اسكربت ريشة بقلم روز أمين

موقع أيام نيوز

صوت بوق سيارة مرتفع يأتي من خلفها اړتعبت ثم استدارت سريعا لتجد ذاك السخيف الذي قرر داخل سريرته أن يزعجها ويصيبها بالضجر قبل أن ينتهي اليوم رمقته بنظرة حادة ثم غمغمت بنبرة ساخطة 
فرحان قوي بالعربية اللي أبوك جايبها لك أمال لو جايبها بفلوسك كنت عملت فينا إيه!
تخطاها ثم انطلقت منه ضحكة رجولية عالية جلجلت داخل السيارة هو علي يقين أنها تسبه الآن وتنعته بأفظع الكلمات وهذا الامر أسعده كثيرا لوصولها لهذا الحد من الڠضب
بعد مرور خمسة أسابيع على بدأ الدراسة قضتهم غنوة في ڠضب شديد وسخط من ذاك الذي يتعمد دائما أن يسخر منها أمام أصدقائها تحت كظم غيظها تجنبا لافتعال المشاكل معه كي لا يتعمد إيذائها
داخل الحرم الجامعي وبالتحديد داخل ساحة واسعة تحاط بها مجموعة من الأشجار والزهور المخصصة لجلسات الرسم لتعلم وتدريب الطلاب على الرسم وسط أجواء هادئة تساعدهم على الاسترخاء ليبدعوا
في زاوية منعزلة تقف غنوة أمام لوحتها المعلقة علي حامل الرسم الخشبي تبدع بريشتها طالقة لخيالها العنان تنسج من خيوط ريشتها أروع المناظر حيث تجعل كل من يرى رسمتها للوهلة الأولي يعتقدها حقيقة جراء إتقان غنوة الشديد بتصويرها
تشعر وكأن العالم أكمل سار بين يديها ويرجع ذلك لشغفها وعشقها الكبير لموهبتها التي كبرت معها منذ الصغر
كان يتحرك بين طلابه بهدوء تام يتابع إبداعاتهم حتي وصل إليها دقق النظر فيما تخطه ريشتها برغم إيمانه الشديد بموهبتها واعجابه بفنها والذي يتيقن من تميزه إلا أنه وكعادته تحدث متهكما كي يستدعي ڠضبها 
إيه يا أنسة اللي إنت عملاه ده!
رفعت وجهها لتطالعه فرمقها باستهجان ثم استطرد ساخرا 
أنا مش فاهم إنت إزاي عديتي من إختبارات القدرات!
كظمت غيظها من استهزاءه وكادت أن تتحدث لولا استماعها لصوت ضحكات الجميع الساخرة منها اعترتها حسرة وشعور ممېت تغلب عليها في حين تصبب جبينها عرقا وبدأ جسدها بالارتجاف مما جعل ضميره يستيقظ فجأة ويجلده بلا رحمة وكأنه تحول لسوط 
شعر بذاك الوقت كم أنه تحول لرجلا بلا ضمير حيث ترك العنان لغريزة الاڼتقام من تلك المسكينة وجنب ضميره المهني الذي يحتم عليه احترام جميع الطلاب وعدم السخرية منهم أو تقصدهم واصطياد الاخطاء لهم وهذا ما يتنافى مع اخلاقيات تلك المهنة السامية 
رفعت رأسها لتطالعه بعينيها المغيمه بدموع الألم والانكسار لامته عيناها وكأنها تسأله لم!
ثم انطلقت مسرعة للخارج تاركة إياه مصډوما ومحتقرا حاله تسمر بمكانه لا يعلم ما وجب عليه فعله الآن شعور بالعجز تملك منه ولأول مرة وعى على نفسه عند وصول همهمة الطلاب من حوله على الفور استعاد توازنه وما شعر بحاله إلا وهو يسرع بخطواته باتجاه خروجها خرج يتجول بالمكان بعينيه باحثا عنها حتى وجدها تجلس فوق أريكة خشبية بجانب سور جانبي تحرك صوبها بخطوات سريعة حتى وصل لعندها
شعر بوخز قوي يقتحم صدره لأجلها وما أصاب قلبه بالالم الشديد وشطره لنصفين هو رؤيته لدموعها وهي تنساب بغزارة فوق وجنتيها تحمحم لاخراج صوته وبنبرة خجلة نادمة تحدث 
أنا أسف
لم تنظر إليه بل ضلت على حالها تنتحب بشدة فأعاد على مسامعها من جديد
غنوة أنا بجد أسف
رفعت عينيها لتتقابل بخاصته وبصوت ضعيف منكسر وبدموع منهمرة من مقلتيها بغزارة أردفت بنبرة عاتبة 
ليه تكسرني قدام زمايلي بالشكل ده أنا عملت لك إيه!
كانت نظراتها بمثابة طعنات خناجر اخترقت قلبه فادمته ابتلع لعابه واجابها وهو يرفع منكبيه لأعلى 
صدقيني أنا مش عارف عملت كدة إزاي
واستطرد نادما 
أنا أسف
بدموعها عقبت 
وأسف حضرتك هعمل بيه إيه بعد الاھانة اللي حسيت بيها قدام كل زمايلي
واستطردت وهي تهز رأسها پألم وانهزام 
أنا حاسة إني مش هقدر اوريهم وشي تاني
بسط ذراعه صوبها فاردا كف يده في دعوة منه للتمسك به ثم تحدث 
تعالي معايا
نظرت لكفه المفرود بتعجب وتردد يرجع لعدم ثقتها به
تشعر بحيرتها فأراد طمأنتها متحدثا 
ثقي فيا يا غنوة
ما شفتش من حضرتك اللي يخليني أصدق كلامك وأثق فيه
كلمات نطقتها بمرارة جعلته يلعن حاله لما أوصلها إليه أراد أن يخرجها من تلك الحالة فتحدث بمشاكسة 
أهو لسانك ده هو اللي جايب لك الأڈى وهو بردوا اللي وصلنا للحالة اللي إحنا فيها دي
قطبت جبينها بغرابة ولم تستوعب مقصده بعد فاسترسل شارحا 
بصراحة اسلوبك كان سخيف جدا معايا لما قابلتك على السلم
تم نسخ الرابط