رواية لانها لي بقلم ميار عبدالله
المحتويات
صړخ بها عقله بقوة وهو يبتسم ببرود نحو ابيه .. وصلة عتابات لم يستمع اليها بل كلمة انفصال هي الوحيدة التي تتراقص في ذهنه وهو يتخيل ما بعد الانفصال ..
تتزوج بغيره ! .. عند تلك النقطة انتفض جسده وهو يتمتم بعبارات مقتضبة ل ابيه ويهرع خارجا من المشفي لأنه متأكد إن بقي هنا للحظة سيفتك بالمچنونة المسمى بزوجته .
كانت تضع ملابسها في حقيبة سفرها وعدها حماها بأنه سينفذ طلباتها واول طلب هو مغادرة ذلك الموطن .. تنهدت بقلة حيلة وهي تنظر الي مجموعة الثياب الكثيرة التي اشتراها لها في تركيا .. لن تأخذ منه ولو فلسا واحدا ستتركها له ..ستترك جميع الأشياء له
انتفضت مجفلة علي صوت غلق باب الغرفة بقوة كتمت شهقتها وهي تضع براحة يديها علي ثغرها وهر تراقب زوجها او من سيصبح زوجها السابق
تريدين تركي يا محتالة
وقبل أن ترد وجدته ينقض علي ذراعها بقوة وهو يقربها من جسده .. أغلقت جفنيها وهي تمنع تأثير المخدر الذي التقطته انفها .. رائحة عطره التي ادمنتها وهي بين ذراعيه
فتحت جفنيها و تمتمت بهدوء وهي ترفع ببصرها نحوها وتنظر اليه بخواء
راقب حمرة وجنتيها النضرة التي لا تأتي سوى من قربه لم يصدق انها قررت مغادرته .. نظر نحو عينيها بقوة واردف بهدوء ارعبها
ستتركيني
امير بي انت من وضعت لقصتنا النهاية
شهقت پألم وهي تشعر بيديه ټحطم ذراعها انتفض بقوة وهو يبتعد .. لم يصدق انه سيسبب لها الما .. فقط ترى داخله المحطم وهو يجزم انها لن تدعه وتتركه وحيدا ..
تردد قليلا وهو يراقبها تحاول ان تتخفف من قسۏة انامله علي ذراعها المصاپة انكسرت ملامحه وهو يراقب اقتراب الدموع من جفونها .. ردت بصوت متحشرج
من فضلك لا يوجد داعي الآن لنتحدث على شيء أصبح في الماضي
اغمض جفنيه وهو يحاول عدم الفتك بها الكل جعلوه الجاني وهو المجني عليه وبنبرة تملكية شديدة
اعلمي جيدا ان لم تكوني لي فلن تكوني لغيري
سنتطلق أمير وكلا منا في طريقه
لن أطلقك نور ولو خيروني بينك وبين المۏت لأخترت المۏت .. اخبرتك من قبل انني لا ادع اي شيء أملكه
الخاتمة
كم كان أهون أن أموت ممزقا
متناثرا بين الرياح والأنواء
أو أن أكون غريق بحر هائج
تحمل ثنايا موجه أشلائى
لحظة غدر الحبيب وذبحه لوفائي
خان الحبيب عهود حب
صادق يا طالما اهتزت له أجزائي
كم عاش قلبى تحت ظل سمائه
يوفي بكل حقوقه العلياء
أنت من أنت أنت ألم
يسري بدمي فاتكأ أعضائي
أنت وهم رضى به عقلى
وصدقت الوان غشع أرجائي
أنت وجه يخفى بين صفاته غدرا
ذاقت مره أحشائي
أنسيت حبي أم كنت عاميا
عن نور قلبى الساطع الوضاء
حب لم تدرك أنت حدوده
عجزت عن وصف لهيبه الأسماء
حب إذا ما مس بحرا مالحا
حلى خرير مياهه الزرقاء
ياناكر الفضل الغرير وفيضه
وحنان قلبى وجود عطائى
قد كنت أحسب أن وقت مرارتى
ستكون أنت طبيبى ودوائى
وتكون درعا حاميا عند الوغى
وتكون انت ذخيرتي وفدائي
وتكون صدرا حانيا أحن به
عند الهموم ولوعة الامساء
وتكون مصباحا ونورا هاديا
يمحو ظلام الإثم والأخطاء
وعزيمتي إن قل حر أجيجها
ستكون أنت محفزي وعزائي
لكن غدرت بكل معنى للهوى
وحوت من قلبي بقايا
وفائي اذهب فإنك خڼتني خنت الهوى
اذهب ولا ترجع فهذا قضائي
واتركنى فى دنيايا أكتم لوعتي
أكتب وأشدو قصتي ورثائي
اليوم هو انتهاء العدة اخيرا تم اطلاق سراحها .. تم فك اسرها .. اخذ اكثر شيء لا تستطيع الآن ان تعيد ترميمه .. اخذ قلبها خضرا وتركه حطاما .. لعڼة اللع عليك أمير كمال الدين
حب ام مجرد افتتان .. مجرد افتتان ولم يكن حبا وهي حمقاء اعتبرته حبا ..لم يدافع ولم يبذل جهدا ولم يضحي من أجلها ..
ارتشفت القهوة بتلذذ وهي تراقب الأجواء في شرفتها .. صوت أبواق السيارات والحركة المزدحمة اشتاقت اليها ..
استمعت الى صوت والدها من الخلف وهو يستند بكلتا كفيه على السور
ناوية تعملي ايه
قررت اشتغل
صاح محمد باستنكار
تشتغلي !!
أومأت موافقة قائلة بسخرية طفيفة
اه هرجع لشغلي القديم اللي قعدت فيه فترة بسيطة قبل جوازي
طأطأ محمد رأسه وقال بنبرة منكسرة وهو يراقب في الثلاثة أشهر الماضية صمود ابنته بطريقة أثارت به الړعب
اول مرة أغلط في اني احكم في الأشخاص
همست ببطء
بابا خلاص الموضوع ده فات وعدى
عموما انا معاكي في اي حاجه
شكرا يا بابا
لم تلاحظ ابتعاد والدها وهي عادت لشرودها مرة أخرى .. إن كانت تتألم في السابق انها لم تستطيع ان تنجب طفلا له فهي الآن أكثر من سعيدة انه لم يعد هناك رابط يربطهم .. المرة القادمة ستختار جيدا ستختار بعقلها بدلا من قلبها وهي عازمة على فعلها .
صاح متين پحده وهو يذرع الأرض ذهابا وايابا .. لا يصدق اين كان عقل أمير الرزين قبل أن يرتكب تلك الفادحة
اللعڼة عليك يا أمير هل جننت تتزوج امرأه اخري هل تعلم القوانين هنا في تركيا
ابتسم ببرود ظاهري .. بسمة لم تظهر إلى عينيه
اهدأ لم اقوم بتسجيل عقد الزواج في المحكمة لقد كان عند المأذون
جز متين على اسنانه وهو يصيح بذروة انفعال وهو لا يصدق الذي أصبح باردا متجمدا
اللعڼة عليك اللعڼة عليك هل تعلم العقۏبة يا رجل
ضحك امير بصخب وقال ببساطة
اتقصد السچن .. لا تقلق لن أسجن لا تعلم من أنا يا رجل .. كما أنني طلقتها منذ ثلاثة اشهر واعطيت لها مبلغ مالي تستطيع أن تعيش حياة رغدة طوال عمرها
تساءل بهدوء وروية
وماذا عن زوجتك
همس بشجن وهو يتذكر حبيبته .. الذي بغبائه أضاعها وتسربت بين يديه
نور .. خسرتها متين خسرتها لقد كنت وضيعا وانا اختار اسهل الطرق لإنهاء علاقتنا وايذائها بطريقة مؤلمة
زفر متين بحرارة وهو يري تحول الملامح الجامدة واللامبالاة إلى حزن وألم
ألن تسامحك .. ألن تغفر لك
ابتسم بسخرية
لقد كان خطأ لا يمكن إصلاحه متين
هز متين رأسه يائسا وهو لا يصدق ذلك الذي فعل المستحيلات لكي يتزوجها يراه الآن مستسلم ومنسحب دون أن يحارب لأخر نفس
لم اعهدك هكذا تبتعد وتختار الهروب
متين قلبي يؤلمني بسبب ما فعلته
تساءل متين بحذر
هل احببتها أمير
وهل ما فعلته تقول انها افعال تصدر من عاشق
تردد متين قائلا
لكن !!
رفع أمير ببصره وهو يقرر انتهاء ذلك الحديث الذي لن يقدم ولن يؤخر شىء بل سيجلب الحزن فقط واعادة اختراق النصال الحادة نحو قلبه
انتهى الأمر يا متين
نظر له متين بأسف بالغ وهو يخرج من المنزل .. لم يصدق هيئته حينما رآه رجل فقط يعيش
لأن هناك نفس يدخل ويخرج منه .. توقف عن العمل .. توقف عن الحياة.. توقف عن السعي وراء زوجته .. توقف عن إصلاح خطئه .. وهو من كان يقرر أن يتزوج عن حب لكن عدل قراره يختار زوجه تكون مناسبه له لن يجعل القلب من يختار بل عقله ..
نظر أمير إلى هيئته المزرية أمام المرأة .. لحيته استطالت بشكل تثير الړعب في النفوس .. بريق عيناه انطفأت .. لا يوجد لديه شغف في الحياة .. اعتزل العمل لمدة لا يعلم إلى متى ستطول وأصبح يعاقب نفسه قبل أن يعاقبه أحد .
انسالت الدموع ولأول مرة من جفنيه همس پتألم وهو يضرب بكف يده على موضع قلبه
مخادع وكاذب ومنافق لم استطيع ان احافظ علي حبك نور .. أنا آسف حبيبتي آسف
تسير بخطى واثقة رافعة رأسها بشموخ .. مطلقة نعم الاسم الذي اتلصق خلف بطاقتها منذ سبعة أشهر لكن لم تعبأ بأحد ولا الهمز واللمز من جيرانها ولا لنظرات الصدمة والشفقة لأحدهم
وكأنها أصبحت أرملة وليست مطلقة .. لكن لا يهم رأيها بأحد .. ابتسمت محية السكرتيرة مريم وهي تخبرها بأن المدير يطلبها في مكتبه .. طرقت الباب بهدوء وهي تستمع اليه يأذن لها بالدخول .. دلفت ببطء وهي مرتسمة ابتسامة عملية
صباح الخير مستر هاشم
ابتسم هاشم بهدوء وقام من مجلسه وهو يحثها علي الجلوس
اهلا يا نور اتفضلي
يتعامل مع الجميع وهو يخلو الألقاب وتحديدا هي .. يرفض ذكر مدام قبل اسمها .. إن كانت في زمن آخر لكانت عنفته .. لكن هذا يجعلها تنسي او تتناسي قليلا انها كانت متزوجة .. جلست علي المقعد أمام مكتبه ليجلس هو مقابلها وهتف بنبرة عملية
بصراحة انا منبهر بتقدمك ونجاحك في شغلك
ابتسمت بهدوء وغمغت
شكرا يا فندم
دقق النظر الى عيناها لحظة جعلتها تشيح ببصرها عنه .. قال بنبرة رزينة
المرة ديه الوفد اللي اتعاملتي معاه من شهرين طالبك بالأسم
اتسعت عيناها صدمة وفرحا وهتفت بعدم تصديق
بجد
ضحك بخفة وقال بنبرة ذات مغزى
طبعا .. عموما الوفد هيوصل بكره
حسنا كل ذلك كان يستطيع أن يخبرها في الهاتف او ان يضع ملف لها في الصباح على مكتبها .. لاحظت التردد وهو يهم بقول شيء لكنه يبتر عبارته سريعا ويتحدث عن العمل .. ضيقت نور عيناها وقالت بإبتسامة هادئة
تمام يا فندم .. في حاجة تانية
سحب هاشم نفسا عميقا وزفره علي مهل قائلا
الصراحة ايوا بس ياريت متستعجليش في ردك
هزت راسها بإيماءة خفيفة
اتفضل
لا يصدق ان بعد كل تلك الايام والشهور أنه سيفعلها هتف بهدوء رغم ثوراته الداخلية
بصراحة ومن غير لف ودوران انا معجب بيكي من اول يوم شفتك فيه في الشركة .. لو سمحتي انا لسه مكملتش كلامي
قالها وهو يراها تهم بمقاطعته .. لكن ليس الآن تلك هي اللحظة المناسبة لاحظ جحوظ عينيها بل كتمت شهقتها وهي تضع يدها على ثغرها .. تابع وهو يخرج ما يعتمل داخله
احساسي وانا اول مرة اتعلق بواحدة في فترة بسيطة وترني جدا ولما عرفت انك متجوزة بعدت وقټلت الحب اللي بينمو جوايا
هتفت بوهن
استاذ هاشم
تمعن النظر نحو عينيها وقال بإبتسامة تزين ثغره
لكن بعد فترة رجعتي وعرفت انك انفصلتي عن جوزك حاولت اشيلك من دماغي معرفتش عشان كده قررت افاتحك واقولك تقبلي تتجوزيني
هل تحلم أم هي في ارض الواقع .. تريد أن يقرصها أحد لكي تعلم أن ما يحدث حقيقة وليس هراء.
همست بسخرية
استاذ هاشم انا مطلقة مش آنسه
هز رأسه مقاطعا وتابع بثقة
كل ده ميهمنيش
ازدردت ريقها وهي ترى أن حججها مبتذلة ... ما المشكلة الآن لقد جاء عريس لها بعد طلاقها يجب أن تفكر .. فرصة ذهبية لن تعوض ..
متابعة القراءة