نزيلة المصحة بقلم ريناد يوسف

موقع أيام نيوز


مبتحملش اشوف المنظر دا جسمي بيكش ونفسي بتلعب وببقي عايزة ارجع. 
قالت جملتها وهي ټدفن وجهها بين يديها هروبا من منظر ندبته.
فما كان منه سوي الجري وارتداء باقي ملابسه سريعا 
وهو يتفوة اثناء ذلك بكافة انواع الأسف
فهو يعلم تماما انه محرم عليه أن يجلس امامها دون حجب هذة الندبة عن عينيها.
فقد اخبرته مرارا كم تستاء منها وتشمئز من النظر اليها.

افاق من شروده علي ملمس يد سمر وهي تتهادى فوق الندبه رويدا رويدا كمن يتفقد بأصابعه لوحة الموناليزا ويختبر ملمسها حين رآها لأول مرة.
فاغمض حسام عينيه وهو يشعر براحة عجيبة
فلأول مرة تمتد يد لتلمس ندبته دون أن يشعر صاحبها بالاشمئزاز كما كانت تفعل ود...ودون الشعور بالشفقة كما تفعل أمه.
يد صاحبتها لا تشعر نحوة ونحو ندبته سوى بالمحبه.
فأنحني بجسده عليها حتي اسند ذقنه علي كتفها وسألها هامسا
بتحبيني ياسماره 
فبهت لونها فجأة وشعرت أن الډم قد توقف عن الجريان في أوردتها وتحجرت مقلتيها وتوسعت ابتسامتها لما سمعت!
فالاشياء الجميلة كلها تحدث اليوم .
وبعد أن كان حسام لا ينطق إسمها العادي الا نادرا
يناديها الآن بإسم الدلع!
فيالها من ليلة اغمضت سمر عيناها متمنية الا تنقضي ابدا. 
والا تشرق الشمس سوى بعد عدة اعوام وتظل حبيسة الليلة معه الي أن ترتوي من نهر الكوثر المتمثل فيمن تغوص بين ذراعية الآن.
ولما طال إنتظار حسام للجواب تبسم 
فهو يعلم جيدا إنها
لم تتواني عن الرد دلالا.. وإنما أثر الصدمة من السؤال.
فحثها على إجابة السؤال بصيغة اخري
شايفك مش بتردي يعني
فخرج صوتها اخيرا وهي تتلعثم كمن يتعلم الكلام جديدا
بدور علي كلمه أكبر من كلمة الحب اقولهالك.
فأكمل حسام وهو ينظر في عينيها البنيتين اللاتي انعكس فيهم ضوء القمر فأصبحتا تلمعان كبلوراتين
ولقيتي الكلمه
فهزت سمر رأسها نفيا وهي تنظر بدورها لعينيه الاتي القيتا لعڼة عليها كي لا تحيد عنهم. 
واخذت تقراء مابداخلهم بإهتمام كي تكتشف ماالسر وراء التغير الذي طراء عليه. 
وكأنهن بردية فرعونيه كتب فيها سر الحياة الابديه.
واثناء انشغالها بحل أحجيات برديتها شعرت بأنها ترتفع مرة واحدة عن الأرض لتستقر علي صدره قبل أن يجلسها علي حافة الشرفه محيطا لها بكلتا يديه.
وظلت هي محاوطة لعنقه بيديها.
ثم اردف وهو لا يزال ينظر بيعينيها
لو قولتلك ياسمر أنك لو رميتي نفسك من البلكونه دي دلوقتي وضحيتي بحياتك عشاني هعيش باقي عمري مبسوط تعمليها
فأردفت سمر بنبرة واثقه
اطلبها وشوف بنفسك.
فتبسم هو وظنت هي ابتسامته عدم تصديق فأبعدت يديها عن عنقه وقامت بفردهم في مستوى جسدها كمن يستعد للتحليق. 
وكل هذا تحت انظار حسام الذي شدد قبضته حولها وهو يردف بإبتسامة عذبه
مكنتش اعرف إنك مجنونه! 
فردت عليه همسا
انا معاك مريت بكل الحالات وجربت المشاعر اللي فالدنيا.
معاك اټجننت وعقلت معاك حبيت وکرهت واتقهرت وسامحت معاك بقيت أم.. 
ومعاك قضيت حياة كامله لو انتهت فأي لحظة صدقني مش هحس بذرة ندم ولا هحس بأن حاجه فاتتني ومعشتهاش.
وخصوصا بعد الليله دي ياحسام.
فلو زي مابتقول فعلا ان سعادتك فمۏتي فأنا هكون سعيدة وانا بنفسي اللي بقدملك السعادة دي زي ماأنت قدمتهالي.
بس قبل دا مايحصل عايزة اقولك حاجه للمرة الاخيرة ياحسام
إنت أمنيه عشت طول عمري بتمناها وبشكر ربنا انها اتحققت ومهما كان الشكل اللي اتحققت بيه انا راضيه بيها وفرحانه.
القت بعباراتها علي مسامعه ثم إنتظرت أن تري تأثيرها عليه 
وكم تمنت انها لم تفعل وهي تري الدموع قد تجمعت في مقلتيه واذدرد لعابه على الفور.
وتكاد سمر تقسم أنه اذدرد معه غصة تكونت في جوفه. 
وتعلم جيدا ماسببها.
فحسام قد راقته الكلمات كثيرا وأسعدت قلبه. 
ولكنه تمنى أن يسمعها من واحدة أخري وليس منها هي. 
والأخري هى ود بكل تأكيد.
فابتلعت هي الاخري غصتها وهي تنكس عيناها ارضا ولا تعلم لم شعرت هذه المرة بشيئ من الإهانه.
ولم توقعت هذة المرة بالذات أن تحمل ردة فعلة الامتنان لكل

________________________________________
هذة المحبه التي تكنها له
ربما لأنها شعرت بأنه اليوم شخص مختلف كليا او ربما لإعتقادها أن اليوم هو يوم حظها! 
ولكن علي كل ادركت إنها اخطأت في التقدير حين ظنت أن حسام لا زال لدية المذيد لها.
فزفرت بديق ورفعت وجهها عليه وهي ترمم تصدعات روحها برسم إبتسامة مزيفة لا تفرق عن الحقيقية.
ولطالما كانت الأمهر في تزييفها.
فقد اعتادت علي فعلهاطوال الوقت.
ونزلت من فوق سور الشرفة بمفردها ولم تنتظر اية مساعدة من حسام في ذلك فهو رفعها للسماء قبل قليل 
وقد حان وقت السقوط.
اما في مكان آخر.
كانت تجلس فوق سريرها متربعة كوضعية لاعبي اليوجا
تنظر الي الفراغ امامها بتركيز وكريمة تجلس بجوارها 
ولكنها كانت متكأة علي علي تاج السرير قليلا. 
فهي تتعب كثيرا من الجلوس علي وضعية واحدة لفترات طويله. 
فكانت تبدل أوضاعها من حين لآخر. وهذا هو آخر الأوضاع الذي استقرت عليه.
وظل الوضع هادئا الي أن بدأت انفاس ود تعلوا وتهبط وهنا شعرت كريمة بأنه يقترب منها
فعدلت جلستها سريعا وهي تستعد لنوبة جديدة من الصړاخ والإستغاثه من ود وهي تطلب منها أن تحميها ممن يريد الفتك بها 
ولكنه في كل مرة يعدل عن ذلك بعد أن يجعلها تشعر أنها ادني من قاب قوس من المۏت ويجعلها تختبر هذا الإحساس مرارا وتكرا.
وبالرغم من أن كريمه فعلت ما بإستطاعتها كي تجعله يختفي من امام أعين ود الا أنه اقوي منها ومن كل مافعلت ومن جميع محاولاتها.
وتدرك ايضا انه اقوي مما ستفعل مستقبلا وسيظل الحال كما هو الحال منذ سنوات عديده وسيظل الوضع كما هو عليه.. 
ولا لود فرصة للتخلص من هذا الوضع القاسې الا فى حالة واحدة. وهي إنهاء حياتها. 
ولم يكن هذا الخيار من ضمن الافعال المستحيله. فقد حاولت ود فعلها مرتين. وفي كل مرة تنجوا من المۏت بإعجوبه. وكأن لها اوجاع لازالت تنسج في الغيب ويأبى القدر الا أن تختبرها.
وبعد انتهاء النوبة المعتادة سكن جسدها وارتخت اطرافها وهى تراه يبتعد
بعد أن أفلت رقبتها من بين يديه وهو يراها علي وشك أن تتبوء مكانها وسط الأموات.
فيقرر أن يعطيها المزيد من الوقت وهي علي قيد الحياة فهو لم يكتفي من تعذيبها بعد.
توقفت اخيرا كريمه عن هدهدة ود بعد أن تأكدت أنها خلدت للنوم تماما.
وقامت بإرحة جسدها الهزيل علي الفراش ووضعت رأسها علي الوسادة.
واخذت تتأمل في جمالها الذي انطفأ.. وحل بدلا عنه ذلك الوجه الذابل الشاحب.
وظلت تتحسر علي خطأ قد حدث دون قصد كلفها وكلف ابنتها الكثير والكثير.
وأنسلت بعد ذلك من جانبها وخرجت من الغرفه الي غرفة المعيشه.
وأمسكت بالهاتف وفكرت جديا أن تهاتف الطبيب حمزة فهي بحاجة لاحد يساندها الآن فيما يحدث لود ويشد أذرها ويخبرها بأن كل شيئ سيكون على مايرام.
والأهم أن يكون لديه الحل الجذري لمشكلة ود الاذلية.
ومن سيكون كل هذا غيرة هو وحده.
ولكن ما منعها عن فعل ذلك هو تأخر الوقت فقد شارفت عقارب الساعه علي إعلان تمام الساعة الثالثة صباحا 
فقالت لنفسها
ومن بهذا الوقت سيكون مستيقظا الا شخصان محب ومريض. وحمزة لا هذا ولا ذاك فإذا سيكون الآن من ضمن النائمين. 
واعدلت عن رغبتها وقررت أن تصبر حتي الصباح ففي الصباح دائما يكون الرباح.
أنثى بمذاق القهوة ١٠
أفاق حسام علي ضړبات صغيرة رقيقة فوق ساعدة يعلم جيدا لمن تكون.
فتبسم ومد يدة ليمسك بصاحبها دون أن يفتح عيناه. 
وماأن القي القبض علي ذلك المشاغب حتي تعالت صوت قهقاته الطفولية 
وهو يجد نفسه جالسا فوق بطن ابيه الغائر كقارب صغير يتسع لمؤخرة قاسم الصغيرة أن تغوص بداخلة.
ولكن قاسم توقف عن الضحك قليلا كي يتعجب مما رأي اليوم! 
فقد رأى امه تسند رأسها علي صدر أبيه في سابقة لم تحدث من قبل 
ولم يسبق له أن رآهم بهذا القرب!
فأنحني للأمام قليلا وبدأ في دفع رأس أمه من فوق صدر أبيه ليصحح وضعا من ندرة حدوثه ظن الصغير أنه وضعا خاطئا.
إنفرج ثغر سمر عن ابتسامة وهي تشعر بدفع قاسم لها من فوق صدر ابيه. 
وكأنه يخبرها أن وقتها السعيد قد أنتهي وأن الليلة الجميله قد ولت. 
وحل من بعدها الصباح وأشرقت الشمس على ذبد ماحدث بالأمس.
وعليها ان تتوقع أنه سيذوب قريبا ولن يصمد أمام شمس الواقع الحارقه.
رفعت رأسها قليلا ثم ضغطت علي شفتها السفلي بتوعد وهي تنظر لقاسم 
وتقوم بإرجاع شعرها للخلف 
وهو بمجرد أن رأي حركتها ضحك واختبأ بين ذراعى ابيه 
فحركة أمه هذة تعني أن هناك موجة من الدغدغه والعض تقترب منه.
فواصلت
وها هي تهجم عليه هجوما ضاريا لم يستطع هو أو أبيه صدة!
واخذ ثلاثتهم يضحكون في سعادة ومرح لأول مرة. 
وكم تمنت سمر دوام هذا الحال عليهم.
ولكنها تعلم جيدا ان دوام الحال من المحال.
وخاصة وهي تري حسام ينهض من الفراش وينشق عنهم تاركا لهم الفراش ليعودا الي وحدتهم بدونه.
اما حسام فذهب لأخذ حماما دافئا وهو يشعر بإرتياح عجيب اليوم! ولا يعلم سببه وأخذ يتسائل
تري اهو بسبب الهم الذي افرغه من قلبه بالامس علي مسامع الطبيب حمزة واشركه بأكثر اسرارة الدفينة الما! 
وخاصة وانها المرة الاولي التي يفتح فيها قلبه لأحد ويسمح له أن يعرف عنه هذا القدر من المعلومات التي لا يعلمها احدا سواه هو وأمه.
أم بسبب ماحدث بالأمس بينه وبين تلك السمراء الهادئه كنسمات الصباح! 
والتي لا يعلم لم يتبسم الآن بمجرد ذكره لاسمها
انهي حمامه ووقف أمام المرآه وأخذ ينظر الي انعكاسة. ثم بدأ يتلمس ندبته. وأغمض عيناه وهو يتذكر ملمس اصابعها الناعمه عليها بالأمس وتعجبه من فعلتها! واكتشافه تقبلها الكامل للندبة
وهو من كان يتعمد كشفها امامها هي بالذات كي يجعلها سببا آخر لنفورها منه فوق كل الاسباب التي يعطيها لها.
وأيقن أن من كان يسعي لجعلها تنفر منه هي اكثر الناس منه قربا!. 
وأن من كان يفعل المستحيل ليقربها منه كانت طوال الوقت أكثرهم عنه بعدا.
ولا يعلم لما شعر اليوم بأن بعض الغيوم بدأت تنقشع من امام عينيه وبدأت الرؤيه تتضح وينتبه الى بعض الامور التي كان غافل عنها.
انهي حمامه وخرج امامها وهو عار الصدر كعادته. 
وماإن تاق عليها حتي تبسمت له بمحبة بالغه وهي تتفحص جسدة بتقبل شديد. ورغبة لاحظها حسام في نظراتها له لأول مره وتعجب لم لم ينتبه لها من قبل! 
فقرر أن يعطيها عناقا صباحيا فلا ضرر من ذلك. 
وطلب من قاسم النزول الي جدته وانتظارهم بالاسفل.
هذا أو أن حسام قد وقع تحت تأسير تعويذة بالمحبة ألقيت عليه عن طريق الخطأ فجعلته يتقبلها اخيرا! 
كفكفت اسئلتها وطوت الغرابة طيا
فليس هذا وقت التساؤلات أو إستنتاج الاجابات.
وعليها أن تدرك انها الآن بين
 

تم نسخ الرابط