رواية اصقلها شيطان بقلم سماح سماحة

موقع أيام نيوز

أمامه يدعي تناول الطعام بنهم لكنها لم تتركه ليهرب من مواجهتها 
بقى كدا يا حسان أنا مش منبه عليك متوافقش على طلب لسدرة غير لما ترجع ليا الأول بس هقول أيه تلاقيك ضعفت قدامها تاني كعادتك عارف يا حسان دي بقت مبترضاش تطلب مني حاجة عشان عمله ليها حدود وبقت تطلب منك أنت عشان مبترفضش ليها طلب وبالوضع دا مش هنعرف نسيطر على طلبتها وممكن البنت تروح مننا لا قدر الله 
زفر حسان بحزن وهو يوجه نظره لها 
متقوليش كدا يا حبيبتي أن شاء الله سدرة دي هتبقى احسن واحدة وبكرة تقولي حسان قال وبعدين مش عايز اقسى عليها يعني واحد يشد وواحد يرخي عشان البنت متكرهناش 
ثم نظر أمامه وعيناه تلمع بحسرة 
هو أحنا لينا غيرها يا ميسرة دي الحاجة الوحيدة اللي خلت لحياتنا طعم ومعنى بعد ما جات عاشت معانا من وقت حاډثة أختك وجوزها الله يرحمهم 
تنهدت ميسرة بثقل بعدما ذكرها زوجها بتلك الذكريات المؤلمة التي عاشتها فيما مضي 
الله يرحمهم بس عشان خاطري انا يا حسان لو سدرة طلبت منك حاجة ابقي عرفني لأن تلبيتك لكل طلب ليها كدا غلط وبعدين انا شايفاها بقت تبص لمستوى أعلى من مستوانا ودا بداية الخطړ اللي علينا أننا نحميها منه 
أومأ لها بابتسامة ثم نهض يقبل رأسها بحب 
تمام يا ستي أعتبريها أخر مرة هعملها وأن شاء الله اي حاجة بعد كدا هقولك عليها الأول هتوكل أنا على الله وهروح أشوف حسابات فرن المعلم عبده قبل ما أروح الشغل 
ابتسمت ميسرة له وهى تربت على كفه برفق 
ربنا يسترها معاك ويخليك لينا ويرزقك من وسع يا حبيبي 
ثم غادر حسان المنزل وترك ميسرة تنهي أعمالها المنزلية المعتادة قبل عودته هو وقطعة السكر للمنزل بعد أنتهاء مهامهما اليومية اعتاد حسان وميسرة أن يلقبا سدرة بقطعة السكر لأنها هى من أعطت الطعم الحلو لحياتهما الجافة بعدما حرما من نعمة الأنجاب بسبب مرض أصاب حسان في صغره أفقده القدرة على الإنجاب ووجدا حسان في سدرة السلوى التي تصبر زوجته على عيبه فكان خوفه وهاجسه الأكبر أن تتركه زوجته التي يعشقها كثيرا لتبحث عن آخر يمنحها الطفل الذي تتمنى وبرغم عدم تذمر ميسرة أو الشكوى من هذا الأمر الإ أنه كان يشعر بها وبمدى معاناتها واشتياقها للأمومة حتى جاءت سدرة في عمر الخامسة لتقيم معاهما فقد تركتها والدتها لدي شقيقتها للذهاب برفقة زوجها لحضور زفاف أحد أصدقائه في مدينة مجاورة لمدينتهم وفي طريق عودتهما تصادمت السيارة الأجرة التي كانا يستقلاها مع أخرى مما أدى لأنقلابها ووفاتهما ومعظم من فيها لتظل سدرة لدى خالتها أمانة وذكرى وعوض لها 
نزلت سدرة من منزلهم مسرعة وخرجت تطوي الطريق أمامها حتى تقابله في مكانهما المعتاد كما اتفاقا سويا مساء عبر الهاتف فقد اشتاق لها ولا يستطيع أن يمر يومه دون أن يراها في بدايته هكذا أقنعها ذلك الغاوي اللعوب فقد رأى فيها صيده الثمين الذي يدر عليه المال دون الحاجة للعمل أكثر وجدته سدرة ينتظرها في ذلك المنعطف الذي يوريهما قليلا عن أعين المارة اقتربت منه مبتسمة تلقي عليه التحية 
صباح الخير يا ماجد 
سحب ماجد نفسا طويلا من سيجارته المصنوعة يدويا حتى كاد أن يبتلعها في جوفه ثم زفر دخانها الكثيف دفعة واحدة وألقى بالجزء الصغير المتبقي منها أرضا يدهسه بقدمه وأقترب منها يمطرها همسا بعبارات غزله التي تحب سدرة أن تسمعها منه 
صباح جميل على ملكة جمال المنطقة كلها صباحك خير يا حبيبتي وحشتيني قوي 
أبتسمت سدرة منتشية بسعادة بعدما خفق قلبها بقوة وتلون وجهها بحمرة الخجل 
وأنت كمان وحشتيني قوي يا حبيبي 
نظر ماجد حوله حتى يتأكد من عدم تتبع أحد لهما ثم رجع ينظر لها 
ربنا يسهل يا حبيبتي بالكام شهر الباقيين من السنة دي عشان أجي أخطبك زي ما أتفاقنا 
رفعت سدرة كتفيها بخجل ثم أنزلتهما وهى تسبل عيناها عليه بهيام 
دا انا بعد الأيام بالساعات والدقايق عشان نوصل لليوم دا 
غمز لها ماجد بعينه اليمنى وهز رأسه بإيماءة بسيطة 
هيجي قريب يا حبيبتي متقلقيش دا انا بحوش كل جنيه يجي معايا عشان شبكتك 
على ذكره الشبكة ابتسمت له وأخرجت من جيب تنورتها المدرسية عدة ورقات نقدية وأمدت يدها له بها 
خد يا ماجد دول خمسمية جنيه خدتهم من عم حسان مصروف الأسبوع ده وفلوس درس العربي وكمان قولت له بالكذب عايزة اشتري ملخص عشان اقدر اجمع المبلغ ده وأديه ليك على الفلوس اللي قبل كدا 
ثم زفرت بضيق 
اصل عارفة أن خالتي هتطلب منك شبكة كبيرة وأنت ممكن متقدرش تجمع تمنها في الوقت القصير ده 
ابتسم ماجد وهو يأخذ منها النقود ويدسهم في جيبه 
وانا لولا
الظروف يا حبيبتي مكنتش هقبل أخد منك جنيه بس خاېف لضيعي مني بسبب تحكمات خالتك 
هزت سدرة رأسها توافقه الرأي فهى على يقين من صدقه 
متزعلش نفسك يا حبيبي ما هو في الأخر كله هيرجع ليا تاني 
أومأ
لها
تم نسخ الرابط