلمة هيحطها جوة بؤه !
عمرو بنبرة منفعلة مش هتتجوزه برضو وعريس إيثار عندي ومستني كلمة منكوا
شهقت إيثار پذعر ووضعت يدها على فمها لتكتم صړختها وهي تقول بهلع
هااا ايييه!
رحيم مضيقا عينيه بعدم فهم تقصد إي ياعمرو !
عمرو بتباهي مزيف محسن صاحبي طالب إيدها والراجل شاري ومستعد يتجوزها من بكرة لو عايزين
رحيم وهو يحك صدغه بتفكير محسن! هو الراجل ميتعيبش بس...
إيثار مقاطعة بصړاخ وقد إنهمرت الدموع من عينيها لأ يابابا مش هتجوز محسن لأ متعملش فيا كده ده أنا بنتك
رحيم بصوت جهوري أجش إيثار!!
مدحت بذهول وقد أرتفع حاجبيه وهو هيعمل فيكي إي يابنتي!! أبوكي ويهمه مصلحتك
_ دنا منها عمرو ثم أطبق على رسغها بقوة وهو يردف بلهجة عڼيفة
عمرو بنبرة عدائية جرالك إي يابت! القطة المغمضة فتحت وبتتكلم ولا إي
إيثار بتأوه اااه سيب إيدي وملكش دعوة بيا انت مش ولي أمري
تحية وهي تنهر إبنها على أسلوبه العڼيف عمرو سيب إيد أختك عيب كده
رحيم وهو ينهض عن مكانه بأنفعال ماشاءالله على عيالي يازين ما ربيت !! بتتخانقوا قدامي أمال لما أموت هتعملوا إي ! هتقطعوا في بعض
إيثار وقد تحشرج صوتها انت يابابا اللي طول عمرك مفضله عني ومديله الصلاحية يتصرف في حياتي .. والله حرام اللي عايزين تعملوه فيا ده
_ لم يشعر إلا وكفه قد صفع وجنتيها لترتسم أصابعه على وجهها إصبعا إصبعا .. فأجفلت الأخيرة بصرها لأسفل ثم ألتفتت لتترك المكان برمته حيث لحقت بها والدتها في حين أنتهز عمرو هذه الفرصة و...
عمرو بكرة تتفرعن أكتر من كده ومحدش هيعرف يلمها
رحيم وقد عزم على شيئا ما وأنا مش هستنى بكره ده كلم محسن وقوله أني موافق يتقدم لبنتي
عمرو وقد أنفرجت أساريره حالا هكلمه
_ على الجانب الأخر كان مالك متأهبا لمغادرة المكتب عقب إنتهائه من كل الأعمال المكلف بها .. انحنى بجسده ليستند بمرفقيه على ركبتيه ثم تلوى بجسده وتأوه بخفوت وهو ينطق ساخرا آآآآه ياعضمك يامالك ده انا أتفصصت خالص الأسبوعين اللي فاتوا آآه
_ إعتلت البسمة ثغره ثم نطق بخفوت محدثا نفسه
بس كله عشان حبيبتي يهون
وعلى وجنتيها الوغزتين تضحك لي گشمس في ضحاها وآه من عينيها البنيتين قلبي سفينة وهي مرساها
_ هام بمخيلته قليلا شاردا بالمستقبل الذي سيبنيه معها أسرة صغيرة تتكون منهما ومن نتاج حبهما فقط هذا ما يريده.. نهض عن مكانه ثم أمسك بحقيبته القماشية ووضع بها جهاز الحاسوب الصغير وأغلقها ثم أنطلق للخارج ..
حاول الوصول إليها طوال الطريق والأتصال بها ولكن باءت محاولاته بالفشل فقد كان هاتفها مغلقا مما أثار قلقه .. فكر في زيارتها والإطمئنان عليها ولكنه تذكر معاملة أخيها له في المرة الأخيرة فقرر الإنتظار لساعة لا يتواجد بها عمرو في المنزل حتى لا يترك له الفرصة لإختلاق المشكلات والعراك معه بأي حج .
_ كان الحصار يحاوط إيثار من جميع الجهات حيث سحب هاتفها المحمول كما أهتم عمرو
بنفسه بحل أمر النافذة الموجودة بحجرتها عن طريق إغلاقها نهائيا بإستخدام المسامير المعدنية ...
كان يومان عصيبان مرت بهما لم تجف دموعها عن
متابعة القراءة