قلوب حائرة 2 من الفصل الحادي والثلاثون إلى الاربعون بقلمي روز آمين
المحتويات
سريعا وهي تنظر إلي راقية بنظرات راجية لتحثها علي التوقف
خلاص يا راقيةقفلي علي الموضوع
هتفت راقية ضاربة بتوسلات ثريا عرض الحائط
لا مش خلاص يا ثرياما هو سكوتكم ده هو اللي خلاها زودتها في اللي بتعمله وساءت فيها
قالت كلماتها الحادة إلي ثريا وقامت بتحويل بصرها وثبتته فوق الفتاة ثم استرسلت بإبانة
واستطردت بايضاح
أيوة الأم غالية محدش قال حاجةبس مهما كان الۏجع اللي حستيه علي أمك عمره ما هييجي ربع حړقة قلب جدتك ثريا اللي خسړت زينة شباب العيلة وهو في عز شبابه
واهي صابرة وعمرها ما قعدت تندب حظها زي ما أنت بتعملي
نزل حديثها علي قلب ثريا أحرقه وكأنها جلدات سوط لا مجرد كلماتتوجع عز وشعر بغصة مرة وقفت بمنتصف حلقه عندما لمس حزن متيمة روحه الغاليةود لو أن له الحق لذهب إليها وأحتضنها وقام بسحب ألامها الساكنة وتحملها بدلا عنها
أما أيسل فقد تأثرت وشعرت بالألم يقتحم قلبها لما رأته من أوجاع تكونت واستقرت داخل عيناي وفوق ملامح تلك المكلومة علي صغيرهاهتفت منال بحدة بعدما فاض بها الكيل من حديث الكل المؤلم والمجهد لروحها التي باتت ضعيفة للغاية
أما ذاك العمر الجالس بمقعده ويدعي الثباتفقد كان ېختلس النظر إلي تلك البريئة من الحين للأخر مع مراعاته لأخذ الحيطة كي لا يلاحظه أحدوهي الأخري تنظر إليه بإستغراب لكونه الوحيد من بين أفراد العائلة الذي لا يقوم بمداعبتها ولا بالإهتمام بها
نظر عليها وهي تجاور بجلوسها مروان وتتحدث معه العربية بطلاقة بعد أن تخطي جلوسها بمنزل ثريا الستة أشهر وأصبحت أكثر إنسجاما مع الجميعكم كان داخله مبعثرا تجاة تلك الصغيرة التي يعلم أن لا ذنب لها فيما حدث من والدتها تجاههلكن قلبه مازال مټألما ولم يعد بعد كما كاننعم لم يعد ينفر من رؤيتها كقبللكنه مازال رافضا إقتحامها لحياته بتلك الطريقة
ماروأنا عاوزة واحدة كرواسون
حاضر يا حبيبتي...نطقها بهدوء ثم بسط يده وجلب لها واحدة من المعجنات المفضلة لديها وقام بوضعها داخل صحنهاأما ذاك الصغير الذي يتوسطها هي وساندرا طارقفأردف بنبرة تنظيرية
خليها في طبقك ومش تاكليها غير لما بابي ومامي ييجواعلشان جدو عز مش يزعل منك
حاضر يا عزوبس أنا قولت لمارو يحطها في طبقي علشان أنا جعانة ولما أونكل ياسين ييجي هاكلها علي طول
أومأ لها الصغير بمفاخرة بحاله علي أنه إستطاع السيطرة علي تلك الجميلةفتحدثت ساندرا هي الأخري ولكن إلي عز قائلة
عزو ممكن أنا كمان تجيب لي واحدة كرواسون
ثانكس عزو
شعور بالفخر والرضا إحتلا داخله وتحدث إليها برجولية مبكرة
لما تلاقي نفسك عاوزة أي حاجة قولي لعزو وهي يجيبها لك علي طولأوك يا ساندرا
أوك يا عزو...هكذا أجابته بإبتسامة خلابة تحت نظرات ليزا التي تشاهد بصمت تام يرجع لطبيعتها الهادئة
تحدث حمزة المجاور لمروان بنبرة حماسية شبابية
شفت الكوتش عمل إيه إمبارح مع مؤمن حسين
إبتسم له مروان وتحدث معقبا علي حديثه
هو أنا بس اللي شفتدي فضيحته لفت النادي كله
واسترسل بغرابة
أنا مش مصدق إن حد في سنه يعرض صحته للخطړ وياخد منشطات علشان يطلع مركز أول في مسابقة سباحة في النادي
واسترسل مفسرا بتعجب
انا كان ممكن أدي له مبرر لعملته دي لو كانت المسابقة علي مستوي الجمهورية
أومأ له حمزة بمصادقة علي حديثه وانضم ياسر لحديثهما معبرا عن رأيه
أنا إتصدمت لما عرفت
واسترسل واشيا
أنا سمعت إن نيرة عاطف هي اللي فتنت عليه علشان ټنتقم منه لما سابها وراح صاحب تينا الأمير
ضحك حمزة وتحدث بنبرة ساخرة
هو أبن حلال ويستاهل المقلب
ضحك ثلاثتهم وتابعوا مواصلة حديثهم الشبابي
صوب الجميع أنظارهم نحو ذاك الذي خرج للتو من البوابة الداخلية حاملا صغيرته الجميلة بإبتسامتها الخلابة التي ټخطف بها قلوب جميع العائلة وبما لها من طلة ساحرة وخفة روح إستطاعت من خلالهما إمتلاك قلوب الجميع وتعلقهم بها حتي تلك الناقمة
كانت تمتلك عينان زرقاويتان بلون مياة البحر في شدة صفائهاوشعرا بلونا أسودا حريرياأما وجهها فكان مستديرا كقمرا منيرا في ليلة إكتماله
كانت تتحرك بجانب حبيبها في طريقهما إلي مكان طاولة العائلة تحت تهلل الصغيرة التي وما أن رأت التجمع حتي باتت تصفق بيداها وتتراقص بين ذراعي والدها وتلوح بكفاها في الهواء بلهفة شديدةتحت سعادة قلوب الأخرين الذين أصابتهم عدوي إبتهاجها
إقترب من الجمع وألقي تحية الصباح ثم تحرك إلي مقر جلوس إبنته المتمردة التي أصابها الڠضب حين رأت غريمتها تجاور والدهاوقف خلف مقعدها وقام بوضع صغيرته داخل أحضانها ثم تحدث وهو يضع قبلة حنون فوق رأسها عله يزيل عنها إمتعاضها الذي أصابها فور رؤيته بجانب مليكة
صباح الخير يا حبيبتي
صباح النور يا بابي...قالتها باقتضاب وضيق لكنهما سرعان ما انقلبا إلي بهجة إحتلت قلبها حين رأت وجه تلك الصبوحة وهي تبتسم لها وتداعبها بكف يدها الرقيققربت شفتاها من وجنة شقيقتها ووضعت قبلة حنون وباتت تداعبها تحت ضحكات الصغيرة
أردفت ليزا بسؤال طفولي إلي مروان جعل عمر ينتبه إليها
ماروكدة أقدر أكل الكرواسون بتاعي
نظر لها مبتسما وتحدث بحنان خاص بها ولا يدري من أين مصدره
أه يا حبيبي تقدري تاكلي
واسترسل متسائلا إياها بإهتمام
تحبي أجيب لك عسل تاكليه بيها
نظرت إليه وتحدثت بدلال بارعة به
أكلهولي إنت علشان مش بعرف وبيقع علي هدومي
حاضر يا حبيبتي...قالها بإبتسامة حنون أسعد بها قلب الصغيرة التي باتت تتعلق به بشكل مبالغ
هتف عز مشاكسا نجله الذي جلس مجاورا إياه وزوجته
يارب تكون مبسوط وإحنا قاعدين متذنبين من غير أكل ومستنيين جنابك علي ما تصحي وتتعطف علينا وتنزل
ضحكة بشوشة خرجت منه وتحدث موقرا إياه
حقك عليا يا باشا واوعدك مش هتتكرر
ترجل الصغير من فوق مقعده وجري علي شقيقتاه حتي إستقر بمقر جلوسهم وتحدث وهو يمسك كف الصغيرة التي وما أن رأت ذاك المشاكس حتي إنفرجت أساريرها وباتت تشير له بكفاهاتحدث إليها وهو يداعبها
سيلا أنا عاوز أقعد جنبك إنت ومسك علشان أأكلها
أومأت بموافقة وسحبت له المقعد المجاور والذي كان فارغا لعدم وجود سارة علي الطاولةأجلست شقيقها المشاكس التي تعشق تواجدها معه لكونه الوحيد الذي يستطيع رسم إبتسامتها وإدخال السرور علي قلبهاهو وتلك الصغيرة لما لها من قبول قد رزقها الله إياه فاقټحمت به قلوب الجميعأردفت بنبرة حنون لشقيقها
يا حبيبي هي مش بتعرف تاكل أي حاجة من كل الأكل ده
أردف موضحا بغرور
أنا عارف لوحدي يا سيلامامي بتأكلها بس زبادي وأنا بأكلها معاها
أومأت بضيق حين ذكر إسم غريمتها لكنها تغاضت عن الأمر وبدأت بمساعدة شقيقها بإطعام الصغيرة تحت إرتياح قلب ياسين الذي يباشر الأمر عن بعد
أردفت ثريا وهي تشير إلي الجميع بأن يشرعوا بتناول
متابعة القراءة