رواية رحيل بقلم حنان إسماعيل
اشكرك و
لم يدعها تكمل حديثها وابتعد فى خطوات واثقه
تضايقت من رد فعله المهين وهى تتابعه بعيناها وهو يبتعد
مرت الايام ورحيل ببيت جدها شاردة طوال الوقت تفكر فى جاد والذى سيطر علي فكرها منذ تلك الليله كانت تجلس فى شرفه غرفتها الواسعه والتى تطل على الاراضى الواسعه تلمحه من بعيد ممتطيا حصانه وهو يركض به مسرعا كفارس سباق كانت قد رآته منذ عامين فى اجازتها للقرية صدفه وهى تقف بالشرفه وهو يعدو بحصانه الاسود كل صباح
سألت عنه سيدة وقتها وعرفت انه ابن الموافية وان اسمه جاد وانه الد اعداء جدها قابلته مرة اخرى وجهها لوجه اثناء سفرها بالطائرة ذات يوم بعدما ارتطمت به وهى تمر من امامه يومها رآته وتسمرت مكانها للحظات من قوة نظراته الصامتة لتعرف من سيدة التى كانت تقف ورائها انه هو جاد الذى يمتطى حصانه كل صباح
نزل جاد بعد اخذه لحمام بارد عقب عودته من جولته بحصانه ادهم فجر كل يوم كانت زوجة عمه ام اسماعيل وفاطنة ابنتها يعدان الطعام بينما جلس اسماعيل على رأس المائدة جلس جاد فى صمت بعدما قبل راس اسماعيل ابن عمه جلست قبالته فاطنة وهى تنظر له بحب وشوق وبجانبها امها والتى اخذت تغمز لها حتى تنزل عيناها عنه
سأله اسماعيل ايه اخبار شغل ايطاليا
اسماعيل بضيق يعنى ايه تمام ماتقولى حصل ايه ياجاد
جاد موجزا يعنى تمام يااسماعيل مااظنش ده لا وقته ولا مكانه
قالها وهو ينظر لزوجة عمه وابنتها قبل ان يفطن اسماعيل محاولا تدارك خطأه قائلا وهو يتناول الطعام
اسماعيل طيب بلاها سيرة الشغل امتى هنفرح بيك انت وفاطنة بقى بقالكم كام سنة مخطوبين وكده كتير اوووى والعيله كلها بتتكلم فى ده
فرحت فاطنة لفتح اخيها اخيرا لسيرة تعجيل الزواج بعدما حادثت امها كى تستعجله راقبت رد فعل جاد والذى انشغل بتناول قهوته قائلا فى ضيق
جاد بعدين يااسماعيل
ام اسماعيل فى ايه ياجاد هو انت يابنى لسه بتجهز نفسك ولا حاجة لا سمح الله ده انت عندك فلوس لو وقفت عليها تطول القمر وبعدين كده كتير اووى بصراحة والموضوع طول اووى وشكلنا بقى وحش اودام الناس ولا يكون لك شوفه تانية ومحدش واخد باله
جاد بصرامة مرات عمى انا لا ليا شوفه تانية ولا ليا فى هرى الستات ده انا قلت بعدين يعنى بعدين كام شهر من النهاردة على مااخلص شغل مهم جايز اسافر له الفترة الجاية وبعدها هنقعد نحدد ميعاد الفرح وكل الحاجات اللى انتم عاوزينها بالاذن عندى شغل عاوز حاجة يااسماعيل
نهض جاد منصرفا وامه تزجره پغضب
ام اسماعيل ينفع كده هو ده اللى قلت لك عليه
اسماعيل پغضب وهو يزيح الاطباق جانبا بيده يعنى اعمل
ايه ياامه اضربه على ايده واقول اتجوز اختى بالعافية ماانتى شوفتى قال بعدين وقفل الكلام ايه عاوزانى اترجاه
ام اسماعيل وهى تنظر لفاطنة الحزينة بس انت الكبير وكلمتك تمشى عليه
اسماعيل بسخرية كبير ايه بس ياامه احنا هنضحك على بعضنا ماانتى عارفه انى كبير بالاسم انما اللى بيدير كل حاجة واوامره بتمشى على الكبير قبل الصغير هو جاد ابن عمى والفلوس والعز اللى احنا عايشين فيهم فلوسه هو يعنى اللى يقوله يمشى علينا واحنا ساكتين
نهضت فاطنة وهى تبكى لغرفتها قبل ان تلحق بها امها
نظرت اليه امه بعتاب قبل ان تلحق بابنتها فى غرفتهااقتربت منها قائله
ام اسماعيل مالك بس يافاطنة
فاطنة وهى تبكى قلت لك من اول يوم انه مش عاوزنى ياامه
ام اسماعيل بتحدى وانا قلت هجوزه لكى برضاه او ڠصب عنه هيروح مننا فين احنا وراه لحد لما يحدد ميعاد الفرح
فاطنة وهى تمسح دموعها ده عمره ماقالى كلمة واحدة حلوة ياامه ولا بص فى وشى ولا كأنى خطيبته نفسى مرة يحس بيا يحسسنى انى افرق معاه
ام اسماعيل وهى تطيب خاطرها بعد الجواز هيحس بيكى وهيحبك وخصوصا لما تجيبى له ولى العهد اللى هيورث كل العز ده يابنتى هى طباعه كده المهم ان مفيش حد فى دماغه وده اللى يهمنا
فاطنة ياخوفى ياامه
امها مطمئنه مټخافيش هتتجوزيه وحياة امك لا اجوزه لك
ابلغ صالح يونس ان يرعى البيت والاراضى لحين عودته من سفرية قد تستغرق اسبوعا لاحد القرى السياحية بالبحر الاحمر للاتفاق على صفقه جديدة وهم على الافطار
كانا
يتحادثان بلغه خاصة دون الافصاح عن طبيعه شغلهم امام الجميع كانا يتحادثان عن صفقه المعتادة والتى توزع على العائلات بكميات ومناطق محددة فى هذا الوقت من كل عام بحضور اجانب شركاء لهم من الخارج اعتادا ان يلتقيا فى قرية سياحية مملوكة لشريك اخر لهم وكان اسماعيل يحضرها ممثلا عن عائلته قبل مرضه الا