خطايا بريئة بقلم شهد محمد جادالله
المحتويات
أن يسيطر على ارادة ذلك النابض فيبدو ان البراعم النامية بقلبه تفتحت وأينعت وأصبحت مزدهرة رغم محاولته الشتى لوأدها.
تنهدت هي بعمق وقاطعت مداهمة أفكاره قائلة كي تخفي حرجها
طيب انا جعانة هتوديني ولا لأ
اوما لها ببسمة باهتة لم تصل لعينه ثم انطلق بها ليلبي وهو يتيقن تماما أن ما كان يخشاه و يظنه يستحيل حدوثه قد تخطى حدود المنطق والعقل وحدث بالفعل.
بكل الطرق الممكنة غارق حد النخاع في إرضاء ذلك الذكر بداخله مأخوذ بكل
________________________________________
شيء ...فهي امرأة واثقة تعلم ماذا يريد دون أن يطلب
فبعد
يخربيتك هتجننيني
أطلقت هي ضحكة متغنجة
انت لسة شوفت حاجة يا سونة
هو انت زهقت يا سونة
نفى برأسه وقال مبررا وهو يمررالشقراء
ابدا بالعكس انا عمري ما حسيت إني عايش غير معاك بس يعني أنت أخدة تليفوني ومش عطيالي فرصة حتى أطمن على الولاد ولا الشغل
تأففت هي
يوووووه بقى الولاد مش لوحدهم وأمهم معاهم ما انت كتير بتسافر وتسيبهم ومفيش حاجة بتحصل والشغل في كذا حد يقدر يمشيه من غيرك وبعدين احنا في شهر العسل ومينفعش حاجة تاخدك مني
أما عن صاحب القلب الثائر الذي خذلته تلك المتمردة فمنذ ذلك اليوم المشؤوم وهو يلتزم بوعده لها و يذيقها مر صنيعها يحتبسها بالغرفة و لم يسمح لها أن تطأ قدميها خارجها قط ورغم إلحاح والدته المستميت ليعفو عنها إلا أنه لم يقبل ولم يتهاون بتاتا حتى أنه منع والدته أن تتدخل بلأمر مرة أخرى وكأنه يود أن يمنحها هدنة مع ذاتها كي تفكر بكل ما اقترفته من خطايا وټندم عليها لا ينكر أن قلبه اللعېن يعلن عصيانه عليه كل ليلة وخاصة عندما يستمع لنحيبهامن خلف باب غرفتها ولكن كيف التهاون معها بعد كل ما اقترفته فغضبه منها مازال يطغي على كل شيء حتى ارادة قلبه.
ثم توجه لغرفتها يدس المفتاح بالمكان المخصص له ويديره زافرا بقوة ما أن وطأت قدمه داخلها وهو يتوقع انه سيجدهاككل يوم عندما يأتي إليها بالطعام وتتصنع النوم ولكنه وجد فراشها يخلو منها لتنكمش معالم وجهه ويضع الطعام أعلى الطاولة بجانب طعام الصباح التي لم تمسسه ويلعن ذلك العند المستوطن بها وهو يبحث بناعستيه الثائرة عنها لفت نظره شرفة حجرتها المواربة ليخطو نحوها بخطى واسعة وما أن فتح بابها كاد قلبه يهوي بين قدميه عندما وجدها باهتة بملامح منطفأة فرت منها كافة ألوان الحياة وتجلس على سور شرفتها تدلي قدميها خارجها
ولذلك لم يتخلى عن جموده معها و هدر بمكر وهو يستند على السور بكفوف يده ويشرد في نقطة وهمية بالفراغ
معتقدش أنك بالغباء ده و بتفكري ټنتحري بس لو ده اللي وصلتيله بتفكيرك مش هعارضك بالعكس أنت كده هتوفري عليا كتير وتريحيني.
يستفزها بحديثه ويشعرها أن ما تفعله لن يؤثر به فإن استشعرت هي عكس ذلك ستستغل الأمر لصالحها
وبالفعل كانت فطنته بمحلها حين رفعت عيناها الغائرة له وهمست بصوت مازال يحمل بطياته حفنة من التمرد وهي تتخلى عن جلستها وتقف في مواجهته
لأ متقلقش انا مش غبية ومش هخليكم ترتاحوا مني زي ما ارتحتوا من امي
رغم تلميحها المبطن الذي جعل التساؤلات تتقاذف برأسه إلا أنه أجل التفكير به وقد اعتلى جانب فمه هازئا من نجاح حيلته وقال بلامبالاة فاجأتها و وخزت قلبها
واحدة بسواد قلبك لازم تفكر كده بس على العموم افهميها زي ما أنت عايزة مبقتش تفرق.
أبتلعت غصة بحلقها وكادت ترد ولكنه سبقها بنبرة باردة خالية من أي دفء أصابت قلبها بالصقيع
الأكل عندك... وبراحتك لو عايزة متكليش أنا بس بخلص ضميري علشان لو حصلك حاجة محسش بذنبك
قالها وهو يخطوا خارج الشرفة دون أن ينظر لها نظرة واحدة تنم عن قلقه أو اهتمامه مما جعل عيناها تغيم و تنظر لآثره بنظرات غائرة يحتلها
الحسره و تتساءل أين ذهب لين قلبه و تهاونه معها ألهذه الدرجة كانت أفعالها مخزية وجعلته يمحي تلك المشاعر التي كان يكنها لها!
هل مقتها لتلك الدرجة التي تجعله لا يطيق حتى النظر لها مهلا لم تهتم الآن! فمن المفترض أن تنقم عليه أكثر بعد أن عنفها وقسى عليها...مهلا ايضا لم تشعر بتشتت عظيم يحتل كافة كيانها ولم ذلك الفراغ الموحش ينخر أحشائها!
أيا ترى بسببه وبسبب حديثه السابق الموبخ لها هل من الممكن أن يكون محق وهي بذلك السوء الذي أصبح يراها به. حقا لا تعلم هي ضائعة
متابعة القراءة