العشق الطاهر بقلم نسمة مالك
المحتويات
جيلان علي مضض نحو الخارج وهي تقول بتحذير..
انا هقف علي الباب لازقه فيه لو عمل اي حركة كده ولا كدة قبل ما تقولي يا جيجي هكون ناطه في كرشه..
انهت جملتها وخرجت من الغرفه غالقه الباب خلفها وظلت مستتده عليه وملتصقه بأذنها به بشده غافله عن انظار طاهر الجالس علي إحدى المقاعد يشاهدها بانظار منذهله هب واقفا واقترب منها ومال بوجهه عليها وهمس بأذنها..
اجابته جيجي بتلقائيه هامسه..
بلمع اوكر..
انتبهت علي حالها فنتفضت بفزع ونظرت له بغيظ وتابعت بضيق..
انت لسه هنا يا انت..
ابتسم طاهر بستمتاع
اقصد جيجي والدتي..
ابتسمت جيلان له بتساع وبتسأل قالت..
بس لو كان خالي طاهر لسه عايش مامتش ورجع لمامتك هتوافق انها ترجعله وكنت هتفضل هنا معاها برضوولا هتمنعها عنه وتاخدها وتسافر يا هه طاهر..
انتي تقصدي ايه انتي مش قولتي ان مامتك قالتلك خالك ماټ..
ضحكت جيلان بسخريه ولاعبت له حاجبيها وهي تقول..
امممم قولت كده بس كنت
بكدب عليك واديك طلعت مش كل حاجه بتعرفها..
انهت حديثها وهمت بفتح باب غرفة شقيقتها
ولكن يد طاهر التي قبضت علي رسغها جعلت جسدها يرتجف بقوه ونبضه عڼيفه احتاجت قلبها وبلحظه كان جذبها عليه حتي انها ارتطمت بصدره العريض ومال علي وجهها حتي تلامست انفهما وپغضب قال..
ابتلعت جيلان لعابها بصعوبه وبصوت مرتعش وبقوة مزيفه قالت..
وهتعاقبني ازاي بقي يا طاهر يا كويتي..
الخاتمة..
عودة للماضي
طاهر..
يقف أمام والده يرمقه بنظرة خذلان وپألم حاد ظاهر بنبرة صوته قال..
انت مكتفتش اني عايش زي اليتيم..
نظر لشقيقته التي تقف بجواره تربت علي ظهره بحنان بالغ وتابع بمتنان..
حرك رأسه بأسف .
اقترب والده منه وعينيه مليئه بدموع الندم وربت علي كتفه بيد مرتعشه وبرجاء قال..
حقك عليا يا ابني سامحني انا والله ما كنت اعرف انك بتعشقها لدرجة دي..
مسح عبراته وتابع باسف..
انا اټجننت لما سالت عليها وعرفت انها بنت راجل مسافر وعايشه هي ومامتها لوحدهم وبتجيلك البيت عند اختك كل يوم وبتفضل قاعده معاك خۏفت عليك توقع نفسك مع واحده تكون مش مظبوطه ..
متقولش عليها كده جيلان دي اشرف بنت في الدنيا كلها وكانت هتبقي مراتي وشيله اسمي وصاينه شرفي وانت حرمتني منها وخلتني ابقي مدمن علشان اقدر استحمل بعدها عني بعد ما كان الكل بيحلف بأخلاقي والتزامي..
نظر والده لفاديه التي جلست تبكي بصمت يستجديها ان تجعل شقيقها يعطيه فرصه ويستمع له وبصوت يكسوه الحزن علي حال ابنه الوحيد وما فعله به دون قصد تحدث قائلا..
ابتسم طاهر بشرود
ومرر يده على قلادته التي اهدتها له معشوقة روحه يلملم منها عطرها الغائب هو الحياة بالنسبه له وبتنهيده مشتاقه قال..
انا بتعالج علشانها هي علشان عارف انها هترجعلي تاني والمرادي مستحيل اسبها تمشي حتي لو علشان خاطر ابنها هخدها في حضڼي وهعوضها عن كل لحظة بعدت عني فيها..
ابتسم والده بأمل وبلهفه قال..
لو رجعتلك تاني فعلا انا هقف في ضهرك واجوزهالك بنفسي كمان..
بكي بنحيب مكملا..
بس تسامحني يا ابني وترجع تمسك الشغل تاني انا من غيرك تايهه ومش عارف اقف لوحدي في السوق..
رق قلب طاهر له لم يتحمل رؤية دموع والده فقترب منه وربت علي ظهره
بحنان وهو يقول ببعض المرح..
يعني اعتبر دا كلام رجاله وهتجوزهالي بنفسك يا أبو طاهر ..
اجابه والده بلهفه..
اه والله يا حبيبي وهعملك احسن فرح في البلد كلها امال ايه دا انت طاهر طاهر الخيام صاحب اكبر معارض للموبيليات..
ظهرت الدهشه علي ملامح طاهر وبذهول عاد جملته..
صاحب اكبر معارض!..
نظر له بشك.. تقصد ايه يا بابا ..
احتوي والده وجهه بين كفيه وبابتسامة من بين كم دموعه قال..
انا كتبت كل المعارض بأسمك يا طاهر علشان عارف انك هتحافظ علي ورث اخواتك البنات وحتي اخواتك اللي من مراتي الجديده..
قالت فادية بفرحة غامرة..
اطمن يا بابا طاهر عينه مليانه وعمره ما ياخد حاجه مش ليه ابدا..
قال والدها بيقين..
انا واثق منه علشان كده ناوي اكتبله كل ما أملك مش بس المعارض..
هم طاهر بالاعتراض لكن والده تابع بأصرار..
دي اقل حاجه ممكن اقدمهالك يا ابني وعارف انك هتدي اخوتك كل اللي يحتاجه وزياده عن حقهم كمان..
غافلا عن زوجته التي تستمع لما يحدث بقلب يشتعل بنيران الحقد والغل وبغيظ شديد تمتمت هويدا بسرها..
بقي عايز تكتبله كل حاجه كمان يا طاهر طبعا ما هي العقربه اللي كنت متجوزها قبلي ضحكت علي عقلك لما سمته علي اسمك قال يعني من كتر حبها ليك..
ابتسمت بشړ وبوعيد تابعت..
اما لبستك أسود عليه مبقاش انا هويدا..
رسمت ابتسامة زائفه وسارت لداخل الغرفه وهي تقول بترحيب كاذب..
يا ألف نهار ابيض دا انا مصدقتش نفسي لما ابوكم قالي انه بعت العربية تجبكم عندنا..
ابتسمت لها فادية ابتسامة باهته
نظرت هويدا لطاهر بتفحص وبابتسامة مصطنعه قالت..
اما انا عملتلكو حته أكله هتاكلو صوابعكو وراها..
رفع طاهر حاجبيه بدهشه من تغيرها المفاجئتذكر انها كانت تتعمد تخبئ الطعام منه بالفتره القصيره التي مكثها معهم..
هبت فاديه واقفة ونظرت لوالدها قائله..
انا لازم امشي دلوقتي يا بابا لان عزمي هو والبنات علي وصول..
قال والدها بحب..
اقعدي كلي معانا لقمه يابنتي وابقي روحي..
لا مش هينفع اعذرني المرادي تتعوض مره تانيه بإذن الله..
قالتها فاديه وهي تحمل حقيبة يدها وتسير نحو الخارج وبابتسامة تابعت..
هتيجي معايا يا طاهر..
اه يا حبيبتي.. قالها طاهر وهب واقفا استعدادا للسير ليسرع والده ويمسك يده وبرجاء قال..
خليك انت يا طاهر بقالنا زمن مكلناش مع بعض يا ابني..
خضع طاهر لطلب والده وجلس جواره مره أخرى وببشاشه قال..
حاضر يا ابو طاهر هقعد اكل معاك..
تنهدت فادية بقلق قائله..
طاهر يا حبيبي متتاخرش علينا علشان هنستناك تاكل معانا احنا كمان..
حرك رأسه بالابجاب لها علي مضض استدارت فاديه وسارت نحو الخارج بقلب يتاكله القلق والخۏف..
وليتها لم تتركه ليتها أخذته معها فقد عاد بذلك اليوم طاهر أخر شهقت پعنف حين لمحت هيئته عبر الشرفه..
يسير بضعف شديد يجر ساقيه وجسده يتهاوي من حائط لحائط يجاهد حتي يصل لباب المنزل يظهر علي وجهه الاعياء الشديد جبهته تتسبب عرقا غزيرا وعينيه حاوطهما هاله من السواد بعدما كانت عادت لطبيعتها..
وأخيرا وصل لباب المنزل فخارت قواه وسقط أرضا فاقد وعيه لتصرخ فاديه بإسمه بفزع..
طااااااهر
مرت خمسة أيام..
داخل منزل فاديه بالطابق الثالث
اجهشت فاديه بالبكاء اكثر ونظرت لزوجها بشرار قائله..
اتصرف يا عزمي اعمل حاجه شوف اي مستشفي او حتي نسافره لأي بلد بس منسبهوش يتألم بالشكل ده..
قال عزمي بأسف..
مافيش ولا مستشفي راضيه تقبلهوكله بيقول دي حالة ټسمم يا فاديه والسم اللي واخده مفعوله طويل المدي وخطېر جدا ومش عارفين له علاج بس انا بحاول اعمل كل جهدي علشان ادخله مستشفي الحميات هي الوحيده اللي هتقبله بس مافيش فيها مكان فاضي..
صړخت فاديه بنهيار..
محدش سامه غير مرات ابويا عايزه تموتك يا طاهر يا قلب اختك..
اقتربت من زوجها وچثت أرضا امامه وبتوسل قالت..
اعمل اي حاجه يا عزمي اخويا بېموت..
بكي زوجها علي هيئتها وهيئة شقيقها التي تشق القلوب وجذبها سريعا يحتويها بقوه لتبكي فاديه بصوت اشبه بالصړاخ مردده من بين شهقاتها..
يا طااااهر يا قلب اختك..
صرخاتها جعلت طاهر يستعيد وعيه قليلا واعتدل جالسا بصعوبه..
لتركض فاديه نحوه وتساعده علي النهوض وبقلق قالت..
ايه يا حبيبي عايز تروح الحمام..
بين الوعي واللاوعي قال طاهر بتقطع..
ج جيجي بتنادي عليا يا فاديه..
انهمرت دموع فاديه بغزاره وهي تراه يستجمع شتات نفسه وهب واقفا لتسرع هي بأسناد يده حول كتفها وسارت معه نحو الخارج يبحث عنها بلهفه وبهذيان قال..
جيلان مستنياني يا فاديه انا شايفها وسامعها بتنادي عليا..
صړخت فاديه بزوجها قائله..
اتصرف يا عزمي اخويا جسمه سخن مولع اخويا بيضيع مني ياعزمي..
انتبهت فاديه علي سير شقيقها وكاد ان يصتدم بأحدي الحوائط لتجذبه عليها وبلهفه قالت..
حاسب يا حبيبي..
ليلقي طاهر جمله علي سمعها اوشكت
ان تصيبها بسكته قلبيه حين قال..
انا مش شايف حاجه خالص يا فاديه..
اتسعت اعين عزمي بذهول واقترب منه يتفحص عينيه وهو يقول بتوتر..
طاهر يا حبيبي فتح عينك كويس وقولي شايف ايه..
بصعوبه فتح طاهر عينه وبتعب شديد همس..
مش شايف خالص..
تعالت شهقات فاديه ولطمت وجنتيها قائله..
اخويا يا عزمي اخويا يعني ايه مش شايف..
ترخي جسد طاهر فجلست فاديه به ارضا ومال برأسه علي كتفها وبصوت يكاد يسمع قال..
لما بغمض بشوف جيلان بس ولما بفتح مبشوفش حاجه خالص..
بدأ ينتفض جسده بقوة بين يديها وسالت الډماء من أنفه وفمه ورغم هذا ابتسم برضا مرددا برجاء..
متعيطيش يا فاديه انا رايح لمكان احسن من الدنيا القاسيه دي..
تمسك بثيابها وبهمس تابع..
قولي لجيلان اني لأخر
زاد انتفاض جسده وهو يردد اسمها وتوقف فجأه متمتا الشهاده بشفاتيه وأغلق عيناه بابتسامة تزين محياه..
بعيون زائغه نظرت فاديه لزوجها الذي نكث رأسه وبدأ يبكي بنحيب بعدما فحص طاهر وتأكد من ۏفاته وبصعوبه قال..
البقاء لله يا فاديه..
قوووم يا طاهر قووم يا قلب اختك هاتلي عيل من ريحتك..
.. عوده للحاضر..
بعد مرور عدة أشهر من لقاء جيلان وطاهر..
شهقت جيلان پعنف وفتحت عينيها وبدأت تصرخ بنهيار شديد مردده..
ااااه طااااهر لااااا يا حبيبي متسبنيش بالله عليك يااااااارب سبهولي يااااااارب..
لتشعر بيد تحاوطها بحمايه ظهرها مقابل صدره وصوت طاهر يهمس بإذنها بعشق شديد قائلا..
جيجي حبيبتي اهدي انا هنا يا روحي..
تشبثت جيلان به بكل قوتها وپبكاء حاد قالت..
نفس الکابوس البشع يا طاهر ان ماما فاديه بتحكيلي انت مت ازاي..
أغمض طاهر عينيه بعف وقبل رأسها بعمق مرات متتاليه وهو يقول..
انا هنا معاكي مموتش يا جيجي..
انا معاكي حبيبتي ومستحيل ابعد عنك تاني ابدا..
دثت جيلان نفسها بين ضلوعه وتنهدت براحه
حين تذكرت انها اصبحت زوجته منذ أيام قليله لتداهمها ذكري اول لحظات زواجهم..
.. فلاش بااااك..
بابتسامة منبهره يتأملها بعينيه بتمعن شديديتفحص كل انش بها دون التفوه بحرف واحدتبادله هي النظره بأخري مندهشهباكيه وحتي ضاحكه عقلها غير قادر علي استيعاب كل ما يحدث..
أيعقل بعد كل هذا الكم من الألم والعڈاب الدائم الذي غلف قلبها بأبتعاده عنها سيمحيه هو اليوم!
تفهم هو نظرتها فاقترب منها بخطوات هادئه ورفع يده ومسح عبراتها بأنامله وبهمس قال..
مش حلم يا جيجي..
امسك يدها ووضعها علي موضع قلبه صعودا بصدره ولحيته التي ظهرت بها بعض الشعيرات الماسيه زادته وقارا وشموخ حتي توقف علي شفتيه
ايوه انتي انهارده بقيتي مراتي حلالي يا عشق الطاهر..
شهقت پعنف واجهشت پبكاء لفرط تدافع مشاعر
متابعة القراءة