رواية عشق لازع بقلم سيلا وليد

موقع أيام نيوز


زيي
جاسر..همست بها وهي تنظر حولها بذهول ..توقف وهو يستمع الى لحن اسمه بنبرتها الشجية التي أرسلت إلى روحه ملاذا ككأس خمر ليتخدر ويجعله بحالة سكر بعشقها فقط
أجابها بنبرته الهادئة التي تخصها وحدها
عيون جاسر..وكأنها لم تستمع إلى حديثه فتسائلت
انا فين ياجاسر وايه المكان دا
ارجع خصلاته المتمردة على وجهه وآهة ابلغ من أي رد وروحه تعانق قلبه وهو يجاوبها

انت في قلبي ياجنجون نص ساعة وأكون عندك حبيبي مټخافيش مفيش غير قلبي اللي عندك ودا عمره مايأذيكي ..أغلق الهاتف متنهدا وقلبه يرفرف بالسعادة
بالمشفى 
توقف جواد ينظر لنهى 
يعني ايه جنى مش موجودة أنت مكنتيش مباتة معاها ارتبكت بحديثها وتهرب بنظراته منه ..اتجهت لغزل لتنقذها 
انا معرفش ياجواد كنت مبيتة مع صهيب أصله كان تعبان وفكرت عز هيجي يبات معاها 
تحرك جواد إلى كاميرات المشفى 
دلوقتي هعرف ازاي خرجت يانهى..هوت على المقعد تضع كفيها على صدرها تتنفس بهدوء 
دققت غزل بملامحها 
نهى..رفعت نظرها إليها 
بقولك ايه ياغزل من الاخر كدا جاسر جه واخدها انا خيبة ومبعرفش اكدب 
شهقت غزل تضع كفيها على فمها 
يانهار مش فايت عليك ياجاسر جلست بجوارها وكأن الأرض سحبت من تحت أقدامها 
يالهوي على اللي جواد هيعمله..اتجهت إلى نهى وانسابت عبراتها 
جواد مش هيسكت ازاي تخليه يخدها يانهى الحريقة هتقوم في البيت 
أطبقت نهى على جفنيها 
كنت عايزاني اعمل ايه ياغزل وانا شايفة بنتي مش على لسانها غيره والدكتور اللي طلب من صهيب كدا قاله قربها منه علشان تحس بالأمان 
صهيب..همست بها غزل ثم وضعت كفيها على رأسها 
ليه كدا ياصهيب ..الدنيا هتولع بين عز وجاسر اعمل ايه ياربي وأروح فين 
قالتها بقلبا ينتفض ..نهضت وظلت تدور حول نفسها 
جواد حازم عز جاسر ياربي دا كدا العيلة مش هيقوملها قومة 
غزل اسكتي بقى جاسر كتب على البنت يعني هي مع جوزها ليه عز وجواد يضايقو أن كان على عز مش هيهون عليه جاسر وجنى 
اهة طويلة خرجت من غزل 
شكلك مش عارفة ابنك يانهى دا هيولع الدنيا ولا جواد اللي جه لخاله امبارح وقاله دلوقتي أنا أولى بجنى من الغريب..ضړبت كفيها ببعضهما 
ياربي ..جواد يوقف مع مين ضد مين انا عارفة ابني الوحيد اللي هيضيع بينهم 
وصل عز وخطوايه تأكل الأرض ..وزع نظراته بينهما 
ايه اللي سمعته دا ياماما ازاي جنى تخرج من المستشفى وهي عايشة على المهدئات .ازاي قالها صارخا..اتجه لغزل متسائلا 
فين جاسر ياطنط غزل بقاله يومين مختفي والنهاردة اختي تختفي 
امسكته من كتفه 
ممكن تهدى ياحبيبي علشان نعرف نفكر ماما لسة بتقول أن جاسر..قاطعتها نهى قائلة 
عز ..أهدى واسمعني اختك تعبانة وكان لازم من حد تثق فيه 
نعم ..حد تثق فيه اوعي تقولي الحد دا جاسر ركل المقعد بقدمه وعيناه يتطاير منها الشرر وظل يلكم الجدار خلفه 
ازاي جالك قلب تخليه ياخدها ياماما هانت عليكي جنى هانت عليكي تكون بعيدة ومتطمنيش عليها..اقترب من والدته وصدره كاللهيب 
ازاي قدرتي تبعتي راجل غريب مع بنتك ياحضرة المهندس فين قيمك واخلاقك 
صڤعة قوية على وجهه 
شكلك عايز تتربى جنى خرجت من هنا مع جوزهاوبأمرمن والدك 

صدمة ذهول وكأن أحدهم طعنه بخنجر بصدره وضع كفيه على وجنتيه 
بعتي بنتك لحضرة الظابط ويبيع ويشتري فيها ومراته تذل فيها 
كفاية بقى اخرص مش عايزة اسمع صوتك ابوك لسة عايش ياباشمهندس 
وامشي من هنا..استدار متحركا للخارج وكأن هناك من يطارده 
عند فيروز 
جلست بالشرفة حزينة تمسك هاتفها تنظر لصورهما
وعيناها كزخات المطر أطبقت على جفنيها وهي تعاود الاتصال مرارا وتكرارا ولكن هذا الهاتف مغلق اتجهت إلى ربى وهاتفتها 
ألو..قالتها بقلبا يأن ألما 
اهلا يافيروز..عاملة ايه 
روبي عايزة اكلم جاسر لو سمحتي مش عارفة أوصله 
تنهدت بحزن واتجهت إلى شرفتها تنظر لتلك الحديقة فأجابتها 
جاسر مش في مصر يافيروز لما يرجع هخليه يكلمك.. 
شهقة خرجت من فمها 
وحياة جاسر عندك متنسيش ..اومأت ربى قائلة 
حاضر يافيروز. 
عند جاسر 
هرول إلى سيارته بعد ما انتهى من عمله يشير لذاك الرجل..خده ارميه في أي مذبلة 
انت فعلا قطعت لسانه ياباشا..ارتدى نظارته الشمسية وأردف 
رمقه شزرا وأشار بسبباته 
ومتنساش أنه قرب من حاجة تخص جاسر الألفي واهو أخد جزاته 
قالها واستقل سيارته يود لو أنه طائر وله أجنحة حتى يصل إليها 
عند جنى..جلست على الفراش تنظر حولها پخوف..اتجهت تكتشف المكان تذكرت حديثه قطبت حاجبيها فهي في حالة لعقلها يترجم كلماته..استمعت صوت بالخارج..أسرعت إلى المطبخ بعدما تأكدت أن ذاك المكان ماهو إلا منزل عمها بالفيوم..أمسكت السکين 
انسة جنى ...انا منى ممرضة جاية علشان علاجك ..جاية عن طريق حضرة الظابط جاسر الألفي 
امشي اطلعي برة..قالتها جنى بصړاخ..فلوحت بكفيها 
حاضر هخرج حضرة الظابط جاي في الطريق 
وضعت السکين على عنقها عندما توششت الرؤية أمامها 
لو قربت مني هدبح نفسي..بعينين متسعتين وجسده ينتفض شعر بإنسحاب أنفاسه وحاول التحدث ولكن كيف وهو يشعر وكأن الحروف هربت من مخارجه على ذاك المنظر الذي يشاهده ابتلع ريقه بصعوبة وهو يحاول الحديث مبتلعا غصته المؤلمة 
جنى حبيبتي أنا جاسر سيبي السکين ياقلبي ياله ياجنجون...تحركت للخلف وكأن صوته تستمع إليه في الأفق البعيد لم يكن واضحا اليها وعيناها الزائغة بكافة الاتجاهات من يراها سيزعم چنونها 
جنجون حبيبي انا
 

تم نسخ الرابط