غابة الذئاب والسحر الاسود بقلم فاطمة الألفي

موقع أيام نيوز

وتلاشت حديثه قائلة وهي تنظر لوالدته
يحب أن أغادر فقد تأخر الوقت وغدا سوف أاتي لاباشر عملي ولكن يجب أولا أخبار عائلتي
ثم رمقت تميم بنظرة ثبات وقوة وقالت
هيا لتقلني إلى منزلي هذه أوامر الجد ووالدتك
قبل أن يعترض قالت جميلة بحسم لكي تنهي الحوار
هيا تميم زينة فتاة ولا يليق بشاب مثلك ترك فتاة تغادر منزله في ذاك الوقت وحدها
زفر بضيق وسار بخطوات واسعة وهو يقول بنفاذ صبر
هذا عملي واعتز به اذا كنت تظن انها أهانه فهذا من نبل أخلاقك
كان حديثها استهزاء مبطن بشخصيته
الهلامية فيبدو أنه يتلذذ باحتقار الآخرين الاقل منه ثراء ولم تكتفي زينة بذلك حيث جلست بالمقعد الخلفي للسيارة واشطاط غضبه ولكنها تماسكت بالقوة ورفض الخنوع له وهو وجد نفسه في مأذق عندما شاهد جده يقف في شرفة غرفته ويودع الفتاة ركل السيارة بقدمه ڠضبا من فعلتها تلك واستقل مكانه يقود السيارة بسرعة فائقة لكي يزرع داخلها الخۏف والړعب منه ولكي يجعلها تتحاشاه أثناء وجودها بالقصر..
وطالعها بمرآة السيارة وهو يقول بصوت حاد غليظ 
منذ تلك اللحظة عليكي الابتعاد من أمامي واذا تقابلنا بالقصر ابعدي وجهك هذا عني لا أود أن التقي بك مجددا لست اعمل سائق خاص لجناك يا سيادة السفيرة 
اشاحت بوجهه عنه وهي تتطلع لطريق من خلف زجاج النافذة وقالت بلامبالاة
وأنا أيضا لا أود أن التقي بك ومجبرة على تحمل بغضك من أجل الجد فقط 
هتف بصوت غاضب 
حقا مستفزة.
اما عنها فشعر بسعادة داخليه وانها لم تقبل بأهانته وردت له الصاع صاعين ولم تكترس لسرعة السيارة فهي الفتاة القوية التي لا تترك الظروف تهزمها ولا تستسلم لألعيب القدر.. 
ظل كارم بغرفته يحاول إيجاد طريقة لكي تصفح عنه سيران وتغفر له وقرر عدم الاستسلام 
الطبيب الذي أت معها من إيطاليا لا تبشر بخير ويشتعل غيرة بسبب وجوده مع محبوبته بمنزل واحد.
جاب الغرفة ذهابا وإيابا مثل الأسد الجامح يريد أن يفتك بذلك الدخيل الذي دخل على حياة معشوقته سيران 
شارد الذهن في وضع خطة محكمة لابعاد ذلك الشاب الذي يشعر بأنه يتودد لها ويقدم هو الاعتذار ويحاول أن يذكرها بعلاقتهما معا وكيف انتهى حبه من قلبها بتلك السرعة فهو لم يصدق بعد أنها ابتعدت عنه وأغلقت قلبها حتى انها رافضة في سماعه او مسامحته ولكن ماذا عليه أن يفعل حائرا في أمره.
قرر ان يحاول الالتقاء بميلا ويتحدث معها بأن تلتقي بسيران تخبرها بأن لا يوجد شيء بينهما 
يمتلك كارم اصرارا على الفوز بسيران ثانيا ولن يتركها مهما واجه معها من نفور وصعاب عليه الآن إثبات حبه وعشقه لها وان يحارب من أجلها وهذا ما أخذه في قرار مصيري عليه مواجهته وخوض المعركة والفوز بقلبها لكي تعود إلى أحضانه وينسى الماضي ينسى كل ما فعله من تجاهل مشاعرها بالسابق عليه الآن إن يتضرع من نفس الكأس الذي أذاقها منه سابقا..
الإصرار والعزيمة هما ما يؤديان إلى تحقيق النتيجة المرجوة من شيء ما فقد نرغب في خسارة مقدار من الكيلوجرامات واكتساب كتلة عضلية لكن لا نتمتع بقدر كاف من العزيمة لإكمال عملية الوصول لتحقيق الهدف لذا فإن الرغبة العميقة في المواصلة تجعلنا مثابرين ومصرين على استكمال الطريق وتمنحنا الطاقة والتركيز اللازمين لمواصلة الطريق الذي قد بدأناه بالفعل وإذا أدرك الشخص في أي وقت أن الهدف لم يصبح مهما بهذا القدر وأن رغبته لم تعد قوية كفاية فسوف يتلاشى إصراره ويكون من الصعب الحفاظ عليه حينما يواجه عقبة مهما كانت بسيطة.
انقضى الليل سريعا وأسدلت الشمس أشعتها الذهبية معلنة عن تدفئة العالم وحول نهار جديد يحمل في طياته خبرا سعيدا ينتظره العائلة وهو انكشاع الغمة ومعافاة سادم من وعكته الصحية التي لا يعلمون عنها شيئا إلى الآن وما مصير صغيرهم بعد تلك اللعبة التي ألعبها مع رفاقه على سبيل التسلية والمزاح وخوض تجربة جديدة على أطفال بأعمارهم..
ولجت ريم لغرفة صغيرها وازاحت الستائر عن النافذة لكي تنير الغرفة وتولج الشمس باشعتها الدافئة ثم اقتربت من فراش صغيرها جلست على حافته وأمسكت بكف يده لتتفاجئ به يحركها ويشعر بها تعلقت مقلتيها بدهشة وجالت على ملامح وجهه التي تقلصت وهو يفتح عينيه ببطء لتتعلق بعيون والدته الجاحظة مكانها أثر الصدمة وعدم الاستيعاب.
صړخت مهللة تنادي بابنتها بصوت عال يكسوه الفرحة العارمة لتدلف سيران الغرفة مسرعة ولحق بها لاواي أيضا خشت سيران أن يكون قد اصاب شقيقها مكروه لذلك تصرخ والدتها بهذا الصياح ولكن عندما ولجوا لداخل الغرفة ظل لاواي مكانه محتفظ بابتسامته وترك سيران لهم بغرابة فلم يعد متذكرا شيئا منما حدث معه وكأنه كان نائما وأستيقظ لا يعي شيء وهذا ما جعلهم يتبادلون الانظار بينهما بصمت لم يستطيع البوح فيكفي ما مر عليهم خلال الأيام الماضية.
ولكنه نظر لشقيقته وقال بتسأل متذكرا امر البطولة
سيران لماذا أنت هنا ولما تركتي البطولة
تبسمت له بحب وقالت بصوت شغوف يملئه السعادة والأمل معا
لقد حصلت على لقب بطلة العالم في الإسكواش لهذا العام يا صغيري
فتح فاه بدهشة وحك مؤخرة عنقه وهو يقول
كيف حدث ذلك ايعقل أن أكون نمت كل هذا
ضحكت سيران وقالت وهي تربت على ضهره بحماس ثم هتفت بمرح
نعم نمت أسبوعا متواصلا
ظن انها تمزح بحث عن هاتفه ليجده أعلى الكومود وتطلع لتاريخ اليوم ثم قال بدهشة
حقا أنه يوم أخر غير اليوم الذي نمت به ولكن لماذا لما أتذكر ما حدث بتلك الفترة وما مر على حياتي هذه الأيام الماضية
هنا تدخل لاواي وقال بصوت رخيم 
كنت تعاني حمى وحرارتك مرتفعه والتزمت الفراش هذه الأيام الان لا ترهق عقلك بالتفكير زال البأس
نظر له بغرابة فهمت سيران قائلة 
هذا لاواي صديقي وطبيب أيضا سهر على مداوتك يا شقيقي
عاد سادم ينظر له ثم هتف مرحبا به لتقطع ريم حديثهم قائلة وهي تنهض عن الفراش وتستعد لمغادرة الغرفة هاتفة
سوف أحضر طعام الإفطار بنفسي اليوم هيا أستعدوا
بعدما غادرت والدتهم نهض سادم هو الآخر بنشاط ودلف للمرحاض فتركته شقيقته وغادرت الغرفة هي ولاواي التي طالعته بامتنان فقد صدق وعده ولا زالت غافلة عن ما قدمه لشقيقها بعدما صارحها بالحقيقة الكاملة جعلها تنسى كل شيء لكي لا تخاف منه
وقالت له مبتسمة 
اشكرك لاواي على كل ما قدمته لي ولعائلتي حقا أنت صديق رائع
بادلها البسمة بنظرات
عاشق ولهان وهمس بصوت عذب رقيق يدغدغ أوصالها ومال على أذنها 
أنت التي سحرتني بجمال طلتها الخلابة سيرو أنا متيم بك
جال بذاكرتها تلك الجملة تتردد على مسامعها ولكن بنبرة صوت مختلفة
سيرو أنا متيم بك.. أشتقت لك سيرو.. اعشقك سيرو يا فاتنتي الشرقية
أغمض عينيها ورفعت كفيها تسد أذنيها عن الصوت الذي يتردد داخلهما باصرار وظلت تهز رأسها بعدم تحمل ثم هوى جسدها باحضان لاواي التي حال بينها وبين الأرض ولا يعلم بماذا أصاب ساحرته الانسية.
نفث الهواء بوجهها وتلاشت خصلاتها أثر الهواء الذي ينفثه أمام وجهها يجعلها تفيق وعندما فتحت عينيها لم ترا وجه لاواي ولكنها رأت وجه أخر لشاب في نفس عمره يبتسم لها بسماجة وهو يردد قائلا
أشتقت لك سيرو
قالت بصوت حائر
من أنت
أزدادت اتساع أبتسامته وظهرت نوابذة قائلا بغمزة
سادم حبيبك سيرين إلا تتذكريني
ظلت تهز رأسها بهسترية وصړخت بوجهه قائلة بحزم
أنا سيران لست ب سيرين... أنا سيران سيران
الفصل الثالث عشرإركالا.. إله المۏت 
فتحت عينيها بوهن لتجد نفسها داخل غرفتها ولاواي جالسا بجوارها على طرف الفراش يطالعها بقلق ينتظر إفاقتها.
دارت بمقلتيها داخل الغرفة ثم أعتدلت بجسدها لتجلس بالقرب من لاواي وتقص عليه ما راءته بحلمها أخفى عليه توتره بسبب ذاك الحلم فهو كان على دراية مسبقة بأن جدتها سيرين كانت تعشق طبيب التشريح ومنذ ان وجد القلادة وهو علم بكل ما حدث بالماضي وأراد أستغلال تلك التميمة لصالحه.
حاوطها بخفه بين ذراعيه وربت على ظهرها برفق وهمس بصوت حاني لكي يجعلها تنسى ذلك الحلم الذي سيفسد عليه الكثير فشخص سيران لن يهدا لها بال إلا وهي على علم بكل شيء ولابد وأن والدتها سوف تقص عليها الماضي فهي لم تدرك كل ما حدث مع الجدة سيرين.
قال لاواي مازحا لكي يجعلها تنسى الحلم الذي راودها 
هيا انهضي من فراشك ام روح تشارلي غادرت جسد سادم لتسكن جسدك حبيبتي
تبسمت له ثم هتفت بتسأل
أخبرني ماذا فعلت لكي تغادر الروح الشريرة جسد شقيقي
بدالها البسمة وقال بغرور متصنع وهي يهندم من ياقة قميصه
أنه سر من أسراري الخفية
إلا تخبرني اسرارك تلك شخصيتك المبهمة الغامضة
رفع كفه ليربت بحنو على وجنتها وقال بهدوء
لا تستعجلين حبيبتي سوف أعلمك بكل شيء حين يحين الوقت المناسب أعدك حينها سأكون 
هزت رأسها بايماءة خفيفة ثم نهض عن الفراش واستقامت في قوفتها وقالت
هيا نذهب إلى وليمة الإفطار التي ستعدها والدتي بنفسها من أجل سلامة صغيرها المدلل
سار جانبها محاوطا بكتفها منما جعلها تنظر له بدهشة وقالت
هل تتحرش بي يا هذا
اعتذر حبيبتي ولكني أود وضعك داخل أحضاني في كل لحظة تمر بعمري وأنا معك
هل انت صادق بمشاعرك فلم نلتقي إلا منذ أيام قليلة كما أنني خارجة من قصة حب فاشلة
قال بضيق
لا تقولي قصة حب الذي حدث بينك وبينه لم يكن حبا على الإطلاق الذي يحب لن يخذل ولن يخون هذا كان مجرد تعارف ليس إلا ارجوك تنسي ذاك الشخص
حسنا ولكني لن أعدك بشيء الآن
لا أريد منك سوا أن تبتسمي وتسعدي بوقتك واعدك لن متطفلا ولن أطلب منك المزيد بعلاقتنا سادعك تحصلين على القدر الكافي من التفكير وأشعر بالتجاوب أيضا قلبي يحدثني بانك تكني لي مشاعر حقيقية تنمو داخلك وهذا يجعلني أمتلك العالم بأسره.
لا تعلم كيف تجيبه هي حقا تشعر بمشاعر أعجاب اتجاهه ولكنها تخشي ان تكون تعلقت به مجرد فراغ عاطفي بعدما تركت خطيبها كارم ولا تود نسيانه بشخص أخر.
الټفت العائلة بفرحة عارمة حول مائدة الطعام وسعداء بصغيرهم الذي أسترد صحته وفاق من توهانه وأصبح بخير وكان الفضل يعود إلى لاواي 
طالعها لاواي بود وقال انه فعل الصواب وهذا عمله 
سمح له مراد والد سيران ان يظل في ضيافتهم لحين عودته إلى بلدته وهو سعيد بوجوده وسط عائلته وافق لاواي من أجل أن يظل بجوار محبوبته كما حدثه سادم بأنه سيتجول معه داخل شوارع القاهرة ويعرفه على كل ركن من ضواحيها ويجعله لن ينسى المدة التي سيقضاها هنا ولن تكون تلك المرة الأخيرة فسوف يعاود تكرارها كثيرا. 
كانت تشاهد ما تفعله عائلتها بصمت ولكنها مبتسمة بالالفة التي طارأت على عائلتها والمحبة التي يحدثون لاواي بها وكان بينهما تمازج عجيبا كما لو أنه فردا من العائلة.. 
الصغيرة وجرتها خلفها ثم تركت منزلها لتسير على الأقدام بخطوات واثقة
تم نسخ الرابط