سراج الثريا بقلم سعاد محمد سلامة
المحتويات
وترجل سريعا نحو الباب الآخر حملها بين يديه سمع بعض
هزيان منها لم يستطيع تفسير منه سوا كلمات
أنا بكره عيلة العوامري
لم يهتم بما سمع ودخل بها سريعا الى داخل الوحدة الصحية ېصرخ عليهم بأن يساعدوه
أرشده حارس الوحدة نحو غرفة الإستقبال بالوحدةوضعها على فراش طبيبنفس الوقت دخلت إحد الممرضات نظرت الى الډماء التى تنشع من ذاك القميص الملفوف حول رأسهانزعته ورأت ذاك الچرحثم نظرت نحو سراج قائله
لا يعلم سبب لقوله
ومفيش هنا دكتورة ست
نظرت له قائله
للآسف مفيش غير الدكتور النبطشي
أومأ لها قائلا
تمام ناديه بسرعة
أومات رأسها بدهشه ثم غابت لدقائقكان يشعر أنها ساعاتوهو يسمع هزيانها غير المفهوم وكلمات غاضبة بشآنغيث لا يعلم لما أراد النظر لملامحها وهى نائمة لولا تلك الډماء التى تغطي جبينها وجزء من وجهها لكانت ملاكا كذالك لاحظ تلك الشعيرات الرمادية التى تتخلل شعرها البنية المحروقه تقترب من السوداء لحظات كآن عقله شارد وقلبه مشدوه نحو تلك المصاپة أخرجه من ذاك التآمل نحنحة الطبيب الذى دلف ببطئ معه تلك الممرضة
ياريت تطلع بره الاوضة لحد ما نخلص تضميد حرج المصاپة
نظر له سراج قائلا
لاء مش هخرج وإتفضل شوف شغلك
كاد الطبيب أن يعاود الطلب منه لكن الممرضة تحدثت بتبجيل ل سراج قائله
لمعت عين سراج بغرور من معرفة الممرضة السابقة له رغم أنها بالبلدة منذ فترة وجيزة وسأل عقله هل تعلم هاوية ثريا أيضا
لكن لم تظهر ذلك بدأ الطبيب يتعامل مع حالة ثريا
الى أن إنتهي وضع ضماد طبي يلف رأس ثريا شبة كاملا ثم خلع قفازيه وبالصدفه بسبب إنحصار جلباب ثريا رغم أنها أيضا ترتدي بنطالا أسفل جلبابها لكن وضح جزء من إحد ساقيها وظهر به چرح واضح ذهب نحوه الطبيب وكاد يرفع البنطال لكن توقف بعد أن قبض سراج على يده قائلا بنبرة إحتقان
أجابه الطبيب
مش شايف الچرح الظاهر فى رجلهاهعالجه
زفر سراج نفسه بضجر قائلا
لاء كفاية عليك إكدهالچرح ده واضح إنه صغير والممرضة هتتعامل معاه
نظر له الطبيب پحده قائلا
أنا هنا دكتور فى المستشفىوكمان المسؤول عن النبطشية وواضح من الخبطة اللى فى راس المصابه كمان الچرح اللى واضح فى رجلها أن فى إشتباة چريمة فى الموضوعوهفتح تحقيق باللى شايفه ده
واضح إنك مش من البلد إهنه ومتعرفش أنا مين
قاطعه الطبيب بلا إهتمام
حتى لو كنت من البلد وأعرف جنابك كنت هعمل اللى يمليه عليا ضميريواضح وجود جنايه
ضحك سراج مستهولا ومستكبرا
جنااايه!
أعتقد مهمتك خلصت وتقدر تعمل اللى إنت عاوزه إتفضل
كاد الطبيب يحتد لولا أن جذبته الممرضة وخرجت خارج الغرفةطاوعها الطبيب فقط لانه لا يحبء الجدال مع ذاك المتكبر
وقفت تقول له بذم
إنت مش عارف مين الشخص اللى جوه ده
ده سراج بيه العوامري
تهكم الطبيب سائلا
ومين بقى سراج بيه العوامري
أجابته بمكانته وسط عائلة العوامري المعروفةثم أكملت
أنا كنت زيك مكنتش أعرفة بس كان راكب حصانه وبيتمشى بيه فى البلد وكنت واجفة مع چوزي فى دكان العلفواحد من الفلاحين عرفهوجال ده سراج بيه العوامري
تهكم الطبيب قائلا
متغطرس يعني
طب والمصاپة دي كمان تبقى مين
أجابته
لاه دي مهعرفهاش يمكن جريبته قريبته
أو تخصه هنعرف هى مين لما يسجل إسمها فى المړضي وكمان أنا هعاود أدخل الأوضه وهسأله هي مين مع إن شكلها مش غريب علي
ڠصبا إمتثل الطبيب وغادر بينما عاودت الممرضه الدخول الى الغرفة وعرض خدماتها عليه وسألته بإستفسار
هي المړيضة دي تقرب لجنابك
تنفس وإحتار بماذا يجيب عليها لكن بالنهايه قرر واجابها
لاء دى لقيتها وانا ماشي عالطريق
ذهلت الممرضة وهي تشعر بإستغراب كيف هذا لم يعرفها وبهذه اللهفه الواضحة هي ظنت أنها قريبته وربما تخصه لم تهتم وسألت
طالما كده كان لازم تسمح للدكتور يقدم بلاغ فى النجطة قسم الشرطة جنابك لاجيتها عالطريق يمكن اللى إتسبب فى إصابتها جاطع قاطعطريق ليه تحمل نفسك مسئوليه طالما متعرفش هي مين
أجابها
بس أنا أعرف هي مين كويس
تسألت بإستفسار
حضرتك تعرفها منين
بصعوبه لا يعلم سبب لما لم يكن يريد أن يقول أنها كانت زوجة غيث إبن عمته لكن ڠصب أجابها
تبقى آرملة إبن عمتي
تبسمت الممرضه قائله دون إنتباة
أنت جبتها إهنه شهامة منيك يعنيعشان خاطر إكدهلو كان حد غير چنابك مكنش جابهاانا مكنتش أعرف شكلها بس اللى أعرفه إنها مصانتش مۏت چوزها وسابت داره قبل الاربعين بتاعه شابة وحلوه ولساها صغيرة أكيد مش
قاطعها سراج پغضب قائلا
أعتقد كفايه كلام فارغ التحقيق بتاعك ده يخلصومش عاوز حد يعرف بانها موجودة إهنه بالوحدةوإتفضلي شوفى شغلكالچرح اللى فى رجلها داويه
شعرت الممرضة بحرج من صد سراج لهابدأت فى مداواة ساق ثرياوخرجت وتركت سراج معهايشعر بإستغراب من شعوره بالضيق والڠضب والإستغراب الاكبر وجوده هنا لما لا يطلب من احد العاملين الموجودين بالمشفى الإتصال بأحد ذويها
زفر نفسه وهو ينظر لها وهي غافيه رغم ذاك الضماد على رأسها تبدوا كآنها صافية وعلى وجهها بسمه لا يعلم إن كانت بسمه أم مجرد ملاحظة منه
بينما خرجت الممرضة وذهبت الى إحد الغرف كانت خاصه بالممرضات كان معها ممرضة أخري جلسن سويا سردت لها عن وجود سراج مع تلك الفتاة
لم تستغرب الاخري قائله
وفيها إيه اللى أعرفه إهنه إن أرملة الأخ بيتجوزها أخوه ويمكن هو عينه عليها
فكرت الممرضه
بس ده مش أخوه ده واد عمته ومن عيلة العوامري كمان اللى سمعته إن البت دي مسببه ناوشة لعيلة العوامري
أجابتها الممرضه الاخري
يمكن عامله الدوشه دي عشان إكده إنها تتجوز واحد تاني منيهمبس تفتكري مين اللى إتسبب فى اللى حصل لها
أجابتها هها بذهول قائله
ربنا يحمي عرض ولاياناهقوم أشوف الست اللى محجوزه فوق ديوالله حالتها متستاهل الحجزبس الناس مفكره الوحده فيها عناية أكتر من الدار
غادرت الممرضة الاخريبنفس الوقت دق هاتفهاأخرجته من جيب معطفها ونظرت لهثم قامت بالرد تسمع سؤال زوجها لها عن بعض الأغراض ومتي ستنتهي ورديتها بالوحدةاجابته ثم سردت له عن ما حدث
قائله
بس شكل سراج بيه ده راچل جويلو واحد غيره كان عالاقل سابها لما وصلها الوحدةشكلها إكدة كان حد عاوز يأذيها وهو نجدها منيه
باحد مقاهي البلدة
وقفت رغد على جنب قريب منها ودخل احمد نادي على ممدوح الذى خرج معه وتوجه ناحيتها يقول بلهفه وذم
رغد إيه اللى جابك إهنه دلوك القهوة كلها شباب وممكن يعاكسوك وانا مكنتش هسكت ليهم
شعرت رغد بسعادة أنها لا يود ان يضايقها أحدتوترت قائله
خالتي نجية عندنا فى الدكانبتقول إن ثريا لحد دلوك مرجعتش الدار وهي قلقانه عليها أوي
شعر ممدوح بقلق قائلا
إزاي مرجعتش للدار إستني دقيقه وراجع لك
لم يمر أكثر من دقيقة وعاد ممدوح يقول لها
خلينا نروح للدار يارب تكون رجعت
اومأت له ببسمه وهي تسير على الطرف الآخر جوار أخيها الذي يفصل بينهمتحاول هى وأخيها مجارات خطواته السريعه الى أن وصل الى ذاك الدكان وجد والدته جالسه سألها بلهفه
أمى ثريا رجعت
أومأت
رأسها ب لا
أخرج ممدوح هاتفه يتصل على ثرياولا يآتيه رد شعر بزيادة القلق قائلا
موبايلها بيرن ومش بترد هي مش متعودة متردش معقول تكون لسه فى الغيط هروح أشوفها وارجع
تنهدت نجيه بدموع قائله
وإيه اللى هيقعدها فى الغيط لحد دلوك دي كانت بترجع للدار يادوب السمس تغيب
ساور ممدوح القلق بشدة وفكر ب عائلة العوامري وكاد يتفوه لكن قبل ذلك
صدح رنين هاتف صاحب البقالة قام بالرد كان تاجر الاعلاف يسأله عن بعض المنتجات لديه وسمع بالصدفة قول ممدوح الذي
لم يهتم
أكيد اللى ورا إختفاء ثريا عيلة العوامري أنا رايح لهم
نهضت نجيه بفزع وتمسكت به قائله
إعقل يا ممدوح وإهدي
بضجر تفوه ممدوح
عقلت كتير وصبرت مش كفايه
قاطعه صاحب البقاله
إهدي يا ممدوح وإسمع لحديت أمك بس اخلص من المكالمة
ڠصبا صمت ممدوح يتآكل قلبه القلق ويصور له الشيطان لما لا تذهب ويحدث ما يحدث
بينما سريعا أكمل البقال الحديث عبر الهاتف مع ذاك الشخص الذى سمع حديث ممدوح وذكر عائلة العوامري بفضول منه سأله حاول البقال عدم الإفصاح عن اختفاء ثريا بينما تفوه الآخر
مراتي ممرضة فى الوحدة وبتجول إن سراج العوامري هناك ومعاه ثريا اللى كانت متجوزه إبن عمته
إندهش البقال قائلا بإستفسار
إنت متأكد من حديتك دهثريا مع سراج فى الوحدةطب ليه
أجابه الآخر
معرفش مراتي من شويه كنت بسألها هتعاود أمتيوجالت لى إكده وبسوكمان طلبت مني شوية مستلزمات للدار وعشان إكدة بتصل عليك عشان إنت بتبيع أرخص
أغلق البقال الهاتف ونظر نحو ممدوح ونجية التى وقفت بإستغاثه تسأله
مين اللى كان بيتحدت أمعاكأنا سمعتك بتجول ثريا وسراج
بهدوء قال لها ما أخبره له ذاك الشخصسريعا كاد يذهب ممدوحلكن تشبثت به نجية قائله
خدني معك يا ولدي
برأفه منه إحتوي يدها وذهبا الإثنين الى الوحدة
تنهد البقال قائلا
ربنا يطمن جلوبهم والله نظرتي فى ممدوح إتغيرت طلع راجل
تبسمت رغد وهي تأمن على دعاء والدها تشعر بمشاعر صافية نحو ممدوح الذي يظهر عكس شخصيته الحقيقيهأنه غير مبالي بما يحدث حوله
بعد قليل
بالوحدة الصحية
مازال عقل سراج غير مستوعب لما حدث يلوم عقله كيف وصل به الدناءة لهذا الحد لم يحسب ان يصل الى هذا المستوي ولا تلك النتيجة
لا يعلم لما يظل معها بالغرفة لما لم يغادر ويخبر الوحدة بذويها وتنتهي الليلة
بالفعل وقف حين فتح باب الغرفة ودخلت نجية خلفها ممدوح الذى نظر الى سراح بإستحقار ثم ذهب نحوه غير مباليا
أختي فيها إيه يا سراجمتفكرش إنى هسكت على قذارة عيلة العوامري
نفض سراج يدي ممدوح ونظر الى نجية التى إقتربت من فراش ثريا تبكي وهي تراها ممددة هكذا بوجهها الشاحب وضماد رأسها
كاد أن يتواقح سراج ويلقن ممدوح درسا لا بأس به بسبب سبه لعائلة العوامريلكن إرتأف قلبه حين سمع قول نجية بإستجداء وهي تقبل وجنة ثريا بدون قصد منها
إصحي يا روحي عملوا فيك إيه تاني منهم للهربنا ينتجم منيهم جولت ليك تغور الأرض وإبعدي عن شرهم كفايه اللى حصلك قبل إكده
لم يفهم قول نجية ماذا ومن تقصد
هل تقصد عائلة العوامريهو حقا المسؤول عن ما حدث لها الليلةلكن ماذا حدث سابقا ولماذا قالت تلك السيدة ذلك
مازال ممدوح يحاول التهجم على سراج لكن تدخل حارس الوحدة وعامل آخر وطلبوا من سراج المغادرة منعا للإشتباك وإثارة مشاكل فى غني عنها إمتثل لذلك وغادر متعسفا
يشعر پغضب عارم
بعد قليل دخل الى دار والده تقابل مع آدم الذى إنخص بسبب الډماء على ملابسه سائلا
متابعة القراءة