الفصل الاخير من رواية أنا لها شمس بقلمي روز امين حصري لمدونة أيام

موقع أيام نيوز


ماماعملت حسابي وعقمت نفسي وأنا جاية في العربية
تنهدت براحة لتبتسم لها قائلة 
حمدالله على السلامة يا حبيبتي 
أطلقت فريال ضحكاتها وهي تقول 
الوقت بس تقدر تقول لك حمدالله على السلامة 
ضحكت الأخرى وناولت الصغير إلى عمته التي تلقته بالقبلات الشغوفة لترفع تلك الصغيرة وتقول وهي تدللها 

الندلة اللي مش بتسأل في مامي وقاعدة في حضڼ نانا
عوضا من ان ټحتضنها الصغيرة سألتها باعتراض ظهر على ملامحها 
فين بابيليه مش جه 
أجابتها وهي تقبل وجنتها الوردية بشغف فقد اتخذت ملامح جدتها عصمت وكأنها نسختها الصغيرة مما زاد من عشق علام وفؤاد لتلك الصغيرة التي خطفت لبهما 
لسه الساعة إتنين يا حبيبتيبابي هيوصل النهاردة الساعة خمسة علشان عنده شغل كتير
أنزلت الصغيرة التي سكنت أحضان جدتها من جديد لتسترسل باستأذان 
أنا هطلع أخد شاور وأطمن على يوسف
واسترسلت بنبرة هادئة 
متعملوش حسابي في الغداأنا هستنى فؤاد لما يرجع
ضيقت عصمت بين حاجبيها وهي تقول 
بس فؤاد مش هيرجع قبل الساعة خمسة يا إيثاركده الغدا هيبقى عشا
ولو قعدت لبكرة بردوا هستناه...قالتها باصرار نال استحسان عصمت وطمأنها على نجلها في حين نطقت فريال بمشاكسة لزوجة شقيقها التي أصبحت صديقتها المقربة 
قولي إنك عاوزة تنفردي بالباشا وتحولوا الغدا لعشاء رومانسي على ضوء الشموع
رفعت قامتها للأعلى وهي تقول 
وهنكر ليهجوزي وحبيبي وأتمنى أعيش عمره كله في قربه
ابتسامة عريضة ظهرت على ثغر عصمت بانتشاء لتنسحب الاخرى إلى الاعلىصعدت الدرج لمنتصفه لتتفاجئ بظهور عزة التي تهبط من الأعلىعلى الفور ارتسمت على وجهها الابتسامة وهي ترحب بها 
حمدالله على السلامة يا ست الكلجهزت لك الحمام زي ما بلغتيني في التليفون من شوية وحطيت لك فيه من الزيوت اللي بتفك الجسم وتنعنشه
ابتسمت الأخرى لتجيبها 
ربنا يخليك ليا يا عزة
واسترسلت بجدية 
يوسف في أوضته
أجابتها باستفاضة 
أيوا فوقلسه باص المدرسة واصل من شويةسبته كان داخل ياخد الشاور بتاعه على ما الغدا يجهز
تمامأنا كمان هاخد شاور وأروح له أوضته يكون خلص...قالتها لتغمز لها عزة وهي تقول 
أنا خليت البت وداد تجهز لك اوضة الچاكوزي زي ما أمرتيوحضرت لك الشيكولاتة والفاكهة اللي قولتي عليهاهو أحنا عندنا أغلى من الباشا علشان ندلعه
ردت لها الغمزة وهي تقول بابتسامة عريضة 
برافوا عليك يا عزة
وصعدت سريعا قبل أن تفتح تلك الثرثارة بمواضيعها التي لا تنتهي أخذت حماما ثم ارتدت ثيابها واتجهت صوب غرفة نجلها الغاليوجدته يقف أمام مرآة الزينة يقوم بتمشيط شعرهتطلعت عليه بسعادة فقد أصبح صغيرها رجلا صغيرا حيث سيكمل غدا عامه الثاني عشرفقد زاد طولا حتى أنه تخطاها وأصبحت تتطلع للأعلى حتى تنظر بعيناهواشتد عوده نظرا لكثرة التماربن التي يتلقاها على يد المدرب الخاص به وأيضا ممارسته للسباحةنطقت وهي تفتح ذراعيها لاستقباله
إيه الشياكة دي كلها يا باشمهندس بالراحة على قلوب البنات
تطلع على صورتها بانعكاس المرآة بملامح وجه معترضة قبل أن ينطق 
قولت لحضرتك مليون مره قبل كده إني هكون وكيل نيابة زي جدو علام وبابامش فاهم إيه إصرارك بإنك تناديني بالباشمهندس
لقد أصبح يلقب فؤاد ب بأبي مثل أخويه عندما كان بالتاسعة من عمره وبدأ أخويه ينطقان ويطلقان بابا على فؤاد فاعتاد هو الأخر من باب التعودوحدث الامر رغما عنه فبالاخير هو ابن التاسعة من عمرة ويظل طفلا تقبل فؤاد الامر بل وسعد به بينما هي تحسست من ذاك الوضع لكنها لم تفصح عنهوالأن ينشطر قلبها للمرة اللامعلوم عددها حين تستمع من صغيرها الإعتراض على مهنة المهندس التي حاولت ومازالت جاهدة بزرع الفكرة في عقله منذ الصغر لكنه مصرا على أن يلتحق بكلية الحقوق كي يمتهن مهنة القاضي تشبها بما يناديه ب أبيفؤاد وقدوته علام زين الدينحيث يراهما قدوته الحسنة ويريد التشبه بكلاهما
هو يعلم أن فؤاد ليس بأبيه الحقيقي ولا علام ب جدا لهلكنه تأقلم على وجودهما بحياته وشعر بكيانه معهما ولم يعد يسأل عن أهله بعدما تلقى على عدة حجج من والدته جعلته يغلق الباب على ذاك الأمر برمته
كيف لها أن تبلغه أنه لا يمكنه الالتحاق بسلك القضاء نظرا لتاريخ عائلته الإجرامي والذي يتعارض مع شروط الدخول لذاك العالم النزيةيزداد الأمر سوءا مع كل يوم تتأخر هي بإخباره عن حقيقة أمر عائلته لكنها لم تستطعف الأمر شبه مستحيل لديهاكيف لها أن تهدم عزيمة نجلها وتقتل شغفه بالمستقبل التي تراه بعينيه وبالرغم من إصرار فؤاد وعلام والضغط عليها بعدم إخفاء الامر عليه إلا أنها أغلقت باب النقاش نهائيا وأبلغتهم بأنها ستبلغه في الوقت التي ستراه مناسبا من وجهة نظرهافما كان منهما سوى إلتزام الصمت حيال رغبتها فبالنهاية هي والدته وصاحبة الكلمة الأخيرة فيما يخصه ويخص مستقبله. 
تجاهلت كلماته حين اقترب عليها لتحتضنه بحنو وتسأله 
وشك رايق وبيضحكشكل يومك كان لطيف النهاردة
بنبرة حماسية أجابها 
جدالو تعرفي اللي حصل هترفعي راسك للسما إنك مامتيوسف عمرو
اتسعت ابتسامتها لتتحسس وجنته وهي تحتويه بنظرات حنون 
طول عمري وأنا فخورة بيك من غير حاجة يا حبيبي
لتسأله بشغف ولهفة
بس مفيش مانع إنك تقولي على اللي مخليك فرحان كده علشان افتخر بيك أكتر
أجابها بصوت حماسي وأشعة لامعة تخرج من مقلتيه الصافية وهو يقول 
النهاردة اكتشفت نظرية في الرياضيات وبلغت المستر بيها فرح بيا جدا بس قال لي إنها للمخترع فيثاغورس وإني هاخدها في ثانوي عام إن شاءالله بس المستر فرح بيا جدا وقال لي إن اللي يوصل بدماغه للنظرية دي وهو في سني مش بعيد يوصل لنظريات تانية مش موجودة
سعدت لذاك الحماس الذي يكتسي صوته ويظهر جليا بعينيه لتحتضنه وتثنى عليهثم تحركت معه للأسفل كي يتناول هو وجبة غدائه في حضور العائلة وتهتم هي بصغيريها حتى موعد عودة حبيبها
بحلول الساعة التاسعة مساءاعاد زوجها بموعده وتناولا غدائهما سويا ثم جلسا بصحبة العائلةكانت تحتضن والدها تلف ذراعيها الصغيرتين حول عنقه وهي تقول 
تاج فؤاد زعلانة منك يا بابي
ضحك علام على تلك المشاغبة ليسألها ذاك الذي امتلكت قلبه وانتهى الأمر 
وليه زعلانة يا قلب فؤاد من جوه
بدأت تمرر أناملها فوق ذقن والدها لتنطق بدلال يليق بابنة فؤاد وحفيدة علام زين الدين 
علشان إنت قولت لي بالليل إنك هترجع على طول من الشغل وتزرع معايا أنا وجدو الوردة بتاعتي 
بمداعبة نطق وهو يداعب وجنتيها بأصابعه 
يا خلاثي يا ناس على اللي زعلان ومادد بوزه اللي عاوز يتقطع من البوس ده
تدللت لينطق علام بنبرة عاتبة 
مش أنا قولت لك تعالي نزرعها وإنت اللي رفضتي
رفعت كتفيها بغرور لتكمل 
بس أنا عاوزة بابي هو اللي يزرعها معايا
تحدثت عصمت بمشاكسة 
متتعبش نفسك يا علامدي بنت أبوها بحت
واسترسلت وهي تقبل وجنة ذاك القابع بأحضانها 
إحنا ملناش غير زين حبيب قلب نانا وجدو 
ضحك الصغير بسعادة لتنطق إيثار 
ريحي نفسك يا ماما دي متعرفش في البيت كله غير فؤاد وبس
نطقت الصغيرة بمفاخرة 
أنا مش بحب غير بابيعلشان أنا تاج فؤادبابي بيقولي إني تاج فؤاد وحبيبته
تحدث إليها علام بملاطفة 
طب إبقى شوفي مين بقى اللي هيلعب معاك وبابي حبيبك في الشغل
بابي هيقعد من الشغل وهيلعب معايا...قالتها ليطلق الجميع ضحكاتهم على تلك المشاكسة عاشقة أبيهاهمست إيثار بجوار أذن زوجها لتبعدها الصغيرة بغيرة واضحة وهي تقول
إبعدي يا ماميبابي مش بيحب الوشوشة غير من تاج وبس
هزت رأسها لتنطق باستسلام
البنت بتعاملني على إني مرات
 

تم نسخ الرابط