مذاق العشق المر بقلم سلمى المصري
المحتويات
لو كان كلامى ضايقك
افلتت ايلينا نفسها من بين ذراعى ملك وابتسمت بصعوبة لتنحي هالة الحزن جانبا ولو للحظات
ملك هوا انا ممكن اطلب منك تساعدينى فى انى الاقى شغل مناسب اى شغل ومكان اعيش فيه غير بيتى القديم اى مكان حتى لو بسيط مش هيفرق
ربتت ملك على كتفها في دعم
موضوع الشغل متشيليش همه خالص اكيد انتى سمعتى عن مجموعة عزام
اه طبعا دى اشهر من الڼار على العلم
شابكت ملك أناملها ببعضها
تبقا بتاعة بابا احمد عزام وانا هكلمه يا ستى فى الموضوع ده متشيلش هم وبالنسبة للبيت برضه ليها حل بس ليه عايزة تسيبى بيتك
أطرقت ايلينا برأسها لتعبث في شرشف الفراش للحظات قبل ان تنظر الى ملك مطولا وتقول
قطبت ملك حاجبيها في جدية
لو فى مقدورى اوعدك طبعا
مالت اليها ايلينا في رجاء
اوعدينى ان يوسف البدرى ميعرفش اى حاجة لا عن شغلى ولا عن مكانى
نهضت ملك في دهشة ماالذي تنتويه تلك المچنونة
وليه ده كله
اوعدينى وبس ياملك
ادرات ملك حدقتى عينيها فى تفكير قبل ان تتنهد في استسلام
ابتسمت ايلينا فى سعادة هذا ما تريده بالضبط لن يراها يوسف وهى على انكسارها هذا ابدا ستستعيد كل قوتها لتواجهه من جديد
تعرف انه سينبش الارض بحثا عنها وسيتألم لفراقها فهى لم تنكر انه لازال يحبها رغم كل شىء
ورغم هذا فلن تغفر له ابدا هذا الانكسار والصدع الذى ألم بروحها
ستعود لتظهر له من جديد بالوقت والطريقة التى تحددها والى هذا الحين فيلتجرع الام الفراق والندم حتى يكتفى
وقف زين فى شرفته يتنفس في عمق وهو ينظر الى السماء الصافية ليلا ويخرج من جيب سترته تلك الحلية الصغيرة التى انتزعها من شعرها منذ سنوات
لم تفارقه تلك الحلية ابدا
ينقلها من جيب سترة الى سترة أخرى
يخشى ضياع اخر ما تبقى من حبيبته
نعم حبيبته
قد سأم المقاومة
سأم المحاولة للتسليم بأمره لينتهى كل شىء ويخرجها من تفكيره ابتعد عنها كما وعدها وتركها لحياتها مع اخر وحاول أن يفعل المثل ففشل
حاول ان يأخذ من عشقها الغريب له اى طاقة تدفعه لنسيان صوفيا او التسليم لحياته بدونها لتبوء كل محاولاته بالفشل
فتح المجال لمن صدهن فى الماضي واعطاهن الفرصة ليقتربن من جديد حاول ان يلهي مشاعره بهن ليعيش مجرد حالة حب فقط فعجز
كل ذرة من مشاعره ترفض ان يزاح عن كاهلها عشق صوفيا حتى وان ذاقت بسببها كل عذابات الدنيا
سلم لقدره فى النهاية وتوقف عن المحاولة وأيقن انه سيظل يعشقها حتى وان كان من المحال حتى ألا يلمحها مجددا
حتى وان كان سيظل يتعذب بهذا الحب مابقى له من عمر فليس له الان سوى ان يتعايش مع المه ان لم يكن منه شفاء
لايصدق انه بالفعل قد استمع الى صوتها منذ أيام حتى وان كان طلبا للمساعدة
تسللت نبراتها المحببة الى طريقها الذى تعرفه جيدا ولم تضله مهما مرت عليها السنوات الطريق سيظل واضحا
امامها الى عمق قلبه
تذكر وقتها كل مامر بهما من ذكريات
بداية من اللقاء الأول
مرورا بعهدهما الذى نفضت يدها منه ولا يمكنه ان يلومها ابدا على هذا
ونهاية بالوداع الاخير الذى عرفته فيه على زوجها لتضع نقطة النهاية التى يرفضها قلبه ضاربا كل اعتبارات الدنيا عرض الحائط
استيقظ من افكاره على واقعه المزعج المتمثل فى ذراعي سمر تطوقان خصره بينما تريح رأسها بين كتفيه قبض على الحلية فى يده وهو يزفر فى ضيق
سمر مش قادر لو سمحتى
ارخت ذراعيها على خصره ورفعت رأسها في بطء لتقف الى جواره قائلة فى غيظ حاولت كتمه
انت مش حكاية مش قادر انت بقالك كام يوم حتى لمسة ايدى مش طايقها
مسح وجهه بيده دون ان ينظر اليها فماذا بوسعه ان يقول لقد فقد القدرة فى تكذيب ما يراه حقيقة لامفر منها
واصلت في مرارة وهى تحتضن نفسها
فيها ايه يا زين مش موجود فيا فيها ايه مخليك مشغول بيها لحد دلوقتى انت عارف انت قربت منى كام مرة طول السنين اللى فاتت
واضافت وهى تزمر شفتيها وتقول فى الم واضح بينما يتجنب هو النظر اليها
وكل مرة انا اللى كنت برغمك وبحاول اخليك تقرب بكل طريقة حتى لو كانت الطريقة انك تتخيلنى هيا
الټفت لها فى حدة لم يحتمل ما قالته ليهتف بها فى ڠضب
سمر
ارتمت دون مقدمات بين ذراعيه وهى تتشبث فى ملابسه كأن قدميها لاوجود لهما وتأخذ من وجوده الدعم كى لا تسقط مرغت وجهها فى صدره لتتمتم وهى على شفا الاڼهيار
زين انا بحبك ارجوك ارجوك لو عرفت بس انا بحبك اد ايه ارحمنى بقا يا زين ارحمني
اشفق عليها ولكن ما بيده وقد اخبرها من اللحظة الأولى بما تعرفه هى جيدا
لم يعدها بانه سيحبها يوما وكيف يعد المرء بما ليس له عليه حكم ولا سلطان هو لايملك لها سوى كثير من الشفقة وهي ترتجف بين ذراعيه فهي مثله تماما تتألم بحبها المستحيل
كلاهما يحمل العڈاب ذاته فهى بين ذراعي رجل يعشق طيفا لازال يعانى من سحره حتى الان تنهد فى عمق وهو يضمها اليه هامسا
خلاص يا سمر اهدي
ازداد ارتجافها وتشبثها به أكثر فحملها ليضعها على الفراش فى رفق وقبل أن ينهض من جوارها امسكت بكفه تتوسله
ارجوك يا زين ارجوك ما تسيبنيش
اقتربت منه ببطء وهو لم يرفضها وكعادتها دائما هى من تبدأ وهو اما يستجيب او يتزرع بألف حجة فان استجاب فهو يستدعى كل غريزته كرجل ليستطيع ان يأخذها كزوجة كان حملا ثقيلا على فؤاده يتهرب منه باستمرار ويشعره دوما بالخېانة هذا الشعور الغير منطقى الذى يلازمه وعبثا يحاول ان ينحيه جانبا أغمض عينيه بينما كانت بين يديه وهمس فى حزن اعتادته منه دوما
صوفيا
وكأنها لاتهتم أن يتخيلها أخرى
كأن كرامتها لم تعد ذات قيمة
كأنها تركت له الخيال ليعشق صوفيا فيه كما يشاء لتتلقى هي هذا العشق بين ذراعيها في الواقع
تتلقى حقها التي كادت أن تغتصبه منها تلك الشقراء اللعېنة
حقها التي قاتلت من أجله بحقارة لا تنكر ولكن لم يكن أمامها سبيل غيره وجود زين الدين في حياتها مسألة حياة أو مۏت وهي لاتريد المۏت مطلقا
هي تريد أن تحيا لتنعم بقربه فالحياة قد بدأت تمنحها الكثير فبعد أن عاش راهبا الى جوارها لثلاثة أعوام تمخض الحظ معطيا اياها فرصة لتصبح زوجته عن حق وهاهو يوما بعد الاخر يستسلم لقدره معها وربما جاءت اللحظة التي تتمكن فيه من طرد خيال تلك الشقراء العالق بباله هذا الى الأبد
زهرة بيضاء شريدة في منتصف حوض مميز في حديقة منزل زياد مرررت الذكرى على ذهنها رغما عنها
نبرات صوته تسللت الى أذنها مجددا
سمتها صوفيا جمالها ميحتملش اي اسم تاني
أغمضت عينيها واقتربت في استسلام تشم عطرها
فتحت عينيها فجأة وقد قفزت الذكرى الى الزهرة بدورها
لم ټشتم رائحتها بل شعرت برائحته هو
ماذا حدث لها بحق الله
لقد ظنت انها تجاوزت كل شىء
كيف عادت الى نقطة الصفر بمجرد مكالمة صغيرة استغاثت فيها به لينقذ ايلينا
العقل والمنطق وكل شىء يخبرها انه لايستحق والقلب يعترض كالدوام غير عابىء بأحد
حسنا فليعترض كما يحلو له فلم يعد هناك ارادة ستخضع له مطلقا فيكفي جدا ما حدث
شعرت بمن يجذب بنطالها فنظرت الى الأسفل بابتسامة لتجد تلك الصغيرة المبهجة تفتح ذراعيها لها وتطلب منها أن تحملها
رفعتها وقبلت وجنتها وهي تقول
ديانا الجميلة
قطبت الصغيرة حاجبيها في تركيز واشارت باصبعها تجاه الوردة البيضاء
ابتسمت صوفيا وهي تضمها اليها
ايه رأيك لو نسميها ديانا جمالها ميحتملش
بترت عبارتها بسرعة
الويل لها هل تردد عبارته دون وعي
هل بلغ بها الخبل تلك الدرجة
انزلت الصغيرة لتلتقط كفها وتبتعد بها عن المكان
اجلستها على ارجوحة صغيرة وبدأت في هزها لتتعالى ضحكاتها في سعادة
يا بختك ديانا
انتبهت صوفيا على الصوت لتحيي الفتاة الرقيقة التى عقدت ساعديها تتابعهما
دارين ازيك
ابتسمت دارين في رقة
انا بخير المهم انتي عاملة ايه خلاص اتطمنتي على ايلينا
هزت صوفيا رأسها وهي تتمتم
الحمد لله
عضت دارين شفتها السفلى للحظات وهي تطرقع أصابعها في حيرة
ضيقت صوفيا عينيها وأنهت ترددها على الفور
دارين انتي عايزة تقولي حاجة صح
حكت دارين جبينها بكفها تجيبها في توتر
بصراحة زياد كان عاوز يسألك عن
توقفت صوفيا عما تفعله لتنظر الى دارين في صرامة
احنا ناقشنا الموضوع ده كتير دارين وانتو عارفين رأيي كويس فيه فليه كل شوية تضغطو عليا
اللي هوا ايه رأيك يا صوفيا
الټفت الاثنتان على صوته وقدومه المفاجىء الذي أربكهما
اقترب من الصغيرة ورفعها من على الأرجوحة قبل أن يقبل وجنتها ويعطيها لدارين قائلا
خديها جوة يا دارين لو سمحتي
ضمت دارين الصغيرة وهي تبدل النظر بين وجهيهما في ترقب ليكرر زياد
دارين لو سمحتي
قاطعته وهي تبدأ بالتحرك
حاضر حاضر
راقبهما زياد حتى اختفيا ليلتفت الى صوفيا يسألها وهو يضع يديه في جيب سترته
لحد امتى صوفيا
تشبثت صوفيا بأحد أعمدة الأرجوحة وضغطته بقوة فتحت ثغرها تبحث عن اجابة لم يسعفها بها عقلها
كرر سؤاله في لهجة تحمل حزما نوعا ما
امم مقولتليش صوفيا
أشاحت بوجهها لحظات عادت فيها اليه تخبره في حسم
زياد انا مش هبدأ حياة جديدة والقديمة لسة متقفلتش مش هقولك ان الموضوع يخص صحتي لانك دكتور وعارف ان حالتي دلوقتي بقت احسن كتير بعد العلاج انا عاوزة الاقي نفسي يا زياد قبل اي حاجة تانية انا بدأت طريق ولازم اكمله خلاص بدأ يكون ليا هوية وكيان منفصل بدأت اعرف انا مين انا كنت ضعيفة تايهة ولما في لحظة افتكرت نفسي وصلت تهت اكتر انا مش ههرب تاني
متابعة القراءة