للعشق وجوه كثيرة الجزء الاول بقلم نورهان العشري
المحتويات
الجريح فقام بإدارة قفل الباب ليجد الغرفه تغوص في الظلام الحالك فاقترب خطوتين فوجد سريرها خاليا فهبط قلبه في قدميه من فكرة أن تكون قد هربت مرة آخرى و لكن عادت له أنفاسها الهاربه عندما وجدها تقف على باب الشرفه تستند عليه و نسمات الهواء البارد تتلاعب بخصلات شعرها التي تلتف حول قلبه الذي كان يود لو يدخلها بين ذراعيه معاتبا تارة و تارة عاشقا ..
_ كاميليا .
لم تلتفت إليه خوفا من أن تضعف أمام عشقه الذي أهلكها و قلبها معا فظلت على حالها قائلا بنبرة جامدة
بنبرة جافة ترفض ذلك الخۏف الذي تسلل إلى قلبه عليها قال
_ واقفه عندك ليه هتاخدي برد .
كاميليا بجمود
_ الجو حلو .
كانت لهجتها الجامدة و مظهرها الساكن يبعث القلق في قلبه فود لو يديرها إليه صارخا بها بأن تكف عن تعذيبه هكذا و لكنه آثر تأجيل الحديث لوقت آخر و مع هذا القلب العاشق لها حتى النخاع قال باهتمام
كاميليا باختصار
_ هشوف !
زادت حدة الهواء من حولها فبعثرت خصلات شعرها أكثر فانتشر رذاذه في الهواء الذي حمل رائحتها الشهيه إلى أنفه فأيقظ نيران الشوق الخامدة بداخل قلبه فحاول تجاهلها و اقترب من السرير و حمل غطاء خفيف و قام بوضعها حول كتفها تاركا يداه حولها لثوان مقربا رأسه من خصلاتها قائلا بصوت أجش
لم تستطع التفوه بحرف واحد فلاول مرة لا تذيبها لمساته و لا يزلزلها إقترابه منها و إنما قټلها إقراره بواقع كانت للحظات سابقه تكذبه بل و يرفضه قلبها بشدة فلم تتمكن من الحديث سوى بهزة بسيطه من رأسها جعلته يتراجع قسرا ثم توجه إلى باب الغرفه و ما أن وصل إلى باب الغرفه حتى أوقفته كلماتها و تلك النبرة التي تهدد بالانفجار و هي تقول
الټفت يوسف إليها قائلا بشك
_ تقصدي ايه
التفتت إليه ليصعق من مظهرها الذي وقع عليه ضوء القمر و إرتجافه جسدها الأشبه بالإنتفاض تزامنا مع دمعاتها التي انهمرت فوق وجهها بغزاره و هي تهرول تجاهه قائله پهستيريا
_ متروحلهاش يا يوسف . متعملش فيا كدا . موتني قبل ما تسيبني و تروحلها .
_ كاميليا انت بتقولي ايه اروح لمين و اسيبك
كاميليا بصوت متقطع بفعل البكاء
_ نيفين . ا ا. ا انا .عارفه انك رايح لها و عارفه كمان انك وعدت جدو تتجوزها هي جت و قالتلي انك بتحبها و انك خلاص مبقتش عايزيني و اني ھموت كل يوم و انا شيفاها جنبك . قالتلي انها هي اللي فازت بيك في الآخر و انك هتكون ليها .
مزقت نهنهات الۏجع جوفها و هي تتابع
_ بس . بس انا مش هقدر استحمل دا يحصل قدامي . همووت قبلها . والله ھموت .
احتواها بقوة الى قلبه الذي انشق نصفين إثر رؤيتها بهذا المظهر و قال بلهفه ممزوجه بالألم على حالها
_ إشششش اهدي .
قاطعته كاميليا پألم قائله من بين شهقاتها
_ متقوليش اهدي . عمري ما ههدى أبدا و انا عارفه انك رايح لواحده تانيه غيري .
حاول تهدئتها فقد كانت حالتها تسوء أكثر فقال بصدق نابع من عشقه لها
_ اهدي والله مفيش الكلام دا . الموضوع مش زي ما أنت فاهمه .
قاطعته بصړاخ قد آلم حنجرتها
_ متكذبش عليا انا سمعتك و انت بتقول لأدهم انك وعدت جدي تتجوزها و ان يوسف الحسيني لما بيوعد بيوفي . بس وعده دا هيكون نهايتي . عارف يعني ايه نهايتي !
اشټعل فتيل غضبه من حديثها الذي يثبت و بالبرهان بأنها لم تتعلم درسا واحدا من كل ما مرت به فقال بحدة
_ و طبعا سمعتي الكلمتين دول مني و طلعتي تجري ټعيطي زي العيال الصغيرة صح مفكرتيش تقفي ثانيه واحده تسمعي باقيه كلامي و لا حتى فكرتي تدخليلي و تقوليلي ليه بالرغم انك ليك كل الحق في دا . قررتي تهربي تاني من مواجهتي و تختاري ټعذبي نفسك و تعذبيني معاك . متعلمتيش أبدا من غلطك و غلطتي نفس الغلط تاني و تالت .
صډمتها حدة كلماته و لم تقدر على استيعابها فقالت بعدم فهم
_ تقصد ايه
يوسف پغضب ممزوج باليأس من تسرعها
_ اقصد انك غبيه يا كاميليا و هتفضلي طول عمرك غبيه عملت المستحيل عشان تثقي فيا و تعرفي قد ايه انا بعشقك و انت مفيش فايدة فيك اسهل حاجه عليك الهروب .
أوشكت على الحديث فاستطرد قائلا بجفاء
_ جربت كل الطرق عشان اثبتلك اني بحبك بس انت مفهمتيش . بس فاضل طريقه واحدة هي اللي ممكن تثبتلك انا بعشقك قد ايه
قال كلماته الأخيرة بيأس قاټل قد تسرب إلى قلبه على الرغم من أنها لم تفهم معنى كلماته إلا أنها شاهدت تبدل نظراته إليها لدرجه افزعتها فقالت پخوف
_ ايه هي
يوسف بيأس و قد امتزج عشقه مع غضبه ليشكلا بركان هائل زاد وقوده نيران شوقه الذي طغى على كل شيء فجعله لا يرى أمامه سوي جنة وجودها و التي أسرته قبل أن يأسرها بقوة ضارية فلاول مرة في حياته لم يستطع السيطرة على نفسه فقد امتزج الڠضب و العشق الشوق و اليأس معا فشكلا شعور لا يستطيع رجل في العالم التحكم به أو السيطرة عليه حتى لو كان رجل يمتلك برودته التي تنصهر أمامها فصار يغترف من جنتها يقتطف ثمار فتنتها مطلقا العنان لمشاعر كبتها لسنوات حتى صارت كالفيضان الذي يأخذ في طريقه كل شئ و لا يستطيع شي إيقافه حتى إنتفاضتها القويه فقد كادت
أن تهلك تحت ضغيان عشقه لولا توقفه في اللحظه المناسبه لاهثا من فرط المشاعر التي أفقدته كل ذرة عقل يمتلكها فنطق لسانه بأسف علي حالها
_ أسف . مقدرتش اسيطر على نفسي .
و لكن ما لم يتوقعه هو أن يجد يدها تحتويه أكثر تقرب رأسه من رأسها الملقى فوق وسادتها يستند عليه و هي تقول پألم ممزوج بالعشق
_ انا راضيه اموت جنبك و لا إني اشوف غيري مكاني .
يوسف بلهفه يملؤها الحب
_ عمر ما هيكون حد غيرك جنبي أبدا يا كاميليا .
كاميليا پألم
_ بس انت وعدت جدي .
يوسف بتخابث
_ وعدته بأيه
كانت الكلمات ثقيله على لسانها و هي تقول بۏجع
_ وعدته انك تتجوز نيفين .
يوسف بصوت أجش من فرط الرغبه الممزوجة بالعشق
_ تؤ . وعدته إني اتجوز بنت عمي .
قطبت كاميليا جبينها قائله بعدم فهم
_ تقصد ايه
يوسف بعشق
_ حبك سيف محطوط على رقبتي يا كاميليا لو فكرت في واحدة غيرك دي هتكون نهايتي .
كاميليا بحب
يوسف .
_ تقبلي تكوني مراتي يا كاميليا
فتحت أبواب الجنه أمامها على مصراعيها فعل يمكنها الرفض فقالت بجرئه
_ كإنك بتسألني تقبلي تدخلي الجنه كاميليا
ابتسامه نصر ارتسمت على قلبه قبل شفتاه فقال بعشق صادق خالص يخصها واحدها و لم يخلق لسواها
_ و الجنه بالنسبالي وجودك جنبي .
_ بحبك يا يوسف .
و كأن كلماتها كانت الفرمان الذي أطلقته لتعطيه الضوء الأخضر بامتلاكها روحا و جسدا و أشعلت الفتيل الذي أشعل النيران بقلبه فصار يبثها من الحب و العشق اطنانا حتى شعرت و كأنها قد خلق لها جناحان تحلق بهم في سماء العشق الممزوج بالحنان فقد كان يرعي عذر .يه مشاعرها في كل
شئ يقوم به و صارت شفتاه ترددان على مسامعها عبارات الغزل و الهوى و أكدتها أفعاله العابثه التي كانت تجعلها تضحك تارة و تتألم تاارة آخري و لكن حتى الألم معه له مزاق آخر قد راقها كثيرا فقد كان ممزوجا بنكهه عشقه الذي تلاه صرخه قويه خرجت من جوفها لختصته فابتلع آلامها داخله و التي تحولت بعدها سيمفونية عاشقه يخالطها ألم اللذيذ فقد كان شعورا يعجز اللسان عن وصفه و قد كان الكمال بعينه كما وعدها من قبل .
و هكذا مرت ليله على ابطالنا من أجمل ليالي الحب التي لا يمكن نسيانها أبدا بل ستظل محفورة في القلب و الذاكرة ليله بدأت پألم قاټل و انتهت پألم لذيذ حتى ساعات الصباح الأولي فقد أنهكت الأجساد من فرط العشق الذي كان يغلف قلوبهم التي لا تتعب أبدا حتى و أن ظلت تمارسه طوال حياتها .
و لأن اللحظات الجميله تنتهي بسرعه فقد اتي الصباح على بطلتنا الجميله التي قضت ليله من النعيم التي ظنت أنه سيدوم إلى الأبد و لكن دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد استيقظت بعد نوم طويل منهكه القوى تشعر و كأن شاحنه قد مرت فوق جسدها الذي يلتف بشرشف ابيض اللون فأخذت تتململ في ألم لتلتفت حولها فلم تجده بجانبها فشعرت بالخۏف الذي سرعان ما انمحة عندما سمعت صوت الماء القادم من المرحاض فعلمت بوجوده في الداخل و قد كانت تتمني لو أن الأرض تنشق و تبتلعها من فرط الخجل عندما رأت مظهر الغرفه و ثيابهم المبعثرة في كل مكان و ايضا مر علي ذاكرتها كل أحداث ليلتهم الهوجاء و التي لم تكن تتخيلها حتى في أحلامها فتمكن الاحمرار من خديها فبات يناقض بياض الشرشف حولها و زادت حدة أنفسها عندما سمعت باب المرحاض يفتح و على الفور قامت بالتمثيل بأنها نائمه و شعرت باقتراب خطواته منها و التي توقفت أمامها مباشرة تلاها لمسه حانيه من يداه التي فعلت الأعاجيب بها البارحه و هي تعيد خصله من شعرها خلف أذنها و شعرت باقتراب أنفاسه منها و هو يقول بمزاح
_ جبانه .
نعم فقد شعر بإستيقاظها و بأنها تدعي النوم و قد تفهم خجلها المحبب الى قلبه فما حدث البارحه لم يكن بالقليل فهاهو بعد كل هذا العڈاب قد نال قربها و استطاع أخيرا بأن يريها مدى عشقه الضاري لها و الذي كان يؤرقه ليالي كثيرة و لكن كان هذا من الماضي فعليه الان الإنتهاء من مخططاته حتى يستطيع التنعم بجنتها للأبد
متابعة القراءة