رواية اصقلها شيطان بقلم سماح سماحة
المحتويات
جاء خلفه حتى لا يتركه لتهوره وغضبه الأعمى ولم يكتفي بما فعل بل رمى عليها يمين الطلاق ودفع حمدي بعيدا عنه وأمسك بيدها يكبها خارج منزله كالقمامة وېصفع الباب خلفها بقوة
الفصل الأخير من الجزء الأول
خرجت سدرة هائمة على وجهها لا تدري اي ذنب أقترفت حتى تعاقب عليه بتلك القسۏة المهينة أمام الجميع كانت تمشي باكية في الطرقات تستند بكفها على الحوائط الصلبة القاسېة كقسۏة من أحبت تقف كل عدة دقائق تلتقط أنفاسها المتلاحقة ثم تتابع المشي حتى نفذت قواها وجلست على أحد الأرصفة تغلف عيناها الدموع فلا ترا أمامها بوضوح رفعت وجهها للسماء تناجي خالقها بوهن
ما هيأس من رحمتك يارب أرحمني وهون عليا البلاء
ثم أجهشت في بكاء مرير طويل وظلت بعض الوقت تجلس محتضنة قدميها بيديها وتضع رأسها عليها فهى لا تقوى على الوقوف من شدة وهنها حتى شعرت بمن يجلس بجوارها فإذا به أحد عمال النظافة البسطاء يمسك بيده مكنسة يدوية الصنع يبتسم لها بعذوبة بوجهه الذي يشع نورا وإيمانا يمد لها يده بزجاجة ماء
أنهمرت دموع سدرة وشعرت بأن الله ارسل لها هذا الملاك ليربت على چروحها فيجعل من طبطبته دواء يطيب به الچروح أخذت الزجاجة منه وفتحت غطائها وتجرعت منها ما أزال مرارة ريقها وكأنها شربت عسلا مصفى يلذ طعمه للشاربين ثم نظرت له بأمتنان
أبتسم الرجل في وجهها وأشار بسبابته لأعلى
الخير فيا وفي أمتي ليوم الدين دا كلام أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومهما كان همك كبير فربك أكبر من كل شيء ويوم ما الدنيا تصعب وتضيق عليك قوي أفتكري أنها عند ربنا متسواش جناح بعوضة ارمي حمولك على اللي خلقك وديما قولي يارب
يااااااااارب يارب أنت عالم بحالي وغني عن سؤالي يارب عني وقويني وقدرني استحمل اللي اللي انا فيه
رفع الرجل يديه للسماء يؤمن على دعائها
اللهم آمين أن شاء الله ربك هيستجب وهتفرحي قوي بعوضه الجميل ليك
أمتنت له سدرة على مواساته لها وقالت بحرج
هز الرجل رأسه بابتسامة عذبة
ربك هو الرازق ودي حاجة بسيطة على قدي مش مستاهلة تتكلمي فيها شدي حيلك وأجمدي وخليك قوية اسيبك انا عشان اروح اشوف شغلي بعد أذنك
الحمدلله يارب الحمدلله على كل حال
أشارت سدرة لأحد سيارات الأجرة التي مرت من أمامها وصعدت بها بعدما أعطت سائقها عنوان منزل خالتها وجلست شاردة تنساب عبراتها كلما تذكرت ما فعله بها هارون وكلماته الچارحة لها وصلت السيارة في مدخل حارتها القديمة فأشارت للسائق حيث يقبع منزل خالتها ونزلت أمام متجر البقالة واستدانت بعض النقود من صاحبه وأعطتها للسائق ثم صعدت تجر أقدامها حتى وصلت لشقة خالتها وطرقتها بوهن وقبل أن تفتح خالتها الباب فقدت سدرة قدرتها على التحمل وسقطت مغشيا عليها
وفي قصر البنا جن جنون هارون وراح ېحطم كل ما طالته يداه من أثاث وتحف وزجاج ولم يستطع أحد السيطرة عليه الإ عندما استعان حمدي بعدد من الحرس الشخصيين تجمعوا عليه حتى كبلوه بأجسادهم فقد چرح يديه وسالت منهما الډماء ورغم ذلك لم يكف عن إيذاء نفسه الإ عندما قيدوا حركته وظل يصيح بهم پغضب كي يتركوه وشأنه لكن حمدي منعهم حتى يأتي الطبيب الذي ما أن رأى حالته أسرع بأعطائه حقنة مهدئة جعلته يسترخي ويغط في نوم عميق تمكن الطبيب بعدها من معالجة چروحه جلست زهرة بجواره تبكي على حاله وما وصل إليه بعد أن أوضح لها حمدي ما حدث وأوصله لتلك الحالة ودعت الله أن يزيل همه ويكشف الغمة حتى تتضح له حقيقة ما حدث لأنها تعلم علم اليقين أن سدرة بريئة من ذلك الأثم ولا يمكنها فعل ذلك معه فهى أخلصت في توبتها ولا يمكن أن تعود للمعصية مرة أخرى ثم هى تعلم مدى حبها الكبير لهارون
وفي منزل حسان صړخت ميسرة حين فتحت الباب ووجدت أبنتها متكومة أرضا ونادت حسان كي يساعدها في رفعها من
الأرض وتعاون معه بعض جيرانهم الذين خرجوا على
متابعة القراءة