الجزء الثاني من صراع الذئاب بقلم ولاء رفعت
المكتب ... فذهب قصي خلفها ليوصد الباب و لم تشعر بذلك حتي أنتفضت من صوت صفق الباب بصوت أفزعها
ألتفت نحوه لتراه يرفع أكمامه ويثنيها لأعلي ثم خلع ساعة يده وألقي بها فوق المكتب يقترب منها بخطي هادئة ومرعبة معا
أخذت تتراجع بظهرها إلي الخلف حتي تعثرت ووقعت ع الأريكة ولامفر لها للهرب من أمامه .
: بداخل السوق الشعبي حيث بائعي الخضروات والفواكه واللحوم ... تسير ف وسط الزحام تحمل بيدها أكياس بلاستيكية مليئة بمطلبات تلك الشمطاء التي أجبرتها ع التسوق وبصحبتها شقيقة زوجها ...
: أستنيني هنا هاروح أجيب حاجة من المحل وجايه ... قالتها فاتن
رحمة : هتجيبي أي تاني إحنا إشترينا كل حاجه ويلا عشان أنا مش ناقصة اسمع كلمتين من أمك ونتخانق تاني
فاتن : متقلقيش بسرعة وجاية .. أقفي أنتي هنا ف الضله وجايلك ع طول
ذهبت فاتن ... فأستندت رحمة بظهرها ع الجدار ف إنتظارها ... أنقطع من قبضة يدها الكيس لينفرط منه حبات البطاطا والبندورة
: أستغفر الله العظيم ... ده الي كان ناقص الكيس يتقطع ... قالتها وأنحنت لتلملم الحبات وتضعهما بداخل الكيس الأخر
بينما هي تتناول الحبات وكادت تضع يدها فوق إحداهم لتجد يد تسبقها ... رفعت وجهها فتسمرت وقالت :
طه !!
أمسك يدها وقال وهو يحدق ف عينيها بنظرات عتاب:
أيوه طه يا مدام رحمة ... مبرووك ... معلش جت متأخر
نهضت وهي تجذب يدها من يده وقالت :
أنت مالك بتلومني كأني أتجوزت بمزاجي مش ڠصب عني
طه بنبرة سخرية : هو ف واحده دلوقت بتتجوز ڠصب عنها !!
صاحت پقهر وألم : اهااا ياطه فيه أنا ... وتقدر تقول أهلي باعوني بأرخص تمن لواحد سافر بعد جوازنا بأسبوع وسابني خدامة لأمه ومش كده وبس لاقيت مستنيني مصير الچحيم أهون منه بمليون مرة ... وأنت جاي تكمل عليا بنظرات عتابك ولومك عليا ...
قالتها لټنفجر عبراتها فكاد يقترب منها وهو يقول:
رحمة أنا أسف مكنش ....
قاطعته وهي توقفه بيدها وقالت : أبوس أيدك أبعد عني أنا فيا الي مكفيني ... مسحت عبراتها وهي تشهق فأردفت بإبتسامة تهكمية:
متقلقش عليا الضړبة الي مبتقتلش بتقوي ... وقريب أوي هاخد حقي من كل الي ظلمني وجه عليا ... وياريت تنساني لأن رحمة بتاعت زمان ماټت ياطه
وف تلك الأثناء كان علاء يتجول بالسوق باحثا عن رحمة وشقيقته ... فوقعت عينيه ع رحمة وأمامها طه ... جز ع أسنانه بحنق ... أسرع نحوهما وقال:
أزيك ياطه عامل أي
أنتفضت رحمة من صوت علاء ونظرات الإتهام التي يرمقها بها
أجابه طه : الحمدلله يا علاء أنا بخير ... ثم نظر إلي رحمة وذهب بعيدا ... ومازال علاء يحدق بها ليقاطعه صوت شقيقته :
علاء!!
رمقها بضييق وقال : كنتي فين وسايبة رحمة لوحدها
فاتن : كنت بشتري حاجات لجهازي والراجل كان بيجبهالي من المخزن عشان كده أتأخرت
علاء : هاتو الشنط دي ... قالها وهو يأخذ منهما الأكياس فأردف : يلا أدامي منك ليها
: ااااااااااااه ... صړخة أطلقتها صبا التي يقيد قصي يدها بقبضته إلي الخلف وممدة ع بطنها فوق فخذيه وساعده الأخر يمنع حركة ساقيها من الركل أو الحركة تماما
: دي عشان فستانك القصير و مجسد كل تفاصيل جسمك ... قالها قصي بحنق بعدما عض مؤخرتها
فأنهال مرة أخري بعضة أقوي لتطلق صړخة دوي صداها بأرجاء المكتب وقال :
ودي لعدم سمعانك الكلام ودخولك المكتب من غير إستئذان ... فأتبع بالعضة الثالثة ليصاحب صړاخها بكاء پألم
فقال : ودي عشان بعد كده متطوليش لسانك ولما أطلب منك تعتذري تنفذي ع طول
: ااااااااه ... كفاااااايه .. حراااااام عليك ... أنا آسفه ... آآآآسفه ... صړخت بها بعد العضة الرابعة
فقال : ودي عشان تبقي تفكري تعلي صوتك عليا تاني
ترك يديها ثم صفعها ع مؤخرتها ف موضع آثار أسنانه التي تركت أثرا ع قماش ثوبها الأحمر الداكن
نهضت و ظلت تبكي بنشيج وهي تضع يدها ع موضع ألمها وقالت:
أنا بكرهك ياقصي ... بكرررررررهك
وقف و حدق بها ببرود أعصاب متقن وقال:
شكلك متعلمتيش لسه الأدب وعايزاني أعيد من أول وجديد
أتسعت عينيها پخوف وهي تبتعد وتهم بالركض نحو الباب
قصي : أقفي عندك
توقفت وقالت : عايز مني أي تاني !!
أتجه نحوها فأجهشت بالبكاء مجددا كالطفلة التي عوقبت لتوها
جذبها بين زراعيه ليحتضنها بقوة وظل هكذا حتي هدأت ليمسد ظهرها ويهبط بيده أسفل ظهرها فأمسكت يده وأبعدتها وقالت :
أنا عايزه أروح
أخذ يمسح عبراتها من وجنتيها وقال : أي رأيك نخرج نتغدي برة
أبعدت يديه وقالت بصوت مخټنق : أنا تعبانه وعايزه أروح
تنهد بسأم وقال : أوك ... براحتك
أنزل أكمامه وأغلق أزرارها وأرتدي ساعة يده ثم تناول سترته وهاتفه الذي أجري عليه أتصالا وقال :
جهزلي العربية ...