نزيلة المصحة بقلم ريناد يوسف

موقع أيام نيوز


معها صدر الطبيب حمزه فسألها في حنوا 
شكلك بتحبي الورد اوي ياود.. 
اومأت له ود برأسها ايجابا فوقف وتقدم ناحية الورود فمد يده يقطف لها احداهن ولكنه توقف فور سماع صوتها المعترض لأ حرام سيبها متموتهاش..
تقهقر الطبيب حمزه للخلف ولم يده وهو يرد عليها بتعجب كنت هقطفهالك تخليها معاكي وتشمي ريحتها عن قرب..

صمتت ود قليلا ثم تنهدت قبل ان تجيبه وهي تنظر الي الوردة التي انقذتها توا من المۏت علي يد الطبيب قائلة له مبرره 
وليه ناخدها من حضڼ مامتها عشان نتمتع بيها شويه وبعدها ټموت بين ايدينا مانسيبها عايشه وسط اخواتها سعيده ونتفرج عليها من بعيد هي مش من حقها تعيش زي الباقيين ليه نحكم عليها هي بالذات بالمۏت والعڈاب
عاد الطبيب حمزه يجلس في مكانه وتنهد حين شعر بعمق كلمات ود وماتحمل في طياتها من حزن دفين فأعطى لها بعضا من الوقت ثم مد اليها يده ببعضا من الطعام قائلا
كل كائن حي في الدنيا من حقه انه يعيش ياود ومن حقه يعيش بالطريقه اللي تعجبه وعلي مزاجه هو وبس لكن عشان يعيش ويدافع عن حقه لازم يكون قوي وعشان يكون قوي لازم يعتني بنفسه كويس قالها ومد لها يده اكثر بالطعام لكي تفهم مقصده
ومن ثم مدت ود يدها فأخذت مابيده فإبتسم هو ورفع يده يعدل نظارته ومن بعدها فتح حقيبته فأخرج منها المج الحرارى وهذه المره احضر كوبان بلاستيكيان للقهوة لانه وجدهم اخف واكثر عمليه فملأ الكوب الاول وقام بوضعه بجانبها ثم ملا الآخر لنفسه واعاد المج الي حقيبته قبل ان يبدأ في طقسه المعتاد واحتفاله الصغير بقهوته فها هو يرفعها ويقربها من انفه فيغمض عينيه وهو يستنشق رآئحتها الجميله فتلين ملامحه فتتبعها ابتسامة هادئه ثم فتح عيناه لتزيد ابتسامته وهو يري ود ممسكة بكوب قهوتها وتفعل مثله تماما..
فتحت ود عيناها بعد ذلك وسألته بتحس بإيه لما بتشرب القهوة انا حاسه انك بتحس بحاجه غير الناس اصل انا مش بحس بحاجه غريبه وانا بشم ريحتها او بشربها
الطبيب حمزه محدش بيحس بالحاجه غير لما يحبها عارفه انتي لو حبيتي القهوه هتحسي انها احلي حاجه فالوجود وهتحسي بأجمل إحساس وانتي بتشربيها اللي بيحب حد او حاجه بيكون مستعد يستغني بيها عن الدنيا كلها 
وانا بحب وعاشق للقهوة ومش هيفهم حبي ليها غير عاشق لها زيي القهوة دي لو هكلمك عنها هحتاج ايام عشان اوصفلك احساسي بيها وشعوري وانا بشربها او بشم ريحتها 
وانا افضل ان الوقت اللي هقضيه فإني اوصفلك القهوه واشرحلك حبي ليها نقضيه فحاجه تانيه افيد فى الوقت الحالي.. 
ايه رأيك مثلا نتكلم عنك انتي اديكي عرفتي عني اني بحب القهوة اظن من حقي اعرف انتي بقي بتحبي ايه
ود بحزن مش بحب حاجه. 
حمزه دا احساس مؤقت بالكره والنفور من اي حاجه لكن خلينا نرجع قبل الايام دي كنتي بتحبي ايه 
صمتت ود فهي لا تريد ان تتذكر ايا من الماضي او تذكره فهربت بعيناها بعيدا عنه وبدأت تأكل مابيدها من طعام الي ان انهته وصمت الطبيب حمزه ولم يشأ مقاطعتها حتي وإن كانت تهرب من سؤاله
فقد رأي ان هروبها للطعام هو خير هروب.. ولكنه عاد اليها بالسؤال مرة اخري بعد ان انهت طعامها وبدأت تشرب بعده كوب قهوتها فقال لها سائلا مستغلا لتجاوبها معه اليوم فرحا بنطق تمثالها الصامت فاردف 
طيب احكيلي ياود بعد مافتحتي شركة التصميمات ونجحتي ايه اللي حصل بينك وبين حسام بعدها
تحجرت ود تماما فور سماعها للأسم واشتعلت عيناها ڠضبا وهبت واقفة وقد ضغطت من شدة الڠضب علي الكوب الذي بيدها فحطمته غير آبهة بسائل القهوة الساخن الذي سكب منها علي يدها ثم رمت الكوب ارضا وانطلقت بكل سرعتها عبر الطرقات التي اجتازتها مع الطبيب حمزه للوصول الي الحديقه واستمرت بالجري حتي وصلت لغرفتها فدخلتها سريعا واغلقت الباب وتوجهت فورا الي فراشها فنامت عليه متقوقعة علي نفسها 
ومالبث الطبيب حمزه حتي دلف الي الغرفة خلفها لاهثا وهو ينادي بإسمها وكم اشفق عليها وهو يري هذا الكم الهائل من الخۏف الممزوج بالڠضب الذي سيطر عليها ماان تفوه بإسم ذلك البغيض امامها كأنه ذكر لها إسم اسواء مخاوفها واخبرها انه قادم لينال منها.
جلس الطبيب حمزه بجوارها وأخذ يحدثها بألا تخف وانه بجانبها ولن يتركها ولن يستطع احد ان يصل اليها وهي هنا ولا ان ياذيها 
وضل بجانبها حتي انتظمت انفاسها فعلم انها هربت الي النوم من كل شيئ فغادر الغرفه وكله تصميم ان يعرف اليوم ماذا فعل بها ذلك الحسام لتص بها المواصيل الي هنا 
ولن يغمض له جفن اليوم الا وتكون لديه باقي الحكاية
فذهب الي مكتب مدير المشفي لكي يأخذ اجازة لباقي اليوم وسيتحدث الي السيده كريمه او سيذهب اليها في منزلها وليحدث مايحدث 
وصل قبالة مكتب مديره وكاد ان يدخل اليه لولا ان سمع صوت صديقه الطبيب عمرو ينادي عليه من آخر الطرقه 
فنظر اليه حمزه وانتظره وهو يراه قادم نحوه وما إن وصل اليه عمروا حتي بدا يحدثه عن تطورات في حالة من الحالات القائم علي علاجها 
واستشاره في تغيير خطة العلاج في الخطوة القادمة 
وما انسب طريقة يستخدمها معها من الطرق المعتادة في هذه الحالة فارشده الطبيب حمزة الي انسب طريقة في الطرق المتعارف عليها مع بعض التعليمات بجانب ذلك وماان انهي الحديث مع عمرو حتي التف بجسدة ناحية باب مكتب المدير ومد يده للنقر عليه والاستئذان للدخول
ولكن قبل ان تصل يده للباب كان يفتح من تلقاء نفسه ليرفع الطبيب حمزه

________________________________________
عيناه ليطالع من الذي قام بفتح الباب فشخص بصره وهو يري في مواجهته المدعوا حسام وماأن رآه حسام حتي توسعت عيناه هو الآخر من الصدمة..
يتبع...
انثي بمذاق القهوة 
البارت العاشر.
بلع الطبيب حمزة ريقه من هول المفاجأه الغير متوقعه والتي جعلت حلقه جف من الخۏف ليس عليه انما على كريمه المسكينه ثم رفع يده ليعدل نظارته فأخفض عيناه متمنيا الا يتذكره حسام
ولكن هيهات فقد بدأ الآخر بتدييق عيناه رويدا رويدا وقد فهم الآن مايدور وتأكد من شكوكه وشكوك والدته التي اخبرته بها وهاهو يتأكد ان كريمه بدأت اللعب من خلفه ولو لم تكشفها الصدفة امامه كان سيخسر كل مالديه الآن وما سعي كثيرا لنيله..
انتبه الطبيب حمزه ورفع عينيه حين شعر بحسام يربت علي كتفه ثم انتقل بيده فربت علي خده وما كانت حركته هذه الا تهديدامبطنا للطبيب حمزه يخبره من خلالها انه فهم الآن
كل شيئ..
نظر له الطبيب حمزه في عينيه مباشرة فلم يجد بهما سوي شړا وڠضبا مطلق حتي ظن ان الچحيم تجسد في مقلتيه فتنحي الطبيب حمزه عن موقعه امام الباب ليفسح له المجال للخروج وإنهاء هذه المواجهه..
فتحرك حسام علي الفور من امام الطبيب حمزه بعد ان حدجه بنظرات استغرب عليها الطبيب عمرو كثيرا وسأله متعجبا 
مين دا ياحمزه انت تعرفه
فأومأ له الطبيب حمزه ايجابا وهو يتحرك من أمامه فورا فدلف الي مكتب المدير والقي عليه كلمات مختصره 
دوك انا اوف باقي اليوم النهارده هذا كل ماقاله قبل ان يغادر المكتب مسرعا دون انتظار رد المدير عليه ولكنه سمع صراخه اعتراضا قبل ان ينهي الطرقه ويذهب الي غرفة ود خوفا من ان يكون هذا البغيض قد ذهب اليها فهو رأي مافعل بها مجرد ذكر اسمه فما بالها برؤيته امامها
وصل اخيرا اليها ووقف يلتقط انفاسه وهو يري الغرفة لازالت مغلقة من الخارج ولكنه لم يطمئن كليا حتي فتح الغرفه ووجدها خالية الا من ود التي مازالت نائمة مثل ملاك بريئ..
فأغلق الغرفة مرة اخري واخرج هاتفه وهاتف السيدة كريمه وماأن ردت عليه حتي تحدث بسرعه وبدون مقدمات 
حسام النهاردة كان في المستشفي وشافني..
وهنا خرجت شهقة من كريمه وصلت الي مسامع الطبيب حمزه اكدت له ان الوضع ليس بالسهل ابدا..
حمزه ست كريمه هتعملي ايه دلوقتي هو ممكن يأذيكي
كريمه مش مهم يأذيني انا او ميأذنيش المهم دلوقتي ود ود حسام مش هيسيبها فمكان فيه حد بيحاول يساعدها ابدا يادكتور
حسام يقدر يدخل ود اكبر مصحه فالبلد لكنه حطها فمستشفي حكومي عشان عارف ان فيها اهمال والمړيض فيها حالته بتتدهور اكتر مابتتحسن حسام عايز ود دايما تكون تعبانه ومجنونه عشان ياخد كل حاجه بتاعتها لنفسه زي ماعامل دلوقتي..
سألها حمزة بقلق طيب يعني تفتكري ممكن يعمل فيها ايه
كريمه يجيبها ويحبسها تاني فالفيلا ويفضل يجنن فيها اكتر بمساعدة الدكتور اللي كان بيوديهاله
وخصوصا انه خلاص عمل اللي كان عايزه واكيد راح المستشفي النهارده عشان ياخد الشهادة بأن ود مريضه عقليه وبناء عليه ياخد كل حاجه بالقانون والحجه..
بلع الطبيب حمزه ريقه بقلق وعدل نظارته وهمس لها 
طب والحل ياست كريمه
كريمه الحل فأيدك انت يادكتور.
حمزه ازاي
كريمه هربلي ود من المستشفي وانا عندي فلوس هاخدها واروح بيها مكان بعيد حسام ميعرفهوش لغاية ماتخف وتقدر تقف علي رجليها تاني.
حمزه بتفكير ايوه ياست كريمه بس دا صعب جدا وفيه مخاطره
كريمه بس فيه انقاذ لروح بريئه يبني ربنا لوحده العالم نهايتها هتكون امتا وازي بس كل اللي اقدر اقولهولك ان الاكيد انها على ايد حسام..
تنهد الطبيب حمزه واغلق معها الخط وفتح الباب مرة اخري ونظر اليها متسائلا هل ياتري تستحقين ايتها النائمة ان يخاطر من اجلك حمزه بمستقبله
وهنا هاتفه قلبه وعقله سويا حين تململت ود في نومتها فظهرت ملامحها الحزينه التي كانت مخبأة تحت خصلات الشعر المتمرده فكانت الإجابه من الاثنين معا
نعم تستحق فأغلق الباب عليها وهاتف كريمه مرة اخري وبمجرد سماع صوتها قال لها آمرا حضري اي حاجه هتحتاجيها معاكي واخرجي من الفيلا فورا قبل ماحسام يوصلك واستنيني فالشارع اللي ورا الفيلا اللي علي شمال فيلتكم
نطقها ثم اغلق الخط وتحرك فورا الي مستودع الادويه الخاص بالمشفي.. فتحدث مع عامل يعرفه جيدا وللطبيب حمزه افضالا كثيرة عليه 
وخبره بما ينوي علي فعله ووافق العامل علي ماطلبه منه الطبيب حمزه علي الفور حتي وإن كان غريبا.. ولم يكن هناك اي مانع من قبول بعضا من المال من الطبيب حمزه على هذا المعروف فالمخاطره هي لرد الجميل اما التعب فله حساب آخر..
فعاد الطبيب حمزه الي غرفة ود مرة اخري وقام بتخديرها ثم انتظر دقائق الي ان دخل عليه العامل وهو يرتدي زي عمال النظافه 
وفي يدة حاوية للقمامه وكانت ذات حجم كبير تتسع لشخص مثل ود ان يجلس بداخلها فقام
 

تم نسخ الرابط