متيم بغرامها فاطيمة يوسف
في حالك دي مش قادر أشوفك اكده ومقادرش أعمل حاجة ارحمي نفسك وارحميني بالطريقة دي العلاج مش هيجيب نتيجة وكل مرة الدكتورة تاجي فيها تمشي ومتوصلش لنتيجة بسبب حالتك النفسية اللي هتدمري نفسك بيها أرجوكي يارحمة اني عايز رحمة الفرفوشة ترجع لي تاني تملى عليا الكون بهجة تجدد حياتي بچنونها زي ماكنتي هتعملي معاي أني ضايع من غير ضحكك ومن غير شقاوتك يارحمة .
مبتقش قادرة فقدت طاقة الحرية اللي كانت هتخليني أطير زي الفراشة وأملى دنيتي ودنيتك مرح رحمتك هزمها الابتلاء ومبقتش تتحمل وبقيت ضعيفة
ثم أكملت وهي تهدئ من شهقاتها وهي تتعمق النظر داخل عينيه ولأول مرة منذ حادثتها يخرج ذاك الكلام من قلبها
كان نفسي ياجي عليا وقت أقومك من عز النوم وأقول لك خرجني وأكلني درة مشوي واحنا في عز الليل وأتشاقي عليك زي ما أكون بنوتك وتتحمل شقاوتي كان نفسي في تفاصيل كتتير قووي يا ماهر أعيشها معاك وملحقتش ودلوك أبسط الأمور مبعرفش أعملها لحالي لازم مساعدة من أي حد حواليا انت وماما وسكون واخواتي و هانم بعد ماكنت مفكرة نفسي سوبر هيرو ومكنتش بشيل حد همي خالص ولا كنت بشتكي لحد خالص دلوك بقيت أضعف إنسانة على وجه الأرض.
بس أرجوكي يارحمة مش عايز أشوف دموعك ولا عايز أحس انكسارك ولا حابب لحظات الضعف اللي هتتملك من قلبك داي انت هتخفي وهترجعي تمشي على رجلك تاني وهتملي البيت فرح وهتجري وهتتنطي بس مش محتاج حاجة منك غير حبة أمل وتفاؤل على حبة صبر على حبة قوة على حبة ثقة على حبة طاقة إيجابية انك هتقدري وهتكملي دي انت الباش محامية رحمة المهدي اللي كانت تدخل المحكمة تهزها بمرافعة محبوكة محدش عرف يعملها زيك في السن الصغير دي .
ثم رمقته بنبرة هادئة مستكينة ومستسلمة لمرضها اللعېن الذي سيطر على عقلها وقلبها
متهيئلك ان كل حاجة هتنفع أني محبش أشوف نظرات العطف والشفقة في عيون الناس مش هقدر أتحمل اني أمشي جنبك على كرسي متحرك وأتصعبن على الناس أني خلاص حياتي هقضيها بين حيطان البيت ومرايداش أشوف الشارع ولا الناس تاني .
مع الدكتورة وهتفوقي لنفسك وهتنسي الوهم اللي انتي عايشة فيه وهو انك هتفضلي على الكرسي دي كل الدكاترة والآشعة والتحاليل أكدوا ان انت في حالة مؤقتة فأكيد مش هنفهم اكتر منهم و برده كلاتهم اكدوا انك لازم تفوقي من حالة الصدمة وتتشجعي وتتعاملي مع المړض بكل قوة عشان تهزميه مش هو اللي يهزمك واني مش هسيبك يا رحمة تستسلمي لوجعك وألمك يستحيل دي يوحصل طول ما اني جنبك لازم تثقي انك هتتسندي على درع حامي هيواجه وياكي كل المراحل لازم توبقى أقوى من الظروف وتعانديها وانت أصلا رحمة المهدي الشرسة العندية اللي محدش يقدر عليها ولا يقدر يهزمها .
انت لازم تطلقني وتعيش حياتك مع واحدة تستاهلك انت تعبت في حياتك ياماهر وعانيت قروي المالح أما أني سيبني لمصيري بزياداك وجعك اللي عانيته في ..
لم يتحمل حدسه كلامه عن فراقهم ثم كتم شفاها مانعا إياها أن تكمل هرائها ذاك وهو ينهرها بحدة بالغة
اياكي أسمعك تقولي الكلمة داي تاني يارحمة هو إنت ازاي استسهلتيها قووي اكده !
ازاي أصلا عقلك أدرك اني ممكن أسيبك وأبعد عنك !
هو إنت فيكي حاجة أصلا تستدعي اني أبعد عنيكي ولا مفكرة أزمتك دي هتخليني أسيبك وأفرط في كنزي الآمن انت انتشلتيني من الضياع خرجتيني من صومعتي المقفولة اللي كنت عايش فيها بلا روح ولا إحساس
انت اتحديتي معايا ۏجعي وقهري ومر عيشتي بكل قوتك اللي انت هتستنكريها على حالك دلوك ومصعباها على نفسك وأني جه دوري معاكي يارحمة هتحدي الصعاب وياكي بكل قوتي ولا يمكن أسيبك الا بمۏتي
باختصار بسيط إنتي الحلم اللي ملهوش مدى والحقيقة اللي ملهاش نكران في قلبي
باختصار أكتر يارحمتي هل جزاء الإحسان إلا الإحسان
وأكمل وهو يناولها كوب القهوة الذي أصبح باردا وهو يشاكسها
اكده حرام القهوة اللي عملتها ليا وليكي بردت ودي ميرضيش ربنا وعقابك هتشربيها باردة علشان بعد اكده متنكديش علينا وقت القهوة بالذات ياغشيمة انت .
اتسعت مقلتيها بذهول وهو ينعتها بالغشم هادرة به
وه مين دي اللي غشيمة ! ما تظبط لسانك دي يا ماهر وانت هتتحدت وياي .
ياه
أخيرا ياعمنا سمعنا صوتك الشرس يابتاع الكنتالوب والتوب انت .
ابتسمت لتذكره تلك الكلمة ثم قالت
ياه انت لسه فاكر يابتاع الأسد اللهم لا حسد .
ضحك بشدة ثم حرك رأسه للأمام وتحدث بنبرة مشاكسة
يعني انت نسيتي علشان أني أنسى ياصغنن وبعدين هي داي لحظات تتنسي عاد !
ثم غمز لها بطريقة أذابتها
طب بقول لك ايه ماتيجي بقي نطلع فوق أوضتنا ونشهيص شوية ونروق الجي ونظبط الدي وأنعنشك اكده أصلك مش عجباني
خالص وكمان أني مشتاق بالجامد .
أومأت له وهي تربت على وجنته وقد ارتفعت دقات قلبها الرنانة ودقت في أرجاء قلبه وأردفت بدلال
هو انت مبتزهقش والاشتياق عندك مبيبطلش أووو تصدق نسيت انك الأسد اللهم لا حسد .
ماهو انت السبب يارحمتي كل يوم هتزيدي حلاوة وجمال وهتجنيني أكتر من اليوم اللي قلبه وأني بضعف قدامك قووي .
ثم حملها وصعد بها إلى غرفتهم ووضعها على التخت برفق وقبلها من جبينها وتركها وذهب إلى الحمام كي ينعم بحمام دافئ يستعيد به نضارة جسده وحيويته وكي يترك لها وقت لكي تستعد نفسيا للقائه فقد قالت له الطبيبة أنهم يستطيعون أن يعيشوا حياتهم الزوجية الطبيعية دون أي عائق
في خبر حلو قوي هقول لك عليه جاسر كلمني وقال لي ان فرحه كمان اسبوع عمران أصر إن هو يعمل الفرح علشان خاطر كفاية تأجيل وكمان فرصة حلوة ان انت تخرجي من الجو الكاتم اللي حابسة حالك فيه وتحضري الفرح مع حبايبك
فإيه رأيك نبدأ من دلوك نشوف هتلبسي ايه او هتجيبي اللوك منين او اجيب لك ديزاينر هي اللي تعمل لك اللي انت عايزاه اهنه فقولي لي رايك نعمل ايه يا حبيبي
انقبض قلبها من فكرة تواجدها بين جمع من الناس وهي بحالتها تلك من ناحية ومن ناحية أخرى سعدت لأجل إتمام زفاف جاسر ومها أخيرا فهما يستحقون السعادة بحق لاحظ تشتتها ذاك فسألها
مالك ايه اللي خلاكي سرحتي اكده وريأكشناتك قلبت مرة لمحة حزن ومرة بسمة
ابتلعت غصتها بمرارة مثل مرارة الصبار وتركت لسانها يتفوه
مش عارفة مش متقبلة فكرة ان اني أكون في تجمع مع الناس دلوك ما عنديش استعداد نفسي لحاجة زي دي وفي نفس الوقت عايزة أفرح مع مها وافرحها ومش عايزة أحسسها ان هي عملت حاجة تزعلني في وقت زي ده لأني بجد فرحت لهم قوي فمتلخبطة ومش عارفة افكر .
إبتسم بهدوء وأمسك كفها وطبع بداخله قبلة لثوان ثم نظر إليها وأخبرها بما عرفه له جاسر مما جعلها تبتسم وتطمئن
له ما تقلقيش من النقطة دي جاسر قال لي ان الفرح هيوبقى في نطاق ضيق أهل يعني في بعض لأن خطيبته هي اللي طلبتك دي عشان ظروفها اللي انت عارفاها فبالتالي مش هيوبقى في قلق كل اللي هيبقوا موجودين في الفرح حبايبك وفرصة حلوة تتجمعي معاهم
وبعدين يا رحمة عايزك تنسي وتتعايشي على الوضع وتعيشي حياتك وما تضيعيش الفرص السعيدة اللي هتخرجك من الجو المقفول دي وتديكي تفاؤل انك تكملي مشوار علاجك وانت عندك طاقة إيجابية والحاجات اللي زي دي بتفرح قلوبنا وبتخلينا ننسى شوية اللي احنا فيه .
وضعت كفاي يداها الحنونتان وحاوطت بهما وجنتاي ذاك الرائع وتحدثت بحب صادق ظهر بينا داخل عيناها وهي
ربنا يخليك لقلبي وتوبقى طول العمر جنبي
وكل حاجة حلوة ليا منك بتأكد لي إني اخترت صح انت اللي جنبك ببقى حاسة بالأمان
انت جيت حياتي تملى كل سنيني فرح
من حسن حظي إني قابلتك .
احتضنها بحب جارف وتحدثت عيناهم بحب وهم يدعون الله أن يجعلهم يشعرون دوما بالسعادة وأن لاتفرقهم الأقدار .
وهكذا لا يستغني الناس في هذه الحياة عن بعضهم ولا يستطيع الإنسان أن يعيش وحده في فضاء الحياة فلا بد من مشاركة الغير في أمور الزمان ورد الجميل واجب علينا ومن حسن أخلاق المسلم حفظ المعروف ورد الجميل ومقابلة الإحسان بالإحسان وقد نهى الإسلام والرسول محمد عليه الصلاة والسلام عن نكران الجميل .