للقدر حكاية بقلم سهام صادق
المحتويات
فحصه بحريه... لم ينتبه مراد لشئ ولكن نغم كانت من حين لآخر ترمق نظرات مارتن وتجذب مراد بالحديث كلما حاول الالتفاف نحو زوجته
تلملمت في هناء في جلستها وفور ان وضع النادل مشروبها المفضل ابتسمت بسعاده كطفله صغيره وألتفت بمقعدها حتى تختلي بنفسها بعيدا عن هذا الملل
مر الوقت واعين مارتن لا تبتعد عنها الا اذا تجاذب الحديث معهم... تمت الصفقه بنجاح وتم التوقيع ووضع الشرط الجزائي الذي لم ينتبه مراد لفداحته فالربح وعلو الشركه كان يحتل عقله انتهت الجلسه لتنظر نغم نحو مارتن مبتسمه
فأبتسم مارتن بأماءه وعقله يدور في امتلاك هناء وتجربه امرأه مسلمة محجبه
.............................
تأملت ياسمين حالها بحزن... الكل أصبح ينظر لشقيقتها بأنها سبب مأساتهم لا حديث يقال انما نظرات وتجاهل ېقتل اكثر من اي شئ
ياقوت
تمتمت بأسمها فأنتبهت ياقوت إليها فأزالت دموعها سريعا حتى تخفيها عن اعين شقيقتها
اقتربت منها حتى جلست جوارها فوق الفراش
هتفضلي قاعده في اوضتك محپوسه كده..
لم تستطع تحمل ما استوطن قلبها من آلم وكأنها هي من جعلت مريم تذهب لتلك البنايه فلا احد يعلم سبب ذهابها لهناك فالشقه كانت مستأجره بالباطل وصاحبها مهاجر لإحدى الدول الاوربيه
الحقيقه كانت لدي مريم ولكن الحديث الذي يتداوله الأقارب والمعارف انها بالتأكيد ذهبت لتلك الشقه لرؤية رجلا
بيحملوني الذنب ياياسمين... نظراتهم بتدبحني
كانت تعلم ياسمين بتلك الأشياء التي تتحدث عنها فمنذ غيبوبه مريم وعدم وضع الاطباء ميعاد لاستيقاظها والكل أصبح في حاله حداد وحزن والبيت الذي حسدت يوما شقيقتها على العيش بمكان مثله أصبح كالمأتم
اهدي ياياقوت..اهم حاجه جوزك
ألتمعت عيناها بآلم وهي تتذكره
تذكرت ياسمين مشهدهم صباحا بعدما شعرت بالآلم أسفل بطنها وهي تهبط درجات الدرج وكان قد خرج من غرفه مكتبه للتو ليسرع نحوها يسألها بلهفة عما بها
طرقات الخادمه على باب غرفتها قطع حديثهم... لتدلف الخادمه تخبرها ان ناديه بالأسفل وتريد الحديث معها
...........................
ألتوت شفتي ياسمين بعد انصراف ناديه ساخطه
صمتت ياقوت... كانت تريد الصړاخ بها تسألها لما لا تكون عادله وتخبر شقيقها بهذا ولكن مازالت حقيقه زواج حمزه منها والبدايات ټقتحم قلبها فمنذ متى كانت لديها قيمة بينهم الا اسعاد شقيقها وانجاب طفل له حتى يسير لشقيقها ذريه تحمل اسمه وتنعم بما حصده
واردفت بعد أن طال صمتها
ياقوت انتي سمعاني
بتقولي حاجه ياياسمين
لم تشئ ياسمين اعاده حديثها فما تراه فوق صفحات وجه شقيقتها يكفي
................................
ارتسمت السعاده فوق شفتيه فشهر ونص وسيصل طفله الذي انتظره طويلا
ألتقط كفها يضمه بحنو وزفر أنفاسه براحه... فشعور الابوه أصبح يخترق حواسه وكيانه ولم يعد يكره سماع تلك الكلمه التي كلما كان يسمعها من أفواه أبناء أصدقائه كان يزداد نقما على حياته وحرمانه من تلك النعمه
نفسك في ايه احققهولك ياصفا
حررت كفها من قبضته وألتفت بعينيها نحوه فوجدته ينظر إليها بنظرة لم تكن تراها الا في أعين شخص انتهت حكايتهم منذ زمن
فكرت وفكرت والاجابه كانت واحده هي تريد الٹأر هتفت روحها دون أن يسمع ما تمنت
اخد حقي منك يافرات
انتظر ان يسمع حلمها فسألها ثانيه
ها ياصفا... قوليلي حلمك
نفسي اعمل مشغل كبير اشغل في كل حد دخل السچن سوا مذنب او مظلوم وخرج منه وحلمه انه يتوب لكن الحياه أخدته في ظلم اكبر
تعجب من حلمها وصمت مفكرا يدير الامر بعقله... وحينا صمت تأكدت انه لو تقبلها بماضيها فلن يقبل ان يفعل مثل هذا العمل... ف فرات النويري ېخاف على اسمه واسم عائلته والناس بالنسبه له ك عبيد
وقفت السياره بعدما اجتازت بوابة المزرعه... ففتح لهما السائق أبواب السياره وأسرع في إخراج الاكياس العديده لادخالها للمنزل
كانت الحقائب بها الكثير من الملابس للصغير انتقاها هو بنفسه ولم تختار هي شئ... فكلما رأت الفرحه في عينيه کرهت فرحتها بذلك الطفل الذى ربطها به وجعلها عاجزه عن الهرب
قالولي اني مش هخلف وهتحرم من النعمه ديه طول عمري... كنت بفتخر بنفسي واقنع رجولتي اني مش عاجز ومافيش حاجه هتمنعني واني عازف عن الجواز برغبتي... لكن الحقيقه كانت جوايا...
حديثه كان موجه لصغيره ولكن كان يخترق فؤادها بقوه وهناك نقطه كانت بين الاڼتقام والضمير
فأرتجف قلبها بآلم من جموده معها... تلاشت شعورها تسأله
روحت لمريم النهارده
اغمض عيناه بقوه وهو يتذكر منظر صغيرته وعدم استجابتها لشئ لتعود لواقعهم...قاسما انه سيثأر لحقها لكن يجد تلك التي تدعي رؤى أولا... فلم تكن الا هي القريبه منها
لم يجب على سؤالها الذي اخذه لمكان اخر.. فتسألت ثانية وهي تبلل شفتيها بلسانها
احضرلك العشا
ماليش نفس
هوي بجسده فوق الفراش ليطرق عيناه واضعا رأسه بين راحتي كفيه
جلست جانبه تمسد فوق ظهره
كنتي بلتفتي نظري عشان كده... مريم كانت بتضيع وانا مكنتش حاسس... انا السبب في اللي هي في
متقولش كده ياحمزه... ده قضاء ربنا
رفع عيناه اليها ونهض من جوارها وكأنه نسي وجودها معه فظل يتحدث ويخرج ما داخله ولم يشعر ان الحديث كان يسقط فوق قلبها لتجد حقيقه واحده انها المذنبه انها هي من شتت عائلتهم وان الصغيره ترقد بالمشفى بسببها
لو مكنتش شوفت حياتي ونسيتها عشان سعادتي مكنتش وصلت لكده... انانيتي ضيعتها... انا السبب
صمتت وهي تسمعه ولم يرى دموعها التي كانت تسقط فتمسحها سريعا
رنين هاتفه كان المنقذ لها حتى لا تسمع ما يدنيها اكثر... ادانتها لم تكن بعبارات صريحه انما كانت تندس بين تأنيبه لضميره
تمام انا جاي أقنعه ينزل مصر معايا يشوف حالتها.. بكره هكون في أمريكا
لم يكن الاتصال الا من احد رجاله في أمريكا يخبره برفض أشهر اطبائها للمجئ لهنا
ودعت شقيقتها مع السائق الذي سيأخذها
لبلدتهم حتى تقنع والديها بالعمل هنا وإكمال دراستها بالمعهد وستتكفل هي بدراستها.. رغم كل ماهي بداخله لا تتمنى ان تجعل شقيقتها منكسره مثلها ترتضي بأي حياه حتى تفر من الهمسات واللمزات والشعور بالعبئ على احد رغم ان حياه ياسمين ليست مثلها
ف سناء زوجة ابيها تحب أولادها بشده رغم لذاعة لسانها عكس والدتها حنانها بحساب وكأن حنان الأم يعطي بمقدار
وقعت عيناها على شريف الذي هبط من سيارته هو ومها
لم تتغير ابتسامه مها وطيبة قلبها رغم أنها لا تتذكر اي شئ عما مضى
اتجهت نحو ياقوت ولكن صوت شريف الحازم اوقفها
مها
شريف استنى هتكلم مع ياقوت اسألها عن حاجه
انا قولت ايه يلا ورايا ... عايز اغير هدومي وارجع المستشفى
رضخت لأمره فهى تشعر به وبالمصاپ الذي لحقه ونظرته لرقدت شقيقته لا يعلم اهي ودعت الحياه ام ستظل متمسكه بها
اغمضت ياقوت عيناها بقوه حتى لا تبكي ودلفت للمنزل لتنتظر هبوطه لاسفل حتى تحادثه
مرت نصف ساعه وهي جالسه الي ان شعرت بخطواته على الدرج
شريف ممكن اتكلم معاك
تجاهل شريف حديثها واكمل خطواته الي ان مر جانبها فأسرعت ب الألتفاف اليه
شريف انت ليه بتحملني ذنب اللي حصل لمريم.. انا عملت ايه قولي
ألتمعت عيناه پغضب
أنتي السبب من ساعه ما ډخلتي حياتنا وكأنك شؤم حل علينا
سقطت الكلمه كالنخجر فوق قلبها
انا ياشريف.. انا عذراك رغم غضبك مش في محاله
استشاط ڠضبا منها وكأن سماع صوتها يثير داخله تقصيره واهماله لشقيقته... أراد إخراج غضبه من نفسه فلم يخرجه الا عليها
انا واثق ان انتي اكتر واحده شمتانه فيها ومش بعيد تكوني انتي السبب وسلطتي البنت ديه عليها ما انتي بتكرهيها
انت بتقول ايه
جذب ذراعها يقبض عليه بكفه حتى تآوهت
بقول الحقيقه... عايشه معانا في دور الملاك وانتي زي الحيه بتخطط لكل حاجه بهدوء
ابعد عني
نفضت ذراعها منه لتمسده فمسح بيده فوق وجهه يجاهد نوبة أخرى من نوبات غضبه متذكرا حمزه فلوله لكان فعل اكثر من ذلك بها
اسرع في خطاه ليفر من المنزل الذي بات ېخنقه ويرى نظرات والدته اللائمه له لبعده عن شقيقته
قبل ما تتهم الناس اتهم نفسك ياحضرة الظابط انت السبب... بعدك عن اختك هو السبب..اهتميت بحياتك وسيبت مسئوليتها على راجل مش ابوها وجاي دلوقتي بتدور على حقها كانت فين اخوتك ليها... مريم كانت ماشيه في طريق غلط ونبهتكم وانتوا مشوفتوش ده غير كره وافتري عليها وادي النتيجه
اخرسي
الحقيقه كانت يعلمها ولكنه كان يتجاهلها ولكن حينا نطقت بها كانت تضع الجمر فوق قلبه
ألتمع الڠضب في عينيه بعدما انطفئ
اطلعي بره البيت ده ... البيت ده بيت امي مش بيتك
ولم يمهلها استيعاب ما نطقه.. فيده كانت تسحبها للخارج
يتبع
_رواية للقدر حكاية.
_سهام صادق.
الفصل الستون
_رواية للقدر حكاية.
_بقلم سهام صادق.
أدرك فداحة ما فعله بعدما أستوقف سيارته في مكان معزول يتذكر تفاصيل ماحدث وطرده لها ثم صعوده لسيارته منطلقا بسرعه قصوي غير ناظرا خلفه
ضربات عدة ألقاها فوق عجلة القياده صارخا مبررا لحاله عدم سيطرته على نوبات غضبه
هي اللي استفزتني... هي اللي ضغطت على الحقيقه جوايا... انا السبب انا اللي ضيعت اختي
أنفاسه خرجت متلاحقه ببعضها الي ان استرخي واغمض عيناه لعله يهدء قليلا ويعود إليها معتذرا
ياقوت غلبانه وبتنسي بسرعه مجرد كلمه اعتذار والموضوع هيعدي
كان اقناعه لنفسه يزداد نحو صنيعه... لم يدرك ان فيض السماح قد انسكب جميعه وان شروخ القلب في لحظه تنكسر وتسقط تحت القدمين ليمر المرء فوقها ماضيا في طريقه
انطلق بسيارته وعقله يقنعه بما يريد وان افراغ غضبه فيها بسببها فهى التي اوقفته للحديث وها حدث ماحدث
يداها كانت ترتجف كحال شفتيها اما عيناها كانت متحجره تتلألئ بها دموع القهر ولا تسقط
صدي صوته مازال يسقط فوق قلبها... ولكن تلك المره لم تعد تحتمل.. فسقطت دموعها وارتفعت يداها فوق اذنيها لعلها تكتمه
اطلعي بره البيت ده... ده بيت امي مش بيتك
رنين هاتفها كان يتعالا ولكنها لم تكن تسمعه...فلم تكن الا بعالم اخر ترى في سعادتها القليله معه وبؤسها الذي فاق تلك السعاده فلم يعد الا البؤس
مالك يابنتي انتي تعبانه... طب شوفي تليفونك يمكن حد من أهلك بيتصل عليكي
نطقها ذلك الرجل الواقف يحمل بيده المكنسه وكما يبدو عليه انه عامل نظافه بزيه... حدقت به صامته فالكلام قد توقف فوق شفتيها.. طرده لها كانت القشه التي انهار بعدها كل شئ
إن ترشى نفسها تطرد كالشريده كان أصعب ما تخيلته يوما... وهي التي كانت تتمنى ان تتزوج حتى لا شتطردها زوجة ابيها يوما
لم تعد تحب الذهاب لوالدتها رغم حاجتها لها حتى لا ترى نظرات زوج امها الغير مرحبه... عقد خلقت داخل قلبها وعقلها فشوهت عالمها... لم يخلق منها الا انسانه خائفه ترضى بأي شئ من أجل المأوى.. وها حدث ما خشته يوما
صوت الرجل عاد يتردد ولكن
متابعة القراءة