قطة في عرين الاسد بقلم منى سلامة
المحتويات
كانت مريم جالسه فى غرفة سارة تتحدثان وتتمازحان .. ثم قالت سارة مبتسمه
نفسي نعد نتكلم مع بعض للصبح
قالت مريم
احنا فيها
قالت سارة بحماس
بجد مش بهزر .. تعالى نسهر سوا النهاردة لانى جبت لعبة بازل انما ايه هتعجبك جدا
قالت مريم بحماس
هاتيها بسرعة شوقتيني
قالت سارة وهى تشير الى دولابها
قالت مريم وهى تتزجه للباب
لا خليكي انتى زمانها نايمة هعمله أنا
خرجت مريم من الغرفة وهمت بالنزول لتتلاقى ب مراد الذى كان يصعد الى غرفته .. تحاشت النظر اليه وهى تنزل فأوقفها قائلا
مفيش حد تحت كلهم طلعوا يناموا
التفتت اليه وقالت ببرود
عارفه .. أنا نازله اعمل نسكافيه ليا ول سارة عشان هنسهر سوا
تسهروا أكتر من كدة
قالت بنفس البرود
أيوة .. واحتمال أنام فى أوضتها كمان .. فرصة تاخد راحتك فى أوضتك النهاردة
قالت ذلك ثم نزلت الى الأسفل ونظراته الڼارية تتابعها .. دخل مراد غرفته وبدل ملابسه وافترش الأريكة للنوم .. قضى ساعة ونصف من الأرق الى ان أزاح الغطاء وجلس على الأريكة .. أخذ ينظر الى السرير الخالى .. شعر بأنه يفتقد وجودها معه .. بالرغم من أنه لا يفصل بينهما إلا جدار واحد الا أنه يشعر بأنها بعيدة عنه أميال .. شعر بالضيق وهو يتذكر قولها بأنها ستقضى الليل فى غرفة سارة .. هو يريدها هنا .. فى غرفته .. وعلى فراشه .. يتأملها نائمة .. يطمئن لكونها بجواره .. ماذا لو رأت كابوسا آخر ..يريد أن يكون بجوارها يهدئها كما فعل بالأمس .
أبيه
التفتت مريم بسرعة تنظر الى مراد الواقف على الباب .. كان الفتاتان تنظران اليه فقال ل مريم بهدوء
تعالى يا مريم عايزك
ثم غادر .. قامت مريم وهى تتساءل عما يريد .. توجهت خلفه الى غرفته وأغلق الباب .. انتظرت أن يتحدث لكنها وجدته يزيح الغطاء عن الأريكة وينام عليها .. اقتربت منه وقالت فى دهشة
أشار الى الفراش برأسه قائلا
نامى كفاية سهر
ثم أشاح بوجهه .. فقالت بعناد
مش عايزة أنام هروح أكمل لعب مع سارة ولو حبيت أنام هبقى أنام معاها
التفتت لتغادر لكنها قام وجذبها من ذراعها قائلا پحده
ازاى يعني تنامى معاها سارة تقول ايه المفروض اننا متجوزين
قالت بتحدى
قال بحزم
لا مش عادى .. قوليلها انك عايزة تنامى واتفضلى تعالى نامى
قالت بعناد وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها
مش عايزة أنام دلوقتى ايه هتنيمنى ڠصب عنى
تبدلت نظراته من الحزم الى اللين .. لانت ملامحه وبدا وكأنه يعاني من صراعا كبيرا بداخله .. رأت فى عينيه خوف وألم ودت لو تعلم سببهما .. لماذا هو خائڤ .. مما هو مټألم .. شعرت بأنه يخفى شيئا بداخله .. شيئا كبيرا يعذبه .. بدا وكأنه تعب من النقاش .. أو مما يدور فى عقله .. الټفت وتوجه الى الأريكة وتمدد عليها وأولاها ظهره .. مرت لحظات وهى واقفة تنظر اليه ثم غادرت الغرفة وأغلقت الباب خلفها .. تنهد مراد وهو يغمض عينيه فى ألم .. كان يتمنى وجودها بجواره .. لكن وجودها بجواره يعذبه .. كان يشعر پخوف شديد .. خوف من اخبارها بأمر اعاقته .. شعر بأنه لن يتحمل خسارتها .. يعلم أن الوضع لن يستمر هكذا .. وعليه التحدث .. لكنه يجد صعوبة فى ذلك .. سمع باب الغرفة يفتح ويغلق مرة أخرى .. سمع صوت السرير وهى تجلس عليه .. تمددت مريم ونامت ووضعت رأسها
على وسادتها وهى تنظر الى ظهر مراد النائم .. ابتسم مراد رغما عنه .. شعر بأنه يريد التوجه اليها الآن .. ويأخذها بين ذراعيه .. ويخبرها بأنها أحلى ما فى حياته .. ويرجوها ألا تغادر حياته .. لكنه لم يستطع .. الټفت لينظر اليها .. فوجد أنظارها معلقة به .. تلاقت نظراتهما وكلاهما نائما فى مكانه .. شعرت وهى تنظر اليه بأنه مصدر آمانها و أمنها .. تشعر بالطمأنينه بمجرد سماع صوته .. بمجرد ذكر اسمه .. شعر بالحنان يملء قلبه .. ويفتت قسوته شيئا فشيئا .. معها يشعر بقلبه ينبض كما لم ينبض من قبل .. ظلت أنظارهما معلقة ببعضهما البعض .. الى أن غلبها النعاس ونامت .. وبعدها بلحظات نام هو .. وآخر صورة رآها كل منهما .. هى صورة الآخر .
الفصل الرابع والعشرون.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
جلست مريم فى حديقة الفيلا فى انتظار قدوم سهى .. التفتت الى البوابة لترى سيارة أجرى تتوقف أمامها .. دققت النظر لترى فتاة تعبر البوابة فى طريقها الى الداخل .. شعرت
متابعة القراءة