اوتار الفؤاد بقلم منال سالم
المحتويات
ومستعد يعمل أي حاجة عشان يشوفك سعيدة ايدوا لنفسكم الفرصة تستمتعوا ببعض
ظهر شبح ابتسامة باهتة على جانب شفتي ليان ففضفضتها معها أفادتها إلى حد ما وأخمدت ما اعتراها من ثورة مشټعلة اطمأنت ابنة خالتها لتجاوبها معها فضمنتها إلى أحضانها دون أن تضيف المزيد فيكفيها أن تكون مصدر الثقة لها لتخبرها هي تحديدا بأحاسيسها همست لها ليان بامتنان
ردت مبتسمة
أنا معملتش حاجة المهم عندي إنك تكوني بخير
مسحت ليان بأطراف أناملها بقايا عبراتها المنسابة على وجنتيها لتعاود شكرها من جديد ببحة ملحوظة في نبرتها
ميرسي بجد يا تقى أوس حقيقي محظوظ بوجودك معاه وجمبه وعنده حق إنه يتمسك بيكي لآخر نفس في حياته
ابتسمت بخجل وقد تورد وجهها بدرجة ملحوظة لمدحها إياه وهي بالفعل قد رأت ذلك التغيير الجذري منه وعلى الجانب الآخر كان عدي أكثر تأثرا بحديثهما اكتشف الكثير عن زوجته من خلال حديثها العفوي شعر بكبر حجم مسئوليته تجاهها بأن دوره يحتم عليه دعمها وتفهم مشاعرها دون عتاب أو قسۏة بتخطي تلك الفترة القاسېة ونسيان ذكراها بإكسابها الثقة من جديد في نفسها بالتأكيد على صدق حبهما لذا ردد لنفسه بعزم
لم يعرف أن طول صمته يعني تفكيره في إنجاز شيء ما يحتاج لتركيزه الكامل ولصفاء ذهنه ليخرج بالصورة المرجوة راقبه عدي بتمعن دون أن يتفوه بكلمة فهو من يعرف صديقه جيدا ويفهم كيف يتعامل مع الأزمات بطرق يعجز هو عن الوصول لحلول تنهيها بشكل قطعي تأمله بشرود حتى خرج أوس عن طور سكونه ليردف بنبرة ترهب الأبدان
سأله عدي باهتمام
ناوي على إيه معاها
تجهمت تعابيره لتظهر تكشيرة جانبية وهو يجيبه
أكيد مش خير
أضاف عدي محذرا
هي عاملة شوشرة جامدة وده مأثر على أسهم الشركة وتعاملتها فكرني بوضعنا أيام د. مهاب و...
مجرد التطرق لذكرى ما فعله والده الراحل مع تقى كان كفيلا بإثارة دمائه قست ملامحه وتوحشت نظراته مقاطعا إياه
ابتلع الأخير ريقه خوفا من غضبته الوشيكة ليعتذر مرددا
أنا مقصدش
ثم صمت للحظة قبل أن يتابع معللا
بس لو فضلنا بالشكل ده هنخسر اللي حققناه فمحتاجين حل يخرجنا من مشكلتها بأقل الخساير
علق أوس متوعدا
ده لو كنت أنا فعلا لمستها
تنهد مكملا بحذر ونظراته أقرب للتوتر
أنا متأكد إنك متعملش كده بس الناس بتصدق اللي قدامها
هي مش استخدمت الميديا ضدي
أجابه على عجالة ودون تفكير
أيوه
أكمل بهدوء أصاب جسده بالقشعريرة
وأنا هحاربها بنفس سلاحھا في الأول
سأله مستفهما
إزاي
رد باقتضاب زاد من فضول رفيقه
بعدين هاقولك
ثم اعترت أوس ابتسامة واثقة عكست ثباتا انفعاليا عجيبا قبل أن يكمل
اندفع زفير عدي بقوة خارج جوفه ليرد بعدها
مستني أشوف
لكزه أحدهم بقسۏة عڼيفة في جانب صدره فكاد أن ينكفئ على وجهه لكنه تحكم في اتزانه تلمس صدره وهو يفركه برفق ليخفف من وطأة الألم الذي أصابه مديرا رأسه للخلف ليرمق العسكري بنظرات محتدة كان منسي مجبرا على كظم غضبه والسيطرة على أعصابه في ذلك المكان تحديدا وإلا تعرض لعقۏبة قاسېة أكمل سيره في الرواق المعتم نسبيا حتى بلغ الأبواب الحديدية هدر به أحدهم بصيغة آمرة
يالا يا مسجون منك ليه
رد عليه منسي وهو يكز على أسنانه في حنق
بالراحة يا دفعة
زجره العسكري محذرا بشراسة
حاسب على كلامك بدل ما أنفخك
أظهر منسي خنوعه على الفور فردد ملوحا بكفه معتذرا
لامؤاخذة يا باشا
ثم أكمل سيره نحو محبسه بتباطئ زفر بتأفف وهو يتبع باقي المسجونين في اتجاه العنبر المخصص لهم وقف عند أعتاب الباب المعدني السميك يجوب بعينيه المكان وكأنه يفحصه كان في نفس الوقت يبحث عن سرير شاغر ليتمدد عليه وقبل أن تقع عيناه على شيء بعينه شعر پألم مفاجئ قاس في كتفه أجبره على الاستدارة للجانب هدر معنفا من تعمد الاصطدام به وإيلامه
مش تفتح يا عمنا
رمقه المسجون بنظرة مزدرية محقرة من شأنه ثم هتف يسأله بفظاظة
إيه مش عاجبك
رد عليه بنرفزة طفيفة
أه مش عاجبني ده أنا ضيف عندكم و...
قاطعه المسجون مستهزئا به
ضيف هأو سلامات يا ضيف
استشاطت نظرات منسي على الأخير بينما تابع المسجون هجومه المهين له
ده إنت حتت واد ...... لا تكون مفكر نفسك حاجة لا سمح الله
حدجه منسي بنظرة ڼارية أشد حنقا عن ذي قبل ورد عليه بتشنج
طب ليه الغلط بس
وقف المسجون يتحداه في جرأة شديدة دون وضع أي اعتبار له نظر في عينيه مباشرة وهو يسأله
ده اللي عندي تحب أروق عليك أكتر وأعمل مسخة العنبر أنا جاهز
قرأ منسي شړا مستطرا في حدقتيه الغائمتين جف حلقه للحظة فأغلب المتواجدون هنا من عتاة الإجرام ربما إن تمادى في تحديه لوقع في شړ أعماله لذا بحنكة شبه مدروسة تراجع ليقول بنبرة أقل حدية
وعلى إيه ده الطيب أحسن
وضع المسجون يده على كتفه ليضغط عليه بأصابعه الغليظة مال عليه
متابعة القراءة