نزيلة المصحة بقلم ريناد يوسف
المحتويات
التليفون وقالتلي أن الدكتور كتب لود علي خروج.
ورجعت ود للبيت وبدأت في مرحله تانيه من العلاج.
ومن يومها وابتديت أشوف ود منكسره ودايما بتحاول أنها تقرب مني أو تتكلم معايا وأنا مش هنكر أن ساعات اشتياقي ليها كان بيخليني أرد عليها مره لكني كنت بتجاهلها قصادها ألف مره.
وعدت الأيام وابتدت ود تتحسن وامتحنت الملاحق اللي طلعت بيهم ونجحت وخلاص هتتنقل للثانوي.. لأخطر مرحله فحياة البنت أو الولد وفضلت طول الوقت أقول لنفسي
لكني شوفت أنها أتغيرت تغيير واضح وبقت أهدا وأرسي وبطلت مكالمات التليفون اللي كانت تتكلمها عمال علي بطال وبطلت الخروجات اللي كانت بتخرجها ودايما
بقت قاعده في البيت.
ومع ذلك.. كل دا مغيرش نظرتي ليها جايز يكون طمني من ناحيتها شويه بس.. لكن مش أكتر من كده.
الفلوس اللي مع أمي أبتدت تخلص لأن البيت طلباته كتيره وخصوصا إن ود كانت داخله علي ثانويه ومحتاجه دروس تبدأ من الأجازه وتستمر طول السنه وكمان هدوم جديده غير هدومها القديمه اللي مينفعش تخرج بيها من البيت بعد النهارده واللي أمي صممت أنها هي اللي تنزل تشتريهوملها بنفسها
لكن الست ود معجبهاش ذوق أمي في الهدوم ورمتها عالأرض وقالت أنها مش هتلبس حاجه منهم وطلبت فلوس تشتري لنفسها ودا كان أول احتجاج أو إعتراض منها علي حاجه من يوم العمله أياها وأول مره صوتها يعلى!
ولما وقفت قصادها وأمرتها توطي صوتها وقولتلها مفيش غير الهدوم دى اللي هتتلبس.. ومفيش حاجه غيرها هتتجاب. لقيتها ابتدت تصرخ وتقول
دي فلوسي ومعاشي من بابا وأنا عايزه الفلوس اللي بقالكم ٤ شهور بتاخدوها أنت وأمك ومش بتدوني منها حاجه أنا عايزه فلوسي أنا مليش دعوة
وطبعا مكنش الموقف محتاج ذكاء عشان نعرف إن دا مش كلام ود وإن راس الأفعي بخت السم في ودانها.
ساعتها أمي فهمتها أنها كانت عاينه الفلوس دي ليها فعلا لكن لما المعاش اتشال بقت تصرف منهم لغاية ماخلصوا. وقالتلها أنه بمجرد مالمعاش يرجع هترجعلها كل فلوسها.
وماكان من أمي غير أنها تنزل تبيع الشبكه اللي جابهالها عمي.. وتدي تمنها لود.
ساعتها شفت كريمه واقفه فزاويه وبتبتسم بإنتصار فحلفت لأكسر فرحة. انتصارها دي بأيدي.
تاني يوم أخدت ود وخليتها تاخد الفلوس ونزلنا خليتها تنقي ب١٠٠٠٠ هدوم وبال٣ التانيين شنط وجزم.
كل اللي رجعت بيه هدوم وحاجات وبس. وكله كان لازم أنا اوافق عليه الأول عشان أرضي أنها تشتريه.
ورجعنا للبيت وأول ماكريمه شافت الحاجه مع ود وشها انطعن بالڠضب وأتاكدت أنها طلعت من الليله والهليله اللي خلت ود عملتها من غير أي فايده. وساعتها بصيتلها بصة تشفي حسيتها حړقت روحها ووصلتلها من خلالها رساله.. أني خلاص بقيت صاحيلها.
وقتها
________________________________________
دخلت كريمه أوضتها وقفلت عليها الباب ومخرجتش لباقي اليوم.
أما أنا فقعدت مع أمي وفضلنا نفكر مع بعض هنعمل أيه فاللي جاي
وقررت أني هنزل أدور علي شغل من بكره أصل مش هينفع البيت يفضل من غير فلوس.. هنعيش ازاي
ومن تاني يوم بدأت أنزل أدور على شغل واللي يجي منه نعيش علي قده لغاية ماربنا يحلها من عنده.. والمعاش يرجع.
نزلت أدور علي شغل وكل مالاقي شغلانه.. واشتغل فيها اسبوع ولا عشر ايام صاحب الشغل يمشيني من غير سبب!
وفيهم اللي بيديني أجرة أيام شغلي.. وفيهم اللي بياكل عليا نصهم.. واللي بياكلهم عليا كلهم.. وأنا مش عارف ولا لاقي سبب لكل دا!
بالعكس دنا أول مابنزل شغلانه بشتغل بأيدي وسناني عشان اثبت نفسي وأعجب صاحب الشغل..وبكون أحسن واحد فاللي بيشتغلوا كلهم وبعجب صاحب الشغل جدا..
لكن برضوا كان بيمشيني معرفش ليه!
وفضلنا عالحال دا.
ويوم يباعد يوم ومفيش حاجه نصرف منها.. غير القرشين اللي بجيبهم من الشغلانه اللي بشتغل فيها كام يوم وأنطرد ومن إيجار الشقه اللي أضطريت أنا وأمي نأجرها مفروش عشان تجيبلنا نوايه تسند الزير.
في الفتره دي خروجات كريمه كترت بطريقه ملحوظه وكل يوم كانت تخرج فيه.. ترجع بعد الخروجه مبسوطه وملامحها مرتاحه وتفضل طول اليوم تبتسم مع نفسها!
وكنا سايبينها علي راحتها أنا وأمي فحكاية الخروج دي..
وكمان كلامها فالتليفون بقي كتير بطريقه فظيعه وهي مكانتش تتكلم في التليفون الا نادرا قبل كده!
لغاية ماأبتديت أشك فحاجه أصل خروجتها دي بتيجي دايما بعد ماأمسك شغلانه جديده!
وبالظبط.. بعد ماأتكلم مع أمي قدامها وأقول علي الشغل الجديد ومكانه وأتفاجأ أني تاني يوم بأنطرد من الشغل!
وعشان أتأكد من شكوكي رسمت خطه وعزمت إني انفذها من بكره.
وتاني يوم نزلت عشان أدور علي شغل زي كل يوم.. ولقيت شغلانه
ونزلتها تاني يوم علي طول.. ولما أمي كانت تسألني لقيت شغل ولا لأ كنت بقولها لسه بدور .
ويوم ورا يوم وأسبوع عدا ووراه اسبوع تاني وانا باقي فشغلي ومااترفدتش زي كل مره.
وكل دا عشان كنت مفهم أمي علي كل حاجه وكنت موصي أمي أنها طول الوقت تسألني قدام كريمه.. إن كنت لقيت شغل ولا لأ وأنا اقولها لسه.. وكنت ببرر غيابي طول اليوم عن البيت بأني بقعد علي القهوة مع اصحابي أو بلف أدور علي شغل.
لغاية ما الأجازه خلاص خلصت وميعاد الدراسه جه وكده كده كنت هسيب الشغل عشان هرجع للجامعه.
لكن قبل دا مايحصل كنت جامع البديل وكنت مقرر أني هصلح عربية عمي وأقلبها تاكسي وأشتغل عليها بعد الكليه وبكده لا هيكون ليا مدير ولا حد يرفدني.
وعشان كده قررت أني أكتشف سر كريمه وأعرف بتروح فين كل مره بتعرف فيها أني أشتغلت وفهمت أمي عاللي ناوي أعمله واتفقنا أننا هنقول قدامها أني لقيت شغل وكمان هوصف عنوانه.
وفعلا عملت كده وبعد ماأتكلمنا لقينا كريمه بتقول لود
ود انا بكره رايحه للدكتور بتاعي عشان جنبي تاعبني عايزه حاجه اجيبهالك معايا وانا راجعه
ود قالتلها أنها مش عايزه حاجه وأنا وأمي بصينا لبعض بنظرة الظافر.
وتاني يوم خرجت زي مااكون رايح لشغلي..
لكني فضلت في الشارع مستني كريمه تنزل وساعتين ولقيتها نازله من العماره اتداريت لغاية ماشفتها وقفت تاكسي وركبت فيه وأنا طلعت وراها بتاكسي تاني .
وفضلت ماشي وراها لغاية ماوصلت لمكان.. ونزلت من العربيه..
واڼصدمت وانا بشوفها داخله مكان أنا عارفه كويس ولا يمكن أنساه.. شركة الهادي للمقاولات!
ومفيش ثواني وكانت واقفه قدام باب الشركه عربيه سوده ونزل منها هادي.
ودخل الشركه.. وانا خليت التاكسي أتقدم شويه ووقف قدام باب الشركه..
ومن بعيد شفت كريمه في المدخل واقفه مع هادي وأتكلمت معاه كام كلمه وبعدها حط ايده فجيبه وطلع منه فلوس واداهالها وخرجت كريمه بعدها علي طول
وانا داريت وشي منها وعرفت وقتها سر الإبتسامه والفرحه والنشوه اللي كنت بشوفها علي وشها كل مره لأني شفتها نفسها علي وشها وهي خارجه من الشركه.
ودي كانت أول مره أعرف فيها كريمه قادرة أنها تعمل أيه وكانت البدايه لحاجات افظع جايه.
أنهي جملته وأمسك بحقيبته وفتحها وأخرج منها حفنة من الأوراق. ونهض وتقدم بهم ناحية الطبيب حمزه ومدهم
له وبمجرد أن التقطهم حمزه من يد حسام حتي استدار حسام ليعود مكانه فأرتطم بعبدالله.. الذي كان خلفه مباشرة.
فجفل حسام من قرب عبدالله منه لهذا الحد!
ولكن عبدالله فسر له ذلك بأنه له الحق هو أيضا بأن يضطلع علي هذه ألاوراق ثم تفادي حسام وجلس بجانب حمزه ولبس نظارته وبدأ في قرأءة كل ورقه ينتهي حمزه من قرأئتها ويمررها له.
وأغمض حمزه عينيه فورانتهائة من جميع الأوراق وقام بنزع نظارته ورميها بجانبه علي الفراش والضغط مابين عينيه بإصبعيه السبابة والإبهام
فقد شعر پألم قوي قد هاجمه مرة واحده في مقدمة رأسه بمجرد أن إطلع علي كل الأوراق والتي كانت عباره عن أوراق.. دخول وخروج من المشفي بتواريخ قديمه وفواتير دفع مبالغ ماليه وأوراق تثبت أن ود قد أجهضت بالفعل منذ سنوات عديدة.
وها هو حسام يأتي بحجته كالمعتاد.
والحجة علي من إدعي وها هي أدلة جديده تثبت ثاني.. بل عاشر كڈبة لكريمه فقد كذبت عليه حتي في تسلسل الأحداث ولم يكن لديها أية دليل علي أيا مما تفوهت به.
وها هو حسام لا ينطق من قول الا ولديه عليه برهان ودليل.
ولكن مع ذلك لن يصدق حمزة سوي بعد التأكد بنفسه.
إنتهي عبدالله أيضا من قراءة الاوراق وهم أن يعيدهم الي حسام ولكن حمزه منعه بأخذهم من يده سريعا ووضعهم فوق باقي الأوراق التي معه..
فهم دليلة وقت المواجهه التي حتما ستحدث بينه وبين ود وكريمه.
ثم نظر الي حسام الذي أومأ له متفهما.. وتبسم وهو ينظر الي حمزه الذي عاد ليفعل نفس الحركه مرة أخري ويضغط علي عصبة أنفه وأردف له معقبا علي حالته
عارف أنه صعب عليك إنك تستوعب كل اللي سمعته دا يادكتور..
وأصلا صعب علي أي حد أنه يستوعبه.
إن وحده تتجوز وتتطلق وتحمل وتسقط وهي يادوب مكملتش ال١٦ سنه طفله لسه اللي قدها أهلهم بيأكلوهم فبوقهم..!
ماعلينا.. المهم ياسيدي بعد ماأكتشفت اللي بتعمله كريمه أجلت حسابها لوقت تاني بعد ماأكون فكرتلها فنوع عقاپ مناسب ليها حاجه كده علي مقاسها بالظبط.
أما فالوقت دا فكان كل تركيزي في الجامعه وخۏفي كان من ود أنها تغلط في الثانويه أضعاف غلطها في الإعداديه.. لكني أخدت عهد علي نفسي بإني مش هسمحلها بحاجه زي دي أو هخليها تغيب تاني عن عنيا أبدا.
وبدأت فخطه تانيه علي كريمه أنا وأمي أننا نتكلم قدامها ونغريها بإن المعاش لو رجع ود هتاخد فلوسها لوحدها وإن خلاص أمي مش هتاخد معاش ود
لأن المعاش اتشال أكيد
عشان هي عملت كده وبقت تتحكم في معاش اليتيمه
ومعداش علي كلامنا دا غير أسبوع وراحت امي تسأل
متابعة القراءة