للقدر حكاية بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


اخر غامزة لها عن تلاصق حمزه بها الذي أصبحوا معتادين عليه 
حمزه بلاش تحرجني هيقولوا عليا ايه 
صوت ضحكاته تجلجلت بالمكان ليرمق شهاب شقيقه رافعا حاجبه أما ناديه فأقتربت منهم وقد قادها فضولها إليهم 
ما تقولنا ياياقوت على سر ابتسامه حمزه النهارده 
واردفت وهي تنظر لشقيقها بمشاكسه 
ده انا قربت احس ان ده مش حمزه اخويا عملتي في ايه

رمق حمزه ياقوت التي توردت وجنتاها خجلا ليبتسم بأبتسامه واسعه محيطا خصرها 
اقولها ياياقوت على سر ابتسامتي 
وضعها في موضع حرج لتطالعه بمقت ولكن زوجة ابيها التي كانت تتابع الحوار من علي بعد تسألت بعد أن فحصت ياقوت بعينيها 
هو انتي حامل ولا ايه ياياقوت 
تصريح سعادته لما يخرج من فاهه ولكن زوجة ابيها قامت بالواجب ليشهق البعض غير مصدقين فسوف ينضم فرد جديد لعائلتهم 
الخبر ده صح ياحمزه 
ومن ملامح ياقوت الحرجه ونظرات حمزه السعيده لم يكن الخبر يحتاج لتأكيد 
الكل كان يبارك بسعاده ولكن سناء بلسانها الذي يصب النيران كما اعتادت هتفت 
طلعتي شاطره ياياقوت ايوه كده اربطيه بالعيال
ونظرت الي ياسمين التي احمر وجهها خجلا من حديث والدتها 
اتعلمي من اختك 
ابدلت ياسمين ثوبها تحت نظرات ياقوت وهي تستمر بالضحك متذكره ما حدث من ساعات
كفايه ضحك وتعالى احكيلي عملتي ايه لما خرجتي مع هاشم 
هوت ياسمين بجسدها فوق الفراش تتذكر الساعات التي قضتها بصحبة هاشم لتلمع عيناها مع تنهيده حاره 
ياسمين 
انتفضت ياسمين من

هيمانها ولكي لا تلح ياقوت في استجوابها المخجل قلبت الأدوار لتصبح ياقوت هي صاحبة تلك الليله 
وعادت تضحك ثانيه وتطرق كفوفها ببعضهم
مش قادره ابطل ضحك ياياقوت 
لم تتحمل ياقوت غلاظه ياسمين فنهضت حانقه
انا ماشيه لأحسن انتوا من ساعه ما عرفتوا الخبر وماسكني تريقه
ولم تنتظر حديث اخر من شقيقتها فاليوم كان احتفالا عليها بما يكفي والكل يتلامز ويتغامز لتلك السرعه التي جعلتها تحمل ثانية وعمر صغارها مجرد شهور
دلفت لغرفتها لتجده جالس فوق فراشه يقرء فى أحد الكتب بتركيز صفعت الباب خلفها وجلست فوق الفراش تزفر انفاسها تعلم أن الجميع يمازحها في ردود أفعالهم ولكن الأمر كان بالنسبه لها مفاجئ دون تخطيط
رمقها متعجبا بعد أن أغلق الكتاب 
مش قولتي هتقضي الليله مع ياسمين تتكلموا سوا عن اللي هتحتاجه في جهازها 
حمزه هو انا المفروض اتكسف اني حامل
استغرب من عبارتها ولكنه تفهم الأمر 
مالكيش دعوه بكلام حد ولا تلميحتهم 
تذكر زوجة ابيها وشقيقته في مزحاتهم النسائيه
ده انا لو عليا نفسي تجبيلي كل مره توأم ونعمل فريق كره
شاكسها بمراوغه وهو يضحك على تعبيرات وجهها المصدومه
فريق كره نام ياحمزه 
انام ايه ده انا مبسوط بشكل ما تيجي نحتفل 
ولم تفهم معنى احتفاله الا بعد وقت لا بأس ثم قبله حانيه لثم بها جبينها 
وفي اليوم التالي بعد الظهيره ترك عمله ليصطحبها للطبيبه ويدلف معها لغرفة الكشف 
لم تعش تلك المشاعر مع أول فرحتهما ولكن اليوم كانت اسعد مخلوقه وهي ترى حماسه وتكراره لنصائح الطبيبه عليها
منذ ليله امس وهو يشعر بحزنها لم يرحمها احد من سؤالهم متى ستصبح هي الأخرى حاملا بطفل 
نظر الي جسدها المسطح جواره 
ندي انتي نمتي 
لم يسمع صوتها ولكن حركت جسدها كانت تخبره بالاجابه لتتسع عيناه وهو يعتدل من رقدته بعد أن مال عليها 
أنتي ايه اللي عملاه في نفسك ده
كانت تكتم صوت أنفاسها حتي لا تجعله يستمع لشهقاتها الباكيه 
انا تعبانه اوي ياشهاب ومش عايزاك تزعل مني لما تشوفني بعيط انا عارفه انك بدأت تزهق مني وبقيت زوجه نكديه بس ڠصب عني 
مش عايز عيال انا مكتفي بيكي 
ولم يترك لها لحظه للحديث فكان يجذبها اليه يضمها بقوه بين اضلعه 
مش عايز اشوفك بټعيطي تاني مش هنوقف حياتنا ياندي على أمر بأراده الله 
بس انا نفسي ابقي ام 
شعر بسخونه دموعها فوق صدره ليتنهد وهو يغمض عيناه متذكرا عرض حمزه على مراد بالسفر لبريطانيا من أجل فرعهم الجديد هناك لم يعجب الامر مراد وترك قراره الي ان يفكر بالعرض
ايه رأيك نسافر نعيش بره فتره هندخل شړاكه مع عميل بريطاني ولازم حد يمسك الاداره هناك منها نشوف دكاتره كويسه ومنها نفسيتك تتحسن 
والفكره كانت لها ك حبل نجاه رغم تعلقها بمشروع الملجأ الذي اقامته 
تابعت خطوات المحامي الخاص بفرات وهو يغادر غرفة مكتبها بالمصنع لم تشعر بقدوم حوريه وأغلاق الباب خلفها الا عندما كررت سؤالها 
كان عايزك في ايه المحامي ياصفا
تعلقت أعين صفا بها فأقتربت حوريه من احد المقعد لتجلس عليه وقد خمنت الأمر وتمنت الا يكون قد حدث
هو فرات 
براءتي ظهرت ياحوريه اتبرءت بعد سنين عمري اللي قضتها في السچن
وسقطت دموعها وهي تتذكر كل ما مرت به لم تكن ذكريات آلمها تخص جدران السچن وحدها إنما قسوه الناس 
تهللت اسارير حوريه سعيده بالأمر
يعنى الحق ظهر وهترفعي راسك وسط الناس
ومفاجأه أخرى كانت تحصل عليها حوريه 
فرات هو اللي ظهر براءتي 
تعلقت عيناه بها وهي تطهو الطعام وتدندن بألحان طفوليه 
سعادته أصبحت متعلقه بها متعلقه بتفاصيلها بحنانها وطفولتها ومشاغبتها معه حتى عنادها كوكتيل عجيب كانت تختص به هي وحدها وهو سعيد بكل هذا 
انتفضت مفزوعه من ضمھا نحوه مستنشقا رائحتها 
خضتني يامراد وكمان انت بتشم ف ايه ده انا ريحتي بصل 
ضحك من قلبه وهو يشاكسها 
عشان تعرفوا احنا مستحملين ازاي 
الټفت بجسدها اليه ومازال يأسرها بين ذراعيه 
بقى كده طب شوف مين بقى هيطبخلك 
التمعت عيناه ب مشاكسه ومع حركة عيناه كانت تسقط غارقه في حبه اكثر
هناء مراتي مش بهون عليها 
وكظته بقبضتها فوق صدره 
عودتك على الدلع انا 
يده تحركت فوق بطنها المنتفخه يتحسس موضع طفلتهما 
قولي لماما ياهنا أن بابا محتاج دلع زياده 
شاكسها فشكاسته بضرباتها الخفيفه فوق صدره الي ان انتهى عقابه بأن يكمل طهو الطعام هو 
انتهى عشائهم وكالمعتاد منذ شهران يجلس معها يوميا ليعلمها إحدى اللغات التي يتقنها ف الفكره في البدايه لم تكن ممتعه له كرجلا ولكن عندما اصبح يجد مكافئته ببعض القبلات والمداعبات أصبح هو من يصر على تلك الدروس الممتعه 
رنين هاتفه قطع لحظتهم المحببه لقلبه فضحك على سوء حظه 
مش هتهربي ياهناء وبدل ماكانت العقوبه هنا هتبقى هنا
أشار نحو شفتيه فتذمرت ممتعضه 
احنا متفقين على تمن العقوبه ياأستاذ
ضحك على طفولتها التي تأسره ليبتعد بهاتفه
طالت مكالمته الخاصه بالعمل فتنهدت بضجر وهي تبحث عن هاتفها لتتصفحه 
لتسقط عيناها على خبر ڤضيحة نغم مع رجل الأعمال اسم ذلك الرجل لم يظهر حتى ملامحه في مقاطع الفيديو فقد كان رجلا ذو وضع قوي بالبلد ولكن الڤضيحه كانت تسقط على نغم 
مستعده لعقابك 
هتف بها مراد بعد أنهى مكالمته 
مراد انت اللي عملت كده
اعطته الهاتف بعتاب لينظر نحو احد العناوين ثم إليها
تعالي نكمل اللي بدأناه 
مراد رد عليا انت اخدت حقي كده 
نظر إليها زافرا أنفاسه بقوه
كان نفسي وده اللي كنت بسعي ليه بس اظاهر حد سبقني كفايه اللي عملوه فيكي 
وتعلقت عيناه بها لترتمي بين ذراعيه تتذكر ما مرت به 
مش عايزه نعمل اي ذنب يخلي ربنا ڠضبان علينا يامراد 
انتبهت على ثرثرة الخدم والعمال وهي لا تصدق ما سمعته اذناها فاديه توفت اليوم الكل يتحدث عن مرضها وۏفاتها في أحد الدول الاوربيه اشياء من المفترض هي تعرفها ولكنها هي من تقصي حالها منزويه في عزلتها 
تذكرت اخر ليله له هنا وكيف كانت هيئته من ضعف 
نظرت الي احدي الخادمات تسألها متاكده 
هو الخبر ده صح
مسحت الخادمه دموعها بكم عبائتها تنظر لسيدتها
ايوه ياهانم الله يرحمك ياست فاديه ويصبر البيه سيبتي ولادك الصغيرين 
وانصرفت المرأه وهي تثري وفاه سيدتها الأخرى لتنظر صفا في خطاها 
تنهدت سماح بسأم من ملاحقه سهيل لها كانت تشعر بتطهير قلبها وروحها من رؤيته هكذا ولكن قلبها كان يضعف من حينا الي اخر يخبرها بخفقان ان تعود اليه فماذا يريد اكثر من هذا
وقفت السياره التي كانت تقلها من المزرعه الي هنا ترجلت منها تنظر للكم الهائل من السيارات داخل الفيلا كما حال الخارج 
لتشعر بالتوتر والخۏف فعائله فرات وصفوة مجتمعه كانوا دوما رافضين لها 
خطت بأول خطواتها نحو الدرج المؤدي لداخل الفيلا وبشجاعه واهيه دلفت للداخل إحدى الخادمات كانت تعرفها لقدومها لهنا عده مرات لا تذكر
نظرات البعض تعلقت بها ليصبح العزاء همز ولمز عنها 
مش ديه مراته اللي مخبيها عن الناس في المزرعه لا عنده حق يخبيها من جمالها 
لتهتف الأخرى مصححه لرفيقتها 
وانتي الصادقه ده مخبيها عن الناس لأنها كانت مسجونه 
لتشهق المرأه غير مصدقه 
بقى فرات النويري يتجوز خريجه سجون لا لا مش قادره أصدق اكيد ورطته 
فعلا ورطته كانت حامل منه والولد اتخطف ومين عالم يمكن ماټ 
ومن هنا كانت تسمع ومن هنا تسمع وقلبها ساكن من الآلم فسيظل السچن وصمه في سجلها الي ان تصبح تحت الثري 
الناس يحكمون على بعضهم بقسۏة قلوبهم وألسنتهم ورب الناس صاحب الحق علينا رحيم غفور يعفو ويصفح عنا مهما بلغت ذنوبنا 
تعرفي انه كان هيتعين وزير لكن جوازه منها وقف كل حاجه 
وحديث اخر انضاف الي قلبها وافكارها 
مضت ساعات العزاء بثقل حتى انصرف الجميع ولم يبقى الا الخدم يرتبون المكان 
شعرت بالغربه زوجه دون امتيازات ولكن برغبتها 
اول مره تتمنى ان تنتمي اليه اول مره تشعر ان قلبها راغب بالجوار منه فرات النويري الرجل الذي اذاقها العڈاب كشف برائتها وأصبح اسمها نظيف من السجلات تخلي عن عرض الوزاره وصمم على استمرار ربط اسمه بها جعلها سيده عمال وحقق لها حلم المصنع وترك لها المزرعه الغاليه على قلبه
وفي وسط شرودها انتبهت على خطوات دلوفه للفيلا وخلفه احد رجاله ولم يلاحظ وجودها فهتفت دون شعور بأسمه 
فرات
توقفت اقدامه عن السير ليلتف لمصدر الصوت فأقتربت بخطوات متوتره 
روح انت دلوقتي ياسعيد 
صرف رجله عندما أصبحت أمامه فوقفت تنظر اليه 
البقاء لله
ونعم بالله شكرا ياصفا
بروده حديثه معها جعلتها تشعر بالبروده في اوصالها 
اول ماعرفت الخبر جيت علطول
وقبل ان تنشق شفتيها بحديث اخر كانت الخادمه تهبط الدرج بخطوات سريعه 
فرات بيه الولاد مموتين نفسهم من العياط ومش راضين ياكلوا 
ولم ينتظر فرات للاستماع لحديث اخر 
وضع رأسه فوق سطح مكتبه بثقل وهو يشعر بالالم يتذكر مشهد شقيقته والحبل يلتف هو عنقها ماټت شقيقته منتحره بعد أن ظلت لبضعه أشهر في مصحه نفسيه
ربنا يرحمك ويغفرلك يافاديه نامي مرتاحه هتفضلي في نظر ولادك أعظم ام 
وعند سقوط دموعه كان باب غرفة مكتبه يفتح لتتعلق عيناه بمن قطع عليه خلوته ولم تكن الا صفا التي وقفت تطالعه بحزن اشاح عيناه بعيدا عنها يمسح دموعه متسائلا بجمود 
الولاد ناموا 
اماءت برأسها وهي تقترب منه 
ناموا بعد ما تعبوا من العياط
شكرا ياصفا انك احتوتيهم ونسيتي انهم ولاد مين 
لثاني مره كان يشكرها اليوم 
هما ملهومش ذنب في حاجه 
اطرقت عيناها ارضا وهي تتمنى لو كان طفلها حيا ان يجد من يحبه ويرعاه الي ان يرده الله إليها
استجمعت قواها وتعلقت عيونها به
فرات هو احنا ممكن نتكلم
كان يعلم انها ستطلب بطلاقهم بعد تلك الليله التي ظهرت
 

تم نسخ الرابط