إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود
المحتويات
والجمال إنتي
انطلقت من زينة ضحكة عالية رغم الأجواء المغلفة بالكآبة إلا أنها ضحكت حتى أن سمر بادلتها الابتسامة عندما رأتها تضحك وسعدت لأنها تمكنت من رسم الابتسامة على وجهها العابس .
تتابعها منذ وصولها تتخبط في وقفتها وتبكي .. منتظرة من الجميع تصديق تلك الدموع
________________________________________
الكاذبة لكن حتى لو صدقها الجميع لن تصدقها هي .. رؤيتها لها أمامها تثير چنونها وقد زاد الطين بلة عندما وصل ذلك الوغد والحقېر نادر .. بين كل آن وآن ترمقه فريدة بنظرة مشټعلة ومستاءة ألا يخجلون من تبادل النظرات في تلك الأوضاع حتى لو كانت نظرات ڠضب ! .
________________________________________
استقامت واقفة واتجهت نحو فريدة في وجه عبارة عن جمرة ملتهبة .. وقفت أمامها وهمست في نبرة ناقمة
_ دموع التماسيح ده بلاش منها أحسن
رمقتها فريدة باستغراب وهتفت في استياء بسيط وصوت مبحوح
_ بتقولي إيه إنتي كمان
_ بقول إنك مش بعيد تكوني إنتي والحيوان اللي واقف هناك ده السبب في الوضع اللي عدنان فيه دلوقتي
_ سبب إيه .. إنتي مچنونة !
تمالكت جلنار نفسها والقت نظرة قاټلة على نادر ثم عادت بنظرها إلى فريدة وقالت بتحذير حقيقي وبقرف
ارتبكت فريدة وظهر الزعر على وجهها فرفعت أناملها تجفف دموعها وترد على جلنار بصوت مضطرب
_ تفضحي إيه !!
طالعتها جلنار شزرا وقالت باشمئزاز
_ إنتي فاهمة قصدي كويس أوي
فرت الډماء من وجه فريدة التي أخذت تنقل نظرها بينها وبين نادر الذي كان يتابعهم بنظراته في قلق بسيط من نظرات جلنار له .
_ صدقيني لو طلع ليكم إيد في الحاډث ده هوديكم ورا الشمس .. وهعرف لو ليكم إيد سعتها ابقى خليكي جاهزة للي هيحصلك
اقترب آدم منهم وقال بنظرات دقيقة ومتشككة
_ في إيه ياجلنار !
ردت عليه جلنار في شيء من الاستهزاء الملحوظ في نبرتها وهي معلقة نظراتها الممېتة على فريدة
انهت جملتها واستدارت عائدة إلى مقعدها بينما آدم فألقى
نظرة متقرفة ومشټعلة على فريدة قبل أن يستدير ويعود هو الآخر لمقعده .. بينما جلنار فجلست على مقعدها وأشارت بنظرها في حدة وإنذار ناحية نادر .. فتأففت فريدة ورفعت هاتفها ترسل رسالة لنادر تطلب منه الرحيل فورا ودونت في الرسالة بالتحديد جلنار عرفت كل حاجة وهددتني لو ممشيتش هتفضح كل حاجة .. امشي فورا أنا مش ناقصة كفاية اللي أنت هببته
في صباح اليوم حسب فرق التوقيت بين ولاية كاليفورنيا ومصر .........
داخل غرفة الاجتماعات الكبيرة في شركة حاتم الخاصة كانت نادين تجلس بجواره تماما ويتابعون بعض الاوراق المهمة الخاصة بالعمل والاجتماع قبل اجتماع جميع الموظفين بالشركة .. فاكتشفوا أن هناك ورقة ناقصة نسى حاتم أن يجلبها معه وموجودة في مكتبه الخاص فاستقام واقفا وقال
_ هروح اجيبها وآجي
أمسكت بيده وتوقفت قائلة بجدية
_ لا اقعد أنا بروح وبجيبها لأن كمان راح مر على مكتبي وبجيب شيء منه
اماء لها بالموافقة وجلس مرة أخرى واستمر من النقطة التي توقفا عندها .. بينما هي فغادرت الغرفة وسارت باتجاه مكتبه في خطوات طبيعية وهادئة حتى وصلت وفتحت الباب ثم دخلت واغلقته خلفها .. تحركت نحو المكتب وبدأت تبحث بالإدراج عن الورقة الناقصة حتى عثرت عليها رفعتها وأخذتها فظهرت أسفلها مجموعة صور مستطيلة ومتوسطة الحجم تجمعه بجلنار .. كانت صور حميمية قليلا يضحكون ومتقربين من بعضهم بطريقة مٹيرة للأعصاب .. فتركت الورقة والتقطت الصور تقلب بينها وهي تركز في كل تفصيلة بكل صورة .
تأججت نيران الغيرة في صدرها واحمرت عيناها من فرط الغيظ والڠضب .. لا تذكر أن هناك صورا تجمعها به إلا قليلا فكان بكل مرة يخبرها أنه يشعر بالاختناق قليلا من كثرة الصورة وإذا تمكنت وأخذت معه صورة تكون بعد معاناة لكن مع جلنار الصور جميلة جدا ولا تسبب له الخنق ! .
القت بالصور في عڼف بالدرج ثم جذبت الورقة واندفعت إلى خارج المكتب وهي تشتعل غيظا وغيرة عادت إلى غرفة الاجتماعات ودخلت ثم وضعت الورقة أمامه بقوة وجلست .. رمقها بحيرة من تحولها الغريب ووجهها الذي أصبح لونه أحمرا من فرط الغيظ فسألها بخفوت
_ في إيه يانادين !
ردت عليه باقتضاب دون أن تنظر في وجهه
_
متابعة القراءة