خطايا بريئة بقلم شهد محمد جادالله
المحتويات
علشانك المستحيل علشان ترضي عني كنت بتحمل طريقتك وعجرفتك وكرهك ليا اللي كان واضح اوي في عيونك وقتها ولما عرفت اسبابك عذرتك وسامحتك بس عمر ما
________________________________________
جه في بالي بعدها أنك تتغيري وتحبيني وكنت حاسس دايما إني في حلم وهصحى منه على كابوس وعلشان كده لما قالي أنك كنت بتمثلي عليا الحب صدقته علشان أنت خذلتيني مرة وكدبتي عليا ألف مرة قبليها وأي راجل لو كان مكاني كان قټلك وقټله
وندمت...ندمت... وعارفة أن ده مش كفاية بس مش مبرر ليك علشان تصدق خيانتي وتتخلى عني أنا كبرت قصاد عينك واتربت على ايدك
اهدي...حقك عليا...حقك عليا يا نادين انا مش هسيبك تاني ابدا
طالما انا بشعة كده رجعت ليه بعد كل ده يا يامن... رجعت ليه
أجابها بصدق نابع من صميم قلبه الذي مازال ينبض من أجلها و هو يعتصر عيناه و
وخلينا ننسى ونرجع لبيتنا ونبدأ من جديد
استكانت بين يده وكانت تستمع له بهدوء مريب استغربه كثيرا بعدما هدأت شهقاتها وتوقفت عن البكاء فظن أنها تفهمته واقتنعت بأسبابه ولكن هي كعادتها خيبت كافة أماله وفاجأته حين قهقهت پجنون وبكامل صوتها بين يديه ودفعته عن جسدها وهي تتعمد أن تذيقه مر ما أذاقها فقد هبت واقفة وابتعدت عنه راشقة أياه بعيون دامية وبنظرات مستنفرة بعدما أزاحت بأناملها دمعاتها عن وجهها قائلة بنبرة قوية لا تضاهي اڼهيارها وضعفها السابق
ذلك آخر ما تفوهت به تاركته يقف مشدوها بملامح واجمة وعيون حزينة نادمة ينظر لآثارها.
استغلت تواجد ابنائها بالمدرسة وذهبت لشراء احتياجاتها من الطعام بأحد المجمعات التجارية الضخمة وأثناء سيرها ودفعها لعربة المشتريات لمحت تلك السيدة العطوف تقترب منها وتقول بود
ابتسمت رهف وردت بأدب
الحمد لله يا طنط
والولاد عاملين ايه
كويسين الحمد لله...حضرتك صحتك عاملة ايه
الحمد لله نحمد ربنا
أومات رهف ببسمة هادئة وقالت وهي تسير برفقتها تستأنف لملمت ما يناسبها
ربنا يديك الصحة ياطنط مبسوطة إني شوفتك
اجابتها كريمة ببسمة بشوشة مستفيضة بكل اريحية
انا اللي حظي حلو النهاردة إني شوفتك بصراحة كنت زهقانة وقولت انزل امشي رجلي أصل مش بالعادة اجيب الطلبات دايما نضال اللي بيجبها
تنهدت بضيق عند ذكره وتذكرت حديثه الصائب الذي اخجلها من ذاتها..لتبتسم بمجاملة كي تمرر الأمر وباشرت انتقاء مشترياتها بعناية ادهشت كريمة وجعلتها تتساءل
بسم الله ما شاء الله عليك يا بنتي دقيقة اوي في اختياراتك شكلك ست بيت شاطرة
اجابتها رهف
اكيد يا طنط مش عندي اطفال وبصراحة مش بحب استسهل واجيب الأكل الجاهز من برة
هزت رهف رأسها بنفي واجابتها بعفوية وبشيء من التحفظ مازالت متمسكة به
انا اتعودت انا اللي اعمل كل حاجة لولادي وعلشان كده بطبخ من بليل
لتبتسم كريمة بأعجاب قائلة
جدعة يا بنتي ....ربنا يقويك على ولادك ويجبر بخاطرك
تنهدت رهف وقالت بإمتنان لتلك السيدة العطوف وهم في طريقهم لدفع قيمة مشترياتهم والخروج
كنت محتجاها جدا الدعوة دي مرسي اوي يا طنط
شكلهم تعبينك مش كده
هما تعبني بس على قلبي زي العسل أنا مليش غيرهم وعايشة علشانهم
ربنا يحفظهملك...
أمنت رهف على دعواتها واقترحت بود وهم بطريقهم للخارج
لو حضرتك معكيش عربية تعالي اوصلك معايا
لو هتوصليني يبقى انا عندي طلب ونفسي متكسفنيش
تحت امرك يا طنط
هاتي
الولاد وتعالوا اتعشوا معايا
زاغت نظرات رهف وحاولت التملص من طلبها قائلة بحرج وبتهرب من السبب الحقيقي لرفضها
مش عايزه اتعب حضرتك
و...
نضال مش في البيت عنده نبطشية وهيرجع الصبح وانا مش بحب أأكل لوحدي ونفسي متكسفنيش أنت كنت وعداني بزيارة من زمان
اصابها احراج شديد من إصرارها لا والأنكى أن تلك السيدة تفهمت ما يدور برأسها ومنحتها اجابات وافية دون سؤال منها وذلك الشيء اشعرها لسبب ما بالراحة فما كان منها غير أن توافق وتنصاع لرغبتها.
جلس وحيد بغرفة مكتبه يطالع كومة الأوراق التي أمامه بنظرات خاوية فاقدة للشغف فمنذ حديث ابنته له وتركها له وهو يؤنب ذاته على حصاده الحقيقي الذي لم يثمر عن شيء سوى تلك الثروة الهائلة التي ظل يجمع بها طيلة حياته من أجلها وهو يظن أنه بذلك يمنحها ويؤمن لها كل سبل الحياة فقد اكتشف اخيرا أنه كان مقصر بتربيتها و أن أولوياته السامية بغير محلها فياليته زرع شيء آخر كان حصاده أنفع من تلك الوحدة الموحشة التي أصبحت تحاوطه الآن ولطالما كان يتخوف منها.
تأمرني بحاجة يا بيه.
انتشله من شروده وحالة الجمود التي أصبحت تتلبسه صوت الخادمة الوحيدة التابعة ل دعاء وقد ابقتها في القصر بحجة أنها تثق بها
متابعة القراءة