رواية اصقلها شيطان بقلم سماح سماحة
المحتويات
صړاخ ميسرة ووقف حسان وزوجته بجوار الطبيب الذي جلبه أحد جيرانهم ينتظرون أن ينتهي من فحصها ونطقت ميسرة بحسرة وخوف
خير يا دكتور بنتي مالها عندها أيه وليه ما بتفوقش
أعتدل الطبيب في مواجهتها وضبط من وضع نظارتة الطبية على عينيه قبل أن ينطق
للأسف بنتك عندها أنهيار عصبي ولازم ليها الراحة النفسية والهدوء ولما تقدر تقف على رجليها انا بنصحكم تخدوها لدكتور نفسي
يا مصبتي أنت بتقول ايه يا دكتور
زفر الطبيب بنزق
بقول اللي لازم يحصل والإ حالة بنتك هتنتكس وهتزيد سوء لو متعالجتش صح
هزت ميسرة رأسها لا تستوعب ما يقوله ونظرت لحسان وعبراتها تلمع في عينيها
الحقني يا حسان شوف الدكتور
دا بيقول ايه
حاوط حسان كتفها يربت عليه برفق
نظر له الطبيب وهز رأسه بحيرة
أكيد اللي وصلها لدا تراكمات فضلت تداريها وتكتمها جواها لغاية ما حصل حاجة خلتها اڼفجرت وأنهارت وأعصابها ومستحملتهاش وعلى العموم الدكاترة النفسيين كتير والعلاج النفسي مهم وبقى متداول كتير جدا عن الأول والأهم أنها لازم تداوم عليه عشان متوصلش للمرحلة دي تاني
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أزيك يا سدرة عاملة ايه
لمعت عين سدرة بحزن وهى تسأله
ممكن أجيلك النهاردة
أكيد طبعا تعالي في أي وقت يناسبك
أومأت سدرة برفق
تمام انا جيالك دلوقتي
وأنهت سدرة المكالمة وأخرجت ملابس لها من ملابسها القديمة تصلح للخروج وأرتدتها بعجالة وخرجت من المنزل قبل أن تلاحظ خالتها وتمنعها خوفا عليها أو تطلب مرافقتها وبعد أقل من ساعة كانت تقف إمام شقة في أحد الأبراج السكنية ودخلت من بابها المفتوح ووقفت أمام سيدة تجلس خلف مكتب صغير
أومأت لها السيدة بابتسامة عذبة
تمام يا مدام سدرة الدكتور سايب ليا خبر أنك تدخلي له أول ما تيجي اتفضلي حضرتك عارفة المكتب
أومأت لها سدرة بجمود وتوجهت للرواق على يمين السيدة وطرقت باب في أخره ثم فتحته ودخلت حيث يوجد الطبيب النفسي الشهير عارف حسنين والتي زارته سدرة منذ فترة حتى يساعدها في تخطي أزمتها بسبب ما حدث معها فيما مضى نهض الطبيب الذي تجاوز الستين من عمره ومد يده يصافحها برفق
اهلا يا سدرة كنت منتظر زيارتك من ساعة أخر مكالمة عشان أعرف عملت أيه مع جوزك
جلست سدرة على المقعد أمام مكتبه وأنهارت في البكاء رغم تفاجئ الطبيب ببكائها الإ أنه تركها تبك لتخرج طاقتها وشحناتها السلبية كلها وظل صامتا حتى أنتهت وبدأت تسرد عليه ما حدث معها وحين أنتهت وقف ولف حول مكتبه وجلس على المقعد المقابل لها
اللي فهمته منك أن في حد خد حاجة مهمة من عند جوزك خسرته شغل مهم وأتهمك أنك الحد ده
أومأت له بصمت فوقف الطبيب وأعطاها ظهره
المشكلة دلوقتي أن جوزك معندوش ثقة فيك بسبب اللي حصل بينكم فطبيعي أن أول حد هيشك فيه هو أنت أنت حاولت كتير ترجعي الثقة دي بس كل مرة الظروف بتعاندك وبتكون أقوى منك
رفعت سدرة رأسها ونظرت عليه
انا خلاص مبقتش عايزاه ولا عايزة أشوفه حتى
استدار الطبيب ينظر لها
متأكدة
أومأت له ببطئ
أيوة متأكدة
رفع الطبيب يديه ثم أنزلهما وجلس أمامها مرة أخرى
كدا أنت معندكيش اي مشكلة لأنك لما جيتي ليا هنا كان هدفك اساعدك ترجعي ثقة جوزك فيك وحبه ليك وبما أن الموقف دا حصل ودمر كل محاولاتك لدرجة أنك فقدت الرغبة في
الرجوع ليه فانا أحب أنصحك وأقولك أعملي استوب لكل حاجة
متابعة القراءة