رواية لانها لي بقلم ميار عبدالله

موقع أيام نيوز


هدوء ...
انتفض فجأه ك التي لدغته عقربة واخذ يسب نفسه انها ليست فاتنه الي تلك الحد لكى يفكر بها 
اتاه صوته الداخلي قائلا بلي انها فاتنه ملامحها الشرقيه فتنة 
لعڼ ذلك الصوت وهو يتسأل وماذا عن صوفيا تلك الفرنسيه صاحبه العود الفرنسي الشقراء ذات اعين زرقاء مثل موج البحر ... تعرف عليها منذ عامان فى احد الحفلات جذبه جمالها الفرنسي...لقاء اثنان ثلاثه حتي ارتبط بها ...الفاتنه الفرنسية من اشهر عارضات الازياء فى العالم ...خبر ارتباطها اثار ضجه فى الصحافة ..عاد للواقع من جديد بجمود ثم اخذ يتابع بعض الاعمال المعلقه وازاح تفكيره بتلك الشرقية تماما.

خرج من غرفة العمليات بأسف كانت تعبيرات وجهه كفيلة عن التحدث اڼفجرت الام وابنتها فى البكاء الحاد .. رجلهم قد ماټ ورحل وترك عالمهم وكل ذلك بسبب مجرد شاب متهور سكير دعسه بسيارته ...
انتقل الي حجرته بأسي وخلع القفاز الطبى وجلس على مقعده يحزن من مرور حالات وفاه تقع تحت يديه..الشىء الاكثر حزنا كيف يخبر الذين ينتظرونه فى الخارج بلهفه وهما متعلقان بخيط امل رفيع به ليخذلهم هو ..كل شىء قضاء وقدر لا يعترض علي ذلك.
انتبه علي صوت طرق الباب ثم دلوف الممرضه قائلة بلهفه
دكتور ظافر ...توجد حاله فى قسم الطورائ...اسرع من فضلك لقد بحثت عن الدكتوره نيهان لكني لم اجدها .. الشاب ېنزف كثيرا من رأسه
انتفض من مجلسه مسرعا الي قسم الطوارئ والممرضه بخلفه مني قال بعملية
هل غرفة العمليات جاهزة
اجابته علي الفور
نعم دكتور
زفر بقوه قضي خمس ساعات فى العملية السابقه ولم يحظى سوى بخمس دقائق راحه...اين تلك المدعوة نيهان انه وقت دوامها للعمل
ساعات اخري قضاها فى غرفه العمليات ولكنها انتهت بالنجاح ...زفر بارتياح وهو يشكر الممرضات وتوجه للخارج لكي يتوجه إلي مكتبه مره أخري ...مكتب مدير المشفي التى تمتلكها ايضا شركات كمال الدين علي الرغم من انها شركه للأستيراد والتصدير ولكن ايضا تمتلك مستشفيات وبعض المباني للمنظمات الخيرية.
ترك عالم العمل ورجال الاعمال والمصالح واتجه الي مهنته التى عشقها الطب ...رفض ان يساير نهج ابيه وعمه ليترك أمير يتولي تلك المسؤلية على عاتقه وايضا لم إلتقي بمحبوبته منه التى جائت الى تركيا لتتدرب تحت يديه عاشا قصه حب وانتهت بالزواج وثمرة حبهم هي إياد لا يصدق انه مرت ست سنوات علي زواجهم كانها مثل سته أيام فقط..
إلتقط هاتفه ليستمع الي صوت محبوبته الذي يعشقه علي مر سته اعوام... ما زالت خجله من احادثيه التى تربكها ..ست سنوات ومازالت تخجل منه يستمتع برؤية وجنتيها المتوردتين .. تنهد يأرتياح ثم قام من مجلسه ليتابع عمله .
زفرت براحة بعد ان تحدثت مع والدها اشتاقت له بعد مرور ٢٤ ساعه ماذا سيحدث لها خلال ذلك الشهرين ...
كانت تتوسل لوالدها بأن يأتي معها ولكنه أبي ان يترك موطنه الذي يعتز به ..كان بمثابة فراق غير دائم وهي تعيش في بلد تبعد الكيلومترات عن مصر يحزنه ولكن ماذا يفعل إنها سنة الحياه...دعوة لبلد جديده لمده شهرين جعلها تتحمس وخصوصا لأحد البلاد التى تمنت رؤيتها...لم تستطيع ان ترفض عرض اختها وظافر وخصوصا انها إشتقاقت للشقي الصغير المدلل...انتفضت على صوت إياد وهو يصيح پغضب
اين كنتي يا نور منذ ليله البارحه لماذا لم تبحثي عني
اعادها ذلك الشقي للحاډثة المشؤمة ليلة امس كانت علي الوشك النجاح فى التخلص من تلك الحاډثة لكن بفضل الشقي اعادها وبقوة ايضا
وضعت اصبع سبابتها علي شفتيها وهي تلتفت حولها فى تلك الحديقة الشاسعة ثم نظرت ل إياد هامسة
اهديء سوف تسمعنا والدتك وسوف نعاقب نحن الاثنان
قالت جملتها الاخيرة غامزة له ...عبس وجهه قليلا ثم تحدث بهمس مماثل مثلها
ولكن لماذا لم تبحثين عني البارحة
ماذا انا بالطبع بحثت ولكن عندما وجدت انه لافائدة بالبحث عنك قلت لاعود بأدراجي الى غرفتي
حسنا كڈبة صغيرة لا مشكلة ...كيف تخبره بما حدث ..لتخبره انها كانت بين ذراعين رجل لم تراه من قبل ام تخبره ان العابث. افاقت من شرودها على صوته متحدثا بسعاده
وهذا ما اخبرني به عمو أمير هل تعلمين لقد جاء ليله البارحه بعد يأست من ان تجديني ثم نمت انا بجانبه
حقا ! خير صنيع ما عمله حقا 
سمعت صوت غريب مرح قائلا باللهجه المصرية
اهلا اهلا يا إياد بي
إلتفت للصوت الصادر لتبتسم بسعادة صائحة
عمر
قامة طويلة بعض الشيء ذو ملامح وسيمة يشبه ظافر شعر اسود كثيف وبشرة بيضاء وعيون سوداء ...العائلة بأكملها تمتلك وسامة بدرجه مفرطة..
صافحت يديه ثم تابعت متسائلة
اومال فين اختك زينب منة قالتلي انكم سافرتوا مع بعض
ما زال محتفظا ب ابتسامته ثم امال اليها قائلا بهمس
تلاقيها راحت على التلاجه على طول
ضحكت بمرح على جملته لتستمع إلى تذمر إياد متحدثا بضيق
يكفي التحدث بالعربيه ..لا افهم ماذا تتحدثون
هبط عمر لمستواه وهو يقرص احدي وجنتيه متحدثا بالتركية
هذه مشكلتك عزيزى طوال الوقت تجلس بجانب أمير وتيته نازلي لذلك لا تتذمر وانا اتحدث بالعربية مع نور
امتعض ملامحه بشكل طفولي وهو يذم شفتيه لتضحك نور قائلة
يعني انت تتكلم مع الاخ تركي وانا زي الاطرش فى الزفه لا كفايه كده احنا هنتكلم انجليزي مع الولد وامرنا لله لغايه لما اخليه يتكلم عربي
تأمل عمر ملامحها بهدوء ثم صاح بأعجاب
الف مبروك على الحجاب بجد لايق عليكي جدا
توردت وجنتيها على إطراؤه ثم هتفت بخفوت
الله يبارك فيك
ثم تنحنحت وهي تسير مبتعده عنهم قائلة
انا هروح اشوف ليلي يلا عن اذنك
............... .. ..............
كان العشاء يضيف جو من البهجة إليها ...اجتمعت افراد العائلة بأكملها وايضا وجود صوفيا التى اتت منذ قليل بعد أن اصطحبها أمير من المطار الي القصر.. كانت زينب تجلس بجانب نور علي اليمين والجهة المقابلة يجلس كلا من عمرو و أمير وصوفيا.
الجميع منشغل بالطعام مما اصدر الضجر إليها مالت علي نور هامسة في خفوت وهي تنظر الى صوفيا 
شوفي البت قافشه فى الراجل ازاى..تحسي كأن الراجل هيطفش منها...البت لازقه فيه ومش عامله اعتبار للسناجل اللي هنا
رفعت بأنظارها الي صوفيا لتجدها ملتصقة بجسده بشكل مغري اما عنه فكان يتناول الطعام بهدوء فنظرت الي زينب وقالت بمرح
ملناش دعوة يا محي
مع إبدال حرف الحاء بحرف الهاء ...حاولت زينب ان تتماسك نفسها لكنها اڼفجرت ضاحكة اصطحبها عمر الذي من المؤكد تابع حديثهم ...
نظر لهم الجميع بتعجب وتحت نظرات نازلي الحاړقة المتوجهة الي كلا من زينب وعمر توقفا عن
الضحك ...نظر عمر الي نور وهتف بصوت خفيض
ېخرب عقلك يا نور
كان يتابعهم بأعين متفحصه الي ثلاثتهم..نفض افكاره عندما شعر بملمس صوفيا وهي تربت علي يديها لينظر اليها بجمود ثم تابع طعامه بهدوء قاټل .
شهر هاديء قاټل مر ببطء قضته طوال الشهر بصحبه زينب فى شتي انحاء اسطنبول وتوطدت علاقتها بنازلي وفريده وعلي ...
دلف إياد للحجره مطلقا صفيرا عاليا متحدثا بأعجاب
ما هذا الجمال نور
توردت وجنتيها بخجل ثم ظلت تنظر إليه بأعجاب وهي تتفحص بذلته السوداء وقميصه الابيض وشعره الاسود المصفف بعناية هتفت بأعجاب
يبدو ان هناك وسيم سيخطف الانظار مني هيا دعنا نهبط للأسفل لقد تأخرنا
..................
كانت الحديقة مزينة بطريقة خرافية ما إن وصلا حتي ابعد إياد كفيه عنها وسار يركض فى الأرجاء بمرح ...الكثير من الاشخاص المهمين وبالطبع الصحفيين المنتشرين فى ارجاء الحديقة الذين يلتقطون الصور كل جزء من الثانية ..نظرت الي السيدات بنظرة سريعة وكانت كما توقعت قله قليلة جدا من يرتدي الحجاب هنا فى تلك الخطبة ربما بعض السيدات المتقدمين فى العمر وهى واختها فقط...نظرت الي صوفيا التى كانت متأنقة بفستانها الفيروزى القصير الذي يصل الي اسفل ركبتيها وحمالات رفيعه جدا وشعرها الاشقر المصفف بعناية شديدة ومساحيق التجميل الموضوعة بعناية فائقة
اشاحت ببصرها إليه الذي كان مبتعدا عنها يتحدث مع بعض الرجال كان فى غاية الوسامة كل شيء به جذاب ...نهرت نفسها لتتطلع الي باقي افراد العائلة كان مثاليون للغاية...لما كل تلك رجال تلك العائلة مهلكة للغاية! .... استمعت الي صوت ضحكات زينب وهي تهتف بمرح
كوتشي يا نور فى مناسبة زي ديه وكمان تحت فستان انا اول مرة اشوف حد كده
تأملتها نور بهدوء فستانها ايضا قصير مثل صوفيا من اللون الاحمر الذي تناسب مع بشرتها البيضاء وعيونها السوداء اللامعتين ..ابتسمت ابتسامة صفراء وهي تشيح بيدها قائلة بزهو
كوتشي وماله الكوتشي مش احسن ما البس كعب وابقي عامله زي رجل النعامة الطويلة هى وماشية
اڼفجرت زينب فى الضحك لتأتي منة تشاركهم فى الحديث قائلة
ايه يا جماعه اهدو شوية بطلوا ضحك عاملين زي الناس السكرانه كده
قالت زينب 
طب بصي كده تحت بصي لابسه ايه
وجهت منة ببصرها للاسفل ثم ما لبثت ان اڼفجرت الفتاتان بالضحك حاولت منة التقاط انفاسها وهي تتحدث
لا بجد مش ممكن ايه اللي انتي عامله ده
زمت نور شفتيها بعبوس هاتفه پغضب
بت انتي وهي مش علشان انتوا قصيرين وانا الطويلة فيكوا هسيبكوا تتريقوا عليا انا غلطانه اصلا اني نزلت انا ماشيه
هرولت متبعده عنهم حتي قالت زينب بأسف
هي زعلت ولا ايه 
ردت منة
لا مش زعلانه ولا حاجه واضح اني فى حاجه مضيقاها من الصبح بعد مكالمه بابا
كانت تسير وهي تتذمر بضيق غير عابئة بمن حولها ولا تنظر امامها حتي كادت ان
تتعرقل وتسقط على الارض سوي ان ذراعين قويتين امسكت من خصرها بقوه منعتها من السقوط...رفعت بأنظارها الي صاحب تلك اليدين لتراه هو من يحيط بخصرها بقوه...
ارتباك.. خجل..تورد وجنتين.. رائحة عطره الجذابه التي التقطتها انفها فغرت شفتاها وهي تنظر له ببلاهة صدمة الجمت شفتاها من التحدث وجسدها من أن تزيح يديه من علي خصرها..فابتسم علي اثرها متحدثا بمكر
اين تلك القطة الشرسة التي بداخلك هل اختفت
حديثه الساخر جعلها تنتفض وتزيح بيده بقوه وهي تمتم بضيق
كلا لم تختفي بل زالت موجودة
تحدث بسخرية
حقا
ثم مال نحو اذنيها متحدثا بنعومة وصوت انفاسه الحاړقة تخترق حجابها وتزلزل كيانها
لا اراك تسبيني من اول مره رايتك فيها ام مجرد شاب وسيم امسك خصرك منعك من التحدث
وقح
قالتها ببرود عكس تلك الڼار التى شعرت بها فجأه بقربه ... ابتسامته لم تختفي بل اتسعت ابتعد عنها قليلا..كانت على وشك المغادرة إلي انها التفتت علي صوت صوفيا وهي تتحدث بغنج ملتصقة بذراعيه بتشبث 
عزيزى أمير اين انت يوجد بعض الصحفيين يريدون مقابلتنا معا
ثم الټفت الي نور وهي تتفحصها من رأسها الي اخمص قدميها حتي تحدثت بأستنكار
ترتدين حذاء رياضي اسفل الفستان
وجه هو ببصره الي قدميها
 

تم نسخ الرابط