نوفيلا حب صحفي بقلم فاطمة الالفي

موقع أيام نيوز


ولكن ليس الحب كما تظنين أنت ندا حقا تستحق الحب والاهتمام والاحترام تعلمين مكانها داخل قلبي تجاوز الصداقة بمراحل وتجاوز علاقة المحبين لن تفهمي ما سأقول لذلك لا تمزحي معي بهذا الأمر ثم استقام واقفا عن مقعده ودنا منها طبع قبلة حانية أعلى رأسها وقال
لدي عمل هام داخل المكتبة هل لي بكوب من الشاي
تبسمت له ثم أومت برأسها بالايجاب وهي تنهض هي الآخرى لتولج داخل المطبخ لإعداد الشاي أما عنه فقد شعر بغصة داخل قلبه عندما هم بالحديث عن ندا ولذلك لم يقدر على الجدال مع شقيقته وهرب من حصارها لكي يختلي بنفسه ويهاتف الأخرى ليعلم بماذا أصابها ولما هو يشعر بهذا الألم داخل صدره وكأن روحها معلقة بروحه ويحس بها رغم بعد المسافاتإلا أنها أقرب الاقربين لقلبه وروحه يشعر دائما بينهما بتوارد الأفكار وتخاطر الأرواح. 

أخرج هاتفه من داخل جيب بنطاله وعلى الفور قرر الاتصال بها ووضع الهاتف أعلى أذنه يستمع لرنينه المتواصل ونبضات قلبه في تسابق وتسارع تعصف به هنا وهناك تتقازف دقاته مع مهب الريح مما يشعر به قلبه الان يسمع صوت صدى مخبآت صدره يشعر بنقص موجع في روحه يشعر بأنقباض نبضاته كلما أستمع لرنين هاتفها المتواصل دون رد منها.
مسح على وجهه پغضب وظل يحاول مرارا وتكرارا وبالنهاية أجابته بصوت باكي حزين تهتف بنبرة ملتاعة اخرقت أذنه والقت سهاما قاټلة أصابة قلبه المثقل الحزين بما وصلت إليهندا من كأبة ويأس
خرج صوتها المبحوح من كثرة البكاء 
لقد سأمت الحياة يا يوسف وكل ما يحدث بها من منازعات وصراعات وأقاويل كاذبة ونظرات خادعة هيا أخبرني يوسف ما ذنبي أنا في حياتي البائسة هل كان يجب علي تحمل شخص نرجسي سكير ومخادع يعاملني بكل قسۏة وتجبر وينهال علي ضړبا وتعنيفا ينظر لي بسخط كأني حشرة يدعسها تحت قدمه دون الاكتراث لها ماذا فعل بنا القدر لأصل لتلك النقطة السوداء التي لا بداية ولا نهاية لها هيا أخبرني ما ذنبي وذنب ابنتي في هذه الحياة المحطمة... وجب علي أنهاء حياتنا لاستريح من هذا العالم المخادع الواهي الذي لا يرحمنا بسبب الاقاويل الزائفة ماذا عساي أن أفعل لأنال نظرات رضا من جميع من حولي لا أريد شفقة ولا سخط فقط أريد الرحمة لماذا لا يدعونني وشأني وما ذنب جميع المطلقات بأن حظهن بائس وعسير كل ما اتمناه الآن هو المۏت ليس إلا. 
صړخ بها منفعلا فلم يعد متحملا لكلماتها التي تنهال على جسده بالسوط تجلده دون رحمة أو شفقة بحاله 
اصمتي يا فتاة... كفي تراهات وإلا فارقتك أنا ولن ترأني ثانيا اقسم لك يا ندا أذا تحدثتي بهذه الطريقة فلم يعد لي وجود ولا مكانا بحياتك اهدائي وأخبريني أنت ما سبب كل هذا الصړاخ والانفعال ولما البكاء يا صغيرتي
صمتت بعد نوبة صړاخها ولم يصدر عنها إلا شهقات عالية تمزق نياط قلبه يود لو كانت أمامه الان لجذبها لصدره يخفيها بين ضلوعه لن يسمح لدموع ولا الحزن يسكن مقلتيها ود لو قريب منها ليطمئنها بأنها ليست وحدها يرثى حاله قبلها فهو عاجزا ولن يستطع فعل شيء من أجلها لما القدر يعاندهم لما لم تكن شقيقته وتعيش تحت ظله فلن يترك فرصة لاحد بالنظر إليها حقا اتخذت حيزا كبيرا من قلبه وكيانه ولكنها بعيدة عنه بالألف الأميال ماذا عساء هو أن يفعل لها لابنته كل تلك الصراعات داخل عقله الذي ينهشه بقسۏة التفكير خرج صوته قائلا يقطع الصمت 
تتجوزيني... 
كفت عن البكاء وعلت الدهشة وجهها وهمست بصوت مبحوح
ماذا قولت 
ضحك يوسف رغم آلمه حزنه وقال بمرح
هكذا إذا أنت مغرمة بي وتتمنى أن تنالي شرف الزواج مني هيا أخبريني ماذا تقدمين لي لكي ارضخ واتزوجك رغم عصبيتك المفرطة وصراخك الذي خرم لي طلبة الأذن 
تبسمت برقة وقالت
وهل أنا التي ستدفع لك انت تحلم يا فتى أريد شبكة ألماس وفيلا في الساحل وسيارة فراري حمراء اللون فقط هذه هي طلباتي المتواضعة لكي اقبل بعرض الزواج منك
يا لها من طلبات وفيرة حقا كم أنت متواضعة يا فتاة ويا له تعيس الحظ الذي سيقبل بك 
كركرت ضاحكة وقالت 
اتعس وأغبر الحظ ستكون الطيور على أشكالها تقع 
تنهد بضيق قائلا
هيا أخبريني ماذا حدث معك تحدثتي مع والدتك 
أجل وكما أخبرتك سابقا رفضت بالطبع سفري 
صمت برهة ثم جال بخاطره فكرة يتمنى أن تكون صائبة هذه المرة 
حسنا.. هل استطيع أن أاتي أتحدث مع والدتك قليلا 
قالت بيأس
لا تحاول يوسف انتهى الأمر 
لا لم ينتهي بعد... دعي الأمر لي وكفى عناد يا فتاة كففي دموعك وأخبري والدتك بقدومي إلى اللقاء.. 
أغلق الهاتف قبل أن يستمع لاصرارها على رفض محادثة والدتها وكل ما فعلته ندا أنها اغمضت عينيها وضمت ابنتها لاحضانها ورفضت مغادرة غرفتها أو أخبار والدتها بقدوم يوسف ستحاول أن تنم وترغم عقلها على النسيان لعلها تستطيع أكمال مشوار حياتها..
غادر يوسف منزله وهو عازم النية على الذهاب إلى منزل ندا والحديث مع والدتها في محاولة أخيرة منه لإقناعها ب سفر ندا معهم.
في غضون دقائق كان يقف أمام باب الشقة وهو يدق الجرس أنتظر مكانه هنيهة يسيرة حتى انفتح الباب.
طلت والدة ندا من خلف الباب ودعته للدلوف بنظرة باسمة صافحها يوسف وأعتذر عن قدومه دون موعد سابق ولكنه يريد التحدث معها.
سار خلفها إلى غرفة الصالون جلست الوالدة وجلس يوسف مقابلا لها
هتفت بتسأل 
ما رأيك في تناول فنجان من القهوة معي
لا بأس
نهضت عن مكانها ثم سارت متوجهة إلى المطبخ لإعداد القهوة ظل يوسف ينظر حوله لعله يرى ندا ولكنها يبدو أنها تهرب من تلك المواجهة.
بعد برهة عادت السيدة وهي تحمل الصينية الموضوع عليها فنجانين القهوة وكوب من الماء التقط يوسف عنها الصينية ثم شكرها ووضعهم أعلى الطاولة وقرر البدء في الأمر الذي جاء من أجله
علمت من ندا سبب رفضك واتيت من أجل ذلك
يا بني ألسنة الناس لا ترحم وأنا لا أريد سيرة ابنتي تظل على كل لسان دعنا من القيل والقال وهذا افضل حال انا أحافظ على سمعتها وهي لم تفهم ذلك.
ولكن أعدك بأن احافظ عليها وعلى ابنتها نور بحاجة لهذه السفرية
حسنا نور تأتي معكم ولكن ندا لا
وهل ستتحمل ندا بعد صغيرتها عنها او نور تتحمل فراق والدتها لايام
قالت بقلة حيلة 
ماذا علي أن أفعل
لا تقلقي من حديث الناس ومريم شقيقتي ستكون معنا أعلم أن شخص غريب عنهم ولكن مريم معنا وما رايك أيضا بأن تكوني برفقتنا هذا سيخرص ألسنة الجميع ولن يتحدث أحد عن ندا بكلمة واحدة
ولكني لم اقدر على السفر
ارجوك هذا من أجل سلامة حفيدتك ولكي تشعر ندا بأنها ليست وحدها وانت دائما بجوارها
أؤمت براسها بالايجاب هتفت مبتسمة
حسنا يا بني موافقة من أجل ابنتي وحفيدتي فأنا لم أملك من الدنيا إلا أن أراهم سعداء يكفي ما مر عليهم من حزن ومعاناة
تهللت اساريره ونجح في إقناع والدتها ثم تسأل عن وجود ندا لتخبره الأخيرة بأنها ڠضبت منها ودلفت لغرفتها رافضة الخروج منها نهض يوسف مودعا لها فهو يعلم عادة ندا عندما تحزن تلجأ للنوم كما أخبرته سابقا.
ولكن رفضت والدتها وقررت أن تذهب لغرفة ابنتها لكي تجعلها تخرج من قوقعتها هذا وتلك الفرصة المناسبة لكي ترضيها وتخبرها بموافقتها اخيرا على تلك الرحلة.. 
طرقت الباب ووجلت لداخل وهي تقترب من فراش ابنتها برفق تيقظها
ندا... هيا انهضي يوسف ينتظرك بالخارج
نهضت عن فراشها دون أي حديث واقتربت والدتها من حفيدتها تقبلها بحب
صباح الخير يا مهجة القلب
قفزت الصغيرة لاحضان جدتها تعانقها بقوة حملتها وغادرت بها الغرفة وهي تهمس باذنها 
هيا معي ساطعمك بنفسي بعد أن امشط لك خصلاتك الجميلة
أما ندا ارتدت الاسدال أعلى المنامة وسارت مغادرة غرفتها متجهة حيث يجلس يوسف
عندما رأها وقف يقترب منها يصافحها ويتحدث بمشاكسة
ما هذا الوجه العابث ابتسمي يا فتاة وانيري الكون بضحكتك الساحرة كفي عن وجه البومة ذاك
ضحكت ندا وقالت
أحمق يا يوسف جعلتني ابتسم وأنا حزينة يا رجل
كركر ضاحكا 
وما سبب حزنك يا سيدتي الجميلة
أنت تعلم ما سببه كنت اتمنى أن أذهب معك وأرى الأقصر واستمتع بشمسها القظ ونشاهد المتاحف والآثار ونلتقط الصور التذكارية
تبسم لها وارسل لها غمزة من عينه اليسرى
سوف يحدث كل ما تتمنيه وتحلمي به سوف يتحقق
كيف..
بدأت أشك في ذكاءك المحدود يا ندا ما بك يا حمقاء
لوت ثغرها بضجر وهي تردد
حمقاء أنا حمقاء يا يوسف
أؤمى برأسه وقال
دعتيني بالأحمق وانا ردد لك ذلك
لم افهمك تتحدث دائما بالالغاز
ضحك وقال
تحدثت مع والدتك وهي توافق على سفرك وليس فقط ذلك سوف تأتي هي أيضا معنا
جحظت عينيها بعدم تصدق وقالت بفرحة
حقا كيف فعلتها
هندم ياقة قميصه بغرور مصطنع
هذه قدرتي الخاصة بعد ذلك ثقي في دون تردد
وقفت بفرحة ثم تركته وركضت إلى والدتها تقبلها وټحتضنها وهي تشكرها
ثم عادت إلى يوسف ليهاتفها بمرح
أنا الذي اقنعتها بالقبول لماذا تعانقي والدتك أنا أولى بذلك العناق
نظرت له ثم ضحكت برقة وقالت 
أشكرك يوسف على كل ما تفعله من أجلي
لا تظلي تثرثري بكلمات من الشكر فقط قبلة أو عناق وينتهي الأمر
القته بالوسادة التي بجوارها لتعلوا ضحكته وهو يهتف قائلا
أمزح معك يا مچنونة
وأنا أيضا امازحك يا يوسف هيا أخبرني متى موعد السفر
قال بحماس غدا أن شاء الله
غدا... غدا
ضحك على ذهولها وقال 
لا غدا العام القادم
يوسف..
ندا اجننتي
لا ولكن لم اتوقعها غدا بهذه السرعة
هذا أفضل قبل أن تغير والدتك رأيها
ضحكت ندا ووافقته الأمر ثم ودعها يوسف لكي ينهي أجراءات السفر ويخبر شقيقته مريم بتحضير أغراضها. 
الفصل السابع
عند انبلاج صباح اليوم الثاني نهض يوسف من فراشه ارتدا ملابسه استعدادا للسفربنطال جينز ازرق وقميص ابيض يشمر عن ساعدية ورفع شعره لأعلى ثم وضع نظارته الشمسية وغادر غرفته بحثا عن شقيقته.
وجدها ترتدي بنطال اسود يعلوه كنزة بيضاء شتويه ابتسم لها يوسف وقال وهو يقترب منها
صباح الخير يا حلوتي
صباح الخير شقيقي العزيز
ضحك يوسف وأمسك بيدها وهو يقول
نحن ذاهبون إلى الاقصر لماذا ترتدي ملابس شتوية كهذه
نظرت مريم لنفسها وقالت بلامبالاة
لكني أشعر بالبرد
تنهد بضيق 
حسنا... هيا هل انتي مستعدة
هتفت بحماس 
بكل تأكيد
حمل يوسف حقيبته أعلى ظهره التي بها كتبه وكاميرته الخاصة ام حقيبه أخرى حملها بيده الخاصة بملابسه وحملت مريم حقيبتها الصغيرة أعلى ظهرها الخاصة بمتعلقاتها الشخصية وثيبابها التي تقتصر على أشياء بسيطة ليومين.
وبعد ذلك غادروا المنزل واغلقه يوسف جيدا وعندما استقلوا سيارة
 

تم نسخ الرابط