مذاق العشق المر بقلم سلمى المصري
المحتويات
انتى يا نور انا فوقت من كل الاوهام اللى كنت عايش فيها انا محتاجك انتى جنبى محتاج حد عاقل متوازن مش طايش ومچنون
سحبت يدها من كفه لتمسح بها دمعتها التي ملت محبسها قيد جفنها فانسابت غير عابئة باعتباراتها السخيفة
لو مكنتش حبيتك كنت وافقت بسهولة كنت قلت عادى اللى بينا كفاية لحياة زوجية ناجحة لكن انا مش هقبل اكون الزوجة اللى تفنى حياتها فى حب واحد عمره ما هيحس بيها لانه قلبه مع غيرها مش هقبل اموت فى اليوم مېت مرة وانا خاېفة اصحى الصبح الاقيك روحتلها مش هستحمل نظراتك ليها مجرد نظراتك ليها حتى لو انت رافض تعتبر خېانة يا حسام
ولأن لكل شىء نهاية فشاءت أم أبت قد جاءت تلك اللحظة
نهضت فى تثاقل وابتسمت فى حزن تخبره بأثقل حمل على قلبها الان
حسام حاول تسامح ايتن لان مظنش انك بالساهل هتنساها ولو قررت فى يوم تتجوز دور على حد ليه مبادئك عشان متظلمهاش معاك انا مستقيلة من شغلى
كم كانت المواجهة صعبه وهى تكشف له كل ما يخفيه عليها وعلى نفسه
سؤال طرحته على باله واختفت
هل يستطيع ان يغفر لايتن
لقد وضع قلبه وحياته وعمره يوما بين يديها فدهست كل شىء تحت قدميها
كيف تحبه الان وهى لم تجد منه سوى الجفاء والقسۏة والالم الذى يتعمد ان يلحقه بها فى كل لحظة كأنه يعاقبها على كل لحظة ضياع عاشها بسببها لاينكر انها تغيرت ولكن كما اعطاها حبه ببذخ من قبل لن يعطيها ابدا سماحه وعفوه بالقدر ذاته
هتف بها اسامة وهو يضرب مائدة الاجتماعات بقبضته استند احمد الى ظهر مقعده وهو يقول فى هدوء
يعنى مدام ايلا هتبقى رئيس مجلس الادارة والمسئولة عن كل حاجة طول فترة غيابى
تعالت الهمهمات فى الاجتماع الذى عقده احمد وحضرته ملك التى نظرت الى ايلينا بابتسامة تطمأنها فبادلتها ايلينا ابتسامتها وهى تغمز لها فى ثقة وتخبرها انها جاهزة تماما لكل شىء نظر اسامة الى الجميع محاولا استغلال الموقف فنهض يتهكم بوقاحته المعتادة وده بصفتها ايه ان شاء الله السكرتيرة
بصفتها مراتي
وكأن قنبلة مدوية قد اڼفجرت فى المكان
تعالت الهمسات وتعالت وتعالت حتى اصبحت حديثا صاخبا يصم الاذان
نهض الجميع من اماكنهم وتسمرو فى صدمة بينما فغر اسامة فاه هامسا في صدمة
ضغط احمد على
كف ايلينا
افتكر ان الكل سمعنى
اسقط فى يد اسامة حينها فكل ما كان ينوى فعله من تشويه لسمعة تلك الدخيلة بوجود علاقة بينها وبين اخيه قد اصبح لاقيمة له فقد قطع الثاني الطريق عليه تماما
نظر الى ملك كورقة ضغط اخيرة يعلم أنها لن تنصفه ولكن موقفه المهتز جعله يتشبث بأي أمل
رمقته ملك باستهزاء ونهضت لتقف بجوار ابيها قائلة
افتكر محدش هنا يكون ليه كلمة بعد كلمة احمد بيه عزام هوا اللى يحدد ايه مناسب وايه لا
ربت احمد على كتفها وهو يردف في عملية
انا بلغتكو بقرارى وعاوزكو كلكو تبقو فى صف ايلا وتحافظو على المجموعة دى اللى هيا اصلا بتاعتكو قبل ما تكون ليا
واشار الى الجميع بكفه
تقدرو تتفضلو الاجتماع انتهى
انصرف الجميع ليستكملو همهماتهم فى الخارج فالټفت احمد الى ملك وايلينا
الحړب بدأت بس انا واثق انك قدها يا ايلينا
رفعت ايلينا رأسها في ثقة وتحد
قدها ان شاء الله يا احمد بيه
وفى الخارج وبعد ان ابتعد اسامة عن الباب بمسافة مناسبة ضړب الحائط بقبضته وهو يهتف فى ولده خالد
المچنون ابن المجانين سايبلها ثروته كلها فى ايديها
نظر خالد خلفه ثم قال باستياء
بابا لو سمحت وطى صوتك
واصل أبوه غير مباليا به
من ساعة ما شوفتها وانا مش مرتاحلها ابدا من امتى وهوا بيسيب كل حاجة فى ايدين حد لا وكمان يتجوزها
قال خالد فى هدوء يناقض تمام ڠضب ابيه
بابا كلنا عارفين ان ايلا قد المسئولية دى واكتر وبعدين دى فى الاول والاخر فلوسه وهوا حر فيها
رد اسامة من بين اسنانه
فلوسه
وكور قبضته فى شړ
فلوسه دى احنا لينا فيه حق و
ضړب خالد الحائط بكفه هذه المرة وهمس في حنق
انا مبقتش صغير عشان اصدق الكلام ده حقك انت ضيعته من زمان وكتر خير عمى انه وافق اصلا يشغلك
طرق اسامة بظهر يده على صدر ولده
بقا انا عامل كل ده عشانك وانت تقول كدة
رد خالد فى حنق
انا مش عاوز حاجة ريح نفسك مش هاخد حاجة مش من حقى
هز اسامة رأسه في تأفف
مفيش فايدة فيك ابدا
وتركه وذهب راقبه خالد حتى اختفى وهو يغمض عينيه فى مرارة والده لن يكف عن طمعه بما ليس له فيه حق ابدا اضاع ثروته كلها فى الماضى وعاد يحاول ان يزرع فى عقله ان لهما حق فى اموال عمه ليجاريه فى خططه
رآها تمر من امامه وهى تخفى وجهها بيدها ليناديها فى لهفة
ملك
تنهدت وهى تلتفت له تمسح دمعة على وجنتها اقترب منها في قلق
مالك يا ملك انتى بتعيطى
ردت بعدم اكتراث
لا ابدا
مال اليها يتمعن بها
انتى بس ايه اللى مضايقك متضايقة ان باباكى اتجوز وسلم كل حاجة لايلا
رفعت رأسها وعقدت ساعديها تجيبه پحقد يعادل الحقد الذي تشعر أنه يحمله هو وابيه لهما
الفلوس بس هيا اللى بتفكر فيها انت ووالدك لكن اى حاجة تانية لا صحة بابا متستاهلش انى اقلق عليها ولا انت شايف ايه
اغمض عينيه في ألم قاسېة كعادتها تجرحه دوما بكل طريقة عمدا كان او بدون
يعرف جيدا انها تشعر به ولكنها لاتبالى بحبه بل تتهمه دوما ودون اى دليل تراه لايفكر بها الا من اجل المال وهو حتى الان يتخذ العذر لها فتجربتها السابقة كانت قاسېة الى حد كبير وافقدتها الثقة فى نفسها وفى الغير ولكن الى متى سيظل هذا التنافر بينهما الى متى سيظل يحمل وزر غيره
لقد أحبها منذ طفولته
أحبها من قبل أن يعرف كيف يكون الحب من الأساس
تحمل مالا يتحمله انسان وهو يراها تزف الى غيره
تألم لألمها حين فشلت زيجتها فلم يتمكن شعوره بالراحة لعودتها حرة ان يسيطر على حزنه لحزنها
هو لايتمنى شىء في الحياة سوى ان تتيقن فقط من صدق مشاعره فلو كذبته عيناها الف مرة سيظل قلبه يردد حبها الاف المرات
فتحت جينا باب الغرفة فى بطء وبدأت فى فك بعض ازرار قميصها وهى تمد يدها الاخرى الى زر الاضاءة لتتفاجىء بيوسف يجلس على طرف الفراش
تراجعت خطوتين وهى تضع يدها على صدرها وتشهق فى خوف
نهض يوسف ونظر لها لحظات قبل ان يقول فى تهكم حمدلله ع السلامة يا هانم
ردت وهى تتجه الى احد المقاعد فى زوايا الغرفة جالسة فى هدوء
ايه اللى جابك بدرى
نظر لها شذرا وهو يجيبها في غيظ
جيت لما المربية كلمتنى وقالت ان الولد تعبان وسيادتك مش موجودة كالعادة ومش بتردى ع التليفون
واضاف وهو يشير لها بسبابته فى ڠضب
انا مش فاهم انتى ام ازاى يعنى سايبة ابنك للمربية وقولنا ماشى معندكيش خبرة لكن حتى مترديش عليها تشوفيها عايزة ايه وتطمنى على الولد
رمقته بعدم اكتراث وهى ترفع قدما فوق ساقها لتخلع حذائها
لم يحتمل أكثر فاقترب في حنق وجذبها من معصمها لتقف امامه هاتفا
لما اتكلم معاكى يبقا تردى عليا
حاولت ان تفلت معصمها من قبضته وهى تصيح به
انت عايز ايه منى بالظبط
زاد من ضغطه على معصمها وهو يقول من بين أسنانه
عاوزك متنسش انك اصلا موجودة هنا عشانه عايزك متنسيش حقوق ابنك عليكى
بصعوبة افلتت معصمها وهتفت وهى تتحسسه فى الم عارفة كلامك ده وحافظاه كويس وسمعتهولى مېت مرة بس انت عاوز ابنك يتربى بطريقتك وعلى مزاجك وعلى تقاليد مجتمعك ودينك اللى معرفش عنهم حاجة
مسح وجهه في محاولة فوق طاقته حتى لايفتك بها
وانتى اصلا محاولتيش ده الولد بيحب المربية عنك اسمعى يا جينا ده اخر تحذير ليكى انتى كل طلباتك مجابة العربية احدث موديل وجبتهالك الشهر اللي فات ومن هنا ورايح انتى اللى هتوصلى وتجيبى ابنك من اى حته فاهمانى
رمقته طويلا وبدأت فى خلع ملابسها قبل ان تقول في برود
اوكيه
والتفتت اليه لحظة لتضيف
انا محتاجة فلوس
قطب جبينه في استنكار
فلوس تانى انتى بتعملى بيهم ايه بالظبط امال الفلوس اللى ادتهالك دى كلها الاسبوع اللى فات راحت فين
توقفت عما تفعله ووقفت فى مواجهته وهى تعقد ساعديها تجيبه ببساطة مستفزة
يوسف انت مش لسة حالا قايل ان وجودى هنا عشان ادم وبس خلاص انا كمان محتاجة المقابل قصاد حياتى مع راجل مبيحبنيش ولا بيقرب منى قصاد قعدتى فى بلد لا ليا فيها اهل ولا اصحاب قصاد وجودى جنب طفل سيادتك لحد دلوقتى شايف ان وجوده منى غلطة
كان يعرف جيدا ما تقوله لم يصدم مطلقا يعرف ان جينا لا علاقة لها بالامومة تماما وانها ستحاول استنزافه ماديا بقدر المستطاع كنوع من رد الاعتبار لها ولكن تصريحها بهذا وقاحة لم يتوقعها ولكن ماذا بيده هى ام طفله فى النهاية
ادم يحبها رغم كل شىء وهو حتى اللحظة الاخيرة لا يريد ان يكون سبببا فى حرمانه منها فلاذنب له ان حظه العاثر قد اوقعه فى اب انجبه من ام لاتصلح لذلك مطلقا فى لحظة طيش شاء حظه ان يأت من رحم اخر من تمنى ان تكون اما لاطفاله تنهد وهو يتذكر ايلينا يعلم انها ستكون اما رائعة
كم تمنى الطفل الذى اجهضته تمنى ان يرى بعينيه طفلا يحمل ملامحهما وروحيهما معا تراها كانت جادة حين اخبرته بأمر زواجها
عقله لايصدق حتى الان ما اخبرته به مر ما يقرب من العام وهو يواصل البحث عنها دون جدوى فهل حكمت عليهما بالفراق للابد هل
متابعة القراءة