إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود
المحتويات
قبل أن ترحل
_ بحبك ياهشومتي
تركته يرمش بعيناه عدة مرات مدهوشا من عبارتها ورفع سبابته ووسطيته متمتما
_ بحبك وهشومتي في جملة واحدة !
تنحنح بعينان تلمع بالرغبة والشوق .. ليستقيم واقفا ويهمس
_ أنا آسف بقى على اللي هعمله .. إنتي السبب !
ثم اندفع لخارج الغرفة ولحق بها ليحملها فوق ذراعيه على حين غرة .. فأطلق هي شهقة عالية بفزع وتقول
سار بها تجاه غرفتهم وهو يهتف بعبث
_ إيه إنتي مش عايزة هشومتك يقولك هو كمان بيحبك قد إيه !
تقف خلفه وتتحول بنظرها بين أرجاء حديقة المنزل الواسعة وهو أمامها يضع المفتاح في قفل الباب ليفتحه ووسط شرودها .. انتشلها صوته وهو يقول
_ ادخلي يامهرة يلا !
خطت بقدماها أولى خطواتها داخل المنزل .. منزلها ! .. وراحت تتجول بنظرها بكل ركن به وهي تبتسم ثم هتفت بإعجاب
ابتسم ورد بحنو
_ الحمدلله إنها عجبتك .. تعالى بقى نكمل بقية البيت عشان لو في أي حاجة مش عجباكي
تشاوريلي عليها واغيرها
رمقته بنظرة تفيض عشقا وامتنان ثم سارت معه للطابق الثاني وعلى وجهها ابتسامة عريضة تملأ ثغرها .
دخلوا غرفة الأطفال معا وأبدت أيضا عن إعجابها الشديد بها وأنها بالضبط كما رغبت ووسط اندماجهم بالحديث في جدية ذكرته بأسماء أطفالهم الذي تود تسميتها فاستشاط غيظا واڼفجرت هي ضحكا على منظره ليشوب اللحظات جوا مرحا خلقته هي بمهارة .
_ دي بقى المفأجاة .. أنا قولتلك إني هعمل كل حاجة فيها على ذوقي .. يارب تعجبك
اردفت مهرة بتلهف
_ متحمسة جدا أشوفها بجد يا آدم .. يلا بقى !
آدم بغمزة ماكرة امتزجت ببسمته الساحرة
_ يلا جهزي نفسك عشان كلها أسبوع وهيكون في حظر تجوال هنا
_ مش فاهمة !
لأول مرة لا تفهم مقاصده الدنيئة والوقحة مما جعله يضحك عاليا ويجيبها موضحا
_ إيه ياحبيبتي إنتي نسيتي ولا إيه .. احنا مش حددنا الفرح وخلاص كلها أسبوع ونتجوز !
ارتبكت
________________________________________
وابتسمت له بخجل وبلاهة ثم ردت وهي تضحك بخفة
غضن حاجبيه پصدمة ورد في سخرية
_ ابحبحها !!!
مهرة بكل تلقائية ونبرة عادية
_ أيوة يعني ليه الاستعجال .. ده حتى العجلة من الشيطان
لم يجيب وكانت نظراته القاټلة لها والمشټعلة كافية حيث جعلتها تبتسم بتوتر بسيط وتقول بضحكة مرحة تحمل بعض الاستنكار
_ أيوة أنا بقول برضوا أسبوع حلو أوي .. ده حتى كتير جدا .. اقولك على حاجة احنا نخليها بكرا احسن وخير البر عاجله !
لم يتمكن من منع ضحكته الرجولية من الانطلاق حيث حلجلت بأرحاء الغرفة بأكملها ليتابع وهو يغمز
_ وليه نستنى لبكرا .. حالا اخدك عند المأذون وتبقي حرم آدم الشافعي
ضحكت كنوع من السخرية وهي تجيب في تأييد متصنع
_ اه وماله برضوا !
وفورا تشنجت عضلات وجهها وتحولت من المرح للحدة وصاحت به وهي ترفع سبابتها بوجهها وتقول في شجاعة مزيفة
_ ليه شايفني بايرة .. ولا هو سلق بيض وخلاص .. لا يا آدم بيه مش عشان أنا بحبك هتستغل النقطة دي وتفتكر نفسك هتعرف تمسكني من طرطفوة قلبي .. لا أنا بحبك أه بس كلمتي متنزلش الأرض أبدا والفرح هيتعمل بعد أسبوعين
لم تلبث للحظة ووجدته بجذبها من ياقة قميصها القطني ويحدثها رافعا حاجبه باستنكار
_بعد إيه !!!
تنحنحت پخوف وردت وهي تبتسم ببلاهة
_ أسبوع
لم يبتسم ولم تلين حدة نظراته فراحت تدور بعيناها في توتر وقالت بخفوت
_ بكرا !
قمسات وجهه كما هي وتعبيرات وجهه ثابتة لا تتغير مما زاد من خۏفها فراحت تهتف بعفوية
_ معاك رقم المأذون أنا جاهزة دلوقتي !
كان يحاول كبح ابتسامته بصعوبة وعند عبارتها الأخيرة فشل فضحك مغلوبا وهتف بقرف
_ بعدين إيه طرطوفة قلبك ده .. هو أي كلام وخلاص !
رفعت سبابتها مجددا تقول بجدية وضيق امتزج بثقتها المفرطة
_ لا لو سمحت أنا ممكن اقبل بأي حاجة إلا إن حد يقلل ويستهزأ من روحي الفكاهية
_ هي فين الروح
متابعة القراءة