بغرامها متيم بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
قدامك كيف !
اتعاملتي كالعادة بطيبة وخليتيني عميلت حاجة أفضل اندم عليها العمر كلاته ما كنتش حابب إني أعملها ولا عترف كيف عميلتها
فسأله قلبه وهو يشعر بوخزة الخۏف من رد فعلها لأول مرة
طب اطلع وراها وصالحها واعتذر لها ما ينفعش تسيبها في وسط الن ار اللي قايدة جوه قلبها بسبب اللي حوصل ما ينفعش تأجل الاعتذار لحد قلبها ما يحس بالخذلان اطلع يا عمران .
بدون تفكير هرول إلى الغرفة التى بجانبها فلم يجدها ثم التي تليها فاقترب منها و وقف أمامها وقبل أن يدلف استمع إلى شهقاتها المرتفعة ويبدو أنها تبكي بشدة فنفخ بضيق وهو يخلل أصابعه بين خصلات شعره
ثم تنهد بأنفاس عالية قبل أن يدخل إليها ثم فتح الباب فوجدها ترتمي على التخت وهي ټدفن رأسها في الوسادة تبكي بشدة فنظر إليها بحزن وهو ينطر إلى كف يده الذي صفعها به بأسى وكأنه يريد أن ينتقم منه لتصرفه الأهوج في حالة الڠضب الشديد ثم اقترب منها ومد يده يجذبها إلى أحضانه ولكنها امتنعت بشدة ولأول مرة تبعد يدها عنه بذاك الع نف الذي أذهله ثم وجد حاله يمسك رأسها بيديه مجبرا إياها على النظر داخل عينيه رغما عنها وهو يلومها
لم تستطيع النطق وكأن لسانها ابتلع والى الآن صدمة صڤعته لم تستطيع الإفاقة منها ولا أن تستوعبها فبعدت أنظارها بعيدا عنه وهو ما زال محتضنا رأسها بين كفاي يديه عنوة عنها
انتظر ردها عليه ولكنها لم تريحه ولم تطمئن أذنه بسماع صوتها حتى لو عتابا وملاما فتحدث ثانية وهو يعتذر لها عما بدر منه من فعلة شنيعة
وكأنه لم يقل شيئا فدموعها التى تهبط على يده المحتضنة لوجنتها هي التي ترد بدلا عنها مما جعله يجن كثيرا ويلعن حاله ألف مرة قبل أن يتهور بتلك الدرجة وفعل بها ما فعل ليقول لها بندم وهو يشرح لها حالته حينها
ازددات شهقاتها فوجد حاله يشدد على ثم همس بجانب أذنها
هنت عليكي توبقي في حضڼي ومتحضننيش يدك قدرت تثبت مكانها ومتضعفش وتحن وتحضن عمرانها!
حرام
عليكي ياسكون متعمليش فيا اكده دي ربنا هيرفع الخطأ عن الڠضبان الشديد لانه مهيوبقاش في وعيه وانت مش قادرة تغفري لي .
أخيرا تمتمت سكون بنبرة محملة بالۏجع والخذلان وهي لم تستطيع مسامحته
في حاجات بتحصل يا عمران القلب مبيقدرش يغفرها غلط يستحيل كلام ولا أحضان يصلحوه .
تلك الكلمات البسيطة التي نطقتها كانت بمثابة خناجر في قلب العمران مما جعله ثار بشدة وغار على حبها وعشقها له من أن تنطق تلك الكلمات حتي لامها بشدة وللأسف توجع قلبها لملامه
يا الله ماكل هذا العڈاب التي تشعرين به سكون تتألمين منه وعليه !
لن تستطيعي الغفران ولن تتحملي عتابه
تريدين الهرب منه إليه وحتى الهرب منه وإليه لن تقدرين على فعله
تقفين على أعتاب عناقه ولم تعانقيه وأنت تتلهفين للشكوى منه إليه ومع ذلك لن تستطيعي الاقتراب
شعور بالخذلان العجز الصمت المؤلم المۏت بالبطئ شعور بأنك أدمنتي الإحتياج لعناق رجل بغرامه متيمة ولن تساعدك يدك على عناقه جميع الحواس اتفقت عليكي سكون وخانتك عمران عدا القلب الذي هوى والإحساس الذي غوى ولكن العين وما ترى سوى عجز جعلها على حالها تنطوي .
أما هو لم يستطيع قراءة شفرات عينيها المبهمة فتلك المرة الأولى الذي تاه عمران في فهم سكون وذاك القابع بين أضلعه يدق پخوف وأصبح القلب الآمن مهدد بالضياع ومن يرزقه السکينة هو الآخر ملتاع ثم ابتلع أنفاسه بصعوبة بالغة ليردد بعتاب
ازاي قلتي اكده إن فيه حاجات بيني وبينك القلب مهيغفرهاش واحنا عايشين بقلب واحد هينبض بدقات واحدة معناها الغفران لأي شئ مهما كان مني ومنك
تنهدت هي الأخرى بأنفاس متعبة وهي تشعر بإنهاك روحها لتنزع يده من أحضانها وتنام على التخت وهي تحتضن وسادتها وتغمض عينيها وهي تردد بلسان ثقيل
لو سمحت اني تعبانة وعايزة ابقى لحالي اخرج واقفل الباب وراك .
لم يستطيع قلبه تحمل عقابه لها بهذا الشكل المؤلم وجد حاله ينزع الوسادة من أحضانها ويشدها كي يجبرها على احتضانه بدلا عنها وهو ينهاها عن ما تفعله معه
لا ياسكون إنتي اكده هتموتيني بالبطئ مكنتش اعرف ان قلبك هيقدر يقسى قووي اكده وانك هتقدري تبعدي عن حضڼي وتنامي من غير دفاه فوقي ياسكون اني عمرانك اللي عمره ما هيبعد ولا هيسبك وقت حزنك وهفضل جارك لو العمر كلاته علشان أشوف بسمتك .
ما كان منها إلا أنها أبعدت يداه بصمت وقامت من مكانها وتركت له الغرفة بأكملها مما أدهشه من فعلتها فسكونه تركته ونفرت عناقه فمثله الآن كمثل التائه في صحراء جرداء لازرع بها ولا ماء ولا حتى وسيلة أمان للعودة
رآها وهي تدخل إلى غرفتهم وتغلق الباب خلفها بأقفال موصدة كي لايهرول ورائها فما كان منه إلا أنه احتضن كفاي يديه وأسند جبهته عليهم وهو ينظر أرضا يردد باستغفار
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
ظل يرددها كثيرا وهو لم يعرف كيف يراضيها وماذا يفعل الآن
وعقله وقلبه يودون الفتك به بسبب ما حدث وظل يدعوا ربه بقلبه ان يهدئ حالهما وأن يرزقهم السکينة
أما هي دلفت إلى حمام غرفتهم وتوضأت وقررت أن تصلي قيام الليل كي تلجأ لربها أن يرزقها التحمل ويوهب قلبها الغفران لعمرانها فكم كان قلب سكون قلب جميل يشعر بحزن الآخرين وتضع لهم فوق أسباب السبعين عذرا أعذارا أخرى وظلت تصلي كثيرا إلى أن تعبت ولكن ارتاح قلبها وهدأ بطريقة لا توصف ثم ذهبت الى النوم في سبات عميق
وكان عمران هو الآخر يقيم الليل ويدعوا الله أن يجعلها تنسى ما صدر منه وأن يخفف عنها آلامها إلى أن شعر بالتعب هو الآخر ونام في سبات مماثل
فما أجمل النهايات وقت الخلافات أن نلجأ حينها لرب العباد فو الله هو أحن على عباده منهم ومبدل الأحوال من حال إلى حال .
استيقظ جاسر صباحا على صوت زقزقة العصافير فقد مر يومان على زواجه من مها
وهو يشعر بالنشاط ونظر جانبا وجدها تنام في هناء وتتململ في نومتها بهدوء ورقة كشخصيتها الجميلة نظر إليها وهي تتحرك بتمني فكلما ذاق من عسلها أسكره بها ولم يشبع فيها من الطلة ما يطرب وفيها من الحسن مايزيدها نور على نور
رقيقة ثم قام وهو ينتوي أن يصنع لها فطورا شهيا بعد أن تنعم بحمام دافئ وأدى فريضته دلف الى المطبخ وقام بصنع الفطار ثم قرر أن يفعل لها مشروبا ساخنا يدفئ صدرها فحلقها قد أصيب بالحكة ليلة أمس
بعد أن أنهى صنيعه دلف إليها وجدها ما زالت نائمة فوضع مابيده على الكومود ثم جلس جانبها وهمس لها وهو يتحسس وجنتها
حبيبي يالا يا بطل كفاية نوم .
رمشت بأهدابها وهي تتثائب بخمول ثم فتحت مقلتيها على وسعهم وجدته يجلس جانبها وهو يداعب وجنتيها بإبهامه مشاغبا إياها
الحلو حلو لو لسة صاحي من النوم والۏحش وحش لو غسل وشه كل يوم وانتي يا ام الزين كسرتي قاعدة النسوة اللي هيصحوا منكوشين ومقلضمين ووشهم عليه ڠضب الله .
ضحكت بشدة لدعابته وصباحه وهي تستنكر ما قال
والله ما اني منكوشة اها ووشي ووارم أكيد إنت بس اللي هتشوفني حلوة علطول علشان عيونك حلوين قووي يا روحي .
وضع يده على صدره مرددا بفكاهة
أااه قلبي الضعيف لا يتحمل يا أم الزين اكاد من فرط جمال
كلامك أذوب ياناس .
اعتدلت في نومها وهي تستند على الوسادة ونظرت جانبا وجدت ذاك الفطور فقدم لها المشروب الساخن وهي تمد يدها مدللة إياه بابتسامة وهي تحتضن وجنته
يعني مصحيني من النوم على كلامك الجميل وعامل لي الفطار وحاجة سخنة أشربها ومدلعني على الآخر وباسط مزاجي
اني هاخد على الدلع دي يا باشا قلبي .
تناولت منه المشروب وبدأت ترتشف منه وهي تستمع إلى كلماته العذبة لها
ماهو الراجل اللي يصحى على الطلة والرقة داي وميدلعش ويطبطب يوبقى غشيم يا أم الزين واني بقي في العشق وحواراته مقولكيش بمۏت في الدلع وانتي بصراحة عاملة الواجب وزيادة يا بطل فلازم الإنسان يقوم بواجب الغزل بالقول والفعل يا أم الزين.
تنفست براحة غمرتها وتوغلت في جسدها بالكامل و هي ترى الحياة بلونها الوردي وهي تنظر إليه بعينين هائمتين
تعرف اني دلوك حسيت بشعور سعاد حسني وهي هتغني الحياة بقى لونها بمبي وأنا جمبك وانت جنبي
وأكملت وهي تضع الكوب من يدها وركنته جانبا وهي تحتضن رقبته
بس ياترى بقي هتفضل مكمل معايا حوار الجان والجنتلة دي لآخر عمرنا ولا لما يخلص العسل هتقلب عليا .
داعب وجنتها وهو يشاكسها
والله طول مانتي حلوة اكده وهتخطفي قلبي تو مابيص لك هتلاقيني هبهرك يا أم الزين .
مطت شفتيها بدلال ورقة جعلته ذاب أكثر بها لتقول
وه يعني
متابعة القراءة