ڼار الحب بقلم إيمان حجازي

موقع أيام نيوز


عمار قليلا وحاول الوصول لعينيها 
زينه ! أنا مش عايز حد يعرف عشانك أنتي ! خوف عليكي انتي مش سبب تاني لو عليا اصړخ بعلو صوتي واقول للدنيا كلها أنك مراتي وحبيبتي والوحيده اللي حبيتها !
كادت زينه أن تصرخ بوجهه وتسأله عن علاقته ببسنت ولما هي يحق لها أن تخبر الجميع بأنها تعرفك من قبل ولها معك قصه ! وما هي تلك القصه ما سبب تلك النظره والتنهيده التي خرجت منها وهي تتحدث عنك ولما أخبرها محمد بأنها علي علاقه معك والأرتباط بينكم مؤجل !

لوت زينه شفتيها بتهكم ونظرت له باحثه عن أجابه بعينيه 
متأكد إنها الوحيده !
إنتي عندك شك 
نظرت إليه بترقب ورددت 
عمار !
إبتسم لها عمار بحب 
يا عيونه !
أنت أتجوزتني ليه ! يعني ليه كتبنا الكتاب ما كان ممكن تبقي شبكه بس ونتخطب طالما بتحبني وكده كده مش هنتجوز دلوقت ! وقتها أنا فكرت أنك فعلا عايزني مراتك لكن بصراحه أتصدمت برفضك ليا ! كان هيجري إيه أول أمبارح لو قضينا مع بعض ليله ! كنت عايزاك وانت عايزني وقلوبنا كانت ملهوفه علي اللحظه دي بس صوت عقلك وقتها أشتغل وقالك لأ ! ليه ليله مكنش حد هيعرف بيها ولا حتي والدك وانا مراتك قدام الدنيا كلها حتي لو عرفوا 
وقف عمار صامتا بعض الشئ لم يتوقع أبدا أن تخرج تلك الكلمات منها حيث لا يريد أجابته أبتعد عنها وجلس علي سطح مكتبه شاردا بحزن 
إنتي بجد عايزاني أجاوبك ! بلاش يا زينه ردي هيزعلك 
عايزه برضه أسمعه !
عشان يمكن كنت اناني شويه في حبك ! كنت عارف إني لما ده حرام لكن ببقي محتاج واحسك جوايا محتاجك متبعديش عني انا مش مثالي لكن علي الأقل عارف حدودي كان نفسي تكوني علي اسمي قبل ما تهربي أو تبعدي عني تاني ومينفعش اعمل كده وإحنا علي الأقل مش كاتبين الكتاب عشان لو باباكي كان عايش كان هيرفض أن بنته تعمل كده مع واحد لمجرد أنه بس بيحبها وهي بتحبه فخليتك مراتي قدام نفسي قبل أي حد لأني حطيت نفسي مكان أبوكي واعتبرتك بنتي عشان كده كتبت الكتاب ! 
خفت لو جرالي حاجه قبل الفرح تبقي انتي لسه فكرت يمكن تحبي بعدي وتبقي الحياه لسه قدامك محبتش أكون مېت وواحد معايا فرحتك وعمرك اللي جاي كمان ويكفيني أوي شرف أن واحده حبتني كل الحب اللي جواكي ده ليا يا زينه مش عايز اكتر من كده !
أعاد ببصره إليها فوجد الدموع تترقرق داخل عينيها في صمت وقلبها يرتجف هبط من علي المكتب وأسرع إليها 
وأكتر حاجه خلتني هو إني لسه مستني حاجات كتير قبل اليوم ده ! لسه مستني فرح كبير أوي وطرحه بيضه وفستان ابيض مستني انا وكل حاجه في اليوم ده تكون بكر مش عايز اضيع فرحه الأحساس ده فاهماني 
هزت زينه رأسها برفق
مردده 
فاهمه ! المهم دلوقت أنت عايز مني حاجه انا كمان ولا أمشي !
كان عمار حزينا لتلك اللكنه الجافه والحزن التي تتحدث معه به لا يريدها هكذا لا يريد سوي ان يري معشوقته العنيده التي أحبها والأصعب من ذلك أنه لأول مره يصعب عليه فهمها تذكر بسنت وما أردفت به قبل قليل وما يمكن أن تكون قالته لزينه وهي معها بالغرفه ردد عمار 
أنتي مش عايزه تسألي علي حاجه تاني !
علي الرغم من أن بداخلها الكثير من الأسئله
ولكن فضلت أنه هو من يخبرها بذلك رددت بإقتضاب وجمود
لأ 
متأكده 
أيوه وحاسه اني عايزه انام !
لا يدري بما يفعل معها نفخ بضيق ثم عاد ينظر إليها بحنان 
أدي الحزن حقه جواكي عشان بعد كده متلاقيش نفسك پتنهاري في موقف عادي حقه حقه بس مش أكتر من حقه ! وأعرفي أن كل حاجه غامضه وراها سبب ومليون افتراض ممكن الواحد يفكر فيهم لكن ده مش معناه أن الافتراضات دي كلها صحيحه ! أوقات التفكير الكتير بيطلع علي الفاضي ومبتاخديش منه نتيجه غير أنه بيتعبك مش اكتر 
روحي نامي يا زينه ومتفكريش تمام !!
هزت رأسها بالأيماء وانسحبت من تلك الغرفه ولم تفسر حديثه سوي ان هناك سببا آخر زواجهم ولحبهم وللقائهم ولكل شئ حدث معهم شعرت بغصه داخل قلبها ولكنها قررت أن لا تفكر بالفعل كما أخبرها 
أما عمار فأستدعاه اللواء نزيه وأخبره بما توصلوا له من حول مكان تهامي وتلك المنظمه ! وأخذ يدرس معه أليات الخطه مره أخري وكيفيه التصدي لهم 
ما أن انتهوا حتي ذهب كل منهم للنوم قليلا قبل بدأ اليوم التالي 
مع تسلل أول شعاع للشمس كان يقف عمار أمام الفريق بأكمله الذي حضر منذ أن قرع بابه أتخذوا مكانا خاصا بعيدا الي حد ما عن تلك الأصوات الضخمه لتدريبات الكتائب 
تحدث عمار في ثبات شديد بصوت جهوري
نفذت وجابت لنا المعلومات اللي أحنا محتاجينها عن المهمه والمفروض دوري دلوقت أبلغكم بيها ونبدأ التدريب علي أساسها لكن القائد قالي حاجه أبلغهالكم قبل ما أبدأ مع إني كنت معترض لكن هو أصر ! 
قالي دي يمكن تكون عمليه إنتحاريه أكتر ما هي هجوميه وملهاش غير نتيجتين بس يا أما نروح ونيجي ماسكين علم بلدنا ورافعين رأسها ومستنيين علينا بصدر رحب واحنا معانا خطه الدفاع 
يا نتكشف ومنرجعش من هناك وياعالم ممكن يعملوا فينا ايه لو أتمسكنا ! 
القائد قالي أخيركم الأول إذا كنتوا موافقين قبل ما تطلعوا المهمه دي ولا حد فيكم هيتراجع وقتها أنا مفكرتش وقلتله أننا وان كل واحد دخل الجيش أو الشرطه أو المخابرات أو أي قوه أمنيه فهو داخل بإرادته وعارف أنه ممكن ييجي يوم وميخرجش منها عايش قلتله إحنا لا بنختار حربنا ولا بنختار مكانها قلتله إحنا لو هنختار كنا أختارنا من الأول قبل ما ندخل المجال ده مش نختار هنطلع مهمه ولا لأ ومع ذلك برضه قالي خيرهم ! 
انا أول واحد برفع إيدي وبقول إني طالع مين فيكم عايز يتراجع !
نظر كل من معتز وعمرو وطارق وأمير لبعضهم البعض وهم يومئون برأسهم إيجابيا في ثقه مطلقه وإصرار وارتفع صوتهم الجهوري
إحنا في دهرك ومعاك يا فندم !
بينما نظر لمحمد الذي بات متوترا بعض الشئ ولكن شعر بأنه لا يحق له الرفض فالوضع اكبر من أن يرفض خرج صوته شبه واثقا 
معاك طبعا 
مضي خطوطين حتي توقف أمام زينه وبسنت وتحدث 
أنتو أكتر اتنين هتكونوا في امان لأنكم مش هتدخلوا معانا يعني لو أحنا مرجعناش انتو اللي هترجعوا ! ومع ذلك بخيركم للمره الأخيره !
تحدثت بسنت بحماس شديد 
انا أصلا زعلانه اني مش هشارك معاكم جوه المعمعه اللي انتوا رايحينها دي ومع ذلك مش هتدخل في طبيعه المهمه ! واكيد عارف اني مش هتراجع
أكد علي بسنت مره أخري ولكنها قاطعته بأصرار شديد وأخبرته بأنها معه دائما وكانت تنتظر ذلك الأمر من زمن 
كانت زينه تنظر إليهم والي إصراره وتأكيده عليها وهي تسأل نفسها ! لما هو خائڤ عليها لتلك الدرجه ولم يكترث حتي لزوجته التي من المفترض أنه يحبها أكثر من تلك الدخيله
كان عمار متعمدا في الأبتعاد عن زينه كي لا تفضحهم نظراتهم لبعضهم البعض خوفا عليها من بطش محمد الذي يعلم أنه يراقب كل فرد معه وتحديدا هو حتي أنه فكر في الاسترسال مع بسنت في الحديث أكثر منها وتمني لو أن زينه تفهم ذلك فقط من الاتجاه الصحيح وتتذكر ما أخبره لها ليله الامس وهو أن كل
تصرف أو عمل له وجهه أخري وسبب أخر غير الواضح امام الجميع 
ولكن زينه كانت ابعد ما يكون عن فهم وجه نظر عمار 
إبتعد عمار عنهم ووقف امامهم جميعا مرددا 
طبيعه المهمه هي الأغاره علي اكبر
منظمه إرهابيه داخل أسرائيل 
أكمل عمار حواره بسلاسه وفهم مبسط لكل فرد منهم وكيفيه تنفيذ دوره في تلك المهمه 
كل منهم لا يفكر بالهزيمه بداخل عزيمه وإصرار علي الفوز فقط ولا يضع أمام عينيه سوي رايه بلده وهي ترفرف بحريه 
وما أن أنتهي حتي ردد بشبه إبتسامه واثقه 
كل واحد فيكم عرف دوره وإيه الحاجه اللي هيتدرب عليها خلال الفتره دي قبل ما نطلع لكن حابب اقولكم حاجه ! انا عارف أن ممكن يكون البعض فيكم شايف الأمر صعب وأنه ممكن ميرجعش ! انتو انسحب منكم الموبايلات النهارده واتسمح لكم تعملوا أخر مكالمه وبالفعل كل واحد فيكم عمل المكالمه دي ! كل واحد فيكم اكيد فضل يفكر مين اللي ممكن يكون اخر واحد يكلمه قبل ما ېموت أو يجراله حاجه ! في اللي فكر وفي اللي مفكرش وعمل المكالمه علي طول لأنه عارف هو هيكلم مين حطوا قدام عينيكم انكم راجعين منتصرين عشان الشخص ده ! عشان متوجعوش قلبه ! عشان هو مستنيكم وانتوا لسه عايزين تعيشوا معاه ايام كتير جايه وان دي مش هتكون اخر مره تشوفوه فيها ولا تسمعوا صوته 
علي الرغم منه نظر لزينه التي كانت تحلم هي الأخري بحياتها القادمه معه 
تذكر أمير أسراء الذي لا يدري لما أختار أن تكون هي آخر من يستمع لصوتها وتمني أن يعود مره اخري للقاء بها تمني أن تكون زوجته مثلما بين يوم وليله تأكد من أنها هي من اختارها قلبه 
بينما شرد معتز وهو ينقل نظره بجواره وأغمض عينيه في ألم وهو يحلم لو تشعر تلك الجميله بحبه لها ولكن كان ابعد من ان يجعلها تفكر في ذلك 
بينما كسا الحزن تعابير عمرو وهو يتذكر التي سلبت منه حبيبته وهو لا يفكر سوي بالخوض في المعارك الضخمه والمهمات الصعبه لعله يوما يذهب إليها شهيدا 
أما طارق فشرد بوالدته التي لم يتبقي لها أحدا في الدنيا سواه أراد العوده إليها كي لا تظل وحيده أو ټموت قهرا وحيره عليه 
ولم يفكر محمد سوي بالنجاه بحياته مهما كلفه الأمر 
أنتشلهم عمار من تفكيرهم سريعا وهو يوجه حديثه لبسنت 
دكتوره ! انا عارف إنك متدربه علي أنواع كتير فظهورك معانا وقت التدريب هيكون قليل 
ثم نقل بصره لزينه 
بشمهندسه ! في جهاز هيوصلك النهارده ده اللي هتشتغلي عليه ! لكن قبل ده لازم تتعلمي معانا أستخدام الالي بجانب استخدامك !
أعطاها صغيرا وأخبرها بأن تسدد جميع أهدافها تناولته منه وأخذت ټضرب ببراعه شديده وسرعه بديهه بدأ عمار يدخل معها بسنت
 

تم نسخ الرابط