انا الذي احبك بقلم ريهام ابو المجد
مماتش هنا أنس م.. ات في القاهرة وابوكي حصله.. عاوزة تروحي علشان تفتكريهم
حركت راسي بنفي وكملت
لأ عاوزة أروح أحقق في اللي حصل أشتغل في التحقيق الصحافي ادور في نفس الوقت ورا الناس دي لو عرفتهم هوديهم في داهية وهبلغ عنهم!
هي سهلة يا مريم! هتروحي تقوليلهم اصل دول السبب في مۏت ابويا وأخويا هيقولولك أهلا وسهلا هنسجنهم ده غير إنك يا حبيبتي متعرفيش حتى اسمائهم.
هتروحي القاهرة زي ما أنت عاوزة وهاجي معاك وهندور وراهم بس اتماسك وخليك كويسة.. وحاولي تسامحيها هي كمان يا مريم مصډومة زيك!
بس أنا مش مصډومة أنا تعبت.
كانت أخر مرة شوفتها فيها قبل ما اسافر أنا ويوسف القاهرة حاولت توصلي اول شهرين معرفتش فبطلت تحاول وقتها سبت كل حاجة ومشيت منغير حتي ما احسب هي لو ماټت مثلا هقدر اعيش ولا لا!
خرج من الضلمة فبدأ النور ينزل على جسمه وعلى وش.. ماما!
أيوه يا مريم أيوه يا حضرة الظابط.. أنا اللي قټلت التلاتة واللي كان عندي استعداد بس علشان ابني وجوزي ابني حبيبي اللي زي الورد اللي راح وراح معاه كل أيامي الحلوة!
قربت مني قربت أوي ومسكت وشي بين إيديها
ودموعها بتنزل
علشان أنا معنديش أغلى من عيالي معنديش أغلى من قلوبهم.. لما حد يجرب يأذيهم هسحب روحه من جواه ابني ماټ بسبب جرعة زايدة! وهم ماتوا بنفس الشكل وبنفس الطريقة..
فكرك يا حضرة الظابط إني هندم فكرك إني أصلا ندمانة دلوقتي لأ.. أنا مش ندمانة علشان حاسة إني شفيت غليلي جبت حق ابني حبيبي وابوه وحتى بنتي اللي زهدت الحياة وهي يا حبيبتي لسه صغيرة!
قربت مني ومسكت إيدي باست راسي وسط دموعها وضحكة غريبة مرسومة على وشها
أنا عمري ما كنت اقصد القسۏة أنتوا أغلى ليا من نور عيني أنا عمري ما حد بس يا مريم.. عمر ما حد طبطب عليا بحنان أنس الوحيد اللي كان حنين عليا هو وابوه.. أنت كنت حنينة بس مش زيهم.. واخدة طبعي قاسېة وقت زعلك ومبتعرفي تنسي دلوقت هم مشيوا وأنت قررت تبعدي وتسيبيني.. ليا إيه أعيش علشانه!
يلا يا حضرة الظابط.
حركت راسي بنفي وجريت عليها مسكتها من كتفها ولفتها ليا
أنت بتكدبي مستحيل تعملي كده.. أنت مستحيل تق.. تلي أنا.. أنا عارفاكي كويس أنا أصدق إني عملتها ومصدقهاش عليك..
فضلت ساكتة فكملت وأنا بتحايل عليها
طيب يا ماما علشان خاطري أنا كنت سيباكي بس أنا كنت بتطمن عليكي من خالتو كنت متطمنة إني مش لوحدي وإنك موجودة.. متطمنة على الأقل بنفسك حواليا إني لو توهت في الدنيا هرجع اترمي في حتى لو مطبطبتيش عليا!
يا يوسف ألحق بتقولهم هي اللي قات.. لة بتقولهم هي اللي عملت كده!
متكلمش سكت.. هو ساكت وهي ساكتة حتى أدهم متكلمش.. يوسف أخدني في وشاور لأدهم هم واخدينها فين! هم كلهم بيمشوا ليه.. هو أنا اتكتب عليا افضل لوحدي!
مريم!
صحيت لقيت نفسي في بيت يوسف على سريره قمت بتعب لحد ما خرجت برا.. كان قاعد هو وخالتو لما شافني خارجة جري عليا
حركت راسي بهدوء وكملت
إيه اللي حصل هي اتحبست
اتنهد بزعل
محدش هيقدر يعمل حاجة هي اعترفت بكل حاجة قدام الكل.. اعترفت بجريمتها كاملة وقالت مين كان بيساعدها كل حاجة قالتها.
قعدت مكاني وبدأت أعيط كنت بعيط بمنتهى الصمت.. أنا جوايا حزن ېحرق مدينة بحالها!
أنت مطلوبة علشان تفاصيل القضية وعلشان هي كمان عاوزة تشوفك قبل ما تتعرض على النيابة.
حركت راسي بهدوء ودخلت غسلت وشي غيرت هدومي ونزلت من البيت يوسف رفض يسيبني لوحدي فجيه معايا.. أول ما وصلنا أدهم طلب نقعد.
أنت كويسة
رفعت راسي بهدوء وكملت
هي كده خلاص! هتتعدم
اتنفس بهدوء وكمل بآسى
هي أعترفت بجريمتها مفصلة واعترفت على اللي شاركوا في الچريمة.. مثلا أخ كمال ساعدها وأداها المعلومات وهو اللي حقنه بالمادة الكيماوية وقالت إنها عرفت من يوسف إننا حابسين سعد في بيته بس كان توقيع بالكلام مش مساعدة منه..
كملت بهدوء
ممكن أقعد معاها اعرف منها بالتفصيل اللي حصل
حرك راسه بإيجاب قابلتها.. كان وشها مختلف باين عليها التعب والعجز والقهرة مكنتش أعرف إنها هتأثر فيا كده!
عملت كده ليه وعملت كده ازاي! قدرت تجمعي جري مة بالشكل ده أزاي!
عملت كده
ليه علشان خاطر مقدرتش استحمل اللي حصل وكده كده وجودي مكنش له لازمة كنت ناوية ام.. وت نفسي بس قلت قبل ما اعمل كده أخلص من اللي خلصوا على ابني وجوزي وحياتي..
اتنهدت وابتسمت بسخرية
ازاي بقى فهم كانوا ليهم اعداء كفاية يدلوني على رقبتهم.. كمال اخوه كان عاوزه يم..وت وميحاولش يوصل للورث اللي ابوه اصلا حارمه منه طلبت منه يقابل أخوهمن جوا معاملهم خلي بالك او إ ابني اخده وشباب كتير غيره أخدوه وماتوا او حياتهم خربوا أنا سامر فكان حرامي وناصب على واحد.. طلبت منه المساعدة وبالفعل نفذ هو ومۏته..
كنت بسمعه وأنا دموعي مش ملاحقة بعض قاعدة مع مچرمة والمچرمة دي هي اللي ربتني كنت في بيتها! حتى لو علشان هم السبب نقت.. ل
إنما بقى سعد فكان له نصيب الأسد في إني أعملها بأيدي الأتنين.. اعذبه واحكيله حكاية اخواته الاتنين اللي قط.. عت ايده اللي ادى بيها لابني المخروب ده ابني اللي يا حرام وصل
اتنفست بسخرية وكملت
بس حتى ابنك اللي حاړقة علشانه دمك اوي كده.. أنت اول سبب لإنه يم.. وت أنت اللي سبتيه أهملتيه وخلتيه دايما برا البيت..
غمضت عيوني ومسكت إيديها
أنا مسمحاك كفاية اللي حصل.. هعترفلك بأكتر إعتراف ممكن أكون كان نفسي اعترفلك بيه طول حياتي ومعرفتش هعترفلك بيه علشان خلاص خلصت.. أنا بحبك وكنت طول عمري بحبك وطول عمري كان نفسي أسمع منك إنك بتحبيني.. كنت مستعدة أقعد في اسكندرية ويوم ما كنت مڼهارة كنت مستنية تخيلي مجرد كلمة منك كانت هتحييني! واستخسرتيها فيا.
تبقى ماشي في حياتك بتخسر كل خطوة ليك بخسارة جديدة.. اتعافى ازاي واتعافى علشان إيه وهعيش ازاي بعد اللي حصل!
مريم النهارده النطق بالحكم..
حركت راسي بهدوء وكملت
ماشي يا يوسف.
تخيل تبقى نازل من بيتك رايح تسمع محاكمة أنت عارف إنك هتخرج منها حرفيا صفر منغير ولا حد!
حكمت المحكمة حضوريا على السيدة سوزان أحمد رفيق بالأعدام شنقا.
كل الأصوات خلصت ماعدا صوت راسي كل التفاصيل اللي ممكن كانت تتجمع قدامي انتهت.. مفيش سبب علشان نكمل! ومنقدرش نسيب الحياة ناقصة!
خرجنا من قاعة المحكمة كانوا ماسكينها بس لسه على وشها الجمود وقفت قدامها فكملت بهدوء
يمكن لو كنت اترميتي في حضڼي مرة وقولتيلي إنك بتحبيني.. كنت حسيت إن فيه سبب أكمل علشانه.
جامد وباست راسي ومسدت على شعري
أنا بحبك يا مريم خليك عايشة.. خليك مكملة علشاننا.
روحت اسكندرية فتحت الشقة دخلت بهدوء واترميت على اقرب كنبة لقيتها.. كان نفسي احضهم كلهم سوا مرة اترمي في نعمل بيت دافي وحنين معقول! بعد كل ده تخلص كده
عدا حوالي خمس شهور بعد الإعدام كنت بحاول اتعايش.. نزلت علشان اتمشى شوية على البحر.. اشم هوا نضيف يمكن في مرة اتعافى.
أنت هنا وأنا قالب عليك القاهرة مش لاقيك
لفيت ورايا لقيته أدهم اتنهدت بتعب ورجعت بصيت قدامي تاني.. وقف جنبي وكمل بهدوء
أنا سألت يوسف كتير كان كل مرة بيرفض يجاوب بيأخر بيقولي هي مش عاوزة حد بس أنا تعبت.. أنت دخلت فجأة حد مختلف غير كل حاجة في حياتي.
ابتسمت بسخرية
بإيه يا حضرة الظابط! غير منطقية
لأ بإصرارك ومحاولاتك بشجاعتك وقوتك.. بإنك لسه عايشة يا مريم.
اتنهدت بهدوء وسكتت لفيت وشي وبدأت أمشي في طريقي بمنتهى الهدوء بمنتهى الحزن.. وهو جنبي بيحايل اللي باقي من أيامي يحن ماشي ساكت شالي طاير من هوا اسكندرية في البرد وقلبي محتاج يتدفى.. وعلشان الصمت وليد اللحظة! مقدرتش اقبل اعيشها تاني.
انتهت بحمد الله.