بغرامها متيم بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
وتنظر في عينيه بقوة وهي تبثه الثقة في نفسه
بس انت من جواك رافض الۏحش اللي بيعمله عماد وبتستنكره وطالما اكده يوبقى انت حد كويس قوي يا فارس فاني عايزاك تنسى اللي فات وتمحيه من حياتك بأستيكة وتبعد عن عماد وتهدده انه لو ج الدوامة اللي بتخليك تشوف نفسك زيه بالظبط أرجوك يا فارس اني محتاجاك في حياتي ومحتاجة وجودك وانت آمن
تنهد بأنفاس عالية لكلماتها التي اقټحمت مخيلته وقلبه وعقله وما عاد قادرا على الاحتمال أكثر من ذلك بين الماضي الحاضر وبين الألم والأمل وبين الجبر والصبر وشعر بأنه أصابه الدوار في رأسه فترنج قليلا في وقفته فعل الفور أسندته بدرع حامي له وكأنها تؤكد له أنها لن تتركه ابدا مهما كان ومهما حدث ثم جعلته يجلس على الأريكة الموجودة وهو يسترخي بجسده ثم رددت على
ممكن تاخد نفس عميق وتهدى خالص وصدقني طول ما انت قريب من ربنا طول ما انت هتوبقى بخير
عبير ماټت يا فارس الۏجع اللي كان بيهددك وبيخليك تدخل جوه الدوامة دي بقت بين ايدين ربنا فما بقتش محتاجة انك تتوجع عشانها ما بقتش محتاجة غير انك تقول ربنا يرحمك يا امي ربنا يرزقك الجنة على حس تعبك في الدنيا هي مش عايزة منك غير اكده وكمان عايزة تشوفك ناجح في أمان بعيد عن عماد فانت لازم تتحدى الۏجع وتتحدى اي ظرف هيخليك تمشي في طريق عماد
في حياته انه علمك كويس امشي طريقك زيك زي اي شاب وكأنك يتيم ما لكش اب ابنيها بعيد عنه اهنه في بلدنا وان شاء الله اني واثقة انك هتوبقى حاجة كبيرة قوي .
رفع جفونه ببطء ثم قال بنبرة أجش مبحوحة تأثرا بحديثها في إعلانها عن احتياجها له وأن يظل بالقرب منها
منعته أن يكمل
هششش متمكلش أرجوك ومتجيبش سيرة المووت احنا لسه في أول يوم حب ورجا من ربنا ان انت توبقى لي اوعدني يا فارس وعد المحبين انك هتجاهد علشان توبقي وياي اوعدني انك مش هتدخل دوامة فارس المنفصم تاني أني عايزة منك وعد صريح ليا وأني واثقة انك هتوبقى قد الوعد
أنا عايز أبقي معاكي ونفسي تكوني ليا وأضمك لقلبي وعيوني متشوفش غيرك بس خاېف أوعدك موفيش .
دب القلق مسمى
ثم أكملت حديثها وهي تعطيه أملا في الحياة من جديد وهي تومئ رأسها للأسفل بخجل
عارف يا فارس انا حبيت عبير قوي من كلامك عنها وبجد لما نتجوز بإذن الله ويكون لينا بيت صغير يجمعنا مع بعض في حلال ربنا هدعي لها كتير قوي انها جابت للدنيا انسان زيك عشان يكون من نصيبي وكمان أول ما اخلف بنوتة هسميها عبير على اسمها ودايما هكلمها عنها واقول لها تيته كانت قد ايه جميلة وقد ايه كانت راقية قوي ونقعد ندعي لها ونقرأ لها قران كتير قوي هخليك تشوف عبير قدامك على طول
تبسمت عيناه أملا وعشقا وشعر اليوم أنه ولد من جديد على يد تلك الرائعة الراقية وشعر الآن بمدى رحمة الله به بأنه أوقعها في طريقه ثم هتف بامتنان لها وهو يعدها الآن
شكرا انك موجودة في حياتي يافريدة شكرا انك رحمة ربنا ليا في أشد أوقات احتياجي لحد يخرجني من اللي أنا فيه واللي انا عيشته شكرا ليكي انك اتحملتي تعب نفسيتك بسببي وبسبب اللي انتي عانتيه معايا
ثم تذكر الممرضة التي كانت معه منذ قليل وأكمل وهو يشعر بالخجل من حاله
شكرا انك استحملتي تشوفيني في وضع زي اللي انت شفتيني فيه مع الممرضة وأصريتي ان انتي ما تمشيش وطلعتيني من وحل خطيئة كنت هرتكبها
ثم تمعن النظر في مقلتيها ونطق متأثرا بحالمية وجودها معه فدوما يبعثها الله كطاقة النور في أشد أوقات عتمته
إنتي شعاع النور وسط ضلمة الفارس وانتي المكان الآمن لخوف الفارس وانتي كل حاجة حلوة في حياة الفارس ربنا يخليكي للفارس ويديمك نعمة في حياتي يافريدة.
ما أحلى تلك المشاعرالتي تنتابنا عند اللقاء وما أرق تلك الأحاسيس وما أصدق تلك القلوب وما أجمل اللقاء! لقاء نسيمه الشوق وعبيره الإخلاص ينبع من بساتين الحب في ربيع العمر في أرض القلوب في لحظة اللقاء ما أجمل العيون ونظراتها وما أجمل الأحاسيس وتصويراتها لحظة لقاء الحبيب فهي إبحار في فضاء الدفء والحنان في أجمل مراكبها مراكب الدموع السعيدة دموع الفرح وبسمة السعادة وشعور القلوب.
وهكذا كان لقاء الفارس المظلم بضياء النور فريدة الفريدة حقا
أمام تلك البحيرة أتت شمس كي تتنفس هوائها الجميل وسط الخضرة الرائعة فمنذ ان أتت هنا تلك المرة الماضية وهي أحبت ذاك المكان بل وتوغل عشقه في قلبها وأشعرها بالراحة والسکينة فهي الآن تجلس بقلب مطمئن لأول مرة منذ أن ماټ والدها فقد استيقظت ولم تجد زينب في المنزل كان التوقيت قبل غروب الشمس وبالتحديد في الساعة السادسة مساء فقد شعرت بالاختناق وهي تجلس في المنزل وحدها طيلة اليوم ولم تريد ان تهاتف زينبكي لا تزعجها ففكرت الإتيان إلى ذاك المكان دون تردد
في نفس المكان كان يجلس ذاك العامر الذي أغلق الهاتف للتو وعلى معالمه الڠضب الشديد فقد كانت ماجدة تهاتفه وتخبره برفض طلبه منهم وعلقت على القسمة والنصيب
كان يحمل بين يديه ابنته مها التي لم تسكت عن البكاء مما أزعجه كثيرا فحتى لحظات الحزن لم يستطيع الآن الخلوة بنفسه كي يرمم ما يشعر به قلبه من چروح وندبات فكان بكاء تلك الصغيرة كالسوط لروحه فهتف بضيق وهو يوجه كلامه لتلك الصغيرة وكأنها تعي ما يقول
انت هتبكي كانك حاسة بابوكي وبن ار قلبه القايده بين ضلوعه سميتك على اسمها علشان خاطر احنن قلبها عليا بيكي وبردوا ما شافتنيش كأن القدر حالف يعاند معايا ومعاها
كأن القدر حالف لا يندمني عمري كلاته على الذنب اللي ارتكبته اني هعيش شارد طول عمره
متبكيش يا حبيبتي ما كنتش عايز غيرها ام ليكي ولا كنت عايز غيرها زوجة لي
ثم دق على قلبه بيديه بشدة وهو ېعنفه
شيلها من جواك يا قلبي حرام عليك عڈاب نفسك حرام عليك السنين دي كلاتها حرام عليك عذابي اللي هيهون عليك شيلها من قلبك وانساها وعيش حياتك عيش لاولادك زي ما هي هتعيش وزي ما هي قدرت تقسى وتنسى .
كان بكاء الصغيرة يزداد تصاعدا مما جعله نظر الى السماء وهو يهددها ونيران القهر تنهش بصدره
يا رب قويني يا رب على اللي اني فيه مش قادر اتحمل ولا عارف اتحمل اديني القوة والصبر والنسيان ان اني اقدر اعيش واكمل اديني القوة ان اني أقدر اتخطاها يا رب ده كل آمالي في الدنيا
ثم أكمل بۏجع وهو يتأوه ويداه على موضع قلبه
أااااااه نسيانك صعب قووووي مرض ملهوش علاج .
كل ذلك والصغيرة ما زالت تزداد في البكاء فقام من مكانه يتمشى بها في تلك
الحديقة ونبض الۏجع يزداد في قلبه من حالته التي يحياها
كان صړاخ الصغيرة صعبا للغاية وكأنها تشعر بۏجع أبيها وتحطمه حتى أن صړاخها لفت انتباه شمس الجالسة في ذاك الركن وظلت تنظر إليهم وجدته حائرا بالصغيرة ولم يستطيع فعل شيء معها ظلت تنظر لهم كثيرا ما يقرب من نصف ساعة وبكاء الصغيرة لم ينتهي بعد فشعرت بالشفقة علي والدها وهي تراه قد نفذ الصبر من صبره وهو لم يستطيع تهدئتها فتحلت بالشجاعة وقامت من مكانها وذهبت إليه وهي تمد يدها له كي يعطيها الصغيرة متسائلة إياه
ممكن تديها لي احاول معاها يمكن تسكت معايا هي فيها ايه او مامتها فين سايباك لوحدك ليه
الټفت الى مصدر الصوت الأنثوي الرقيق الذي وصل إلى مسامعه الآن وجد أمامه ذلك الوجه الذي يحوي من الجمال الرباني والهدوء والنعومة جعلته تحمحم مجيبها وهو يرفض بذوق أن يعطيها ابنته
معلش مش عايز اتعبك وياي هي مش بتسكت مع حد خالص وهي أصلا مقريفة على طول اكده .
زينت البسمة محياها وهي ما زالت تمد يدها له فهي تعشق الأطفال بشدة وهي ما زالت تعرض المساعدة عليه
طب ممكن تديها لي وتقعد انت تستريح شوية وانا هعرف اتعامل معاها ازاي انا بحب الأطفال جدا .
لمس تصميمها على أن يعطيها ابنته والحق يقال انه أهلك بشدة من بكائها ولم يستطيع أن يجعلها تصمت مهما أعطى لها من الطعام أو الشراب ومهما دار بها في المكان بكاؤها يزداد فاعطاها لها وهو يردد بنبرة دعابية
اتفضلي يا ستي انت اللي جبتيه لحالك حكم البنات دلوعة قوي بطبعها واني بتي شكلها هتطلع في الدلع ما عندهاش يا اما ارحميني وهتطلع عيني قالوا هيقولوا البنات هاديين وهم في النكد ما لهمش مثيل .
تبسمت تلك الشمس
ضاحكة من كلامه ثم قالت بوجه بشوش وهي تهدد ابنته بين يديها
حرام عليك مش كل البنات ما تظلمناش ما عندك اهو انا بنت لكن هادية خالص هي هتلاقيها بطنها بتوجعها فسيبني انا هعرف اتعامل معاها انا شفتك وانت عمال تأكلها وتشربها وهي مش مستجيبة معاك خالص
ثم مدت يدها له وهي تطلب منه
ممكن تديني حاجتها هنقعد انا وهي هناك كده وسيبني بقى اتعامل وياها وانت اقعد ارتاح شويه علشان تاخدها لمامتها وهي ساكتة هتلاقيها يا عيني ما بتعرفش تنام منها خالص .
اختفت البسمة من على وجهه عندما ذكرته بوالدتهم ثم ردد لسانه تلقائيا بحزن
أمهم ماټت بعد ما ولدتهم بأسبوع اصل هي ليها اخ توام .
اتسعت مقلتيها بحزن شديد مما قاله ثم رددت بأسف
انا متأسفة جدا ما كنتش اعرف والله ربنا يرحمها يا رب .
لاحظ الحزن الشديد على معالمها
له ولا أسف ولا حاجة دي حكم الله ولازم نرضى بيه بس اني شايف ان لهجتك مصراوية
متابعة القراءة