الحسناء والميكانيكي بقلم سارة علي
المحتويات
دعاء والدته وصلاحه
استقام واقفا امام الدرابزيون بعد حديثه وقفت بجانبه هي الاخري و شعورها انها تريد ان تكون هكذا بقربه
الټفت اليها ونظر لوجهها وشعرها الذي خرجت منه خصلاته من كعكته لم تحيد عينيها عنه و التي اصبحت متوهجه بلونهما العسلي صوب عيينه السوداء المرتكزه علي ملامحها و كأن بينهم مغناطيس يجذبهم و هو يشعر انه يتزحزح عن ارضه و الغريب ان من داخله مترقب لنفسه و لها
ردت عليه حسنا بخفوت و انا مبسوطه انك حكيتلي
مش هاتحكيلي انتي كمان
تشنجت ملامحها قليلا و قالت بإرتباك اسمي حسنا
عارف
اخذت نفس عميق مرتجف و التفتت اليه مبتسمه و بدءت بسرد حياتها له طفولتها وشبابها و تفاعل هو في مواقفها بأعين شغوفه تاره و مواقفها المحزنه بعبوس علي وجهه
سمعت خفوت ضحكته و قال لا
و لكن انقطعت الكلمه اثر ذلك الصوت القادم من اول السطح يقول
ماكنتش اعرف انك عامل السطح لكده ياا اسطي علي
الفصل السادس
ماكنتش اعرف انك عامل السطوح لكده يااسطي علي
صدح صوت نجلاء يقطر غيره بتلك الكلمات قاطعه حديث اعينهم
انتفضت حسنا ناظره اليها مبتعده عن علي بأحراج اما هو نظر اليها و لا يبدو عليه اي اثر من الارتبكاء قائلا
قصدك ايه يا ست نجلاء
و لا حاجه انا قلت اطلع اشم شويه هوا بس لاقيت السطح مشغول
نظرت اليها حسنا بتلك العباءه الضيقه و الطرحه التي يظهر انها القتها علي شعرها و خرجت
وجهت حسنا سؤالها الي علي قائله مين دي
انا اللي المفروض اسال ياعنيا شكلك ماوردش عليا قبل كده
اقتربت حسنا قليلا من علي خوفا من تلك المراءه وحدتها و نظراتها المشتعله اليها دون اي سبب تعرفه
قال علي باسلوبا حاد الابله معرفه و اه مش من هنا بس من طرفي و اللي من طرفي انتي عارفه ياست نجلاء بيتعامل ازاي
رد علي بنظرات حاده لطريقتها المفتعله و ايه هايزعلها انا فعلا عامل السطوح ده للبنات يقعدوا فيه براحتهم مش للجيران
و تركها دون كلمه أخرى و جذب حسنا من يدها متوجهين لاسفل و عند اقترابها من نجلاء و جدتها تنظر اليها بتفحص و كأنها غىريمتها تركوها تغلي بداخلها من ردوده البارده مهما حاولت التودد إليه
متذكره زوجها الذي تزوجته لعدة سنوات في منزل اهله مع والدته وشقيقتيه الذين كانوا يلقون عليها اقذر السباب كان زوجها ضعيف الشخصية لا يستطيع الوقوف لأهله من اجلها و يكتفي فقد بمواساتها بغرفتهم خشيه من اهله حتي انه لا يستطيع حتي النظر اليها بوجودهم خشيا منهم و هي كانت تمني نفسها بتغيره صابره حتي نفذ صبرها
نزلت درجات السلم معه و وقفوا امام شقه و الدته الټفت اليها وجدها تنظر ليده الحاضنه يدها بحمايه تركها مرتبكا و قال متحشرجا اا انا اسف بس حسيت انك خۏفتي منها
رفعت عينيها بلمعتها الجديده و الغريبه عليها و همست له مش هاخاف ابدا و انت موجود
ازداد وجيب قلبه من تلك الغريبه و حديثها و عيينها و شعورة الغريب اتجاها بالحمايه مشاعر تجتاحه لاول مره شعر بتعرق جبينه فمسحه بيده و مسح بها علي شعره للخلف مداريا ارتباكه و توردها ايضا بسبب وضعهم هكذا بمنتصف السلم
قالت له
حسنا بخفوت انا لازم اروح
اوما لها
و قال وعينيه ارضا هاوصلك
وقفت علي باب الشقه و هي
تهندم من ملابسها طرقت علي الباب مرتين فتحت السيده هدي قائله نجلاء ازيك يابنتي
رحبت بها هدي بفتور الحمدلله ادخلي انتي مش غريبه
رددت و تصنعت الاستحياء لا انا جيت اشقر علييكي بس و انزل ليكون سي علي هنا
علي في الورشه
ردت نجلاء بحماس لكسب و
دها طيب ياخالتي و بالمرة لو احتاجتي حاجه اعملهالك
دخلوا الاثنين و قالت هدي بضيافه تشربي ايه
وقفت نجلاء مره اخري بود زائد ابدا هو انا غريبه انا هاعمل كوبيتين شاي حلوين وانتي خليكي مرتاحه هو انا جايه اتعبك و لا إيه
ردت عليها هدي بابتسامه باهته لا خليكي انا بحب اقدم للضيوف بنفسي
بهتت ملامح نجلاء و ادركت المغزي الواضح من حديثها
استقامت واقفه و قالت لا مالوش لزوم بقي مره تانيه
اجابتها هدي بفتور ليه ما بدري
ردت عليها نجلاء بإجاز بدري من عمرك ياخالتي
و خرجت و اغلقت من خلفها الباب هامسه لنفسها بغيظ لفشل خطتها في التودد و معرفة اي تفاصيل تخص علي
وليه حيزبونه
مسكت حقيبتها و قد انتظرته كثيرا بعد عدة ايام لم تراه اليوم بأكمله و هي هنا حتي ارسلت هدي الي سلامه لتسأله عن علي وكانت اجابته انه في عمل خارج الورشه
انتوت الوقوف و قد اصابها الاحباط تنوي المغادرة
طرق الباب المستمر اعتقدت انه هو اخيرا فتحت هدي الباب و لكنها وجدت ابن احدي جاراتها يقول و هو منقطع الانفاس من الركض لامو اخذة يا حجه الاسطي علي موجود
اجابته هدي باستغراب من حالته لا يابني مش هنا مالك نفسك مقطوع كده ليه و ايه الدوشه اللي تحت دي
اجابها و هو علي عجاله من امرها عيال عدوي النجار ماسكين في عيال عمي وعايزين الاسطي علي يهدي الوضع
هتفت هدي بضيق وعيال عدوي ايه جبهم عندنا تاني مش كانت اتفضت
اجابا الشاب موضحآ عيال عدوي جات عليهم كبسههجوم من الشرطه راحو مخبين البرشام في دكان عيال عمي
تدخلت حسنا باعتراض قائله طب ماتبلغوا البوليس
الټفت اليها الشاب من اقتراحها الغريب عليه و قال رافضا لا يا ابله احنا مابندخلش الحكومه ما بينا و بعدين الحاج حسين و الاسطي علي هما اللي بيحلوها
صمتت حسنا پصدمه بينما قالت هدي و قد انتبهت لصوت علي اسفل اهو علي باينلو جه
قال الشاب سريعا متوجها لاسفل
طب بالاذن يا حجه
اتجهت حسنا للنافذه بترقب و فضول شديد
وجدت جمع غفير بالاسفل و النساء والاطفال يتابعون من الشرق و المنافذ بفضول و كانها احدي الافلام السينمائيه نظرت لاسفل
اجابتها هدي و قالت رغم قلقها علي وحيدها دلوقتي هاتتفض يابنتي و والحاج حسين هايهدي الدنيا ده كل يوم و التاني من ده
توجهت هدي الي المقعد قائله باعصاب تالفه الحمدلله عدت علي خير
صړخت فجاءه حسنا من كل ذلك العڼف قائله خير خير ايه دول كانوا هايموتو بعض و علي ازاي يدخل في مشكله هو مش طرف فيها
و مين قال اني مش طرف طول ما المشكله في منطقتي مع اهلي يبقي لازم اكون طرف
التفتت بقوة اليه هاتفه لا مش لازم كان ممكن تتعور كان ممكن ټموت بلغوا البوليس و
هو يتصرف انت مش رئيس جمهوريه منطقتك عشان تبقي في وسط كل ده
احتد صوت علي و قال رافضآ حدتها و ارتفاع صوتها
شكلك اعصابك تعبانه من اللي شوفتيه و حقك انتي مش متعوده علي ده بس ده عادي هنا و بيحصل و هايحصل و كل ماحد من اهلي هنا ها يقصدني في مساعده مش هاتردد اقف جمبه
احتدت هي الاخري قائله دون ادراك باندفاع دول مش اهلك
تحدثت هدي بتأنيب حسنا
التفتت اليها حسنا و قالت بضيق ازاي تسمحيله يعمل كده
خطت نجلاء من الباب المفتوح علي مصراعيه بعد استماعها للنقاش المحتد و قد شعرت بوجوب تدخلها للآن ربما لتكسب فرصه للفت انتباه
صدح صوتها قائلا الله ينور يا سطي علي تسلم ايدك انت و الرجاله عرفتوهم مقامهم ربنا يخليك لينا و تفضل حاميها ڠصب عن الكل
التفتت اليها حسنا و رفعت حاجبيها من تدخلها المفاجأ و الغير مرحب لها
و قالت بضيق و اضح فعلا انتي شايفه كده خڼاقه وبلطجيه شيفاها حاجه حلوه المفروض نسقف عليها
هتف علي و قد تمكن منه الڠضب من اسلوبها الغير محبذ إليه و هتف انا مش بلطجي و لا عمري جيت علي حد و هو انتي فاكره نفسك ها تغيري الكون علي مزاجك ده النظام و دي الدنيا الدنيا اللي انا متأكد انك ماشوفتيش فيها ابعد من القصر اللي انتي جايه منه
صممت و لم تجيب لا تشعر ان لديها
القدرة علي مجادلته اكثر تشعر بتلف اعصابها
ااتجهت اليها هدي باشفاق و قالت اهدي شويه يابنتي هاجيبلك ميه
هزت حسنا رأسها بالرفض و سحبت حقيبتها ومرت بجانبه واتجهت للخارج
ضيقت نجلاء حاجبيها ورددت بعقلها كلمهالقصر اي قصر
تنحنحت وهتفت بمديح زائد و هي الحته تسوي حاجه من غير واقفتك ياسطي علي دي الواحدة مننا مطمنه انها في مكانك
لم يستجيب لها علي او حتي نظر اليها و لكنه نفخ بصوت عالي اثر حديثه مع حسنا و انتهائه بهذا الشكل خرج من المنزل و اغلق الباب خلفه بقوه انتفضت نجلاء و نظرت الي هدي التي وجهت اليها نظره حاده و كأنها تقول لها انها تعرف ما تفعله ابتسمت اليها نجلاء بافتعال والټفت هي الاخري عائده لمنزلها
نفخ و هو يطرق علي قطعه الحديده پعنف و مزاجه المتعكر منذ عده ايام منذ غيابها
لم تأتي و لم يراها و الذي يغضبه اكثر انه حتي لا يعرف لها طريق و كأنها كانت كالحلم او طيف مر من امامه و جذبه وفر هاربا
ايمكن خاڤت منه رؤيتها لاسوء الاشياء هنا جعلتها تفر هاربه
ېعنف نفسه كثيرا لشعورة هذا يقسم انه لو رأها سيلقنها درسا مع بعض كلمات حاده ووو
اغمض عينيه ومسح جبينه المتعرق بشوق فقد لو تظهر
تنهدت تريد رؤيته لكن ظروفها تأبي ذهابها وقلبها لا يطاوعها ترك جدها ثانيه بمفرده
فقد تطمئن عليه و تهدي روحها بوجوده جوارها
الو
السلام عليكم
مسكت هاتفها بيدها الاثنين بفرحه عارمه وقالت علي
قال بعد صمت ايوة
تنفست بارتياح و قالت كنت حاسه انه انت
ابتسمت و قالت هامسه طنط بس
نفت مسرعا و قالت عمري مااخاف منك يا علي انا بس خۏفت عليك
قابلها الصمت في المقابل نظرت للخلف لجدها الراقد و قالت جدي تعبان اوي و ماينفعش اسيبه و كنت عايزه اجي بس انا متعلقه بيه جدا و خاېفه يجراله حاجه يا علي و الله انا مش باجي بمزاجي بالعكس طنط و هنا وو السطح كمان وحشني
ابتسم اخيرا علي الجانب الاخر وتنهد بارتياح قائلا الف سلامه عليه ان شاء الله يبقي كوبس ماتقلقيش
قالت هامسه برجاء يارب يا علي يارب
وقالت
متابعة القراءة