خطايا بريئة بقلم شهد محمد جادالله

موقع أيام نيوز

شوية وقت أرتب حياتي من أول وجديد
عقدت سعاد حاجبيها وتساءلت وهي و تجاورها من جديد
بتفكري في أيه
زفرت هي نفس ثقيل من على صدرها وقالت بصمود قوي رغم
هشيم دواخلها
لازم أرجع مش هفضل هربانة منه ولازم اواجهه ده غير أن الولاد لازم يرجعوا للدراسة كفاية الوقت اللي ضاع
نفت سعاد بعدم اقتناع
إزاي بس يا رهف وافرضي اتعرضلك و أذاك تاني ده انا كنت شايلة هم حضورك جلسات المحكمة تقوليلي هرجع وأوجهه انا مش موافقاك ابدا
حانت من رهف عابرة وأخبرتها بقوة نشبت بداخلها بعد نكبتها
متقلقيش عليا مفيش حاجة ممكن تأذيني اكتر من اللي عمله فيا...وبعدين انا اخدت حذري منه وهو مش غبي علشان يورط نفسه تاني معايا
هزت سعاد رأسها واقترحت
خلاص نبقى نشوف شقة بعيد ويكون هو ميعرفش عنوانها أأمن
نفت رهف برأسها وأخبرتها بصمود غريب وإصرار أغرب
لأ انا هرجع البيت اللي اتربيت فيه واعيش هناك أنا والولاد أنت عارفة إني بحب الشقة وبرتاح فيها...ده يعني لو معندكيش مانع
لأ طبعا ده بيتك...لتتنهد وتضيف 
رغم خۏفي عليك بس مفيش قدامي غير إني ادعيلك...دي حياتك أنت وليك مطلق الحرية فيها وأنا بثق فيك ومتأكدة انك هتعرفي تتصرفي وتاخدي قرارات صح وهتقدري تتخطي كل اللي فات 
أبتسمت رهف وأخبرتها بإمتنان 
مش عارفة من غيرك كنت عملت أيه يا سعاد ربنا يخليك ليا
أما عنها فقد اندثرت هواجسها وقناعاتها تماما ولم يتبقى شيء منها سوى ذلك الندم الذي يفتك بها وتحاول جاهدة التكفير عن أخطاءها تجاهه وتجاه والدته وكم لامت نفسها كونها كانت غافلة عن كل تلك السعادة والدفء التي تنعم به الأن فبعد تلك الليلة الحالمة التي طبعت بذاكرتهم للأبد تغيرت معاملتها له بنسبة كبيرة فقد اصبحت تطيعه بكل شيء بلا نقاش وتتفهم خوفه عليها بكل طواعية حتى أنها اعتذرت من ثريا وأبدت ندمها فما كان من ثريا غير أن تتفهمها وتلتمس لها الأعذار وترشدها إلى الصواب وتؤكد لها أنها مهما فعلت ستظل ابنتها التي تربت على يدها فكان الأهتمام والحنو الذي يغدقوها به جعلها ټلعن ذاتها في اليوم ألف مرة كونها اهدرت كل ذلك الوقت وهي مغيبة تحت وطأة اڼتقام واهي وشكوك بالية ليس لها أي اساس من الصحة إلا برأسها.
أما عن صاحب الناعستين الدافئة فقد أصبحت بسمته لا تفارق وجهه بتاتا من حينها وكأنه وجد ضالته بعد سنوات شقاء فكان في أوج سعادته وهو يلحظ تغيرها الجذري معه ومع والدته فذلك المنزل الذي كان يضج دائما بالمشاحنات والضجيج أحتله السلام أخيرا واصبح الحب هو من يسوده.
فحتى هو كان له مبادرة في ذلك التغير حين غير سياسته السابقة معها بعد أن أخذ عهد على ذاته أنه لن يرهبها مرة أخرى فبعد اعترافها الصريح له أطمئن قلبه وسكن بين أضلعه ولم يعد بحاجة لهذا فقد أصبح يشاركها تفاصيل يومه ويتلهف لردود أفعالها يتحين الفرص كي يشاكسها و يستمتع بخجلها وكما وعدها لم يفرض عليها أمر فقد سمح لها ان تذهب لجامعتها وقد أعاد لها هاتفها وابتاع لها جهاز


________________________________________

لوحي أخر حتى أنه أهداها سيارة أخرى احدث موديل بنفس لونها المفضل ولكنها فاجأته عندما قالت له انها لاتريد أي شيء سواه فلم تجربها حتى بل كانت لا تخطوا خارج باب البيت إلا برفقته هو فحتى جامعتها أعرضت عن الذهاب لها وهاتفها لم تقم بفتحه إلى الآن لاينكر أن الأمر اشعره بالغرابةقليلا كونه مخالف لطبيعتها ولكنها كانت تؤكد له أنها لاتريد شيء أن يشغلها عنه وتريد أن تعوض كل ما فاتها معه 
فهمتي يا مغلباني ولا في حاجة تانية واقفة معاك
قالها هو حين انتهى من شرح أحد المواد التي تطوع بتدريسها لها. بينما هي كانت بعالم موازي تهيم به قائلة
فهمت يا حبيبي
ابتلع ريقه وزاد وجيب قلبه من ذلك اللقب التي اصبحت تمنحه اياه وقال وهو يهيم بليل عيناها
يالهوي عليا وعلى حبيبي اللي بتطلع منك أنت عايزة تجيبي أجلي يا نادين مش كده
نفت برأسها مستنكرة وقالت ببطء ممېت
بعد الشړ عليك يا قلب يا نادين بلاش علشان خاطري تقول كده تاني
أبتلع ريقه ببطء تحت وطأة اناملها التي تكاد تفقده ثباته وأومأ لها بهزة صغيرة من رأسه ثم رد ببحة صوته المميزة التي تعشقها
أنت أزاي كده أنا مش مصدق أنك هي!
حانت منها تلك البسمة المهلكة خاصتها التى لطالما اوقعته بها وأخبرته بقناعات جديدة اكتسبتها بفضل أخطائها السابقة
لأ أنا هي يا حبيبي بس الأول كنت بتحاما بعقلي ومفكرة إني قوية ومفيش حاجة تغلبني لكن دلوقتي أنا لغيت عقلي علشان اكتشفت ان كل اللي كان بيسيطر عليا بيه ملهوش اساس وأن القوة اللي كنت بتقمصها دي مكنتش غير إني بعاند نفسي علشان معترفش بضعفي قدامك وتأثيرك عليا انا بجد ندمانة على الوقت اللي ضاع مننا بسببي بس اوعدك هنعوض كل حاجة مع بعض من تاني
تم نسخ الرابط