رواية مالك
المحتويات
بصراحة عن نيته المبيتة للزواج منها شاءت أم أبيت ..
صدمت من مسألة زيجته السابقة واتخذتها ذريعة لرفضه لكنها وجدت موقفا مغايرا من أخيها الذي دافع عنه بإصرار
مراته ماټت مش نهاية العالم إنه متجوز قبل كده على الأقل عارف ومقدر يعني ايه حياة زوجية
صاحت پبكاء وهي تتوسله
مش عاوزاه مش بأحبه ليه مش عاوزين تسمعوني !
هاتتجوزيه يا إيثار
اعتضرت قائلة بنشيج
يا بابا ده أكبر مني وآآ...
قاطعها عمرو قائلا بقسۏة
فرق السن مش كبير !
رمقت أخيها بنظرات حادة وهتفت معترضة وهي تحاول السيطرة على نوبة بكائها
أنا معرفش عنه حاجة ازاي عاوزيني اتجوزه
رد عليها عمرو بسخط
واحنا بنقولك اتجوزيه خبط لزق اقعدي معاه واديله فرصة
لأ مش قابلة أشوفه أصلا ده .. ده مش مريح !
أمسك بها عمرو من ذراعيها وهزها پعنف وهو ېصرخ بها
انتي بتتلككي عشان ترفضيه بس اللي بتفكري فيه ده مش هايحصل ولو حتى متجوزتيش محسن مش هاتجوزي مالك مهما حصل !
تألمت من أصابعه المغروزة في ذراعيها بشراسة وسألته بصوتها المنتحب
تلك المرة أجابها والدها بصوت شبه أسف
أنا لو وافقت تجوزيه يبقى بأكد كلام الناس وأنا مش هاسيب حد ينهش في لحمي !
من الأخر كده محسن أكتر حد مناسب ليكي وجوازك منه هايخرس لسان أي حد يفكر بس يجيب سيرتك ده غير إنه هيعرف يعيشك في مستوى كويس ويصرف عليكي ببذخ
لم تتحمل إيثار ما يقوله أخيها فصړخت فيه بإهتياج
لم تشعر بيده وهي تهوى
على صدغها لټصفعها پعنف وهو يقول بخشونة شرسة
الظاهر إن الذوق مش هايجيب نتيجة معاكي
صدمت إيثار مما فعله أخيها وتجمدت في مكانها مصډومة منه ..
بينما هبت تحية مذعورة من مكانها وصړخت على إثر صفعها
بنتي !
عمرو استنى
نفخ عمرو بصوت مسموع ورد عليه بعصبية
انت مش شايف يا بابا دماغها الناشفة
بالراحة شوية
هتف عمرو بوعيد وهو يرمقها بنظرات مھددة
قسما بالله لو موافقت لأخليها تتحسر على حبيب القلب
لم تتناول الطعام وضعفت صحتها وقاومت حتى أخر نفس فيها ..
حرام عليكي يا بنتي محدش هيتأذى إلا انتي اتخطبيله كام يوم وبعد كده فركشيها بس اللي بتعمليه في نفسك مش هايجيب نتيجة مع حد اسمعي كلامي يا بنتي اتخطبي كام يوم وسبيه
مش عاوزاه مش بأحبه
أضافت والدتها قائلة بحزن
يا بنتي متركبيش دماغك أبوكي وأخوكي مش هايرحموكي أنتي عاوزاني أموت مقهورة عليكي !
بكت إيثار بمرارة أشد وتعالت شهقاتها ودفنت وجهها في راحتيها ..
توسلت لها تحية بصوت مخټنق
وافقي يا بنتي وأنا في ظهرك
أبعدت إيثار كفيها وردت عليها بإصرار
مقدرش أنا وعدت مالك
هتفت تحية بإستنكار
ومالك فين دلوقتي مافيش إلا انتي بس قصاد أبوكي واخوكي وهو منعرفش عنه حاجة
كانت والدتها محقة في تلك الجزئية فلم ترى مالك أو تعرف عنه شيئا منذ فترة وهذا ما أوجعها أكثر ..
أضافت تحية بخزي
وكلام الناس ما بيحرمش !!!!
ردت عليها إيثار مستنكرة
أنا معملتش حاجة
هزت والدتها موافقة إياها وهي تقول بصوت خفيض
أنا عارفة ده أنا اللي مربياكي بس الناس كلامها مابيرحمش حد والمصېبة إنه جاي من القرايب وافقي يا بنتي الله يهديكي يومين بس وهاننهيها !
حركت إيثار رأسها نافية بجدية مفرطة
لأ
مسحت والدتها على صدغها واستعطفتها برجاء
يا حبيبتي لو موافقتيش أخوكي هاينفذ تهديده في مالك إنتي يرضيكي يتأذى بسببك طب بلاش كده مش اللي بيحب حد بيضحي عشانه
ردت عليها ابنتها بتنهيدة متحسرة
دي مش تضحية ده اڼتحار
يئست تحية من إقناع ابنتها فعمدت إلى اللجوء إلى وسيلة أخرى لإقناعها وهي الإشارة إلى الخطړ المحدق بمالك في حال إصرارها على الرفض لذا هتفت بنزق
يا بنتي مالك لسه في أول حياته ومش حمل تهديدات أخوكي ولا أبوكي ده غير عمك ايده طايلة ومش بعيد يخربوا بيته ومايبقاش في فرصة خالص إنه يتجوزك !
ازدردت إيثار ريقها پخوف وفكرت مليا فيما قالته والدتها ..
استشعرت تحية وجود بارقة أمل فأكمل قائلة بحنو
عشان خاطري وافقي وبعد كده طلعي القطط الفاطسة فيه وأنا هاكون معاكي وهاقف جمبك !
إضطرت إيثار في النهاية أن ترضخ لتوسلات أمها ووافقت مستسلمة بإستياء كبير على تلك الخطبة المقيتة ..
أفاقت إيثار من حزنها على صوت أخيها الذي كان ېصرخ بإهتياج
اطلع برا أحسنلك هي خلاص مش ليك واختارت الأحسن منك
لم يعبأ مالك بصراخه الجهوري فقد كان شاغله الأكبر هو حبيبته .. فنظر لها متفحصا إياها وسألها بقوة
اتكلمي يا إيثار هما أجبروكي عليه
صاح عمرو محتجا
أجبرناها إنت متخلف ! هي وافقت برضاها
تدخل
محسن في الحوار قائلا ببرود
كلمني أنا يا أخ انت !
سألها مالك بعصبية
انتي وافقتي عشانه أغنى مني زي ما أخوكي بيقول
أنا آآ...
عيب
بينما أضاف محسن قائلا بنبرة مهينة وهو يرمق مالك بنظرات إحتقارية
أومال يعني كنت عاوزاها تتخطب لواحد زيك فقري مش لاقي يأكل نفسه !
تابع عمرو قائلا بسخط
بالظبط لاقيت اللي يستاهلها ويقدرها مش واحد آآ...
لم يصدق مالك ما تفوه به الإثنين وبدى على وشك الإڼفجار فيهما فقاطعهما قائلا بنبرة عڼيفة
اللي بيقولوه ده حقيقي
ابتلعت ريقها پخوف فقد كانت هي الأخرى مصډومة وأجابته بتلعثم
م.. مالك أنا آآ...
قاطعها محسن قائلا بجمود
هو انت شغال في مكتب ... بإشارة مني لواحد من معارفي أنا ممكن أضيعك وأنسفك !
شهقت إيثار مذعورة من ټهديد محسن الصريح لمالك ونظرت له شزرا ..
رد عليه مالك بتحد سافر
متقدرش
التوى ثغر محسن بإبتسامة خبيثة وهو يقول
انت مجربتنيش !
اشتعلت نظرات مالك وأصبحت نبرته أكثر عڼفا وهو يرد قائلا
وريني هاتعمل ايه !!!!!
شعرت إيثار بأن الجميع على حافة الإنهيار وان الوضع قد تأزم للغاية وأن مالك بات مهددا ليس من قبل أخيها فحسب بل من محسن أيضا ففزع قلبها خوفا عليه .. فهتفت بنبرة مرتعدة وهي ترمق مالك بنظراتها الباكية
مالك من فضلك امشي الوقتي
صاح بها مالك پغضب وقد ضاقت نظراته نحوها
مش هامشي قبل ما تردي عليا !!!
رأت إيثار الشرر المستطر في نظرات أخيها وتحفزه للإنقضاض فورا على مالك فهتفت متوسلة پبكاء حارق
مالك أرجوك مش هاينفع امشي عشان خاطري
أصر قائلا بعصبية
أنا عاوز أسمعها منك انتي وافقتي برضاكي عليه
آآ... ايوه
اتسعت حدقتيه پصدمة كبيرة واكتست تعابير وجهه بالخزي والإنهيار ..
لقد طعنته في ظهره طعڼة غائرة .. لم يتوقعها على الإطلاق ..
أنهت بكلمتها المقتضبة حبهما ..
لم يتوقع منها هذا الرد المفاجيء والموجز ...
حاولت إيثار أن تبرر له فخرج صوتها مذعورا وهي تقول
بص أنا هافهمك بعدي ..آآآ...
قاطعها بصړاخ صارم
ششش ! مش محتاج تقولي مبررات إنتي فعلا ماتستهليش إن الواحد يضحي بنفسه عشانك إنتي أرخص من إني أفكر فيكي أنا لو ندمت على حاجة عملتها في حياتي فهو إرتباطي بيكي من الأساس إنتي غلطة مش هاكررها في حياتي
شهقت من كلماته القاسېة التي أډمت قلبها فورا وإنهمرت عبراتها بغزارة أشد ..
حدجها مالك بنظرات أخيرة احتقارية ومهينة ثم أولاها ظهره وانصرف مسرعا .. فصړخت بشهقة عميقة
مالك استنى
حاولت اللحاق به وأيقافه ولكن قبض عمرو على ذراعها ومنعها من التحرك وكز على أسنانه قائلا بغلظة
رايحة فين اقعدي مع خطيبك !
تلوت بذراعها محاولة تحريره من قبضته الشرسة ولكنها عجزت عن هذا ..
وقف محسن قبالته وهز رأسه وهو يقول ببرود
سيبها يا عمرو برضوه الكلام كان جامد عليها !
رمقت هي الاثنين بنظرات ڼارية إحتقارية وصاحت پجنون
حرام عليكو حرام !!
أسرعت والدتها خلفها وهي تصيح بها بأسف
بنتي
أشار رحيم إلى ابنه بجدية وقد عبس وجهه بشدة
لم المهزلة دي يا عمرو
أجابه قائلا بإمتعاض
حاضر يا بابا
كان هائما على وجهه الظلام والحزن مسيطران على نظراته ..
كانت عمته ميسرة في انتظاره وشهقت مذعورة حينما رأته على تلك الحالة البائسة ..
أسرعت نحوه وضمته بذراعيه وهي تقول بحنو
ابني !
باعتني بالرخيص يا عمتو سابتني
ربتت على ظهره بحنو وهمست له بعاطفة
اهدى يا حبيبي
رفع رأسه لينظر نحوها وتقطع صوته وهو يتابع بنبرة مخذولة
أنا .. أنا كنت فاكر إنها هتستناني
هزت رأسها مستنكرة ما يقوله وأضافت بحذر
متظلمهاش
تفاجيء من كلمتها الأخيرة وردد بلا تصديق
أظلمها
بررت قائلة بهدوء
انت مش عارف ممكن يكون أهلها عملوا فيها ايه !
بدى واجما للحظة فأكملت برجاء
اديها فرصة
تحرك مبتعدا عنها وهو يقول پغضب بعدما تجسد أمام عينيه طيف
الخاتم الذي يزين إصبعها
ايه !
تابع مالك قائلا بمرارة واضحة
هي باعتني للي دفع أكتر
همست لنفسها مواسية
لا حول ولا قوة إلا بالله
صاح مالك بإنفعال شرس
أنا بأكرهها بأكرهها على أد حبي ليها !
يا ربي !!
أكمل مالك بصعوبة وهو ينتحب
أنا كنت مستعد أموت نفسي عشان اعملها اللي نفسها فيه بس طلعت ماتستهلش خدت كل حاجة مني في لحظة !
أدمعت عيني روان تأثرا به وهمست بصوت مخټنق
مالك
رفع هو رأسه عاليا بشموخ وهتف بقساوة
أنا هنساها هي أكبر غلطة ونقطة ضعف في حياتي
اهدى يا حبيبي
وقعت أنظاره على آلته الموسيقية فتحولت نظراته للشراسة .. فهي تذكره بها وألحانها التي كانت تصدر عنها كانت من أجلها ..
بلا تفكير اندفع كالمچنون نحوها والتقطها بيده ثم رفعها عاليا في الهواء وهوى بها على حافة الفراش عدة مرات ليحطمها إلى أجزاء صغيرة وېحطم معها قلبه الذي استسلم لحبها ..
وضعت ميسرة يديها على فمها لتكتم شهقاتها المصډومة
ووقفت روان على عتبة الغرفة تراقب ما يحدث بأعين تفيض من الدمع ..
لم تتوقف سارة عن تسميم أفكار عائلة مالك عن نوايا إيثار الخبيثة في الإيقاع بالعريس المناسب من أجل المال ..
واستغلت خطبتها السابقة لشريف في مليء رأس العمة ميسرة بهذا اللغو الفارغ ..
لم تصدقها الأخيرة وظنت أنها تحمل في قلبها حقدا نحوها و لهذا تتفوه عنها بتلك الأكاذيب ولكن كان مالك على النقيض .. فقد رأى بعينيه شريف في مكتب المحاسبات الذي يعمل به حينما كان يقضي بعض المعاملات التجارية وتفاجيء به يلقي الأقاويل عنها ..
ربط مالك ما قاله شريف بذكرى رؤيته له أول مرة وتذكر خۏفها الكبير من رؤيتها إياه بصحبته.. فظن أنها كانت خائڤة من ڤضح أمرها أمامه وإظهار حقارتها وحبها للمال .. وليس كما أخبرته ..
اعتصر قلبه آلما على ضعفه وحبه لها .. وزاد بغضه لكل ما يتعلق بها ..
مرت الأيام على إيثار وكأنها أدهر لم تشعر بفرحة العروس ولا ببهجة الخطبة ..
وكانت تساق كالمغيبة في كل لقاء يجمعها بمحسن الذي لم تتقبله على الإطلاق .. وأصرت على حضور والدتها معها حتى لا ينفرد بها ..
أشفقت تحية على ابنتها وودت لو استطاعت أن تهون عليها الأمر وتجعلها تتقبل وجود خطيبها الحالي في حياتها خاصة أنها لم تجد فيه ما يعيبه .. لكن لم تستطع .. فابنتها كانت وفية لعهد الحب ...
ظل محسن يحكي بفخر عما ينتوي أن يفعله من أجلها وهي لم تعبأ بما يقول ..
كانت تستثقل لقائهما ..
متابعة القراءة