خطايا بريئة بقلم شهد محمد جادالله

موقع أيام نيوز

فهم تلميحها
والمفروض أفهم من كده إيه
تنهدت بسأم من إنكاره الدائم ولكن بالطبع لم تيأس بل بادرت كي تحثه على البوح
مهما حاولت تداري عيونك ڤضحاك و قالت كل اللي جواك يا حمود مش لازم تنطق بيه كفاية إني حساه
حانت منه بسمة صافية رائقة من تفسيرها الذي راقه كثيرا واشعره كونها تتفهمه بشدة وتحترم قناعاته ليهدر مشاكسا وأحد حاجبيه يعتلي بتسلية
مش عارف ليه حاسس أني بتدبس بشياكة
اشتعلت فيروزاتها وناغشته بنبرة مشاكسة تشابه خاصته وهي تتأبط ذراعه
أنا مش بدبسك انا بس عايزة اطمنك ان مفيش مفر وهفضل لازقة فيك العمر كله
قهقه بكامل صوته الرجولي الخشن بضحكة خطفت قلبها وجعلتها تتيقن كونها سقطت بحبه ربما للمرة الألف بعد المائة بينما هو ألتقطت نظراتها من جديد وهدأت ضحكاته قائلا
كي يفض ذلك الحوار الذي يشعر أنه لو طال أكثر من ذلك سيخر أمام تأثيرها ويضرب بكل شيء عرض الحائط
طب يلا نهرب من شهد قبل ما تولع البخور وتخنقنا بريحته وبعدين انا مش عايز اتأخر في أول يوم شغل.
أومأت له بطاعة ليغادرو المنزل بخطوات متعجلة يسبقها ضجيج قلبهم معا لمبادرتهم أول خطوة في طريق سعيهم لذلك الحلم البعيد.
أما هي فقد كانت تقاوم كل شيء يذكرها به تحاول أن تصمد من أجل أطفالها اولا ثم ذاتها فقد كانت تشعر براحة عارمة وكأن عبء ثقيل كان يكمن فوق أعتاقها وانزاح عنها فلم تعد تتكبد العناء كي ترضي أحد كما كانت تفعل في سابق عهدها بل اصبحت تهتم بذاتها وتفعل كل شيء لإسعادها فقد علمتها الحياة أن لا تنتظر أحد أن يمنحها السعادة بل لابد أن تجلبها هي كي تكافئ بها ذاتها عن كل ما كابدته وهي فروض الولاء والطاعة التي كانت تفرض عليها وتجعلها تتغاضى عن ابسط حقوقها و تبدي دائما راحته هو عن ذاتها وعن كل شيء يخصها.
فكانت تسير برفقة أطفالها كفوفهم بسعادة عارمة بعد أن خرجوا لتوهم من أحد قاعات السينما التي كانت تعرض فيلما كوميديا وقع اختيارها عليه كونها تفضل تلك النوعية من الأفلام قبل فترة سباتها.
وأثناء سيرهم عبر شريف عن رأيه
مامي أنا اتبسطت أوي والفيلم كان حلو مبطلتش ضحك
لتؤيده شيري
اه وانا كمان عاجبني وعايزة ادخله مرة تانية وزعلانة أن اليوم خلص وهنروح
مط شريف فمه وأيدها بإندفاع وبعقلانية تعطيه فوق سنه
انا كمان مش عايز اليوم يخلص احنا مكناش بنخرج خالص وبابي علطول مكنش بيرضى غير وهو معانا وكان علطول مشغول وبيوعدنا ومش بيخرجنا
أنقبض قلبها عندما أتت سيرته وتذكرت تلك الأيام التي كان يحرم عليها الخروج دونه ويكبت أطفالها لتحين منها بسمة حانية لأطفالها رغم الحزن الذي يعتمر قلبها ثم انحنت بجزعها تخاطبهم
قولنا ايه قبل كده...بابي كان بيبقى مشغول علشان بيشتغل علشانكم وعيب نتكلم عليه كده...
انا اوعدكم هنيجي هنا علطول وهنعمل كل اللي انتو عايزينه
تأهبوا بنظراتهم لتسترسل هي بكل عقلانية وصمود من أجل نفسية أبنائها
بابي وصاني أجبلك اللعبة اللي نفسك فيها يا شريف وقالي كمان أخدكم الملاهي اللي كان نفسكم تروحوها قبل كده
صفقوا الاثنين بسعادة وهتف شريف متحمسا
بجد يا مامي انا مبسوط اوي ولما اشوف بابي ونرجع بيتنا لازم اشكره
أرتعش فمها وكادت تفقد اعصابها حين ذكر صغيرها أمر العودة لمنزلهم فالأمر ليس بيسير عليها


________________________________________

ويثقل قلبها فكيف تخبر أطفال بنفس عمرهم بقرار أنفاصلهاوكيف ستبقى صامدة لهذا
الحد أمامهم ولا تضع عوار عليه حتى لا يتأثر نفسية وسلوك أبنائها لترفع عيناها التي اصبح الحزن سکينها وترجو الله بسرها أن يمنحها تلك القوة لكي تحقق تلك المعادلة الصعبة وحدها.
مامي سرحتي في أيه
انتشلها صوت شيريمن شرودها لتبتسم لها وتطمئنها وهي تعتدل بوقفتها
ولا حاجة يا قلب مامي يلا بينا بقى علشان اليوم لسه في أوله ونلحق ننفذ كل اللي قولتلكم عليه
وكأنها تستمد القوة منهم ثم تسير معهم بخطوات سعيدة متحمسة في سبيل أن تعوض ابنائها وذاتها عن كل ما حرمهم هو منه بكل جبروت وانانية. 
عرفت هتعمل ايه ولا اشوف غيرك
عيب يا هانم انا خدامك وتحت أمرك واللي عليه القصد تحت عيني وأول ما ألاقي فرصة مناسبة هنفذ وابلغك
تمام يا سنقر وفلوسك هتوصلك زي ما اتفقنا
انهت مكالمتها وقد اعتلى فمها بسمة متخابثة تنم عن شړ مقيت فقد قررت أن ترد الصاع صاعين لتلك المتعجرفة التي اهانتها بمنزلها و أدركت أنها أخطأت بالذهاب لهناك وكونها استخفت بها أرادت أن تثبت لها أنها تستطيع أن تضع حد لشقيقها بنفسها فسوف تعطيه درس قاسېا كي يعرف حجمه ولا يتأمل ويبتعد عن تلك الغبية التي ستخطط لتتخلص منها فيما بعد كي لا تشاركها بتلك الثروة الهائلة التي طالما طمعت بها.
الرابع والعشرون
يحدث أحيانا أن ندفع الثمن مرتين مرة للحصول على الشيء وأخرى للتخلص منه.
مي زيادة
الخواء هو كل ما يشعر به لا يفعل شيء إلا أنه يمنح ذاته فترة سبات كي يسترجع أحداث الماضي وياللعجب! لايأتي
تم نسخ الرابط