رواية خيوط العنكبوت الجزء الثاني بقلم فاطمة الالفي
المحتويات
وأن تقدم المواساة وأن تدعو لها بالرحمة والمغفرة وأن يسامحها الله سبحانه وتعالى ويتقبلها يعلم بأن الأمر ليس بهين ولكنه لن يترك زوجته تتمتع بصفة غلظة القلب وقسوته.
فويل للقاسېة قلوبهم من ذكر الله
انسابت دموعها حزنا ورفعت يديها تناجي ربها بأن يغفر لها ويرحمها وهي متسامحة على كل ما اقترفتهقدرية في حقها وحق ابنتها.
لذلك اصفحت دلال عن قدرية وابدل ثيابها بأخرى سوداء وتركت ابنتيها فريدة وأمل من أجل دراستهم وذهبت مع زوجها إلى المنصورة لتقديم واجب العزاء والمواساة في الأحزان فمهما حدث فهم عائلة واحدة والاشقاء لا ذنب لهم بما فعلته وهي الآن بين أيادي الله لا يحق الا ذكرها بالخير والدعاء لها بالرحمة والمغفرة والعتق من الڼار..
ذهب سراج لمنزل فاروق لكي يصطحب خطيبته إلى جامعتها ويلتقي بها فمنذ الوعكة التي تعرضت لها حياة وهو لم يلتقي بها.
ارتدا ثيابه المكونة من بنطال جنيز وقميص أبيض يترك أول ازراره مفتوحه لتظهر من خلفه تقاسيم ص دره العريضة ونثر عطره المفضل ثم التقط متعلقاته وترك منزل جدته بعد أن ودعها بق بلة حانية على ظاهر كفها وأخرى عند جبينها وغادر المنزل متلهفا لرؤية محبوبته.
في غضون دقائق كان يصف سيارته أمام البناية ثم أخرج هاتفه ليهاتفها ويخبرها بأنه ينتظرها أمام العقار استعدت فريدة لمغادرة المنزل وهي في أبهة صورة فقد كانت ترتدي ثوب فيروزي به سلاسل رفيعة باللون الأسود وحزام أسود يحتضن خصرها الممشوق وتزين وجهها بحجاب فيروزي وترتدي حقيبتها الخاصة السوداء وتنتعل صندلا أبيض به سيور عريضة ذا كعب عال وضعت القليل من مساحيق التجميل ووقفت أمام المرآة تهندم ملابسها وتلقى نظرة أخيرة على مظهرها قبل أن تغادر الشقة وتذهب إلى حيث ينتظرها سراج بالأسفل..
عندئذ أقبلت عليه وهي تتهادى في مشيتها نزع نظارته الشمسيه وترجل من سيارته يسير بخطوات واسعة يقلص المسافة بينهما إلى أن وقف أمامها مباشرة يطالعها بعيون تود عناقها ملتهبة بجمر الحب التقط كفيها يطبع على ظاهرهم ق بلة شغوفة وعينيه تجوب على ج سدها من رأسها إلى اخمص قدميها في أعجاب بمظهرها الذي يسرق لب قلبه كلما تطلع إليها هذه الفتاة بدلته تبديلا بعدما كان يتسكع في شوارع القاهرة ليلا ويتنقل من ملهى لآخر بصحبة الفتيات أصبح الآن شابا ملتزما عاشق مهوس بمحبوبتة الفريدة فقط لا يريد غيرها ولا يتمنى من الدنيا سواها.
إيه الجمال والحلاوة دي يا ديدا
تأفأفت بضجر وقالت بحنق
حلاوة طحنية
كركر ضاحكا وقال بمراوغة فهو عاشق لاستفذاذها
يخربيت خفة دمك
لوت ثغرها بضجر وشبكت ذراعيها أمام ص درها قائلة باقتضاب
شكرا
كتم ضحكته وقال
عفوا
ثم جذبها من يدها ورفعها إلى فاه يطبع ق بلة رقيقة وعيناه تعانق عينيها بحب وهو يهمس بحنو قائلا
تبسمت برقة وقالت بمرح
ما كان من الأول لازم ترسم عليا الدور
سحبها معه إلى حيث سيارته وقال وهو يفتح لها باب السيارة لكي تستقل بالمقعد الأمامي
يلا بينا مش هنقضي يوما واقفين كده في الشارع ثواني كمان ومش هكون مسئول عن اللي هعمله
ثم دار حول السيارة وأستقل بمكانه خلف عجلة القيادة وأنطلق في طريقه إلى حيث وجهته المنشودة فقد قرر أنتشالها من ازدحام القاهرة والاختلاء بها على متن اتوبيس نهري يبحر بهما داخل نهر النيل وجمال الطبيعة الخلابة ومنظرها البديع في هذا الجو النهاري ونسمات الهواء التي تداعب الوجوه مثل الفراشات الصغيرة وأصوات العصافير تحلق فوق رؤسهم في سرب جميل يغردون بألحانهم وعزفهم المنفرد في بهو ونقاء وصفاء السماء التي يسبحون فيها..
صفا سيارته حيث وجهته فهو يعلم بأنها بحاجة لهذا الجو الساحر حتى وأن كان في النهار فدفء أشعة الشمس الذهبية تغمر المكان بلفحة جذابة وتسلط أشعتها الڼارية على مياه النيل لتختلط سحر الوهج الڼاري مع زورقت مياءه العذبة.
ترجلا سراج من سيارته و دار حولها ثم فتح الباب الآخر وهو يمد كفه لكي تتشابك الأيدي وتترجل فريدة هي الأخرى وتنظر حولها في دهشة
أبتسم لها سراج وجذبها لتسير بجواره ولا زال متحضن بكفه كفها الصغير الناعم متوجهين حيث الاتوبيس النهري ساعدها على الصعود على متنه وصعد هو الآخر.
ضحكت برقة وقالت بأعجاب
واو المكان هنا تحفة يا سراج
طالعه بنظرة متيم وقال بصوت هامس
نفسي أقدر أسعدك يا فريدة ونحقق مع بعض كل أحلامنا
وجودك في حياتي اكتر سعادة بالنسبالي
قال بحماس
ليه
متابعة القراءة