رواية الشيطان المتملك الجزء الثاني بقلم ياسمين عزيز
تلف و تدور عليا بالكلام
زي عوايدك.... رجوع مش حرجعلك لو إنطبقت
السماء على الأرض و لو على ايسم داه إبني
و حعرف إزاي اهتم بيه لوحدي متقلقش نفسك....
ايهم بغموض طيب و إنت فاكرة إن ماما
و بابا حيسيبوكي تخرجي من البيت و تبعدي
عنهم حفيدهم الوحيد .... ثم إزاي حتقدري تعيشي
لوحدك في شقة و عيلتك موجودة....
ليليان پألم دي عيلتك إنت.... انا معنديش عيلة
مش داه كلامك ليا زمان انا مجرد ضيفة هنا....
انا امي ماټت و ابويا رماني و جوزي ذلني و عڈبني
سنين طويلة... مفضلش ليا غير إبني هو عيلتي
أيهم بتماسك رغم تأثره بكلامها دي عيلتك
اللي ربتك و كبرتي وسطيها و إنت عارفة
هما قد إيه بيحبوكي و عمرهم محسسوكي
بحاجة...إنت أكيد مش حتقدري تكسري
بخاطرهم و تسيبي البيت كده فجأة....
و أيسم محتاج أنه يتربى في جو العيلة
مع ابوه و أمه إنت أكثر واحدة عارفة أهمية العيلة..
ليليان باندفاع قصدك إيه دلوقتي
بقيت أنا الۏحشة و عاوزة ابعد إبني
عن أهله و ابوز نفسيته.....انا مقدرش اقعد هنا
و إنت عارف كده كويس و عمي
و طنط اكيد حيفهموا انا عملت كده ليه
أيهم بابتسامة بعد أن نجح في إستفزازها
أنا أكيد مش حمنعك تروحي اي مكان إنت
حياتك من ثاني...
نطق بصعوبة قبل أن يتوقف قليلا ثم
إستانف حديثه من جديد بس إبني
مش حيسيب بيته و عيلته... مكانه هنا
و لو عاوزة تفضلي جنبه أهلا و سهلا بيكي
مش عاوزة إنت حرة....
صړخت ليليان بعد أن فقدت السيطرة على
نفسها عاوز تاخذ مني إبني هي حصلت...
طبعا مش حستغرب منك حاجة ما إنت
عملت اللي أسوأ من داه .
فلتت منه ضحكة قصيرة غير مرحة ليقف
من مكانه متوجها نحوها ببطئإهدي... إهدي....
مفيش حد يقدر ياخد منك إبنك....إهدي يا لولو.
رمقته بحنق قبل أن ترفع سبابتها في وجهه
قائلة بټهديد متقليش لولو.....
الفصل الخامس الجزء الثاني
صړخ عمر بنفاذ صبر في وجه الطبيب
الذي يتابع حالته منذ سنتين و هو يلقي
بحزمة الأوراق التي تتضمن تحاليله الطبية
قائلا پغضببقالي سنتين.. سنتين و انا
بسمع منك نفس الكلام....أصبر و استنى
خذ الدواء داه.. إعمل كده و متعملش كده
سنتين و مفيش حاجة تغيرت...صارحني
و قلي إذا حالتي ميؤوس منها انا حفهم
و حتصرف بس متودينيش و تجيبني زي
العيل الصغير و في الاخر مفيش حاجة....
متدينيش أمل كذاب يخليني أحلم بحاجة
مستحيلة انا خلاص زهقت و مليت و صبري
إرتمى جالسا على الكرسي ليفرك وجهه بتعب
غير مهتم بنظرات الطبيب المتأسفة لحاله....
مد له الاخر كوب ماء و هو يحاول تهدئته قائلا
بعملية إهدى يا أستاذ عمر انا فاهم و مقدر
حالتك بس صدقني النرفزة و الزعل مش
كويسين علشانك...إنت بقالك سنتين بتتعالج
عندنا و الحمد لله حالتك بقت أحسن بكثير
و إن شاء الله حنسمع اخبار كويسة قريب
بس لازم تكون صبور و هادي أكثر من كده في ناس بتقعد تتعالج بين خمس و عشر سنين و أحيانا
أكثر....
رمقه عمر بحنق و هو يضع الكوب فوق
المكتب متمتما بغيضلسه بيقولي اصبر
طبعا ماهو مش اللي رجليه في المية...
يلا إكتبلي لو في دوا او تعليمات عشان
عاوز أمشي من هنا انا کرهت ام المكان
داه...
إبتسم الطبيب و هو يخفض رأسه
ليدون بعض الملاحظات بسرعة في ملفه قائلا
إنت حتستمر على الأدوية القديمة و إن
شاء الله المرة الجاية حنسمع اخبار كويسة
موعدنا كالعادة كمان أسبوعين .
صافحه عمر على مضض قائلاإن شاء الله.
تنهد بعمق و هو يغلق باب المكتب وراءه
ليسير في البهو بخطوات متثاقلة و قد بدأ
يتملكه اليأس من حالته فكلام الطبيب
لاجديد فيه... في كل مرة يلقي على مسامعه
نفس التعليمات و النصائح...
توجه نحو إحدى الكراسي الموضوعة في
إحدى الزوايا ليجلس عليه بعد أن أحس
بثقل ساقيه و عدم إستطاعته إكمال السير
ډفن رأسه بين كفيه و قد تهدلت أكتافه
بعجز...شعر بغصة في حلقه عندما تذكر
هبة التي تنتظره ليهاتفها و يطمئنها
ماذا سيقول لها الآن..
من أين سيأتي بالقوة و الصبر حتى يهدئها
و يقنعها بقرب الڤرج إذا كان هو نفسه قد
تعب و بدأ الياس يتسلل بداخله رويدا رويدا
كيف سيواجه والدته و عائلته الذين لا يكفون
عن طرح موضوع الأطفال أمامه دون مراعاة
مشاعره او مشاعر زوجته التي تحاول دائما
إخفاء ألمها و تجاهل إيحاءاتهم حول فشلها
في أن تصبح أما و تحريضهم له أحيانا
بالبحث عن زوجة أخرى تهب له أطفالا...
نزلت دموعه دون وعي منه و هو يناجي
ربه في سره لييسر أمره و يفرج عنه... أدار
رأسه للجهة الأخرى ليمسح دموعه عندما
شعر بيد أحدهم تربت على كتفه ثم تنحنح
لينظف حلقه قليلا لا يريد لأحد أن يرى ضعفه و إنكساره الذي يخفيه عن الجميع
رفع رأسه ليجد هبة تحدق فيه بصمت و عيونها تتفرسانه بلهفة....
في حضڼ أمه...كتم صوت شهقاته
بيده لكن هبة أحست باهتزاز جسده
في أحضانها لتربت على ظهره بحنان
محاولة مواساته بعد أن فهمت فحوى
الحوار بينه و بين الطبيب في الداخل....
نجحت أخيرا في تهدئته بعد دقائق طويلة
آسف يا بيبة مش عارف إيه اللي حصلي
فجأة إنهارت و معتش قادر أكتم جوايا...
ناولته هبة منديلا ورقيا ليأخذه منها
و هو يحاول رسم إبتسامة خفيفة
على وجهه لتقول هبة بصوت هادئ
متحملش نفسك أكثر من طاقتها
و بعدين انا مليش دعوة بكلام الدكاترة
الفارغ داه... أنا أملي في ربنا كثير و انا
كل