متيم بغرامها فاطيمة يوسف
المحتويات
عينيها
كان نفسي يوم فرحي يكون ليا أخ
يسلمني ليك وأشوف وألمس منه الحنية اللي شفتها في عيونك لرحمة اللهم بارك حتى مكانش ليا أب يسلمني ليك ويبوسني من راسي ويحضني وهو بيقول لك خلي بالك منها زي مانت ما عملت اكده من شوي الحاجة دي كانت مقصرة فيا قوووي .
شعر بحيرتها وتخبطها وحزنها فجذبها من يدها وجعلها تقوم من مكانها تحت اندهاشها وخرج بها إلى الخارج إلى مكان منعزل عن الجميع وما إن اختفيا عن أعين الجميع حتى جذبها إلى أحضانه بشدة فهو شعر الآن باحتياجها الشديد إليهما من نبرته الحزينة وشعور الاحتياج الذي استشفه من نبرتها وما كان منها إلا انها تمسكت بأحضانه بشدة وبكت كثيرا وكثيرا مما جعل جسده يصاب بالرهبة لأول مرة تركها تبكي وتخرج مافي صدرها إلى أن استمع اليها تردد أخيرا بما قضى على أخر ذرة صبر تجاه ۏجعها
على صدره صعودا وهبوطا من فرط حزنه منها وعليها ثم اخرجها من أحضانه وحاوط وجنتيها بكف يديه الحنونتين ورمقها بنبرة لائمة وهو يجبرها على النظر داخل عينيه
كد اكده حضڼ عمران مش هيخليكي تحسي بالأمان ومخليكي تحسي بالحرمان والفقدان ياسكون
له ياعمران متفهمنيش غلط في حاجات منقدرش نداريها العيون فضاحة بيها انت مليكش ذنب وانت ولد وحيد انك تعيش عمرك كمان وحيد مليكش عيل من صلبك يكون سندك وضهرك وقوتك زي مانت سند وضهر وسد منيع لأمك وأبوك .
ما أن انهت كلماتها التي أنهكت قواها ألتقطت أنفاسها بصعوبه اقترب منها أكثر ليقف أمامها يرمقها بدون أي تعبير من كلماتها التي لاتنفض عنها
النهاردة عندنا فرح ياسكون فرح رحمة أقرب حد ليكي ادخلي اقفي جمبها وافرحي معاها وفرحي قلبك بيها ادخلي وانت هتدي لقلبك فرصة ميضيعش لحظات السعادة والفرح وتخلي عقلك ينكد عليه في كل وقت
هرولت إليها وارتمت داخل أحضانها الحانية وتحدثت وهي تتمسح بنبرة باكية وهي تتذكر كلمات زينب
والله انت بيهم كلاتهم ياعمران بأبويا وأخويا وسندي وحتى ابني اللي هترجاه من ربنا متتخلاش عني وخليني في حياتك حتى لو هبقى في ركن صغير في قلبك .
ركن صغير ايه ياسكوني ! انت كل كلي إنتي ليكي في قلبي الأركان كلها ركن الام والأخت والزوجة والحبيبة والبنت والابن وكمان ليكي ركن عشق روحي لروحك وركن راحتي وأماني ومأمني ليكي انت بس انت بيهم كلهم بكل ست مفكرة ان عندها حاجة هتعطيها لي مش عندك مش محتاج وجود أي حد غيرك كل
ثم رفع وجهها إليه وقبلها من عينيها الباكيتين وأكمل بعشق كي يدخل السرور على قلبها
أما بقى ركن الدلع والدلال لعمران مش ركن في قلبي بس لاااا دي ركن في عيوني اللي هتشوفك اجمل ست في الدنيا وركن في يدي اللي هتلمسك بعشق وتحسسك بحبي ليكي وركن لكلي اللي ميحبش غير سكون اللي هتدلعه وتخليه واصل لأعلى قمم السعادة والراحة وياها .
أنهى كلامه ووجد فاقترب منها واقتنصها بحب تحت تململها بين يديه لعدم شعورها بالراحة معه في ذلك المكان المكشوف وأخيرا حاولت ابعادها عنه وهي تنظر حولها تستكشف بعينيها إن أحدا رآهم أم لا
انت مچنون ياعمران كيف تتهور اكده واحنا في مكان عام .
أجابها بمشاغبة وهو يضع يديه في جيب بنطاله
أه مچنون واتهور مكان ما يعجبني ياسكوني .
زمت شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن ممزوج بدلال وتحدثت بنبرة استيائية مفتعلة
وه مخايفش حد يشوفنا يقول علينا ايه بنعمل فعل ڤاضح في الطريق العام
رفع منكبيه باستكانة وبنبرة تقطر عشقا تحدث
وماله هقول لهم كنت بشوف عيونها اللي دوبوني بيوجعوها كيف .
ابتسمت بخجل من تبرير ذاك العمران الذي مد يده لها آمرا إياها
طب يالا ندخل الفرح بقى علشان ما حدش ياخد باله من اختفائنا
ولا بقول لك ايه ماتيجي اخدك ونروح على البيت على طول بلا فرح بلا بتاع ونشغل الحكمدار وتبقى ليلة ولا الف ليلة وليلة يا سكوني .
شهقت بشدة من طلبه الغريب ثم أسرعت بخطواتها الي داخل الحفل مما جعله يبتسم وهو يردد
والله انت الخسرانة كنت هروق عليكي وأفرفشك وأخرج لك الاكتئاب في مينيت بس يالا بقي ملكيش نصيب في ساعة الحظ الحلوة .
غمزت له وهي تدير وجهها إليه مرددة له صراحة لأول مرة دون أن تخجل
مين قال ان ما ليش نصيب لما نروح هاخد نصيبي كله كامل مكمل يا حبيبي .
حرك لسانه داخل فمه بانتشاء لغمزتها وهو يعلمها
يخريبت جمال غمزتك اللي اول مرة اشوفها يا دوك ابقي كتري منها بقي في الليلة المفترجة الحلوة داي
ثم نظر إلى السماء داعيا بجدية
يارب اكرمنا والفرح يخلص ومحدش يبص لنا في الليلة داي علشان القمررر دي خلاني هفرقع دلوك ومحتاج مطافي .
ضحكت بدلال أثاره فنهاها بعينيه عن دلالها ذاك وهم دالفون إلى القاعة رأتهم زينب من بعيد قادمين فعينيها تتبعتهم منذ خروجهم وشعرت بوجود خطب ما وانتابها القلق من هيئتهم وقتها ثم شعرت بالراحة اجتاحت أوصالها فور دلوفهم الى القاعة وعلى وجههم علامات الابتسامة فوجهت أنظارها الى ابنتها وقد زال القلق من صدرها فهي
كانت خائڤة ان تحكي سكون لعمران ما قيل بينهم ولكنها لم تقل له مما جعلها تطمئن وتشعر بالارتياح بأن ما تخطط له يسير على ما يرام بوجه مبتسم .
ما زالت أجواء الزفاف مستمرة كانت مها تقف على الاستيدج تصفق بيدها وهي سعيدة لأجل رحمة وبعض من عيون الرجال تتابعها كما يحدث في حفلات الزفاف وكثير من الأقارب يعرف انها الآن وحيدة وأصبحت متاحة للجميع أن يطلب يدها وكان من ضمن العيون ذاك الجاسر الذي كل همه في ذاك الوقت
ان يراقب عيون الجميع المتجهة صوبها ولم يرتكز مع أيا من الموجودين في الزفاف غيرها ثم وجد حاله يمسك هاتفه ويرسل لها رسالة
تعالي برة في الكافيه بتاع القاعة عايزك في كلمتين مهمين في السريع يا أم الزين متتاخريش .
اهتز الهاتف بين يديها ففتحته ووجدت رسالة على الواتساب من جاسر فقرأتها ثم الټفت حولها ولم تجده فذهبت إلى ماجدة قائلة لها وهي تختلق اي سبب كي لاتسأل عنها
هروح الحمام يا امي هظبط الطرحة وجاية طوالي متقلقيش علي .
حركت ماجدة رأسها بموافقة مع ابتسامة هادئة ارتسمت على
وجهها ثم تابعت الفرح مرة أخرى وبجانبها مكة التي لم تتركها منذ أن أتت وكنا أن آدم القى عليها تعاليمه أن لاتتحرك من مكانها نظرا لتعبها في حملها كما أنها تشعر بالدوار الشديد
أما في الخارج وصلت إلى الكافيه المتنحي قليلا عن القاعة فأشار إليها أن تصعد إليه فعرفت مكانه وذهبت إليه على استحياء وما إن وصلت حتى قام من مكانه وأفسح لها المجال أن تجلس في حركة راقية منه يفعلها معها لثاني مرة مما جعلتها تكن له امتنانا ورقيا
استقرت في مكانها وهي تنظر حولها بخجل وتنتظر منه أن يخبرها سبب استدعائها له حتى أنه رأى علامات الخجل تجوب وجهها فهتف مشاكسا إياها كعادته
ايه يا ام الزين في ايه
اندهشت من استفساره وسألته هي الأخرى
ايه انت في ايه
انت اللي باعت لي على فكرة .
ارتسمت ابتسامة جانبية على جانب شفاه وأجابها بعيناي عاشقة
هتبطلي ټخطفي قلبي كل لما بشوفك مېتة
هو إنت مسلطة أسهم عيونك عليا بالقووي اكده ليه وحاسس اني بحارب في ساحة حياتنا وحدي
نظرت عينيها أرضا تلقائيا وهي تراه ينظر لها نظرته الولهة بها ثم تحدثت بخجل راق له
انت ناده لي دلوك علشان تقول الكلمتين دول يامتر أني قلت في حاجة مهمة حوصلت
رقمها بنظرة متفحصة هائمة
هو في أهم من إني هقولك ايه القمر دي كلاته واني هغير عليكي من عيون الناس اللي تحت داي والستات قبل الرجالة
ثم أكمل طالبا منها برغبة ألحت عليه
بقول لك ايه ماتيجي نتجوز بقى علشان يرتاح ويهدى
ابتلعت انفاسها بصعوبة بالغة من خجلها ثم سألته
هو مين دي اللي يرتاح ويهدي
قلبي ...
كلمة واثقة نطقها من فهمها وأكد عليها
آه قلبي اللي مش قادر يصبر فا ايه رأيك انزل جمب ماجدة جدة العيال واستغل وجودها في الفرح وأقول لها أنا عايزك توبقى جدة عيالي من ام الزين ياماجدة
ضحكت بخفوت على طريقته ثم قالت
هو انت طريقتك دي مبتتغيرش خالص في الكلام انت بجد بتضحكني متزعلش مني .
شبك كلتا يديه في الأخرى وهتف
طب وماله أعيش واضحكك وابسطك كمان هو في أحسن من إن الواحد يدخل السرور والبهجة على قلب حبيبه يا بطل
ضحكت مرة أخرى فهي معه وحده دونا عن العالم أجمع يستطيع إخراج الضحكة من قلبها دون اي تكلف ثم هدأت من ضحكاتها وتبدلت معالم وجهها الضاحكة إلى أخرى حائرة لتقول له
عارف من وقت كبير مضحكتش من قلبي قووي اكده وأقول لك على حاجة كمان أنا عمري ماسمعت
كلمات الغزل وحسيت بالمشاعر اللي أني حساها معاك دلوك طول حياتي.
نظر لها بتمعن منتظرا تكملة حديثها إلا أنه قاطعها متسائلا إياها
طب هتحسيني ايه وأني معاكي ومشاعرك تجاهي حساها بردو إزاي احكي لي نفسي قووي أسمع منك وبكل صراحة وبدون خجل كأنك بتتحدتي مع حالك
أخرجت تنهيدة حارة وأنزلت بصرها وأردفت قائلة بنبرة محملة بأثقال من الهموم
حاسة معاك اني لسة بنوتة صغيرة مش ست كاملة بمعنى قلبي بيدق قووي اول ماشوف اسمك على تليفوني وبقيت بحب اخد جنب واني هتكلم معاك حاسة انك عايز تخليني سعيدة ومرتاحة ومتخلنيش افكر في اي حاجة تزعلني بحس كمان انك خليت نفسك مسؤول عني وپتخاف عليا من الهوا الطاير ولما دخلت عليا المرة اللي فاتت المكتب حسيت اني مش طبيعية من مجرد سلامي البارد وقتها
ثم رفعت عينيها ودققت النظر داخل عينيه وسألته بنبرة متوترة
هو انت بجد حقيقي وموجود في حياتي ولا اني بتخيل اني هكلمك وقاعدة معاك وان أنا اللي رسمت شخصية وجودك في حياتي وفي عقلي الباطن يا جاسر اصل مش معقول ربنا يبعتلي حد يحبني ويشوفني ويتمناني زي ما عيونك شايفني اكده
ممكن بلاش الحركة دي
متابعة القراءة