للقدر حكاية بقلم سهام صادق
المحتويات
ناموسه ثقيله الډم
ارتفع حاجبي سهيل حانقا مما سمعه
ماذا
فتحت سماح عيناها بثقل ورغبه شديده للعوده للنوم
مثلما سمعت سيد سهيل
ارتفعت زاوية شفتيه استنكارا مما تتفوه به
انهضي.. انا جائع
لست خادمه لك بعد الآن... اجعل هيلين هي من تخدمك
لم تدرك ما تفوهت به الا عندما تراقصت عيناه طربا
انا لا اغار على امثالك سيد سهيل
لم يترك أذناه تستمع لصړاخها اكثر من ذلك بل جعل شفتيه من تتولا الأمر ليبتعد عنها بأنفاس لاهثه
تحدثي بعد ذلك هكذا وستنالي عقاپي حلوتي
تجمدت عيناها نحو خطواته وهو يسير ببطئ على ساقيه دون عكازه غير مصدقه انها باتت تنتظر قبلاته
غبيه سماح... ستعودي للضعف ثانيه... لم تتعلمي من تجربتك مع ماهر
................................
وقفت تتأمل ناطحات السحاب أمامها من المبنى المقيمين به
صدح رنين هاتفه لتلف هاتفها بأسمه
شهاب تليفونك بيرن
كان يقف في المرحاض يحلق لحيته وعندما سمع صوتها
شوفي مين ياحببتي
لتهتف قبل أن تجيب
ديه سمر.. هرد عليها
أجابت على الفور مما جعل يد سمر تقبض على الهاتف بقوه وقد تبدلت ملامحها للحنق
ازيك ياسمر وحشاني
جاهدت نفسها ومشاعرها الحاقده نحو ندي
أنتى كمان وحشاني ياندي
واسرعت في سؤالها
ممكن اكلم مستر شهاب
اتجهت بالهاتف له ليشير لها
افتحي الاسبيكر ياحببتي
فعلت ما طلب منها يستمع الي سمر التي اخذت تسأله عن بعض الأوراق وماذا ستفعل
حضرتك هتيجي امتى يافندم
لتتعلق عين شهاب بندي الواقفه أمامه بثوبها القصير
اسبوع كمان.. سلام ياسمر
وقبل ان تضغط ندي زر غلق إنهاء الاتصال ألتقط شهاب خصرها لتصرخ عاليا ثم حملها فوق كتفه دون أن يكمل حلق لحيته
كان آخر شئ سمعته هو صړاخها ليفسر لها علقھا الامر بصورة مرضيه.. تعلقت عين بهاتفه تفكر في حديث صديقتها عن أمر الدجال الذي اخبرتها عنه
..........................................
طرقت الخادمه عدة طرقات على باب غرفتها تخبرها بقدوم إحدى جيرانها إليها لأمر عاجل خاص بشقيقتها... انتفضت مها من فوق الفراش بتعب وهي تشعر بآلم حاد أسفل معدتها تحملت على حالها وسارت خلف الخادمه بخطي تحسب خطواتها
ماجده فيها حاجه
رتبت عزيزه الحديث الذي حفظته عن ظهر قلب داخل عقلها
اختك بين الحيا والمۏت وطالبه تشوفك قبل ما تقابل وجه كريم
..............................................
دلفت ياقوت الي نادي الرمايه بعد أن أخبرها مدير مكتبه بمكانه.. لم تستطع الوصول اليه عبر الهاتف فلم يكن بأمكانها الوصول اليه الا هكذا
بحثت عنه بعينيها بعدما أشار لها أحدهم عن مكانه
ألتفت يمينا ويسارا لتقع عيناها عليه أخيرا
تأملت ظهره وهيئته لتنظر نحوه بلمعان وهيبه.. اقتربت منه تنادي اسمه بغباء فهو لن يسمعها فتركيزه كان مرتكز مع ضبط سلاحھ... اندفعت الطلقات لتتجمد في وقفتها للحظات ولم تشعر الا وهي تركض نحوه صاړخة بأسمه ثم تشبثها به
ھنموت... ھنموت !
الفصل الخمسون 2
_رواية للقدر حكاية.
_بقلم سهام صادق.
تجمدت ملامح عزيزه وهي تنظر نحو مها لتدرك حقيقه خفاها عنها ذلك اللعوب سالم... فالفتاه كفيفه
تمد لها يدها حتى تسندها بعدما اخبرتها بما اصاب شقيقتها صړخت مها پقهر وآلم فمن لها بعد شقيقتها مهما حدث بينهما فستظل ماجده بالنسبه لها اخت وأم
ارجوكي وديني عند اختي
وصړخت بأسمها بلوعة
ماجده متروحيش مني
فاقت عزيزه على صوت الخادمه التي اقتربت منهم
مالك يا هانم... اتصل بشريف بيه
اماءت مها إليها برأسها لتسرع الخادمه بالاتصال به مما اربك عزيزه الواقفه
الوقت بيعدي... يلا بينا
البيه مش بيرد
هتفت بها الخادمه بيأس تكمل عبارتها
تليفونه مقفول
وفلم تفكر مها كثيرا... وحسمت قرارها
...........................
شلته حركتها فلم يستعب وجودها بذلك المكان ترك سلاحھ كما رفع عن أذنيه سماعتي الحماية من صدى صوت الړصاص.. وفي خطوة واحده أصبحت قابعه بين ذراعيه بتصرف تلقائي منها تعجب منه
ياقوت في اي مالك... انا كنت بتدرب
ضمت نفسها اليه اكثر فلم تعد دهشته من وجودها هنا بل دهشته شملت ذلك القرب أيضا.. رغم غضبه منها وانه اتي هنا حتى يفرغ طاقته السلبيه الا ان شعوره الان اختلف
بخاف ياحمزه من صوت الړصاص
وتشبثت به بقوة وذكري بعيده اخذتها ليوم قاتم حينا شب في القهوه المجاوره لمنزل عمتها خلاف بين أحدهم ليمتد الأمر لتطاول بالايد ثم اطلاق الړصاص ووقوع أحد الأشخاص ضحيه
ابعدها عنه برفق ولكن فور ان فعل ذلك عادت تتشبث به ثانية
ياقوت طب خلينا نخرج من هنا بس.. المنظر مش لطيف
وعند نطقه لتلك العباره ابتعدت عنه مفزوعه وكأنها أدركت الأمر تنظر حولها لتجد رجلان يسيران للداخل.. دارت وجهها عنه خجلا
نسيت من الخۏف معلش
ارتسمت ابتسامه خفيفه فوق شفتيه ولكن اخفاها سريعا حتى يرسم فوق ملامحه الجمود ويثأر لكرامته المچروحه التي نساها عند اندفاعها الي احضانه
بعد دقائق انهي تبديل ثيابه المخصصه لتلك الرياضه وسارت جانبه تنظر حولها تتأمل الوافدين هنا فأغلبهم كانوا من الطبقة العلية.. صوت إحداهن اخترق اذنيها تهتف بأسم زوجها المنشغل في تصفح هاتفه
تركزت عيناها نحو تلك المرأه التي ترتدي إحدى البدلات الرياضيه وحذاء رياضي ونظاره تخفي عيناها... ابتسامتها اتسعت حينا رأته وتحول وجهها الجامد الي وجه بشوش يشع جمالا بملامح صاحبته الشقراء
حمزه مش معقول... انا مش مصدقه اني شوفتك بعد السنين ديه
كان حمزه مازال الذهول مرتسم على ملامحه وهو لا يصدق انه رأها بعد تلك السنوات أزالت نظارتها السوداء لتظهر عيناها الخضراء وياقوت تقف تطالع كل أنش بها
ولا انا مصدق اني شوفتك يالين.. متغيرتيش
ابتسمت ببهوت ظهر فوق ملامحها
بالعكس ياحمزه انا اتغيرت كتير..وبقيت لين تانيه غير البنت البريئه اللي عرفتها
ارتبك وهو يشعر ان كلامها موجه إليه وكأنها تلومه عن رفضه لحبها يوما... ادرك وضعه والصمت الذي احتله
ألتف نحو ياقوت الواقفه على بعد بسيط منه تحدق بهما وبالاخص تحدق بالواقفه معه.. جذبها نحوه بأبتسامه هادئه
احب اعرفك ياقوت مراتي يالين
اصاب لين الذهول فأخر شئ عاصرته بحياته قبل أن تسافر مع زوجها انه زوج للسيدة سوسن تلك السيده التي حسدتها يوما على رجلا مثله
ومدام سوسن راحت فين
ذكرى سوسن جلبت لقلبه حزن حقيقي... فمهما وصلت علاقته وحبه ل ياقوت سوسن كانت له كل شئ جميل وكانت خير زوجة له
الله يرحمها
انا اسفه اني فكرتك بيها
اماء برأسه وكأنه تقبل اسفها... ألقت بنظرة شامله نحو ياقوت التي اخذت ترمقها بنظرات اربكتها.. غادرت بعدما تمنت لقاءه ثانيه
الاحباب بدئوا يظهروا في حياتك... صفا ولين فاضل مين تاني ياحمزه بيه
هتفت بها ياقوت داخلها وهي حانقه واسرعت بخطواتها لتمسك يده مما جعله يرفع حاجبه مندهشا.. أصبحت غريبه الاطوار معه تتمنع عنه واوقات تشعره انها لعبته الجميله التي احبها
يطلب الجنون معها ولكن لا يريدها الا قطه هادئه بحياته
استقلوا السياره وكان صمتها استعدادا لثورتها التي انستها لما أتت اليه اليوم
مين لين ديه
اجابها بهدوء يليق به
بنت شريك قديم وقريبه لأهل والد شريف ومريم
بس باين من نظرتها ليك أن في مشاعر
ألقت عبارتها تتفرس ملامحه وهو يدير سيارته لتبدء بالتحرك
بقيتي بتركزي في النظرات... افهم من ده ايه اهتمام ولا غيره ولا هجوم
احتقن وجهها من بروده حديثه...شعرت وكأنه يعاقبها عما بدر منها ليله امس
ولا حاجه من دول انا مش عايزه ابقى مغفله زي المره اللي فاتت واكتشف بعدين انها حببتك القديمه
صرير سيارته افزعها مما جعلها تدرك انها أخطأت في ألقاء عبارتها.. تعلقت عيناها بثبوت عيناه نحو يداه القابضه على عجله القياده ثم نحو النبض الخافق بعنقه وعروقه التي ظهرت بوضوح فوق ظهر كفيه
ياقوت بلاش تطلعي اسوء ماڤيا... مش عايزك تشوفي ڠضبي
ازدردت لعابها پخوف وحدقت بملامحه الجامده.. بثت ثقتها داخل نفسها حتى تواجهه
كنت ساكته ومبتكلمش معجبتش وجيتوا عليا... اتكلمت برضوه مش عاجب انتوا عايزين ايه
تآلم قلبه لشعوره بما تعانيه داخل روحها النقيه وخبرتها المعدومه بالحياه
وتفتكري هيعجبني برضوه لما مراتي تسمع وتتعلم من غيرها.. تجاربنا مختلفه يا ياقوت
شحب وجهها وهي تخشي ان يكون رأي محادثتها مع سماح وهناء وعلم انهم هم من يجاهدون في تغيرها ضده
قصدك ايه
تأملها بمكر يجيده وعيناه تفحص خلجاتها
غلطت لما افتكرت ان انا اللي محتاج اتغير على ايدك... انتي اللي طلعتي محتاجه التغير ياحببتي.. والدور جيه عليا عشان اغيرك وتفهمي الحياه صح
حبيبته تلك الكلمه سقطت بألحانها فوق قلبها ولكن بعدما اكمل حديثها ارتجف قلبها
انت هتفهمني ايه بالظبط
لمعت عيناه بوميض من القوه وهو يطالعها
تدفعي عن حقك ياياقوت... الطبيه والنقاء ملهومش دخل في انك تاخدي حقك وتقفي قدام الريح
وتحول كل شئ لرغبته وبدل من انها تغيره سيغيرها هو.. لتلمع عيناها ونفسها تحادثها
لما لا تلعبي معه وتنتصري بالنهايه... لما لا تخرجي من شرنقتك وتنسى حياتك مع عمتك وخنوغك لرغبات زوجة ابيكي وصمتك..
موافقه اتعلم منك
تعجب من نظرتها المتحديه له واكمل قيادته وهي تفكر في بداية خطواتها وتلك المره هي من ستقود حياتها
استرخت في جلستها تتحسس بطنها بأبتسامه لعوبه
............................
نظرت ماجده نحو الرساله المرسله بعدما غادرت المصلحه الحكوميه التي تعمل بها وقد اخذت اجازه دون مرتب إلى أن تنتهي من ذلك الحقېر سالم وتثأر لكرامتها..تجمدت في وقفتها وهي تنظر للرساله فخفق قلبها بقوه لتركض متحمله على قدمها التي مازالت تؤلمها تصرخ بأسم شقيقتها
الا مها ياسالم ياحقير الا مها
..........................
ألتقطت مريم علبه السچائر التي اشترتها من أسفل ملابسها وقفت للحظات تشعر بالتردد لما ستفعله..تعلقت عيناها ب العلبه دقائق مرت وضميرها يؤرجحها لينتهي الحال وهي تدفعها أسفل ملابسها ثانية ثم غلق الخزانه.. سارت نحو فراشها ولكن قدماها توقفت وهي تتذكر كلمات وليد لها وهو يخبرها بأنها طفله بينهم... لتشرد في حديث رؤى التي اخبرتها عن مكالمتها لحمزه وهمس ياقوت بأسمها ثم انغلاق الخط لتفسر لها رؤى الأمر بوقاحه لم تفهمها مريم الا عندما استرسلت في الحديث
مشاعر متضاربه كانت تخترق اذناها لتأخذها قدميها نحو الخزانه ثانيه ثم إخراج علبه السچائر واشعال واحده وضمھا بين شفتيها
سعلت كالمعتاد ولكن حاربت سعالها وزفرت دخانها متمتمه
أنتي مش طفله يامريم.. انا كبيره وبقيت حره زيهم
أصابها الفزع وهي تسمع رنين هاتفها بالنغمه المخصصه لفرد واحد ولم يكن الا حمزه... دهست عقب السېجارة بحذائها المنزلي واسرعت لدورة المياه تخفي الأمر بنجاح ثم المعطر اخذت تنثر رائحته في الغرفه ليقضي على رائحة السچائر
بدء الرنين للمره الثانيه لتلقط هاتفها بأنفاس متقطعه
ايوه يابابا
اتاها صوت حمزه القلق
كنتي فين يامريم ومال صوتك كأنك كنتي بتجري.. انتي كويسه ياحببتي
أسرعت في الرد عليها خشية
كنت بلعب رياضه.. هو في حاجه
اتبعت عبارتها الاخيره بقلق لم يشعر به
لا ياحبيبت بابا... انا جاي اخدك انتي ومها نتغدى بره.. اجهزوا وهعدي عليكوا انا وياقوت
استمعت الي اسم ياقوت بضيق ولكن لأول مره يكون شعورها اللامبالاه ف في النهايه هي التي ربحت واصبحت ام لطفل ينتظروه وانتهت مكانتها
مش عايزه اخرج ماليش مزاج
متابعة القراءة