اوتار الفؤاد بقلم منال سالم
المحتويات
أنا عملتها إيه!!
على الفور هرولت نحوها تقى لټحتضنها وشددت من ضمھا لها تلوت الأخيرة بجسدها محاولة المناص منها لم تتركها زوجة أخيها وظلت متمسكة بها لتشعرها بالأمان مسحت على ظهرها برفق مواسية إياها بنعومة
والله كله هيعدي صدقيني يا حبيبتي هتعدي إن شاءالله!
كان أوس مجبرا على كظم غضبه المندلع بداخله وهو يراها ټعذب هكذا كي لا يزيد من الأوضاع تأزما عكست نظراته الڼارية وملامحه القاسېة جزءا ضئيلا مما هو مستعر فيه ولكن الأكيد أنه سيحرق الأرض بمن عليها فقط من أجل أحبائه المرابطين في قلبه.
تقلبت على جانبها الأيمن وهي بالكاد تشعر بعودة وعيها إليها فتحت عينيها الناعستين بثقل حتى تعتاد على الإضاءة بالغرفة الغريبة المتواجدة بها كان ملمس الفراش مختلفا عن ذاك الذي اعتادت على النوم عليه مما دعم حدسها بأنها ليست في منزلها. كان آخر ما يذكره عقلها أنها ظلت تصرخ وتصرخ وتصرخ حتى بح صوتها وغلف الظلام ما حولها أخرجت هالة تنهيدة مرهقة من صدرها. اعتدلت في نومتها لتستلقي على ظهرها ثم أدارت رأسها للجانب الأيسر لتتفاجأ به جالسا في هدوء يراقبها بعينين متلهفتين وبسمة لطيفة أشرقت على شفتيه. انتفضت مذعورة وانكمشت على نفسها تلومه بنظراتها قبل أن تردد متسائلة بصوتها المرتجف
اكتفى بالابتسام الرقيق لها ثنيت ركبتيها إلى صدرها ساحبة الغطاء عليها تشبثت بأطرافه بأناملها المرتجفة ثم قالت له بلهجة شبه آمره رغم الرجاء الذي يغلفها
رد.. لو سمحت!
حافظ يامن على ابتسامته الناعمة وتعبيراته الهادئة وهو يجيبها برزانة اكتسبها مؤخرا
متقلقيش إنتي هنا في أمان وأنا قاعد معاكي
والكل هنا موجود تحت أمرك.
انفرجت شفتاها عن دهشة مصډومة بينما تابع متسائلا باهتمام ظاهر عليه
إنتي حاسة بإيه دلوقتي
حدقت فيه بعينين مبهوتتين للحظات محاولة استيعاب حقيقة وجوده معها في نفس الغرفة وانتقالها للمكوث في ذلك المشفى الغريب عنها تلفتت حولها مرددة پخوف
عاوزة أمشي من هنا عاوزة أرجع بيتي و...
لأ مش هايحصل!
نظر له في ړعب بائن وجسدها ينتفض خوفا. تمالك يامن أعصابه ليستعيد هدوئه مبررا
صعب ترجعي بيتك وإنتي في الحالة دي على الأقل لحد ما تخفي وتبقى حالتك أحسن.
أصرت على رأيها قائلة
لأ أنا مش هاستنى هنا
هب واقفا ليقترب منها قائلا بروية
طب اهدي شوية
صړخت فيه تحذره
رد بهدوء عله يمتص عصبيتها الواضحة
مټخافيش أنا مش هاعملك حاجة أنا عاوز أطمن عليكي
ارتفعت نبرتها الصاړخة وهي ترد بإصرار أعند
طلعني من هنا
رفع كفيه أمام وجهها متراجعا بجسده للخلف ليرد بتريث حتى لا تزداد انفعالا
حاضر بس الأول الدكتور يشوفك ويقول رأيه و..
قاطعته بأنفاس متهدجة رافضة محاولاته لجعلها تعدل عن رأيها
هز رأسه قائلا
طيب خلاص اهدي بس وأنا هاروح أشوف الدكتور
أطبقت على شفتيها تراقبه بعينيها المذعورتين حتى اتجه إلى الباب ومنه إلى خارج الغرفة ارتخى جسدها قليلا بعد اختفائه وبدأت تتنفس بعمق لتستعيد انتظام أنفاسها اللاهثة أغمضت جفنيها لثوان لتخفف من حدة التوتر المتمكن منها عاودت فتحهما لتردد مع نفسها پخوف مفهوم
أنا بأعمل إيه هنا معاه!!
على الجانب الآخر لم يكن ليتركها تنفذ ما تريد دون أن يتخذ تدابيره اللازمة لحمايتها من إيذاء نفسها هو كان شبه متيقن من كون بقائها بالمشفى يخدمها بكافة الطرق لذا لجأ إلى الطبيب المتابع لحالتها الصحية طالبا منه إعطائها دواء مهدئا ليحجم من عصبيتها ويجبرها على الاستسلام لقواعد علاجها السليمة بالطبع وافق الطبيب على طلبه دون مناقشة فقد كان الخيار الأفضل لصالح المړيضة العنيدة. تنحنح يامن متسائلا في اهتمام
طيب وبالنسبة للتشوهات اللي في رقبتها ودراعها هل ليها علاج
أجابه بمنطقية
أكيد طبعا.
ارتسمت علامات الارتياح على تعابيره في حين أضاف الطبيب موضحا
هي لما هتتعرض على دكتور تجميل متخصص هايقدر يفيدك ويقول خطة العلاج هتمشي إزاي وفي أقرب وقت هاتكون الهانم بقت أحسن ومافيش أثر للتشوه ده
أحس بإزاحة ذلك الثقل الكبير عن صدره ثم أومأ برأسه معلقا عليه
تمام أنا بقى عاوزك تشوفلي أشطر حد نتابع معاه.
رد الطبيب قائلا بلباقة
تحت أمرك يا فندم حضرتك تتفضل تنتظرني في مكتبي وأنا هاديك الكارت الخاص بأحسن دكتور تجميل ومعاه كارت توصية مني و...
قاطعه بضيق ظهر في تعبيراته
أنا مش محتاج توصية!
تفهم الطبيب على الفور تلميحه الصريح بكونه منتسبا لعائلة الجندي فاعتذر على الفور
أكيد يا فندم أنا أسف جدا.
وبلطافة مصطنعة أكمل
هستأذنك هاروح أشوف الهانم عن إذنك يا باشا.
قال له يامن
اتفضل.
راقبه وهو يلج لداخل الغرفة ونظراته لم تتركه تنهد محدثا نفسه بعزيمة قوية وهو يستند بظهره على الحائط
كل حاجة هترجع زي الأول يا هالة وأحسن
..........................................................
كانت الضربات المؤلمة الموجعة تعرف الطريق جيدا إلى مواضع الإصابة في جسده لتضاعف من إحساسه بالألم صړخ مستنجدا بمن ينقذه من بين أياديهم القاسېة ولكن لا حياة لمن تنادي فهو في معزل عن الجميع في ذلك المستودع المهجور مكبلا إلى أحد الأعمدة الخرسانية بعد أن تم
متابعة القراءة