نوفيلا حب صحفي بقلم فاطمة الالفي

موقع أيام نيوز


بحاجة لمال دعي معاشك معك أنا اتدبر أمري لا تحملين هم 
ثم قالت وهي تنهض تسير بجوارها طبعت قبلة حانية أعلى جبينها
تصبحين على خير امي
ولجت والدتها إلى غرفتها وهي تقول 
وانت من أهل الخير ابنتي
دلفت ندا غرفتها هي وصغيرتها لتجدها نائمة بفراشها والالعاب التي جلبها يوسف بجوارها أعلى الفراش وضعتهم داخل الصندوق ودثرت طفلتها بالغطاء ودنت منها تقبل وجنتها ثم جلست خلف مكتبها مالت بجسدها للخلف شاردة في الغد ومستقبل ابنتها تتمنى ان يكون حظها افضل وتحصل على نصيبها من السعادة التي تستحقها..

صدحت نغمة الرسائل الخاصة بتطبيق الواتساب.
أخرجتها تلك النغمة من شرودها وهي تعتدل في جلستها وتمسك بالهاتف لتعلو الإبتسامة ثغرها عندما وجدت الراسل شقيقها يوسف كما هي تدونه أخي يوسف
نهضت عن المقعد وابدلت ملابسها لمنامة حريرية ناعمة باللون الازرق ورفعت خصلات شعرها لأعلى ثم ارمت بجسدها داخل الفراش فهي تشعر بالارهاق وليس لديها مقدرة على الكتابة اليوم ثم جلبت الهاتف وفتحت رسالته وهي تنظر لمحتواها وترددها بلسانها
كاتبتنا المبدعة كيف حالها
تنهدت بعمق وأجابته 
المبدعة فاقدة لحس الكتابة ليس لديها شغف في كتابة سطرا واحدا من الرواية التي نقاشنا فكرتها من قبل
على الجانب الاخر داخل منزل يوسف كان جالسا بغرفته بعد أن ذهبت شقيقته للنوم وظل هو ساهرا يقرأ كتابا خاصا بعلم النفس ثم اخذا قسطا من الراحة بسبب وخزة أصابت عينه منعته من أكمال القراءة أغلق الكتاب وسحب هاتفه من أعلى المكتب يطالع ساعته التي تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل قرر الحديث مع ندا للاطمئنان عليها كما هي عادتهم اليومية. 
وبدأ في مراسلتها
لتحجظ عيناه پصدمة بسبب ردها الصاډم عن فقد شغفها في الكتابة
رد قائلا بقلق
ما حدث لماذا تفقدين شغفك
أشعر بالاحباط يوسف
لما يا صغيرتي كنت بخير ماذا حدث لهذا الشعور المحبط الذي ظهر فجاة
انت تعلم بسبب نور
وما بها نور نور بخير وكل ما في الأمر مجرد حديث مع الطبيب يجعلها لا تخشى الآخرين وتثق بنفسها ونحن جانبها ندعمها ونقوي من شخصيتها ندا لا تخافي لكي لا ينتقل الخۏف لابنتك وترفض الحديث مع الطبيب ادعميها انت قوتها الآن
حسنا يوسف سأحاول هيا دون لي عنوان الطبيب
لماذا
يوسف دعك في عملك وانا سأذهب وحدي لا تقلق
ندا اصمتي ولا تثرثرين من اليوم الذي جمعنا به القدر لنتشارك حياتنا وهمومنا واختر لك القدر شقيقا سيظل جانبك وانت ونور من عائلتي وعلى مسئوليتي وانتهى الأمر هيا أخلدي للنوم الآن يبدو أنك مرهقة وغدا سنتحدث تصبحين على خير يا ثرثارة
تبسمت برقة وارسلت له 
يا ليتنا التقينا من قبل يوسف
اللقاء نصيب يا شقيقتي الجميلة أخلدي لنوم هانئ وغدا نلتقي
حسنا يوسفتصبح على خير
أحلام سعيدة...
اغلقت الهاتف معه وعلى وجهها إبتسامة هادئة فهو وحده قادرا على تبديل مزاجها في ثوان من مجرد محادثة بسيطة أو مكالمة هاتفية بها بعض الكلمات المازحة والمشاكسة منه تنهدت بعمق ثم وضعت هاتفها أعلى الكومود ودثرت نفسها لتغط في نوم عميق.
أما عن يوسف وضع هاتفه جانبا وفتح الحاسوب ليدق باناملة أعلى لوحة الحاسوب لكتابة المقال الاسبوعي 
لم يكن مقالا كما اعتاد ان يكتب ولكن أراد أن يوجه نصيحة لا تتجاوز السطور بسبب ما يرأه من معتقادات ومفاهيم خاطئة في تربية الأبناء. 
أطفالنا بحاجة بمد لهم أيدينا والتمسك بهما لنصلهم إلى بر الأمان كما كنا نمسك أيديهم وهم صغار لكي يعبرون الطريق علينا أن نظل متمسكين بذراعيهم وهم أيضا بمرحلة المراهقة والشباب تلك المرحلة الخطړة التي تتوجب من الأسرة الاهتمام والرعاية والدعم النفسي والاجتماعي وان نراقب تصرفاتهم وعند الخطأ نوجههم لن نعنفهم او نردعهم بطريقة غير سوية أطفالنا هم عماد المجتمع وامل الغد حافظوا على ابناءكم وكون لهم الدعم والسند والحماية من كل العوامل المؤثرة على مجتمعنا نحتويهم بدفء مشاعرنا نقدم لهم النصح والإرشاد لكي لا يبعدون عنا وعن دينهم وقيمهم وأخلاقهم ويلجئون إلى أصدقاء تسحبهم لطريق السوء طريق بلا عودة يجب ترسيغ في عقولهم تعاليم الدين الإسلامي والقيم الحميدة والأخلاق والمبادئ التي تربينا عليها لأنهم حصاد عمرنا وجيل المستقبل القادم جيل نفخر به بسبب فكر ومعرفة وثقافة ليخرجوا لنا كوادر من المجتمع في جميع المجالات. ..
عندئذ أنهى المنشور ورفعه على صفجة المجلة أغلق الحاسوب ونزع النظارة عن مقلتيه الحمرويتين بسبب التعب والإرهاق وقرر أن يتسطح فراشه ويغمض عينيه لعله يذهب في نومه كان قلقا بسبب ندا وطفلتها منشغل التفكير بهما فهن أصبحن في مسئوليته ويشعر اتجاهن بانهن حقا جزء متجزء من عائلته ويود لو بيده لجلب نجمة من السماء من أجل رؤية الصغيرة سعيدة داخله مشاعر متخبطة اتجاه ندا يحتاجه شعور بالابوة وهي طفلته التي بحاجته امانها وسندها كما يشعر أيضا باحتواء الأخوة بيهما هو الشقيق الذي تستند عليه وتشد من أذرها به مشاعر متضاربة ولكن بالنهاية هي كل الأشياء الجميلة التي حظى بها ولم يكترث كونها ابنة او شقيقة او صديقة فهي في جميع الأحوال أصبحت قطعة من قلبه وروحه يصعب عليه الابتعاد عنها وعن طفلتها يريد ان يعوضهن عن كل ما ذاقوه من ألم معاناة ويتمنى أن يحقق لهن كل الأحلام والسعادة التي حرمن منهن..
الفصل الخامس
في اليوم التالي
عندما جاء موعد الطبيب كان يوسف يقف أمام البناية ينتظرها ليذهب معهن في تلك الجلسة ولكي يطمئن ندا بأن الأمر سينتهي على ما يرام وسوف تتعافى نور.
كان مرتدي التيشيرت زيتي اللون وبنطال أسود ويرفع شعره لأعلى يطالع مدخل البناية بترقب ينتظر قدومهن واذا بها تغادر المبنى وبثوبها السماوي وحجابها الوردي الرقيق وتمسك بيد صغيرتها التي كانت ترتدي بنطال جنز يعلوه بدي وردي وكنزة قصيرة من خامة الجنز أيضا وكان شعرها يتطاير خلفها في عفوية الذي صففته لها ندا بعناية ورفعته على هيئة ذيل حصان.
تبسم لهن عندما راءهن وتقدم بخطواته الواثقة يصافح يد الصغيرة ويميل بجذعه عليها يقبل كف يدها الصغير الرقيق وهو يقول
صباح الخير يا سندريلا
تبسمت بخجل بسبب الإطراء الذي امطرها به يوسف وهو يستطرد مازحا
أين الفرسان الأربع 
ازدادت ضحكتها لتهتف ندا قائلة وهي ترفع حاجبها الايسر
هل أنا شفافة إلى هذا الحد
نظر لها يوسف خلسة وقال بضحكة خاڤتة
يا للهول الأميرة الكبيرة تغار من الأميرة الصغيرة
قالت ندا مازحة
هذه خېانة لا يمحوها إلا الډم
ردد يوسف وهو يضع كتفه على كتف الصغيرة وقال باسما
ستظل تثرثر هكذا هيا أميرتي علينا الاستعداد للمغامرة هل انت جاهزة
هزت رأسها في أيماءة بسيطة وسارت جانبه فتح لها باب السيارة الأجرة ودلفت نور وندا بالمقعد الخلفي وجلس يوسف بجانب السائق الذي املاه عنوان عيادة الطبيب..
في غضون دقائق كانوا يدلفون ثلاثتهم داخل العيادة المنشودة وتقدم يوسف في خطواته يتحدث مع الشباب عن موعد نور أخبره الأخير عليه الانتظار قليلا لان الطبيب في جلسة علاجية مع مريض أخر.
اجلسهن يوسف وجلس بجوارهن قائلا بهدوء وعيناه تحاوط نور باحتواء ودفء ولا زال محتفظا ببسمته من أجل أن يزرع الطمأنينة في قلب الصغيرة 
نور اتينا هنا من أجلك وأجل سلامتك لا نريد للحزن أن يسكن مقلتيك الجميلتين نريد فقط أن تبتسمي وتسعدي ولا تخشي شيئا في هذه الحياة انت لست وحدك ولن نتركك فهمتي يا صغيرتي
رغم عدم كامل ادراكها لحديثه إلى أنها هزت رأسها بالايجاب فقد شعرت بالأمان بقرب ذاك الشخص ولم تعد تهابه وعندما هتف الشاب مناديا بأسمها ارتجف جسدها في فزع ولكن حاوطتها ندا وهمست لها بصوتها الهادئ
حبيبتي لا تخافي ساظل جانبك
نظر لها يوسف وهز رأسه نافيا لحديث ندا تلك الجلسات تحدث بين الطبيب ومريضه فقط طلب من ندا الانتظار وهو من يأخذ نور ويدلف معها غرفة المعالجة صافحة الطبيب بود وتفحص هيئة الصغيرة التي كانت مستمرة مكانها وتفرك كفيها ببعضها في توتر ملحوظ
أعطى الطبيب أشارة ليوسف بأن يغادر الغرفة وهو سوف يتعامل مع الصغيرة بنفسه وسوف تبدء الجلسة الان وعليه كطبيب كسب ثقة مريضه وأن يحدث بينهما ألفة لتخرج كل ما في جعبتها له دون اضطراب أو خوف.
وقف مذعورة عندما غادر يوسف الغرفة وجسدها الصغير بدء يرتجف وتهمس بصوت خاڤت منادية لامانها الوحيد وملاذها والدتها التي لا تملك من الدنيا سواها استمع الطبيب لصوت همسها الخاڤت وعلم مدا ترابطها بوالدتها فقرر أن ترافقها تلك الجلسة الأولى فقط من أجل بث الطمأنينة في قلب الصغيرة ولا تخاف وجودها معه بعد ذلك ضغط زر مكتبه وأخبر سكرتيره أن تأتي والدة الفتاة وتحضر معهم تلك الجلسة.
بالخارج كانت ندا تهز ارجلها بقلق ملحوظ بعدما رأت يوسف يغادر غرفة الطبيب جلس يوسف بجوارها وهو 9يهتف قائلا
لا تقلقي ندا الطبيب يرا أن من الأفضل أن يتحدث معها وحدها لكسب ثقتها أولا ويجعلها تتحدث معه بأريحية
حسنا.. 
قالتها ولازالت ارجلها تهتز دون وعيناها تجوب داخل العيادة تتنقل بين الوجوه المتواجدة 
امسك يوسف بيدها ربت عليها بهدوء وقال بصوت حاني
أهدئي من فضلك 
ات الشاب ووقف أمامها يخبرها بأن الطبيب يريدها
مدام ندا الطبيب ينتظرك بغرفة الكشف 
نهضت بلهفة ونظرت ل يوسف قائلة بتوتر
ماذا حدث 
نهض هو الآخر ووقف جانبها يبتسم لها بحنو وقال
أهدئي يا فتاة الأمر لا يستدعي كل هذا القلق لابد وانه يريد الحديث عن كل شيء متعلق ب نور
أومت برأسها بالايجاب وسارت بخطوات مضطربة تكاد تتخبط خطواتها ببعضهما وتتعثر قدميها إلى أن ولجت لغرفة الطبيب.
جلس يوسف يتنهد بعمق ثم أخرج هاتفه يعبث به في مواقع خاصة بشركات السياحة يريد حجز تذاكر إلى الاقصر كما وعد شقيقته وسوف يفاجئهم بالخبر فبعد أن تنتهي نور من جلستها العلاجية قرر أصطحابهم إلى الملاهي لكي يدخل الفرحة على الصغيرة وطلب من شقيقته ان تلحق بهما ريثما تنهي محاضراتها داخل الجامعة..
طرقت ندا الباب ودلفت لتجد ابنتها لازالت واقفة يبدو عليها الرهبة عندما رأتها الصغيرة تحررت من مكانها وارتمت في أحضان والدتها ربتت عليها بحب وهمست بصوت حاني
ماذا بك حبيبتي
ظلت متشبثه بذراع والدتها بعد أن ابعدتها ندا عن أحضانها لتتسال عن سبب ذعرها
نهض الطبيب يصافح ندا بودية
مرحبا مدام ندا تفضلي أريد الحديث معك قليلا
ترك هو مقعده خلف المكتب وجلس بالمقعد المقابل لمكتبه وجلست ندا بالمقعد الآخر والصغيرة متشبثه بها
هتف الطبيب بجدية 
يبدو أنها خائڤة من لذلك طلبت حضورك معنا لنبدأ الجلسة
هزت رأسها بتفهم ليعود قائلا 
هل تستطيع نور ان تمدد جسدها أعلى الاريكة وتغمض عينيها وتستمع جيدا لما اقوله
ساعدتها ندا على ذلك وظلت جانبها ممسكه بيدها بينما اقترب الطبيب بمقعده عند الاريكة وفتح دفتره وبدأ في تسألاته عن ماذا ترا نور الان وهل هي تتمنى شيئا تود تحقيقه
تبسمت نور بسمة رقيقة
 

تم نسخ الرابط