قطة في عرين الاسد بقلم منى سلامة

موقع أيام نيوز

فى حياتك 
صمتت وهى تنظر اليه .. لمحه نظرة فى عينيها أذابت قلبه داخل صدره .. قالت هامسه 
انت .. وجودك فى حياتى خلانى أنسى كل الظروف الصعبة اللى مريت بيها
خفق قلب مراد وهو يستمع الى كلماتها .. أشاح بوجهه عنها ونظر أمامه .. بدا عليه التفكر .. ثم عاد ينظر اليها مرة أخرى قائلا بصوت مضطرب 
يلا نروح عشان منتأخرش
لم تعترض مريم .. فهى تعلم أن صراعا كبيرا يدور بداخله .. تفهمه وتتفهمه جيدا
كان حفل خطوبة نرمين بسيطا بين أفراد العائلتين فقط فى الفيلا .. كانت نرمين تشعر بالسعادة بإرتباطها ب أحمد ابن خالتها والذى تعرف عنه حسن الخلق والتدين .. قدمت له أمه علبه الشبكة فقال لها مبتسما 
لبسيها انتى يا ماما
ابتسمت أمه وهى تلبس ابنة أختها الشبكة وتعالت الزغاريد فى البيت .. كانت سعادة أحمد كبيرة وقد تمت خطبته على أحب انسانه الى قلبه .. كم قضى سنين طوال يتمناها زوجة له .. لكنه لم يجرؤ يوما عن الإفصاح عن هذا الحب احتراما لثقة أخيها فيه .. وخوفا من فعل شئ يغضب الله عز وجل فيذهب ببركة زيجتهما .. فرح أحمد أكثر عندما وافق مراد و ناهد على الخطوبة السريعة والتى استغرقت أيام قلائل .. اتفقوا على أن يكون الزفاف فى نهاية العام الدراسى ..
بعد انتهاء الإحتفال بالثنائى اجتمعت الفتيات فى غرفة نرمين أخذن ينعمن بالحديث والمزاح ..
شعرت زهرة بالنوم فدثرها مراد وبقى بجوارها الى أن نامت .. ثم توجه الى غرفة نرمين فرآى ثلاثتهن معا فابتسم قائلا 
شكلكوا وانتوا متجمعين مع بعض كده مش مريحنى
ضحكت الثلاث فتيات وقالت نرمين ضاحكه 
ليه بأه يا أبيه هنكون بنتفق يعني على سړقة بنك
الټفت الى مريم قائلا 
مش هتنامى
همت بأن تجيبه لكن نرمين قالت 
لا مش هتنام دلوقتى يا أبيه ..احنا عمالين نرغى ونلوك لوك سيبها تلوك معانا .. وبعدين احنا سهرتنا النهارده للصبح
اتسمعت ابتسامته قائلا 
ماشى لوك لوك براحتكوا
انصرف مراد عائدا الى غرفته .. جلس على الأريكة ورفع طرف بنطاله وأزاح الساق الصناعيه قليلا مستغلا عدم وجود مريم فى الغرفة
بحثت مريم عن هاتفها فلم تجده .. قالت ل نرمين 
مش لاقياه رنى عليا كده
اتصلت بها نرمين وقالت 
بيرن .. شكلك نسيتيه تحت
قالت مريم 
لا أنا طلعت بيه .. شكلى نسيته فى الأوضة .. هروح أجيبه وأرجعلكوا
قالت سارة 
ماشى مستنيينك بس اوعى تتأخرى
توجهت الى غرفة مراد الذى سمع صوت هاتفها الموضوع على الكمودينو .. هم مراد بأن يرتدى ساقه الصناعية مرة أخرى ليذهب اليها ويعطيها هاتفها .. كانت مريم معتاده على طرق الباب لكنها لم تطرقه هذه المرة لظنها بأنه عاد الى غرفة زهرة بعدما تحدث معهن .. فتحت الباب ودخلت ليتسمر كلاهما فى مكانه .. شعر كل منهما برجفه تسرى فى جسده .. وكأن ماسا كهربائيا أصابهما معا .. لم يكن مراد قد ارتدى ساقه الصناعيه بعد .. تطلع كل منهما الى عين الآخر .. وكل منهما يحبس أنفاسه .. كانت صدمة مراد كبيرة .. أرادها أن تعرف لكن ليس بتلك الطريقة .. ليس فجأة .. أراد أن يمهد لها .. ويشرح لها .. لا أن ترى الفراغ فى ساقه .. لا أن ترى أعاقته ونقصه التى يخفيها عن أعين الجميع .. أرادها أن تعرف لكنه لم يريدها أن ترى .. ظل حابسا أنفاسه مطولا وهو متجمد فى مكانه من الصدمة .. كانت مريم تشعر بما يشعر به فى تلك اللحظة .. تعلم أنه كره دخولها عليه الآن .. وكره أن تراه هكذا .. وكره أن تطلع على اعاقته بتلك الطريق .. كانت ترى فى عينيه الخۏف والجزع والألم والحيرة والصدمة والتردد والقلق .. عاد مراد يتنفس مرة أخرى .. لا بل يلهث وكأنه يبذل مجهودا شاقا .. خفض بصره ونظر أرضا .. شعر بأنه غير مستعد لتلك اللحظة بعد .. غير مستعد لأن يخسرها .. غير مستعد لأن يرى فى عينيها نظرة يرفضها .. وتدفعه لأن يبتعد عنها ويبعدها عنه .. وقفت مريم فى مكانها تنظر اليه .. شعرت بالدموع التى همت بأن تتجمع فى عينيها .. لكنها منعتها قسرا .. وأوقفتها قبل أن تظهر داخل عينيها .. كانت تعلم مدى حساسية الأمر بالنسبة ل مراد

كانت تعلم أن كلمة واحدة أو نظرة واحدة منها من شأنها أن تنهى كل شئ بينهما .. مدت يدها وأغلقت الباب .. ووقفت مكانها .. كان مراد مازال ينظر أرضا لا يجد فى نفسه الجرأة ليرى نظرات عينيها .. أو تعبيرات وجهها .. كانت مريم تشعر بتوتر بالغ .. خاڤت أن تخسره فى لحظة .. خاڤت أن يسئ فهم مشاعرها تجاهه فيحكم عليها بفراقه .. تقدمت منه ببطء .. كلما اقتربت خطوة ازدادت خفقات قلبه سرعة .. طال الصمت .. كان يتنظر مراد أن تتحدث
تم نسخ الرابط