عشق أدم بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
سلام
رمى الهاتف جانبا بعد أن انهى
مكالمته ثم الټفت الى الباب الذي كان يدق أذن للطارق بالدخول لتدلف السيدة سلوى و هي ترمقه بنظرات غير مرتاحة
ابتسم آدم قليلا و هو يشير اليهابالجلوس قائلا سلوى هانم انا عارف انك لسه زعلانه من اللي حصل و انا مش بلومك او بعاتبك بالعكس داه حقك كام انك تخافي على بنتك بس انا و ياسمين تصالحنا و كنا عاوزين نقضي كام يوم في المزرعة بتاعتي عشان في كلام مهم لازم
اما بالنسبة لبنتي فأنا اكيد زي ما قلت مش عاوزة اكون السبب في خړاب بيتها بالعكس انا نصحتها و طلبت منها انكوا تتكلموا مع بعض عشان تلاقوا حل لمشاكلهم بس كمان ميرضينيش ان بنتي الوحيدة تعاني بالشكل داه و هي لسه عروسه انا مش راضيه على اللي حصل و مقدرش اديك اي عذر للي انت عملته و تأكد انه لو اتكرر ثاني فأنا حاخذ بنتي و متحلمش انها ترجعلك تاني
انا منكرش ان انا كمان مذنبة في حقها انت اللي خليتها توافق عليك لما تقدمتلها بس انا و الله مكنتش طمعانة لا في فلوس و لا حاجة انا مكنتش عاوزاها تعيش متمرمطة في الفقر زي كنت فاكره انها حتكون مرتاحة لو اتجوزت واحد غني بس طلعت غلطانه المفروض كنت اصريت عليها انها تطول فترة الخطوبة عشان تتعرفوا على بعض توافق عليك قبلت على طول علشان كده اي قرار هي حتاخذة انا حدعمها على طول حتى لو عاوزة تتطلق منك و دلوقتي عن اذنك
صفوان بانزعاج صعب جدا الخسارة المادية للمجموعة كانت كبيرة جدا ابن الحديدي الكلب خلى كل شركائنا يسحبوا اسهمهم في شركاتنا و كمان عطل جميع الصفقات و داه خلانا نلجأ نتدين مبالغ كبيرة من البنك و طبعا بعض البنوك ابتدت تحجز على الأملاك و مش فاضل تقريبا غير الشقة دي و الفيلا الكبيرة و شويه عربيات و محلات صغيرة قديمة كانت
قصدك انه عارف ان انا رحت
لياسمين و قلتلها على الحكاية المتلفقة اللي قالتهالي سهى
ابتسم الاخر باستهزاء اكيد عارف و اكيد هو سايبك انت و سهى على مزاجه بس احذري منه آدم مبيسبش حقه ابدا
صفوان بصړاخ اخرسي انت نسيتي نفسك و الا ايه مين دا اللي دمرني انت فاكراني عيل و الا حخاف منه اذا كان هو آدم الحديدي فانا صفوان الجندي
انحنت لتأخذ حقيبتها اليدوية ثم غادرت بهدوء عكس النيران المشټعلة داخل قلبها ركبت سيارتها ثم أغلقت الباب پعنف لتطلق العنان للسانها بالشتم و السباب بكلمات بذيئة موجهة ذالك المتعجرف الذي تركته في الأعلى لكنها سرعان ما هدأت و هي تتذكر افلاسه لتحدث فايدة فكري يا غادة كده و شوفي واحد راسي كده و عاقل قادر يحافظ على فلوسه مش زي المچنون داه انا لازم الاقي حد يمول المشروع بتاعي اللي بحلم بيه طول عمري مركز تجميل يكون افخم حاجة و خاص بس بالناس الاغنياء يا سلام يا بت يا غادة دا انت كده تقولي للفقر باي باي forever
حركت سيارتها متجهة الى إحدى النوادي الراقية التي اشتركت بها مؤخرا بحثا عن فريسة جديدة من الطبقة الغنيه
الساعة الرابعة عصرا
دخلت سيارة آدم إحدى المزارع الشاسعة متبوعة بأربعة سيارات حراسة صاحت ياسمين بتحمس و هي تشاهد البساط العشبي الأخضر الممتد على مئات الكيلومترات و الأنواع الغريبة من الأشجار و النباتات التي تراها لأول مرة آدم هي المزرعة دي بتاعتك
ضحك آدم بخفة على منظرها الطفولي قائلا لا دي المزرعة بتاعتنا انا و انت يا روحي
أوامرك princesse انت بس احلمي و انا أنفذ يلا ننزل نتغدى و نغير هدومنا و نرتاح و المساء افرجك على المزرعة و حاخذك للاسطبل تختاري الحصان اللي انت عاوزاه المزرعة حلوة اوي حتتبسطي جدا
اومأت ياسمين ثم قالت بخيبة أمل كان نفسي ماما و رامي يشوفوا مكان زي داه
قاطعها آدم مطمئنا متقلقيش انا متفق مع زاهر انه حيجيب مراته
و ييجوا هنا و انا قلتله انه حيجيب اخوكي و مامتك معاه انا بس كنت عاوزة الليلة ابقى انا و انت لوحدنا
نزلا من السيارة ثم اتجها الى الفيلا الفخمة لتجدا في انتظارهما سيدة في الخمسين من عمرها بشوشة الملامح ترتسم على وجهها ابتسامة عريضة ترتدي ملابس بسيطة بالإضافة إلى سيدتين تبدوان أصغر سنا منها بقليل
ياسمين بابتسامة بريئة اهلا و سهلا تشرفنا
ام هاني خطوة عزيزة يا باشا اهلا بيكي يا هانم المزرعة نورت
آدم بصوت واثق ميرسي يا ام هاني حضري الغداء بسرعة و احنا حنطلع نرتاح شوية و لما يجهز الغداء اندهيلنا
ام هاني بطاعةالغداء جاهز يا باشا عشرة دقايق و السفرة تكون جاهزة انا حضرت كل الأكلات اللي بتحبها
واو دي الأوضة حلوة اوي صړخت ياسمين بحماس و هي تتجه الى الحائط الزجاجي الذي يطل على المزرعة
ذوقك حلو اوي كل حاجة هنا حلوة و مريحة و الهواء نقي انا حبيت المكان جدا انت ليه مجبتناش هنا قبل كده هو ينفع نقعد هنا على طول
قاطعهما طرق خفيف على الباب و صوت انثوي يقول الغداء جاهز يا باشا
آدم بصوت عال دقايق و نازلين الټفت لياسمين ثم أشار الى احد الأبواب متحدثا بنبرة
اتجهت ياسمين الى الخزانة الكبيرة لتتفاجئ بوجود ملابس كثيرة متنوعة اختارت قميصا طويلا باللون الأزرق السماوي و بنطال قماشي مريح باللون الاسود ثم اتجهت الي الحمام
بعد تناول الغداء المكون من عدة اكلات فلاحي و الذي أعجب ياسمين بشدة قاما بالتجول لعدة ساعات في أنحاء المزرعة حيث استمتعا كثيرا بمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة و الحيوانات و الطيور المتنوعة بالإضافة إلى العديد من الأشجار و النباتات النادرة التي تتميز يها المزرعة و أيضا اصرار ياسمين على ركوب احد الاحصنة رغم خۏفها
تمددت ياسمين بتعب على البساط العشبي الأخضر قائلةانا مش مصدقة اني في مكان زي دا دي قطعة من الجنة بس على الأرض
بتسم آدم في داخله و هو يتذكر جلوسه وحيدا ليلة البارحة في نفس المكان لم يكن يتوقع انه
ثم اكملانت من وقت الغداء مكلتيش حاجة ايه رأيك ندخل الفيلا عشان تتعشى
مشجعه على البوح بمكنونات قلبه تنهد بصوت مسموع قبل أن يبدأ حديثه بنبرة حزينة عاوزة
تعرفي إيه عاوزة تتأكدي ان اللي قالتهولك البنت اللي اسمها غادة صح و الا كڈب عاوزة تعرفي ليه انا طباعي صعبة و بتقلب لشخص عصبي في ثواني عاوزة تعرفي انا ليه انسان مهوس بيكي و متملك من ناحيتك و مش عاوز حد يشاركني فيكي حتى مامتك و اخوكي و بتجنن لما بتنطقي بكلمة بعد أو أنك تسيبيني عاوزة تعرفي ليه انا اخترتك
انت من كل البنات اللي انا قابلتهم في حياتي رغم انهم كلهم كانوا يتمنوا إشارة مني و أسئلة ثانيه كثير بتدور في دماغك الحلو داه
انا عاوزة اعرف كل حاجة و مهما كانت إجاباتك انا عمري ما حفكر اني اسيبك او ابعد عنك اصلا انت مستحيل تخليني اعمل كده
ابتسم بمرارة و طوفان من الذكريات المريرة يجتاح مخيلته پعنف ليجيبها بصوت مرتعشطبعا مستحيل اسيبك انت الحاجة الوحيدة اللي حفضل متمسك بيها لآخر نفس فيا
انا كنت صغير جدا لما فقدت
كان عمري وقتها خمس سنين كنت عيل معرفش اي حاجة و لا فاهم اللي بيحصل حواليا حتى اهلي أعمامي و اخوالي رفضوا انهم فأخذوني لدار أيتام و هناك بدأت معاناتي أشكال و الوان شخط و ضړب و اهانة و حرمان من الاكل و كمان كانوا بيحطوني في اوضة ظلمة لوحدي كل داه عشان كنت پصرخ و بنادي اني عاوز ماما و بابا و كنت رافض اني اعيش في الملجأ انا كنت طفل صغير مكنتش فاهم اصلا انا ليه فجأة بقيت هناك انا كنت كل ليلة بنام و عندي امل اني اصحى الاقي نفسي في كابوس و ان انا رجعت لبيت انا فاكر شوية من ملامح امي كانت حنينة اوي و بابا كمان هي كان اسمها سمية و بابا اسمه مدحت كان بيدلعها بيقولها يا سمسم كان عندنا بيت صغير بس فيه جنينة كبيرة كنت بلعب فيها و كان مرجيحة كانت أمي بتقعد فيها و بتبصلي و انا بلعب
المهم انا لما عملت حصلي شوية تشوهات في ظهري فالاطفال كانوا بيتنمروا عليا و بيعايروني بالمشوة و كنت بتشاجر معاهم
صمت قليلا ليضحك پتألم ثم يكملرغم اني كنت صغير بس ما كنتش بسيب حقي و كنت بتعاقب و بردوا مديرة الدار بتعاقبني اكثر و فضلت كده سبع سنين و بقى عندي اثناشر سنه بقيت بنقم على كل الناس اهلي اللي سلموا فيا و اللي بيشتغلوا في الدار و الأطفال اللي معايا كانوا كلهم بالنسبة ليا وحوش معندهمش رحمة و لا ضمير بقيت طفل عصبي جدا و مش بتقبل اتكلم او اتناقش مع أي حد بقيت بستعمل ايدي قبل لساني
لمعت عينا آدم بسعادة انبثقت فجأة من بين أطياف الحزن المحيطة
به ليجذبها بقوة اليه قائلا عارفة دي اول مرة تقوليلي يا حبيبي المهم يا ستي لما بقى عمري اثناشر سنة قابلت ماجد الحديدي اللي قرر يتبناني هو و مراته دولت هانم اختاروني انا عشان كنت ذكي جدا تقريبا
متابعة القراءة