رواية أنا لها شمس بقلمي روز أمين حصري بمدونة أيام نيوز

موقع أيام نيوز

في البيت وإنت هنا يا إيثار... نطق كلماته لائما لترد باستغراب 
أنا بصراحة مستغربة ومش عارفة دكتور أحمد ساب حضرتك تخرج إزاي!
تنهد ليتراجع بمقعده للخلف وقد بدا عليه التعب وعدم التعافى الكامل ليقول بإبانة 
أنا خرجت منهم بإعجوبة بعد ما أقنعتهم إني لو فضلت قاعد في البيت ممكن يجرى لي حاجة
واستطرد بجدية 
خلينا في المهم إتصلي بشركة طارق الرفاعي وخليه ييجي علشان نعقد الإجتماع اللي إتأجل إمبارح
تحدثت باعتراض لطيف 
يا باشمهندس حضرتك لسة تعبانحرام عليك اللي بتعمله في نفسك ده
أجابها بابانة 
أنا كويس يا إيثار وهقول لك اللي قولته لولادي ونيللي اللي زيي مبيتعبش من الشغل اللي زيي بېموت لو بعد عن شغله وشركته يا بنتي
استطرد ليحثها على التحرك 
يلا بقى اسمعي الكلام وبلغي الراجل علشان يلحق يظبط مواعيده
هزت رأسها باستسلام وتحركت لتنفيذ ما أمرت بهفي تمام الساعة الحادية عشر وداخل قاعة الإجتماعات الخاصة بالشركة كانت تجلس بجوار أيمن تتابع بتركيز ما يقال داخل الإجتماع وتدونه بدفترها حيث حضر طارق الرفاعي وبعضا من موظفيه لحضور الإجتماع وإبرام الصفقة استمعت لاصوات عالية تأتي من مكتب السكرتارية فنهضت سريعا بعدما رأت نظرات أيمن الغاضبة انسحبت للخارج لترى ما المشكلة وتنهيها وتحاسب المتسبب بإحداث تلك الفوضى بوجود الزائرين وجدت هانيا تقف أمام رجلين أحدهما يرتدي حلة سوداء ويبدو من هيئته الوقار والثراء وهذا ما استشفته من ظهرهاستمعت إليه يهتف غاضبا 
تدخلي حالا تدي للمدير بتاعك خبر بوجودي وإلا مش هيحصل لك طيب
فيه إيه يا حضرة صوتك عالي ليهلازم تراعي إنك موجود في شركة محترمة مش في سويقة...كانت تلك كلماتها التي نطقتها بحدة واستنكار ليستدير لها شاملا إياها بنظرات ازدرائية من رأسها لأخمص قدميها تحت إثارة ڠضبهارفع حاجبه الأيسر ليتحدث بتقليل من شأنها 
وإنت تطلعي إيه إنت كمان
رمقته بنظرة إستنكارية لتهتف هانيامتطوعة بالإجابة 
دي الأستاذة إيثار الجوهريمديرة مكتب أيمن بيه
سكرتيرة زيك يعني... نطقها بازدراء ليسترسل بصرامة موجها حديثه إلىهانيا 
شوفي لي حد محترم في أم الشركة دي أكلمه
رمقته هي بنظرات ڼارية ولو كانت النظرات تصيب لتفحم وتحول إلى رمادا أمامها نطقت بصوت يبدو هادئا لكنه يحمل بين طياته حربا باردة 
حضرتك الموظفين المحترمين عندنا مبيستقبلوش غير العملاء المميزين لكن أنا وزميلتي موجودين علشان نقابل أمثالك
قالت جملتها الأخيرة وهي ترمقه بنظرة ذات مغزى ليرفع حاجبه الأيسر قائلا بتكرار لجملتها 
العملا أمثالي 
واستطرد بذات مغزى 
طب إدخلي يا شاطرة قولي للي مشغلك إن وكيل النائب العام المستشارفؤاد علام زين الدين عاوز يقابله وحالا
للأسف يا سيادة المستشار اللي مشغلني عنده إجتماع مهم ومستحيل أقاطعه علشان أبلغه بوجود جنابك...نطقت كلماتها ببرود استفزه لتنظر إليه باستنكار مسترسلة 
وعلى ما أظن إن حضرتك مش واخد ميعاد سابق
اشتعلت عينيه بشرارات الڠضب وهدر وهو يقول بحدة بالغة 
إلزمي حدودك معايا واتكلمي كويس وإعرفي إنت واقفة قدام مين
بقوة أجابته 
حدودي انا عارفاها كويس جدا ومش محتاجة حضرتك تعرفها ليوبالنسبة لشخص جنابك فده شيء ميخصنيش لأني لحد الأن متخطيتش حدود اللباقة معاك
إزداد إنعقاد حاجبيه وهو ينظر إليها متعجبا قوتها لا ينكر أنه أعجب بشموخها رغم اشتعال روحه من مجادلتها لهأغمض عينيه محاولا تنظيم أنفاسه كي يستعيد هدوئه حتى لا يحتد عليها أكثر ثم تحدث قائلا بإبانة 
إسمعيني يا... قولتي لي إسمك إيه
أستاذة إيثار... نطقتها بعزة وشموخ ليبتسم داخله برغم جمود ملامحه الخارجية ثم تحدث من جديد مفسرا بعدما تملك من حالة الڠضب التي شملته 
أوكإنت شكلك كدة مش فاهمة الموقف فأنا هشرح لكأنا وكيل النائب العام المكلف بالتحقيق في قضية الإغتيال اللي حصلت قدام الشركة من يومين والمفروض إني كنت هاخد أقوال أيمن الأباصيري النهاردة في المستشفيبس لما روحت أنا والكاتب لقيناه خرج من المستشفى وإبنه بلغني إنه موجود هنا في الشركة 
واستطرد بنفاذ صبر 
فياريت تدخلي تبلغيه لأن كدة بتعطلوا وقت النيابة وده غلط عليكم
كان يتوقع ردا لطيفا لكن حدتها لم تتراجع حيث تحدثت بما استفزه 
للأسف مش هينفع
قست نبراته مع هذا الڠضب الذى ظهر بعينيه وهو يرمقها قائلا 
إنت كدة تعديتي حدودك معايا وعنادك ده هدفعك تمنه غالي
تحدثت بصوت هاديء

لتشرح له موقفها 
يا أفندم أنا لا بعاند معاك ولا حاجةإسمح لي زي ما حضرتك شرحت لي سبب الزيارة أبين لك أنا كمان سبب كلامي
واسترسلت مشيرة بكفها نحو مكتبها باحترام 
ياريت تتفضل معايا في مكتبي أشرح لك أسبابي وإنت بتشرب قهوتك
توقفت لتسأله
قهوة حضرتك إيه
توقف أمامها ليتأمل ملامحها الصارمة نظارتها الطبية التي أعطت لها مظهرا عمليا ووقارا غريبا يجبر من يتحدث معها على إحترامهابجانب تلك البدلة العملية التي توحي لمدى جديتها بالحياةقطب جبينه متعجبا طريقتها ليتنهد قائلا باستسلام 
سادة
الټفت للكاتب وسألته بابتسامة لطيفة أثارت تحفظ فؤاد حيث أخذها من باب عدم الاحترام لشخصه 
وقهوة حضرتك 
أجابها الرجل فنظرت إيثار للفتاة وأملت عليها جلب القهوة إلى مكتبها لتتقدم الرجلين متجهة صوب مكتبها الخاص لتجلس خلف مقعدها بعدما جلسا الزائرين وضعت ذراعيها أمامها وبدأت تتحدث بوقار 
الباشمهندس أيمن لسة تعبان وحالته الصحية مش أحسن
تم نسخ الرابط